الحمد الله تبارك وتعالى والصلاة والسلام على رسوله الكريم
عند فجر الإسلام كان هناك صحابي جليل
تجرأ وقرأ القرآن الكريم بجانب الكعبة المشرفة ، ولم يسلم رضي من ضرب الكفار فضرب ضرباً شديداً .. حتى أغمى عليه ..
فما هي قصته بالتفصيل...؟؟
ومن هو ذاك الصحابي الجليل ..؟؟
إنه الصحابي الجليل:
« ابنُ أمِّ عـَبد »..كان نحيل الجسم دقيق الساقين ، ولما ضحك الناسعلى دقة ساقيه ،أو كما قال رسول الله . (.. وهو من السابقين الأولين، أسلم قديماً وهاجر الهجرتين الى الحبشة والمدينة المنورة وشهد غزوة بدر..)
قال رسول الله وآله وصحبه وسلم عنه: (.. والذي نفسي بيده لساقي عبدالله في الموازين يوم القيامة أثقل من أُحـد ..)صححه الألباني ،
وهو كذلك الإمام الحبر... فقيه الأمة...
وفي خلافة الفاروق عمر بن الخطاب تولى القضاء وبيت المال في الكوفةوصلى الى القبلتين بيت المقدس ، ومكة المكرمة..وقد بشره الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالجنة..
نشأته:
نشأ عبدالله بن مسعود في مدرسة النبوة ،
ونهل من معينها العذب، فكان أعلم الصحابة بكتاب الله ، وأعرفهم بمـُحكمهِ ومـُتشابهه، وحلاله وحرامه،
فمن هو أبن أم عبد الذي حظي بهذه المكانة عند الرسول..؟؟
أنه عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم الهذلي.
بن صاهلة بن كاهل بن الحارس بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر
عـُرف ابن ام عبد بأوصاف عدة ميزته عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم،
*-عرف بأنه حامل النعل ؛ وذلك لأنه كان يسارع بحمل نعل النبي رسول الله تحت ابطيه عندما يخلعه الرسول،*- وعرف بأنه صاحب السواك ؛ لأنه كان يضع في ثيابه سواك رسول الله ، ويقدمه له كلما اراد ان يتسوك ،*- كذلك عرف بأنه صاحب الوسادة ؛ لأنه كان يحمل معه وسادة ويمشي بها مع رسول الله ، وكلما اراد أن يجلس الرسول أسرع ،
ووضعها تحته كي يتكأ عليها.وكان ابن مسعود أول من جهر بالقرآن الكريم حينما قال الرسول الكريم وهو في مكة قبل الهجرة وقتما كان المسلمون ضعافاً:(.. من يـُسمع قريشاً القرآن..؟؟.. ) فقال ابن مسعود : (..أنا يا رسول الله ..).
فأعادها الرسول مرة اخرى ، ولا أحد يجيب غير ابن مسعود وكررها مرة ثالثة ،ولم يرد أحدٌ الا ابن مسعود فأذن له الرسول ..
فانطلق الى حيث كان المشركون حول الكعبة
- وكان وقت الضحى -
فوقف عليهم وقرأ بأعلى صوته:
بسم الله الرحمن الرحيم (.. الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ القُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ ، عَلَّمَهُ البَيَانَ ..)الرحمن:1-4
واستمر يقرأ السورة الى آخرها.
فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم..؟؟ وأمام أعينهم..؟!
فقالوا في دهشة: " ماذا يقول ابن أم عبد.. ؟!
ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب:
" إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد" ،
ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب،
وبلغ منه الأذى مبلغاً عظيمًا، حتى أغمي عليه فكفَّ عن القراءة ..
فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته، وخلصه من بين أيديهم ابوبكر الصديق رضي الله عنه وهو يقول لقريش:
" اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله.."؟؟
وعاد ابن مسعود وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده الى رسول الله فقال له :(..هذا ما خفته عليك يا ابن مسعود..).
فقال له ابن مسعود : " والله لو اردتني أن أعود مرة آخرى لفعلت ، يكفيني اني اسمعتهم ما يكرهون".وهكذا كان عبدالله ابن مسعود ..هو أول من جهر بالقرآن الكريم في فجر الإسلام.
الروابط المفضلة