نواصل رحلتنا في عائلة الطيّار :

لم أكن أرضى عن تصرّفات نجمة , لكن كانت تسكتني بأنّها تعرف زوجها , وتعرف متى ستتوقّف عن استفزازه .
ولدت زوجته الثانية بنتا بعد صراع طويل في الحمل مع ارتفاع ضغط الدم , وكانت نجمة تقول لي : إنّها صغيرة لكن مصابة بضغط الدم و في حملها هذا أتعبها .
قلت لها : هل أسعدك أنّ ضغط الدم قد يكون مانعا للحمل مستقبلا و بالتالي لن تنعم بذريّة أخرى مع زوجك ؟؟
قالت لي : لا أبدا , ولكن الله عدل ولا يحبّ الظلم ,لقد حاولت مع زوجي مرارا و تكرارا , لم يعد هناك شيء يُفعل ولم أجرّبه لكنّه صخرة صمّاء , لم يهتمّ بي ولا بأولادي كما يجب ,و الآن أسّس أسرة أخرى على أنقاض تضحياتي معه ؟!!إنّ الله لا يحبّ الظلم .
لن أخفي عليك يا تأمّلات , لم يعد هو منتهى أملي و لا هدفي في الحياة , لن أسعده ولن أتركه ينعم بالسعادة مع الأخرى , سوف أعيّشه لحظات الوحدة و الخوف و القلق و الحيرة التي عشتها وحدي في تربية أولادي , سوف يدفع ثمن ما سوّت يداه في .
قلت لها : ستعيشين هكذا في ظلّهما هو و زوجته الجديدة , لن تكون لك حياتك الخاصّة : هو عنده الجديد معها كلّ يوم : كبرت ابنتها , مرضت , خرج لها سنّ , خطت أولى خطواتها , عيد ميلادها , و ربّما حمل جديد , فما تفعلين أنت ؟؟هل ستبقين في تتبّع الأخبار و سؤاله في كلّ مرّة ؟؟؟سيصيبك السكّر أو ضغط الدم ؟؟؟بالله عليك لا تفعلي .
إن أردت البقاء : فارضي بليلتك و يومك , و في يومها اعتبريه مسافرا لا تسألي عنه حتّى , لا تستقصي أخبارهم , حاولي أن تشغلي نفسك , أنت في الجامعة كلّ الإبداعات متاحة أمامك , جدّدي من مظهرك لنفسك أوّلا , غيّري طريقة استقباله , لا تجعليه هدفك الأوّل (أين كنت , ماذا فعلت , ماذا أكلت , لم تأخّرت ) بل اتركيه هو من يجري وراء استكشاف عالمك الجديد الذي سوف تدخليه , نجمة حاولي , لا ينفع معهم الركض الدائم .
كانت تسمعني , لكن عقلها الباطن لا يريد تنفيذ إلّا ما يريده : صحيحا كان أو خاطئا !!.
في مرّة من مرّات تسوّقنا , اقترحت عليها الدخول لمحلّ ملابس داخلية , حتى نشتري الجديد معا , وكنت سأختار لها (لانجري هدية ), كنت أبحث عن الجديد و الصرعات , وهي تأخذي : للطويل و الفضفاض !!الذي لا ينقصه إلّا خمار عل الرأس ؟؟!يا الله يا أختي في الله : ماهكذا تؤكل الكتف ؟؟
كانت تضحك و تعلّق علي (هل ستشترين العدّة )كي تحاربي فلان .......كي لا يهرب بعيدا ؟؟
بم أجيبها K)K):؟؟؟بكلّ لغات العالم تكلّمت ربّما , لكن مستحيل أن يكتشف الإنسان خطأه , أو ربّما يستحيل ان يعترف به .
قلت لها : نجمة جدّدي , فالثانية صغيرة و جميلة كما قلت ,و يجب ....لا تتركني أكمل حتّى تقول لي : زوجي أعرفه لا تهمّه هذه الأمور !؟
نجمة : لا تنكّدي عليه كثيرا , سيذهب للأخرى و يجد ليالي ألف ليلة و ليلة و سينساك أو يملّ منك و من شغبك و تذمّرك .
تقول لي : هل أتركه يعيش مرتاحا , لن يذوق طعم الراحة , يجب ان يشرب من كأس العلقم .
قلت لها مرّة نجمة لم تزوّج عليك ؟؟ربّما هناك شيء اهملتيه ف.....لا أكمل كلامي حتّى تبادرني : زوجي سافركلّ الدنيا , ولم يعد هناك جديد في حياته ليراه , فقرّر الزواج كتجديد , ليس إلّا , ليس حبّا للنساء فقد قال لزوجته هذه : أنّني أنا الأولى و أم الولد و ركيزة حياته وهي الثانية الثانوية .
قلت لها : نجمة أقال هذا لها و رضيت به ؟؟
قالت لي : طبعا , طيّار , صغير و غنيّ , لم لا ترضى .
قلت لها : لكن الرجال يكذبون , فلم صدّقت ماقال لك عنها أو عنك , فلربّما يكذب (حلال شرعا ؟؟؟!!) كي يبعدك عن أجواء المنافسة و الشغب و يريح أعصابك كي تكملي العناية ببيته وأولاده ؟؟
لا لا لا . أعرفه , أعرف بعلي (ب غ ل ي )أعرفه جيّدا .
لم أقتنع بما تسرده لي من تفصيلات , لأنّني اعرف مكر النساء و دهاء الرجال .
قصصت لها قصّة أخت أعرفها , كان زوجها يخونها , وعندما كشفت أوراقه , أخبرها بأنّه كان يهرب من العلاقة الخاصة معها بسبب انبعاث رائحة كريهة سببها عدم انتظام الدورة الشهرية لديها , لم يواجهها بالامر وعندما رأى عدم اكتراثها بعلاقتهما الخاصّة أنشأ لنفسه عالما حراما و اتهمها هي بمساعدته لأنّها لم تهتم ببعده و شغلها عملها كثيرا و عدم انتظام دورتها انساها واجباتها الزوجية .
حكيت لها هذه القصّة كي تنتبه ربّما , فما جعل زوجها يغطس في بئر زواج ثان ليس حبّا للتجديد كما فسّرت , بل ربّما عدم شعوره بالراحة معها , انشغالها, اهمالها لنفسها , أو صلابتها في الحديث معه , فهي تعمل في الجامعة عملا مختلطا , تسوق سيّارتهاوحدها ,تأت بمصاريف البيت لوحدها , ربّما اختفت أنوثتها عمدا كي لا يطمع الذي في قلبه مرض ,و اعتادت صفات الذكورة حتى في حضور زوجها ؟؟!!.
ربّما أراد أنثى بعد أن شارف على التقاعد المبكّر ؟؟؟و نجمتنا غلب عليها عيّاش لا عائشة .؟؟!!
كلّها أفكار و تفسيرات تدور بخاطري , وآسى على صديقتي و أختي كلّما تحدّثنا , ويلاحظ زوجي ذلك , فيسألني و ليس من عادته سؤالي عن صديقاتي , بل وحدي أطلق شلّالاتي الكلامية و يبقى هو مطأطيء الرأس ربّما يقول في نفسه (يا الله متى ستسكت ), لكن في حديثي مع نجمة , يسألني ؟؟!!