[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

أخواتي الغاليات :

السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

أرجو أن تتقبلن هذه الهدية مني :P

والتي أرجو ان ينفعكن الله تعالى بها

وأن يعينكن على ان تنفعن بها غيركن،

إنه على كل شيء قدير.


[align=center]ظاهرة تسرُّب الدارسين من الحلقات القرآنية:
الأسباب، والحلول
=========================[/align]

سبحان الله العليم الحكيم، والحمد لله رب العالمين، ولا إله إلا الله العلي العظيم ،الذي أكرمنا بالقرآن الكريم ، وجعله نوراً لحياتنا وزاداً لأرواحنا ، وبهجة لقلوبنا ، ودليلاً لعلومنا ...
والصلاة والسلام على خير المرسلين ، الذي تلقاه من الروح الأمين ،وكان به من المبشِّرين المُنذرين ، و بعد


فإن الحلقة القرآنية روضة من رياض الجنة ، يرتع فيها الدارس بين أحضان القرآن الكريم ، فينهل من مناهله العذبة، ويتنسم من عبير آياته، ويشنِّف أذنيه بأنغامه ، و يتفيّّأُ ظلاله ، ويقتبس من أنواره .... ليس هذا فحسب ، وإنما تغشاه الرحمة وتتنزَّل عليه السَّكينة ، و يجلس في موكب من الملائكة التي تحفُّه و تؤمِّن على دعاءه، وتَشهَد على أن الله تعالى قد غفر له؛ فيخرج من هذه الحلقة النورانية، وقد ازداد شعوره بالرضا عن ربه ، وتحرَّق شوقاً إلى لقاءه وهو عنه راضٍ ، وغدا وكأنه يرى جنات عدن رأي العَين ، فيبدو ذلك على قسَمات وجهه ، وينعكس على معاملاته مع الآخرين ، فيصير من الذين يحبهم الله تعالى لأنهم يألَفون ويؤلَفون !!!

إلا أن الواقع لا يكون هكذا دائماً ؛ إذ أن هذا الصفاء قد يعكِّره بعض المتنطِّعين، وهذه السََّكينة قد تبدِّدها جهالة الجاهلين... فتنقلب الحلقة النورانية إلى حلقة إحباط، و خيبة رجاء. h34r: .. ذلك أن هناك بعضاً من المعلمين، ومديري دور التحفيظ ممن يجوز أن نُطلق عليهم لقب(( المنفِّرين)) الذين تحدث عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم-كما جاء في البخاري- في قوله:" إنَّ مِنكم منفِّرين...".

أدعو الله تعالى ألا يجعلني أو إياكم من هؤلاء ،

و أن يعينني على إلقاء الضوء على ما تيسر من أسباب تسرب الدارسين من هذه الحلقات المباركة، واقتراح الحلول الممكنة لزوال هذه الأسباب،

وأن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ،

وأن ينفع به المسلمين ،

إنه على كل شيء قدير.

[align=left]د.أماني زكريا الرمادي[/align]

===============
ما هي المشكلة :unsure: ؟

إن المشكلة التي يحاول هذا المقال معالجتها –كما جاء في عنوانه- هي تسرب الدارسين البالغين من حلقات تعلُّم التجويد، بعد أ ن جاءوها بملء إرادتهم ، يدفعهم الحب لله عز وجل ، والرغبة في تنفيذ أمره ، ويحدوهُم الأمل في تعلُّم تلاوة القرآن كما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

ما أسباب هذه المشكلة :unsure: ؟

إذا أردنا التعرف على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، فإنه من الحِكمة أن نسأل عنها أهم الأطراف المعنية، وهما: الدارسين، و المعلِّمين .
لذا فقد توجهت كاتبة هذه السطور إلى مجموعة من كِلا الطرفين ( وكانت المقابلات مع الدارِسات والمعلِّمات- وهو ما تيسر لها - إذ أنه يجوز تعميم نتائج هذه الدراسة على الدارسين من الذكور والإناث معاً )؛ فكانت أقوال الدارسات كما يلي:

أولاً:أسباب شخصية :

قالت شيماء: "كنت أدرس في حلقة تحفيظ جزء عمَّ ، و لم أكن متفوقة بشكل كبير نظراً لضعف لغتي العربية ، ولكن معلمتي كانت تشجعني ، فلما انتقلت زميلاتي بالحلقة إلى دراسة سورة البقرة ، شعرت بالرهبة والخوف منها ، وأنني قد أخفق في الاستمرار معهن ، وعلى الرغم من أن معلمتي شجعتني للاستمرار مع زميلاتي ، إلا أن خوفي كان أكبر من ذلك ، فتوقفت تماماً عن تكملة تعلم التجويد، لأنني كنت أود أ ن أظل مع زميلاتي ومعلمتي ، وفي نفس الوقت كنت أخشى من فشلي في حفظ سورة البقرة !!!!"

