بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعــد :

محطة من محطات المحاسبة ، قليل من وقف عندها !! وأما غالب الناس فيمرون عليها ، دون أن يتدبرها !

الدنــيــا !! ذلك الطيف العابر ! والظل الزائل ! الدنيـا ! دار الغرور ومنزل الأحــزان الدنيا وفاؤها غدر وحبها كذب الدنيا !! جديدها بالي وصفوها كدر والناس فيها ضيوف عما قليل سيرحلون .. !!

قال إبراهيم التميمي رحمه الله (( شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت ، والوقوف بين يدي الله عزوجل )) ..

أخي اختي : ألا ترى الناس في كل يوم يودعون حبيباً أو صديقا ؟ ! فهل حرك ذلك منك قلبا ؟! وهل كان ذلك لك عبرة ؟! ..

وإذا علمت أيها العاقل أن لك معادا ومرجعاً إلى ربك تعالي ، فاحذر تلك الساعة .. واعمل لها .. من قبل أن تكون من أهل الحسرات !!

(( حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعــون @ لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة تهو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون @ )) المؤمنون ايه 99 .. 100

فواحسرة عبد نزل به الموت ولم يقدم صالحاً ..

فانظر لنفسك أيها العاقل .. وتدبر أمرك بأي وجه تقدم على ربك عز وجل إذا كنت ممن بارزه بالمعاصي ؟! بأي وجه تقدم على ملك الملوك ، وإذا كنت من الغافلين .. المعرضين عن طاعة الله تعالي ؟

فأحذر أخي ساعة السكرات .. فما أشدها على العصاة وما أفظعها على أهل الغفلة ماذا أعددت لهذه اللحظات أتظظنها بعيدة فكم من رافل في ثياب الصحة نزلت به المنية بغتة وكم من ناعم في العيش دهمه الأجل بلا ميعاد فتهياً أيها العاقل ليوم المعاد .. فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته .. وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل ..

أخي المسلم .. إن سوق العمل الصالح اليوم ميسورة .. فسارع لأخذ نصيبك منها قبل أن يحال بينك وبينها ولو نظق الأموات لأخبروك أن خير زاد رحلت به من الدنيا هـو : فعل الطاعات وتقديم الباقيات الصالحات .. عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر ، فقال (( من صاحب هذا القبر ؟ فقالوا : فلان فقال : ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم )) رواه الطبراني ..

فواحسرة من رحل من الدنيا بغير زاد من التقوى وواحسرة من ادركه الموت وهو خفيف الظهر من الحسنات ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعــيــن ..

اخـــــــواني لا تنســـــونا من دعــاكم ..