العمل الرابع
التوكل على الله عز وجل
التوكل فريضة قلبية
تمثل جماع الإيمان ويجب صرفها لله عزوجل ولا يحصل
كمال التوحيد والإيمان إلا بكمال التوكل على العليم الخبير
قال الله تعالى" وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين "
المائدة 23
والمتوكل على الله لا يرجوا إلا الله ولا يقصده إلا إياه
ولا يطلب حوائجه إلا منه ولايرغب إلا إليه
قال ابن القيم المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي إليه إلا ثدي أمه كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه وتعالى
وعلى المتوكل الأخذ بالأسباب وعدم الركون لها وقطع علاقة القلب بها
قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
الطلاق 3
وروي عن المغيرة بن عبد الرحمن قال لقي سلمان الفارسي رضي الله عنه عبد الله بن سلام
قال إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى وإن مت قبلك أخبرك قال فمات سلمان فرآه
عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال كيف أنت يا أبا عبد الله
قال : بخير قال أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال وجدت التوكل شيئا عجيباً
رواه أبو نعيم في الحلية والذهبي في سير أعلام النبلاء
العمل الخامس
الصبر
الصبر نوعان صبر على تكاليف الشريعة وصبر على البلاء
أولا
الصبر على التكاليف الشرعية
يقصد بالصبر على التكاليف الشرعية حبس النفس
على طاعة الله وكفها عن معصية الله عزوجل
قال تعالى" أولئك يحزون الغرفة بما صبوا ويلقون فيها تحية وسلاما "
الفرقان 75
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : والصبر صبران صبر على
ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات
والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود أما الصبر الثالث
وهو صبر على المصائب والنوائب فذاك أيضا واجب
كالاستغفار من المعايب
ويختلف ثواب الصبر على التكاليف الشرعية باختلاف
الأعمال والأحوال فقد يزداد هذا الثواب إلى ثواب خمسين
شهيد في أوقات الفتن وقلة الناصر والمعين ويكون
في زمن العربة في زمن غربة الدين والنكوص على
أهل السنة والجماعة
فلقد روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم "
رواه الطبارني وصححه الألباني
ثانيا
الصبر على البلاء
إن البلاء سنة الله في خلقه لا يخلو منه مسلم ولا كافر
روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما
يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها"
رواه الحاكم وحسنه الألباني
إن الله تعالى إذا أحبك زاد في بلائك ليرفع درجتهم إذا صبروا
وهذا أمر غاب عن كثير من المسلمين فأساءوا الظن بالله روى محمود بن لبيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع"
رواه احمد وصححه الألباني
وهنا مصائب ترفع أصحابها إلى منزلة الشهداء
1- الموت بالطاعون
2- الموت دفاعا عن المال
3- الموت دفاعا عن النفس والدين والأهل
4- الموت من ذات الجنب
5- المائد في البحر والموت غرقا
6- المبطون وصاحب الهدم
7- المحروق والمراة الحامل والنفساء
8-الموت بمرض السل
العمل السادس
الصلاة وتتضمن أمور منها
1-المشي إلى الصلاة
روى عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد
وانتظار الصلاة بعد الصلاةفذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط "
رواه احمد والترمذي والنسائي
2- سد الفرج في الصلاة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة"
رواه الطبراني
3- إقامة الصلاة
قال الله تعالى" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون *
الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم "
الأنفال 2-4
4- الاستكثار من النوافل
عن عبادة الصامت رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
" ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة وحط بها سئية ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود "
رواه احمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني
الروابط المفضلة