وقالت غدير: "كنت أجاهد نفسي لكي أواظب على الحضور في الحلقات القرآنية، وفي نفس الوقت حضور المحاضرات بالجامعة، ولكني عند اقتراب موعد امتحانات آخر الفصل الدراسي لم أستطع أن أجمع بين الحلقة ومذاكرتي لدروسي، فاضطررت لترك الحلقة القرآنية وأنا أُمَنِّي نفسي بالعودة إليها بعد انتهاء الامتحانات... و لكني شعرت بعد انتهاء الامتحانات أنني بحاجة لفترة راحة و استرخاء...و بمرور الوقت اعتدت الراحة و الكسل، ولم أعد أذهب إلى الحلقات القرآنية بعد أن وجدت أنني قد فاتني الكثير، وأن ملاحقة زميلاتي سيكون أمراً صعبا !!!

وقالت منى: "ذهبت إلى الحلقة القرآنية –بعد تخرجي في الجامعة - لأنني أحب المعلمة التي تقوم بالتدريس، حيث أنها قابلتني وسألتني: كيف تقضين وقتك بعد التخرج، ونصحتني بالالتحاق بالحلقة، وكنت سعيدة بها، إلا أنني بمجرد حصولي على وظيفة لائقة لم أستطع الاستمرار في الحلقة القرآنية "

وقالت هدى : "كنت سعيدة جداً بالوقت الذي أقضيه في الحلقة القرآنية ، وأشعر أنني أقوم بإنجاز متميز، ولكن بعد أن تمت خطبتي ، قال لي خطيبي أنه يتقن التجويد ، وأنه سوف يعلِّمني ، فتركت الحلقة على أمل أن يفي بوعده، وبعد أن مرت فترة دون أن أذهب للحلقة اكتشفت انشغال خطيبي بعمله ، وأن الوقت الذي يقضيه معي يود فيه أن يتعرف بي ...فلم أستطع العودة إلى الحلقة بعد أن فاتني الكثير من الدروس!!!!"

ثانياً :أسباب متعلقة بالمعلم أو الإدارة :

قالت نرمين : ذهبت إلى الحلقة وكُلِّي شغف بتعلم تلاوة القرآن بالشكل الصحيح لكي أعلِّمه لتلامذتي بالمدرسة الابتدائية ، ولكن نظراً لأنني أركب مواصلات إلى مكان الحلقة فكنت أفضل ارتداء السروال مع البلوزة الطويلة حتى أتحرك بحرية ، ولكني فوجئت بصاحبة الدار تلفت نظري إلى أنني لا أستطيع الاستمرار معهن إلا إذا ارتديت العباءة ، وكان هذا الطلب صعباً بالنسبة لي ، فلما أوضحت لها أسبابي لم تقتنع ، وقالت لي:"أدعو الله لك بالهداية " ، فلما كان حرصي على تعلم التجويد كبيرا وكانت هذه هي أقرب دار لتعليم التجويد إلى بيتي، فقد رأيت أن أصبر ، وأن أستمر في حضور الحلقات ...ولكنها أصرت وألحت عليَّ لارتداء العباءة ، التي لا أشعر أنها تناسب ظروفي .... فلم يكن أمامي - بعد ذلك - سوى التوقف عن الذهاب إلى هذه الدار!!!!

أما خديجة فقد قالت: ذهبت إلى الحلقة القرآنية بملء إرادتي، ولكني فوجئت بالمعلمة تعنِّفني كلما أخطأت في التسميع، مع العلم بأنني كنت أحاول أن أتقن التجويد...ومع استمرارها في ذلك لم أستطع الاستمرار في الذهاب لهذه الحلقات.

