الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله
وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
الركنُ الثاني..
الإيمانُ بالملائكة
تعريفه:
هوالتصديق بوجود ملائكة مكرمون،مخلوقين من نور، وأنهم ليسوا كالبشر، يسبحون الله في الليل والنهارلا يفترون،
ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ثم إنهم ليسوا كالبشر، وقائمون
بوظائف متنوعة أوكلَ الله تعالى إليهم القيام بها.
صفات الملائكة:
من المعروف إن العلمَ بالملائكة هو من علم الغيب و..
1- أنهم مخلوقون من نور:
فعَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
«.. خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ..»أخرجه مسلم.
وأن خلقهم كان قبلَ خلقِ آدم عليه السلام .. لأنه تعالى أمرهم بالسجود لآدم عليه السلام عند خلقه، قال تعالى:
«.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنيُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ البقرة30 ..»
وقال أيضا: «.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) ..»الحجر
2- عِظمُ خلقهم:
لقد ذكر الله تعالى بعض صفات الملائكة في القرآن العظيم، ومن ذلك عِظم
خلقهم فقد قال تعالى عن ملائكة النار:
«..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ..» التحريم6،
وقال تعالى عن جبريل عليه السلام:
«.. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوبِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)..»الحاقة 40،41 .
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ سيدنا محمد r قال:
«.. أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ،إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ..»أخرجه أبوداود
وهذا الحديث يبين عظمة الملائكة ، إذاً ، الواجب علينا الإيمانُ بكل ما جاء في ذلك،
مع أننا لا نستطيع تصور كيفياتهم، إذ كيف نتصور مخلوقات ذات أجنحة
مثنى وثلاث ورباع والجناح ُالواحد يسد الأفقَ، وجبريل عليه السلام له
ستمائة جناح كما ورد بذلك الحديث. فعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
«.. رَأَى رَسُولُ اللهِ r : جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ ، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ ..»أخرجه أحمد
3- قدرتهم على التشكل في مادة كثيفة جسمانية..
لقد أعطيت الملائكةُ القدرةَ على التشكل والخروج عن صورتهم الحقيقية، فقد جاء
جبريل عليه السلام إلى رسول الله r في
صورة رجلٍ شديد بياضِ الثيابِ، شديد سواد الشعر، كما جاء إلى مريم عليها
السلام في صورة رجل، وغير ذلك من المواقف التي ظهر بها بعض الملائكة
للرسل عليهم السلام..
4-كثرة ُالطاعة والعبادة:
إن الملائكة كثيروالطاعة والعبادة لله تعالى:حمداً وتسبيحاً وتنزيها وطاعةٌ لأوامره
دون كللٍ أومللٍ، قال الله تعالى:
«.. وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
(19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) ..»الأنبياء19-20 ،
وقال الله تعالى: فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ..» فصلت38،
ومع هذا فهم لا يأكلونَ ولا يشربونَ ولا ينامون، ولا يتناسلون،كما أنهم لا يوصفون بالذكورة أو الأنوثة.
الروابط المفضلة