::
أن ديننا الإسلامي الحنيف عَرف الكذب أنه أشد خطورة عند الله ،،
وعند الناس حينما يتناول أعراض الناس وحرماتهم ، وإشاعة الكذب
يعتبر أشد من الكذب نفسة ، وإن من المفروض على المؤمن ان يتحرى ويتثبت ، ولا يقول كلمة سوء
عن مسلم ابداً إلا بعد التحري خاصةً إذا كانت متعلقة بالعرض والشرف ولذلك فإن القرآن يؤكد على عظمة هذه القضية .. وقد قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
وحديث الإفك الذي اتهمت فيه الطاهرة الصديقة السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنهما كان من هذا النوع .. وقد اختلقت عليها أكذوبة آثمة مع صحابي
جليل هو صفوان بن المعطل ، وهى الصديقة بنت الصديق
رضي الله عنهما .. وملخص قصتها معروفة كما روتها السيدة عائشة رضي الله
عنها أثناء عودة رسول الله من غزوة بني المصطلق إلى المدينة ، كان صفوان
بن المعطل السلمي قد تخلف لبعض حاجته عن جيش الرسول ، وما لبث أن أسرع ليلحق بالقوم ،
ولكن سرعان ما توقف عندما لمح شخصاً ملتفاً في ثيابه ، غارقاً في نومه ، فنزل عن ناقته، واتجه صوبه
بكل خفة حتى لا يفزعه ، وما كان أعظم دهشته حينما تبين أن ذلك الشخص هو عائشة أم المؤمنين ، ولم يستطع أن يملك صيحته فقال رضي الله عنه :
إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
فاستيقظت عائشة مذعورة على صوته ، فقال لها : ما خطبك يرحمك الله فما استطاعت أن ترد
عليه حياء وخجلا، ثم قدم إليها راحلته فركبتها، واخذ هو بزمامها، وانطلق يطلب رسول الله
دون ان يلتفت نحوها حتى أدرك القوم مقيمين أثناء الظهيرة .. سألها الرسول عن سبب تخلفها ،
فقالت : سمعتك ليلة الأمس تؤذن القوم بالرحيل ، فذهبت لقضاء بعض شأني ، ولما عدت تفقدت عقدي ، فإذا هو
قد أنسل من عنقي ، فذهبت في طلبه ، ولما عدت وجدت القوم قد ارتحلوا..
فلزمت مكان رحلي لعلكم إذ تفقدونني فلا تجدونني فتعودون في طلبي ، ثم غلبني
النوم وما استيقظت إلا على صوت صفوان.
صدقها رسول الله في حديثها ، ولم يخالطه الشك في أمرها. أما
عصبة الإفك وعلى رأسهم عبد الله بن أبى سلول فأخذوا يطعنون في شرفها ، ويتهمونها في صفوان ،
حتى فشت أقاويلهم بين الناس، وبلغ الخبر رسول الله ، كما سقط في أذني أبي بكر رضي الله عنه ..
وظل القوم في هجرهم ومرجهم، وشكهم ويقينهم حتى وصلوا المدينة، وعائشة رضي الله عنها ...
لم تعرف مما يدور بحقها، وحين ذهبت إلى بيتها مسها المرض فلزمت الفراش ، ولكنها لم تجد من رسول الله قلباً
عطوفاً كما تعودت ، فزاد هذا سقمها وهي لاتدري ما الذي غيره نحوها .. ولما شفيت، خرجت مع أم مسطح للتنزه ، فعرفت منها ما يقول أهل الإفك ، فعاودها المرض اشد مما كان ، ثم استأذنت النبي بالذهاب إلى بيت أبويها ، فذهبت لتستبين الخبر من قبلهما، ولكن بكاءها كان شديداً ، وحزنها كان عظيماً..
قلق رسول واستبطأ الوحي.. وبينما هو في حيرة من
هذا الأمر، نزل عليه الوحي ببراءة عائشة وهو في بيت أبي بكر، حيث ..
قال الله تعالى :
وهكدا فقد كشف الله الأمر وبين الحق من الباطل وكشف المنافقين وكيدهم
وتآمرهم ، ووضع القواعد التشريعية للمسلمين ، فإشاعة الفاحشة في المجتمع
من أخطر الأمراض والمعاصي والجرائم التي يكرها الإسلام ، سواء بالفعل أو القول ..
ومن المفروض ان تموت الفاحشة حتى لو وقعت في مهدها، ولا
يتحدث الناس عنها ..
:
ختاماُ ...
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والقصص والذكر الحكيم ..
الروابط المفضلة