و قالت هالة: اقترحت عليَّ صديقتي أن أرافقها إلى حلقة التجويد، فلم أعترض بعد أن عرفت فضل تعلُّمه وإثم عدم تعلُّمه، وكانت صديقتي تحضر حلقة يحفظن فيها سورة البقرة –إلى جوار تعلم التجويد- بينما كنت لا أحفظ من القرآن الكريم سوى جزء عم َّ، فكانت صديقتي وكل من بالحلقة متقدمات عني، ولما كانت مقدرتي على الحفظ محدودة، بالإضافة إلى انشغالي بعملي ، فقد كان من الصعب عليَّ مجاراتهن في حفظ ربعين من السورة كل أسبوع، وفي نفس الوقت التركيز على تعلُّم التجويد ، ومع ذلك لم أستسلم ، بل حاولت أن أجاريهن ، وصمدت لمدة أسبوع ونصف.. ..ولكني لم أستطع الاستمرار، فأصبحتُ أسوأ دارسة بالحلقة !!!

و لما شكوت ُحالي إلى معلمتي، وطلبت منها إعفائي من الحفظ حتى أستطيع التركيز على تعلُّم التجويد... و لكنها لم توافق، بل أشارت عليَّ بالالتحاق بحلقة تدرس جزء عم لكي أستطيع التركيز على تعلُّم التجويد؛ وبالفعل تركت هذه الحلقة إلى حلقة جزء عم، فكانت النتيجة –بفضل الله، ثم مهارة المعلمة الجديدة- مذهلة، فقد تفوقتُ على كل الدارسات !!!!!

بينما قالت عائشة: كانت المعلمة تدرِّس لنا أحكام التجويد مع تطبيقها على جزء عمَّ، ولكنها لم تكن تحاسبنا على أخطائنا فيما درسناه من الأحكام فقط، بل كانت تحاسبنا أيضاً على الأخطاء في الأحكام التي لم ندرسها بعد...فكانت تكتب الآية وتقول: هنا يوجد كذا وهنا كذا، حتى تنتهي الآيات التي ندرسها في تلك الحلقة، مما كان يُحدث لي –ولزميلاتي – اضطراباً نظراً لما أسمعه من أسماء الأحكام التي لم أدرسها بعد، ومع استمرار هذه الطريقة، شعرت بخلط في الأحكام ، ولم أعد أعرف عنها سوى أسمائها ...وشعرت بالفشل، فلم أستطع الاستمرار في حضور هذه الحلقات .

و قالت زهرة: كانت المعلمة تعرِّفنا بحكم التجويد، وتستخرجه لنا من الآيات التي ندرسها في تلك الحلقة، ولكنها لم تكن تطلب منا استخراج مثل هذا الحكم من آيات أخرى أو تعطينا واجباً منزلياً نستخرج فيه مثل هذا الحكم من آيات أخرى، فكان الحكم يأتي تلو الحكم دون أن يثبت في الذِّهن، وشعرت أنني أتعلم تلاوة وليس تجويداً، فقررت أن أبحث عن حلقة أخرى بديلة .

و قالت بديعة:لقد كنت أحب حلقة التجويد لولا أن معلمـتي كانت تعاملنا وكأننا أطفالاً صغاراً، فكنت أشعر أحياناً أنها تكاد تمسك بالعصا لتضربنا حين لا تكون راضية عنا!!!
وكانت دائماً تعنِّفنا للتأخر عن موعد الحلقة، أو الخطأ في إحدى أحكام التجويد
!!! فلم أحتمل الاستمرار في تلك الحلقة .

أما سعاد فقد قالت:" ذهبت إلى الحلقة القرآنية وكلي شغف بتعلم التجويد، و كنت كلما تعلقت بمعلمة وتعودت على أسلوبها أجدها قد تغيرت دون سابق إنذار، هذا بالإضافة إلى أن إدارة الدار كانت تضم الدارسات بالحلقات المختلفة في حلقة واحدة كلما تناقص عددهن، فكان ذلك يشتتني ويشعرني بالغربة وعدم الاستقرار مع كل معلمة جديدة وزميلات جديدات، ولم أستطع المتابعة مع تغير أسلوب كل من المعلمات في التدريس والتعامل معنا، فقررت ترك الحلقة القرآنية وأنا آسفة "

أما معلمات التجويد ، فكانت وجهات نظرهن في أسباب المشكلة كما يلي:

أولاً: أسباب متعلقة بالدارسات :

قالت " منال" المعلمة بدار الميسِّر : إن بعض الدارسات يأتين بدافع الفضول ، ليس إلا ، وما إن تبدأ دروس التجويد في أن تأخذ مأخذ الجَد ، حتى يتسربن الواحدة تلو الأخرى.

