عزيزتي إن لكل شيء عماد فأنت عمادك عمودك الفقري ، وبيتكم عماده والدك حرسه الله أو من ينوب عنه ، ومدرستك عمادها ناظرتها وهكذا دواليك ، فإن لكل شيء عماد وبيتكم المبني عماده أركانه ، وخيمتكم عمادها عمودها ، ولكن يا عزيزتي هل فكرت بحق ما هو عماد حياتك وسعادتها ، ما هو الذي تستقيم به روحك ولا تعوج ، وما لذي به نفسك تعلو ولا تنزل إلى الرذائل بل تبقى خفاقة متعالية في الأفق الأعلى إن الذي يجعلك تصلين إلى هذه الحالة هي الصلاة .

إن الصلاة سر خفي في سعادة القلب وانشراحه.

إن الصلاة دواء لجميع أسقام القلب وشفاءها .

إن الصلاة عماد الدين كما قال عليه الصلاة وأتم التسليم .

إن الصلاة تصلك بالملكوت الأعلى وتسمو بك عن العالم السفلي .

إن الصلاة يا عزيزتي تناجين بها مولاك .

إن الصلاة تخاطبين بها خالقك .

إن الصلاة تعالجين بها أعضاءك فإن سلامة الأعضاء من سلامة القلب وسلامة القلب في الصلاة .

إن الصلاة مخاطبة لربك من غير ترجمان .

إن الصلاة هي نصب وجهك قبل وجه خالقك .

فأسعدِ بها من لحظة وأكرم بها من عبادة ! إنها والله دقائق من العمر وهي أسعد دقائقه وأهنئها وأصفاها فحري بي وبك أن نقول كما قال عليه الصلاة والسلام (( إرحنا بالصلاة يا بلال )) فلنرتاح بالصلاة يا عزيزتي ولنحافظ عليها بقلوب خاشعة وأفئدة متضرعة وجوارح مستكينة فإن لله عهداً إن لا يعذب من حافظ عليها حق المحافظة والمحافظة عليها تأديتها في وقتها ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمكر )) ، (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )) .

منقول من كتيب هديتي إليك .