:
`·._) (¯`·._) ملحَمَةُ النّصرِ والقَلَمْ `·._) (¯`·._)


:


نطَقَ الجَرِيحُ .. و حُقَّ لهُ .. فالأمرُ طَـمّ !

نادَى نِدَاءَ أسى .. مِنْ قَلبٍ تضَمّخَ بالأَلمْ !

وصَلَ النّداءُ مُردّداً لِقلبِي والقَلَمْ ..

وقالَ تعَالَ هُنا إليّ .. واكُتبْ يا قلَمْ ..




مَاذا دَهَاكَ .. هَلْ جَفّ المِدادُ أمْ كُسِرَ القلَمْ ؟!

لا لَمْ يَجِفّ .. ولكِنّ الصّمتَ أحياناً يُوازِيهِ العَدَمْ !!

وتصَاعَدتْ أنّاتُهُ .. وبكَتْ عينَاهُ .. دَمْ !

وتَحَرّكتْ شفتَاهُ : مَاذا تُراكَ ستَكْتُبُ يا قَلمْ ؟

مِنْ أينَ يا قَلمُ تُرانِي .. سَأبدَؤُهُ هذا الكَلِمْ ؟

فأجَابهُ قلمِي وقدْ تقَطّعَ مِنْ كَلِم ..

أرجُوكَ لا تَبكِي .. فَلا أقَوَى على هَذا الألَمْ ..

قُلْ لِي بِربّكَ مَا تُرِيدُ .. وأيّ شَيءٍ يَصنَعُهُ الأَلمْ ؟!

وتحَدّثَتْ عينَاهُ بَعضَ حِكَايةٍ مِنْ نَزفِ دَمْ !

أو مَا تُرانِي أُسْتباحُ أيَا قَلمْ ؟

أو مَا تُرى كُلّ الذّئابِ تكَالبتْ لتَنهَشُهُ الّلحَمْ ؟

أو مَا تُرى جِلدِي يُقطَّعُ مِنْ سَكاكِينٍ و سُـمّ ؟

أو مَا تُرى بعضَاً مِنَ الأشلاءِ قَدْ تنَاثَرَ وانْعدَمْ ؟




ضَاعَتْ فِلسطِينُ وبِيعـتْ أرضُها .. لمْ تُحتَرمْ !

نهَشَتْ كِلابُ الغَربِ أجسَادَاً .. وقَدْ عَمّ الأَلمْ ..

أرضُ الكِنانةِ تشْتكِي .. وتَردّ بغْدادَ النّغمْ ..

ودِمشْقُ تبكِي مِن هُناكَ .. ويحُوطُ مَغـرِبنا الزّخَمْ ..

أفغانُ تشْكُو مِنْ سِياطٍ .. وتعِيشُ صُومَالُ الألَمْ ..

يَمنٌ جَرِيحٌ وشِيشَانٌ .. قِصصُ انتِهاكَات الذِّمَم ..

في الهِندِ فِي لُبنَانَ فِي الأحوازِ .. وكلّ أرضٍ بَحرُ دَمْ ..




جَمعُوا عَقائِدَهُم وحِقدَ قُلُوبِهِمْ .. صَنعُوا صِرَاعَاً يحتَدِمْ ..

أحقَادُهُم غَشِيتْ وتجَمّعتْ .. كالّليلِ أسوَدُ مُدلَهِمْ ..

كثُرتْ جِراحِي .. مَا عُدْتُ أدرِي أينَ يَسكُننِي الألمْ ؟!

واللهُ مَا أدرِي بِمَنْ ستَبدَأُ يا قَلمْ ؟

وابنُ العَقيدَةِ .. – وَيحَ قَلبِي – يا قَلمْ !

قَالُوا لَهُ : دَعْ عَنكَ أفكَاراً تَوارَتْ فِي القِدَمْ ..

دَعْ عَنكَ دِينَاً لا يُناسِبُ زَمنَ التّطَوّرِ والقِمَمْ ..

واترُكْ مُسوّدةَ القِيمْ ..

وتعَالَ نعلُو للقِممْ ..

إنْ نطَقتَ سَــ تُتهَمْ ..

إن سَكَتّ سَــ تُتّهَمْ ..

فاترُكْ مُداعَبةَ المَحَابِرِ والدّواةَ أو القلَمْ ..

واترُكْ منَاهِجَ قدْ تبَاعَدَ التّارِيخُ عنهَا مِنْ قِدَمْ ..

يا ويحَهُمْ قدْ ضيّعُوهُ وأشغلُوهُ عنْ ربّهِم خَلّاقُ القَلمْ ..

يا وَيلهُمْ قدْ أبعدُوهُ عنْ منهْجِ النّورِ المُسطّرِ للأُمَمْ ..

غسَلُوا عُقُولاً طَالمَا كَانتْ مِهَاداً للعَقِيدةِ والقِيّمْ ..




وابنُ العَقِيدةِ .. قدْ ينَامُ وقدْ يقُومُ بلا فهمْ ..

ويَخُطُّ بعضَاً مِن سُطُورِ الكُفرِ يحسبُهَا الحُلُمْ ..

أو مَا ترَى ابنَ العقِيدَةِ يمضِي فِي سَرادِيبِ الوَهمْ ؟

ويخُوضُ مثلَهُمُ : قَالُوا فقُلتُ ؛ لا تَظُنّوا أنّي أَتّهِمْ !

مَالُوا فَــ مِلْتُ .. ومَا اقترَفَتْ يدَايَ أيّ جُـرمْ !

مَا بالكُم ترمُونَنِي شَذَراً بلحْظٍ أُتّهَمْ ؟!