وقالت " مها" المعلمة بدار الهٌدى: إن بعض الدارسات يكُنَّ جادَّات في الدراسة، ولكن ما إن تحدث لهن ظروف تتسبب في انقطاعهن عن الحلقات حتى يخجلن من العودة بعد الانقطاع خوفاً من عدم التمكن من ملاحقة زميلاتهن ، وتعويض ما فات ، رغم أنني أعرض عليهن تعويض ما فات !!!!!

أما " نور" المعلمة بدار الفرقان فقد قالت :" إن اختلاف مستويات الدارسات يتسبب في اضطراب لي ، ولضعيفات المستوى منهن، فما تلبث ضعيفات المستوى أن تتسربن من الحلقة نتيجة الشعور بالنقص ، وعدم الكفاءة .
بينما قالت " حنان" المعلمة بمسجد " عباد الرحمن":" إن أحد أسباب تسرب الدارسين من الحلقات أن بعضهم يأتي إلى الحلقة كمظهر اجتماعي، أو لمجرد تسكين ضميره الذي ما يلبث يؤنبه على ارتكاب المعاصي...و ما إن تبدأ الدروس في أن تأخذ مأخذ الجَد، حتى يفر هارباً من الحلقة!!!!"

ثانياً : أسباب أخرى :

قالت " نور الهدى " المعلمة بدار أهل القرآن إن إدارة الدار تفرض على الدارسات أن يتعلمن أحكام التجويد على مستويات ثلاث متدرجة بهدف أن يُصبحن معلمات في المستقبل ... و بما أنه ليس كل الدارسات يصلحن لهذه المهمة - وخاصة من كبار السن منهن ومتوسطات التعليم- فإن النتيجة تكون تسربهن بعد أن لا يجِدن بديلاً في دارنا عن نهج المعلمات !!!!!

وتستطرد " نور الهدى " قائلة:" ومن المؤسف أن مجموعة الدارسات كان عددهن تسعون ، ولكنه الآن أصبح (خمس) فقط!!!!!"
و قالت" ابتهال" المعلمة بدار اليُسر : إن طبيعة النفس البشرية أن الإنسان يبدأ بهِمَّة عالية ، ما تلبث أن تفتُر بمرور الوقت إذا لم تجد من يعيد رفعها بشتى الوسائل!!!

وقالت "زينب" المعلمة بدار الأرقم: إن من أهم أسباب التسرب هو الشيطان الذي أقسم قائلاً : "لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " !!!

حيث يظل بالعبد الطائع حتى يخوِّفه، ويصيبه باليأس، ويثبط هِمَّته، ليترك هذه الطاعة، فإذا تفلَّت من الدارسة بعض ما حفظت، قال لها الشيطان: " ستعاقبك المعلمة أو تجرح مشاعرك أمام الزميلات، أو أنك لن تستطيعين الاستمرار، فكلما حفِظتِ قدراً من القرآن تفلَّت منك، فما فائدة تضييع الوقت والجهد؟!!!"

بينما ترى المعلمة "هبة" أن السبب –أحياناً - قد يكون إصرار الدارسة على التعلم على يد معلمة ترتاح إليها، مع أن مستوى الدارسين في حلقتها أعلى منها بكثير، فتصاب – بمرور الوقت – بالإحباط، ثم تنقطع ، رغم تشجيع المعلمة لها مراعاة لمشاعرها.
وتقول "حنان" المعلمة بمسجد" عباد الرحمن " إن من أهم أسباب فشل الحلقة في أداء دورها هو عدم إخلاص المعلم النية، فهو يعتبره وظيفة تؤدَّى كما تؤدَّى أية وظيفة أخرى!!!

