منقول من محاضرة د / أحمد بن عبد الله الباتلي
أستاذ الآداب الشرعية

نجد أن بعض الدروس قد لا تبتدأ بالحمد أو بالبسملة أو بالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل هذا له أصل شرعي أن يبتدأ بالحمد أو بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

الأصل في العبادات خاصة في الدروس العلمية أن يحرص الشيخ على أن يبدأ درسه بالبسملة وبحمد الله - تعالى- وبالثناء على النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان بعض المحدثين يضعف حديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أقطع) وفي رواية (فهو أبتر) وفي رواية (فهو أجزم) وبعضهم يرى تقوية رواية ( الحمد لله) وبسط هذا الشيخ الألباني في أول تخريجه لمنار السبيل في كتاب إرواء الغليل وفي أول حديث أطال النفس فيه فنقول:
- إن النبي -صلى الله عليه وسلم- المشهور عنه من فعله- عليه الصلاة والسلام- أنه يبدأ بالحمدلة إذا خطب، وبالبسملة إذا كتب، هذا هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في خطبة الجمعة أو في خطب الحج يبدأ بالحمد وإذا كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- رسائل للملوك في زمانه والولاة يدعوهم إلى دين الإسلام يبدأ بالبسلمة وهذا هو الضابط عندما: نكتب نبدأ بالبسملة نكتب بسم الله الرحمن الرحيم كما جاء في قصة سليمان ﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) ﴾[النمل: 30]، فيبدأ بالبسملة وأما الخطابة وإلقاء الدروس يبدأ بالحمدلة فنحرص على هذا.

-أيضاً اشتهر عن السلف -رحمهم الله - تعالى- في دروسهم العلمية أنهم يبدؤون بحمد الله - عز وجل- والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والإكثار من ذكر الله - عز وجل- وما يكون في الدرس من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب أن الله -عز وجل- أمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وما فيها من أجر عظيم وثواب جزيل والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه (ما اجتمع قوم في مجلس ولم يصلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا كان عليهم ترة) والترة معناها النقص فينبغي أن نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- لا سيما في مجالس العلم- في أول المجلس وفي آخره- ليكون مجلساً مباركاً والله - عز وجل- يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) ﴾ [الأحزاب: 56]