الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ،
جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ،
وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ،
فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ،
وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقا لسابق وعده :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(النور :55)

فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده،
وجعلوا مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى ,وبعد...

سأضع بين ايديكم بإذن الله سلسة جليلة نتحدث فيها عن جيل فريد
لنقتبس منها نورا يضىء لنا الطريق , نتحدث فيها عن طفولة عظماء منذ الصغر
و نلتمس منها العبرة و العظمة التى تزكى نفوس الصغار
خاصة عندما يعلمون انها صدرت من صغار كانوا فى مثل سنهم
فبذلك تكون ادعى للتطبيق و احرى بالعناية من غيره..
وفي الماضي كنا نحترم الصغار لذا صاروا كبار فلنعد هذا الزمن الرائع ونجدده

سأل أحدُ الأئمة العظماء ولدَه، وكان نجيباً :
أيُّ غاية تطلب في حياتك يا بني؟ وأي رجل من عظماء الرجال تحب أن تكون؟
فأجابه: أحب أن أكون مثلك، فقال: ويحك يا بني لقد صغَّرت نفسك،
وسقطت همتك؛ فلتبك على عقلك البواكي،
لقد قدَّرت لنفسي يا بني في مبدأ نشأتي أن أكون كعلي بن أبي طالب؛
فما زلت أجدُّ، وأكدح حتى بلغتُ تلك المنزلة التي تراها،
وبيني وبين علي ما تعلم، من الشأن و البعيد والمدى الشاسع؛
فهل يسرك، وقد طلبت منزلتي أن يكون ما بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين عليّ؟
لذلك يجيب علينا كمربين أن نربط تصرفات الولد بسيرة العظماء,
فنتدارس طفولة هؤلاء العظماء وتكون قدوه ومصابيح يهتدى بها أولادنا .

وليكن قدوتنا في هذه الحياة نبينا المصطفى ثم صحابته رضوان الله عليهم
باذن الله سأبدا بطفولة اعظم خلق الله
وكما نعلم جميعا ان حياة النبي حافلة بالأحداث العظيمة وسأسلِّط الأضواء على المراحل الأولى من حياة النبي من رضاعته وانتقاله إلى بني سعد، ووفاة أمه، وانتقال كفالته إلى جده ثم إلى عمه، متضمنة لقصته مع الراهب بحيرا، وفوائدها، ومشاركته في حلف الفضول.

فكونوا معنا وتابعونا