وقد يكون السبب هو بعض المعاصي التي ارتكبها المعلِّم أو المتعلِّم...وقد يكون السبب هو كِبر يصيب المعلِّم يجعله لا يتواضع للحق ولا يعترف بخطئه، ولا يتقبل النقد أو النصيحة، مما يكوِّن حاجزاً نفسياً بينه وبين الدارس.
و تختم "حنان" حديثها بقولها: عن المشكلة تكون أحياناً أن المعلم يعرف حقوقه جيداً ويحرص على نيلها، ولكنه لا يعرف حقوق الطالب، ولا يهتم بأن يعرفها، فضلاً عن إعطائها له !!!!
ولقد رأت كاتبة هذه السطور أ ن تدعم هذه الآراء البنَّاءة بقراءات حول الموضوع، فوفقها الله تعالى بفضله إلى الآراء التالية لعلماء أجِلَّاء :

رأى فضيلة الشيخ "سلمان بن فهد العودة" أن "مغريات العصر ومؤثراته الترفيهية والإعلامية قد طبعت شبابنا وطلابنا على روح المرح و الهَزل ، حتى أصبح الجِدّ بالنسبة لهم شيئا ًصعباً أو كريهاً "(1)

و رأى فضيلة الشيخ الدكتور " يحي الغوثاني" – الحاصل على الدكتوراه في علم القراءات، والمحاضر بمعهد الإمام الشاطبي بجدة - أن أسلوب المعلم في معاملة الطلاب هو أحد أهم أسباب جذب الطالب الحلقة إلى القرآنية، أو إبعاده عنها (2)

بينما رأى الأستاذ " محمد بن ابراهيم " معلم القرآن الكريم بالطائف أن هناك أشياء تعوق تعلُّم وحفظ القرآن الكريم في عصرنا الحالي ، و هي :

1–" اختلاط العرب بغيرهم من الأمم والأعاجم منذ الفتوحات الإسلامية وحتى عصرنا الحاضر، مما أفسد اللسان العربي القويم كما أفسد السليقة التي كانت تجعل من العربي يحفظ النص بمجرد سماعه.
2- تشعُّب فروع العلم و اختلافها، فبعد أن كان المسلم في صدر الإسلام وما بعده يصرف همه إلى تعلم القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو علم الأصول أو الفقه نجده اليوم يعوم في بحر متلاطم الأمواج من العلوم التي تنتشر في العالم كله بطريقة يصعب اللحاق بكل فروعها، إلا أنه لا بد من قطف بعض ثمارها.
3-انتشار وسائل اللهو المختلفة في هذه الأيام يؤدي إلى صرف الكثير من شباب المسلمين عن حفظ وتعلم كتاب الله وخاصة أن تلك الوسائل تنتشر من خلال وسائل إعلام رسمية وغير رسمية وأكثرها موجهة لصرف الشباب عن الفضائل والانغماس في مجاري اللهو و الفساد .
4-ضعف الروابط الأسرية داخل الأسرة الواحدة، يجعل من الصعب السيطرة على الأبناء وتوجيههم نحو دراسة وحفظ كتاب الله ويعود ذلك الضعف إلى عدة عوامل أهمها:
أ‌- انشغال الأب وهو رب الأسرة في وظيفته أو تجارته وبعده عن الأبناء وعدم صرف الوقت الكافي لرعاية أسرته ومتابعة أبنائه.
ب‌- جهل كثير من الأمهات بالأساليب التربوية الحديثة وعدم الاهتمام بالأبناء بسبب انشغال كثير منهن في سفاسف الأمور مما يؤدي إلى صرف الأبناء عن حفظ القرآن.
ج- اختلاف نمط المعيشة اليومية، مما أدى إلى عدم اجتماع أفراد الأسرة معاً في أوقات معينة كما كان يحدث سابقاً، وكمثال على ذلك انتشار المطاعم في الأسواق و الأحياء، ما جعل الأبناء يتناولون أكثر وجباتهم خارج منازلهم.
فتلك الأسباب وغيرها جعلت الحاجة ماسة وملحة إلى ابتداع وسائل ملائمة وموائمة ومناسبة لمعطيات ومفردات هذه الأيام."(3)

هذه الأسباب - وغيرها- قد نجدها كثيراً حولنا، لذا وجب تصنيفها – بعد الإضافة إليها - لعل ذلك يعين على المزيد من التعرف عليها...و من ثم العمل على حلها – بكفاءة- بإذن الله تعالى .