,السلام عليكم و رحمة الله .
( قطار الحياة)
الاسم : الإنسان بن أدم...
الجنسية: من تراب...
العنوان: كوكب الأرض...
خطة المغادرة: الحياة الدنيا...
خطة الوصول: الدار الأخرة ....
موعد الإقلاع: و ما تدري نفس ماذا تكسب غدًا و ما تدري نفس بأي أرض تموت ...
موعد الحضور: و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيـد...
كان هذا ما هو مكتوب في أول البطاقة التي استلمتها فور ركوبي هذا القطار , قالوا لي لا حاجة لك بحمل عفش معك الآن , فإنك سوف تشترين ما شئت من الأغراض في القطار . قطار عجيب فيه أصناف الكائنات الحية, و لكن أغرب كائن فيه هو الإنسان! إنه لا يستقر علي حال, اشهاده مرة واقفا و مرة قاعدا مرة يجري و مرة يمشي لا يدري ما يريد بالضبط..؟!
كان لهذا الكائن ثلاثة أصناف لا رابع لها ...
الأول كان لا يكلم أحد جالس يتعبد و يقرأ القرآن و يصلي , لا يأكل و لا يشرب و لا يتعاون مع الناس و لا يفعل شيء يفيد ركاب القطار أو يشعر بوجوده , و قد كان لا يتمع نفسه بأي من أنواع الرفاهية الموجودة في القطار ...
و الثاني كان منفسحا في الشهوات و الملذات , يفعل المحرمات بجميع أنواعها , حياته كلها أكل و شرب و رقص و غناء و نوم . كان أنانيا جدا لم يعمل قط شيئا يثبت به وجوده في القطار , لم يستطع باعماله أن يفيد الركاب او حتي يفيد نفسه , بل كان يؤذي الناس بأفعاله المشينة , لم أره أبدا يذكر اسم الله حيث كان إنسانا جاحدا بمعني الكلمة , وقد كان عالة علي القطار و وقعت عيناي ذات مرة بالصدفة علي عفشه الذي يصطحبه معه كان يحتوي علي العمل السيء و المحرمات و الملابس الفاضحة و لم أر في أغراضه شيئا يسر العين قط ... أحسست بفطرتي بالأستياء من هذا الشخص و أمثاله ..
أما النوع الثالث و الأخير فأحسست انه إنسان متزن عاقل و كان له هدف واضحا يسعي إليه ألا وهو العمل علي إرضاء الله أولا و التمتع بكل أنواع الرفاهية الحسنة الموجودة في القطار كان متعاونا و محبوبا بين الناس إلي اقصي حد , كان يدري و يحسب كل عمل يقوم به حيث إنه كان مؤمنا بإن الله مطلع عليه و يحاسبه علي كل صغيرة و كبيرة . شاهدت مرة أغراضه التي يحملها معه في الرحلة , كانت مكونة من متران قماش أبيض و حنوط, و عمل صالح و ولد صالح يدعو له بعد مغادرته القطار و علم ينتفع به , و كان معه حقائب فارغة للوزن الزائد من الأعمال الصالحة حيث كان مسموح باقتنائها في الرحلة ..
لقد كان كل واحد من الأصناف الثلاثة يجاس في عربة, و بما انني راكبة جديدة في القطار فكان علي أن أختار العربة المناسبة و المريحة التي توصلني بأمان و اطمئنان إلي نقطة النهايه , شاهدت علي أحد أركنة القطار لوحة معلقة مكتوب عليها: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . فبدأ يتضح في ذهني العربة المناسبة التي يجب أن أركب فيها . لرحت أراجع البطاقة التي معي فقرأت في آخرها : لمزيد من المعلومات يرجي الاتصال بكتاب الله و سنة رسوله . الاتصال مباشر و مجانا لا داعي لتأكيد الحجز .
و بالفعل رجعت إلي كتاب الله فكان يقول رادا علي تسأؤلاتي :
_ " و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض "
و قال أيضا :
_ " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره "
و قالت السنة النبوية الشريفة :
" إن نفسك عليك حق "
و قالت :
" المسلم من سلم الناس من لسانه و يده , و المهاجر من هجر ما نهي الله عنه , و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله "
فاتضح لي تماما أن أركب العربة الثالثة و أنها هي التي توصلني إلي محطة المغادرة بسلام , و قررت أن أشتري كل متاعي منها ...
( منقــــــولة )
ما رأيكم اخوتي ..؟؟