منْ ذَا يصُونُ كَرامَتِي .. قُلْ لِي بَربّكَ يا قلَمْ ؟

طِفلٌ صغِيرٌ .. شَيخٌ كبيرٌ .. أم شَبابٌ فِي سحَابات الحُلُمْ ؟

منْ ذَا يُعيدُ صُروحَ مجْدٍ قدْ توارَى و انهدَم ؟

وأيّ سَيفٍ سوفَ يحمِلُهُ ذاكَ المُغمّسُ فِي النِّعَمْ ؟

هل تُرى سيقُودُ ذا دبّابةً .. أم دَربُهُ ( الدّوت كُوم ) ؟!

هل تُرى سيُطلقُ ذا صَارُوخُهُ .. أم سيغُوصُ فِي بحْرِ الحُلمْ ؟

منْ ذا يحمْي حِمَى العقيدَةِ إن كَانَ بارُودُهُم ( كُرة القَدمْ ) ؟

من ذا يُحلّقُ فِي سمَاءِ المَجدِ .. وفِكرُه ( فَنٌ و نجمْ ) ؟

يااااااا ويحَ قلبِي يا قَلمْ !

أبمِثلِ هَذا يُستقَادُ لِمنْ ظُلِمْ ؟

أبمِثلِ هَذا سوفَ يحمِي أرضَ أجدَادِي قَـزَمْ ؟


وبكَى القَلمْ .. !!

مَاذا سَأكتُبُ يا جَريحُ فِي سُطُورٍ مِنْ ألَمْ ؟

مَاذا أُسَطّرُ أم ماذا سيُطفِئُ نَاراً تَلظّى بالحِمَمْ ..

لا اااااا ..

لا يا جَرِيحُ .. أنا لا أُحِبُّ ذَيّاكَ الرّسِمْ ..

أنا إنْ كتبْتُ سَأُسَطّرُ الآمالَ فجْراً يبتَسِمْ ..

أنا إنْ كَتبتُ سأكتُبُها سُطُوراً مِنْ قِممْ ..

دَعْ عنكَ أفرادَاً يُلوّنُهُم قلَمْ ..

دعْ عنكَ أشبَاحَاً تُوارِيهِم ظُلَمْ ..

وإليكَ كَفّ الصّدقِ مِنْ نوّارةِ الدّينِ العَلَمْ ..

اشدُدْ يدَيكَ بكفّهِمْ .. لازالَ فِيهِمْ مُعتَصِمْ ..

لا زالَ فِيهِمْ أمثَالُ خالِدَ والمُثنّى .. طَارِقٌ أهلُ الشّيَمْ ..

لا زالَ فيهِمْ مِثلُ خولَةَ .. مثلُ ربّاتِ القِيَمْ ..

وعْدُ الإلهِ : دِينُ رَبّكَ يغلِبَنّ .. ويعُودُ رَمزاً للقِمَمْ ..

لا تَيأسَنّ أيا جَرِيحُ .. سيزُولُ لَيلٌ للظُلَمْ ..

والّليلُ يشتَدُّ سَوادَاً قبلَ فَجرٍ يبتَسِمْ ..




نطَقَ الجَريحُ ببهجَةٍ : اكتُبْ فدَيتُكَ يا قَلمْ !

ردّ القَلمْ .. - وياااا لِرَوعَتِهِ قلَمْ - :

لا يا جَريحُ ! أنا أفتَدِيكَ بــ كُلّ رُوحِي .. بــ كُلّ دَمْ ..

كَفكِفْ دُمُوعكَ .. امسَحْ جِراحَكَ يا صَدِيقاً للألَمْ ..

فأنا سَأكتُبُ ما يُعِيدُ البَسمَةَ الأُولَى نَغَمْ ..

إنْ كُنتُ قد سَطّرتُها حِكاياتٍ دَمعَاً ودَمْ ..

وكتبْتُ ملحَمةً لنَصرٍ يَرتَسِمْ ..

فــ غَداً سيروِي مَلاحِمِي جُندُ الهِمَم ْ..

وغَداً يُسَطّرُ فجرَ البُطولاتِ عَلَم ْ..




وغدَاً يُحقّقُ نصرُنا سيفٌ ودَم ْ..

ثِقَةً برَبّي أنّ هَذا الدّينَ تَمّ ْ..

ثِقَةً بوَعدِ اللهِ .. إسلامُنا سيَعُودُ ثَمّ ْ ..

نطَقَ الجَرِيحُ .. وكَفكَفتْ عينَاهُ بعضَاً مِنْ ألَم ْ:

اكتُبْ بــ كُلِّ حِبرٍ فِي الدّنَا أنّ الجِراحَ سَتلتَئِم ْ

أنّ الصّباحَ سيأتِي منْ بعدِ ليلٍ مُدلَهِم ْ

لابدّ يومَاً أنْ يعودَ ويُفنِي عُبّادَ الصّنَم ْ

سيعُودُ نبضٌ للأذَانِ فِي كُلّ دَارٍ يرتَسِم ْ

وسيُقتَلُ الخِنزيرُ فِي عَودٍ لعِيسَى ذُو النّعَم ْ

وسيَكسِرُ الصّلبَانَ والأوثَانَ .. واللهُ حَكَم ْ

وستُشرِقُ الآمَالُ فِي قَلبِي بوَهجٍ مُرتَسِم ْ

سيَعُودُ فَجرٌ مُبتَسِم ْ

سيعُودُ فّجرٌ مُبتَسِم ْ

:


جزيتِ خيراً غاليتي

( حبيبة لكِ )

على روعة التّصاميم ()




: