كوننا الواسع هذا يضم دنيانا الجميلة ،وما من شئ على أرضنا أستطيع مقاومة رسمه ،
كل شئ أرى فيه جمالا وروعة ، وعندما أجلس وحيدة …
دائما أجد نفسي جالسة هناك ، وأنا أقل عمرا من الآن ، يحيطني الجو المدرسي
حيث تتوحد ألوان ملابسنا وأعمارنا حتى طموحاتنا .
أرى نفسي في ذلك الصف قد اخترت الكرسي الأخير ،
أما الآن فهي أجمل لحظات حياتي عندما نخرج ورقة بيضاء وقلماً وألوان . . . . ليطلب منا رسم موضوع حر – يتناسب وأعمارنا – نقوم نحن باختياره،
حينها أبدأ برسم أرض مستوية جرداء فوقها سماء لا محدودة ،أجعل ورقتي أرض معركة ،
أحرك فيها الجنود . . وأطلق فيها الرصاص . . وأرمي بعض القنابل والقذائف ،
وأفرد على ملابسهم اللون الأحمر ،فالفريقين عدو لي . لأشعر أني سموت ، حيث أقتل من أريد وأجرح من أريد وأسعد من أريد أيضا .
لأنها حربي أنا ، أسمع فيها الصرخات ، وحدي من يسمعها – ربما لأنني أريدها –
سأفرد اللون الرمادي واللون الأصفر والأسود وبعدها النار . . .النار . . النار ..هذا لا يكفي .
كل ذلك يستطيع أبعادي عن من ما حولي . . .
قد لا يجد الناظر لرسمي هذا المنظر لأنه في الحقيقة هو منظر أراه في الناس التي تسير في الشارع،
والتي تمر من أمامي ، في أولئك الذين يلونون العالم بملابسهم ،
ويرسمون خطوط الألم الوهمية على وجوههم ، أرى النار في كلمات الحب بينهم ،
أرى الخوف في ابتسامتهم .
أنه حطام نفوسنا الذي لا أستطيع أن أرسمه وأنا في هذا السن ، لأنها لن تغير من الواقع شيئا ،
فهذه النفوس البشرية التي لا ترى قيمة لرسم الجمال فيما يحيطنا ، لن تستطيع تلك النفوس أن ترى قيمة لرسمي .