السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشرفات النافذة الغاليات..
أخواتي وبناتي العضوات
أعود لنافذتي اليوم بشوقٍ عميقٍ .....
لي زمن لم أكتب هنا
عدت اليوم بموضوع ممكن أن يكون سطحيا وتغلب عليه الغرابة نوعا ما
ولكنه قد حصل فعلاً
إليكنَّ غالياتي
هاتفتني صديقة عزيزة وغالية إلى قلبي ذات صباح تريد أن تأتي لنشرب معا قهوة الصباح
فهي تعرف مدى حبي لشرب القهوة وخاصة بوجود الصحبة ..- فعلا أستمتع بها-
رحَّبتُ بها ، وأكملتُ عملي الذي كنت قد بدأت به وتجهَّزت لاستقبالها
لم تتأخَّر ، أتتْ وعلاماتُ دهشةٍ واستغراب تبدو بوضوحٍ على وجهها
هي صديقتي منذ زمنٍ ليس بالقصير
وأعرف بل وأحفظ ملامحها إن تغيَّر بها الحال
رحبتُ بها وجهَّزتُ القهوة وجلسنا نشربها ونتبادل الحديث الودي
عن الأحباب والأصحاب والأهل ، وطبعا ....الأولاد
سألتُها وأنا مازلتُ أنتظر أن تخبرَني عمّا يشغل تفكيرها
كيف حال ريم..؟
-ابنتها ريم انتهت من دراستها الجامعية للتوّ وأخذ العرسان يطرقون باب أهلها-
تنهَّدت تنهيدةٍ عميقة وزفرت بحرقةٍ
بادرتُها : خير حبيبتى ما بالها ريم؟
أجابتني على الفور مع آهةٍ عميقة : لو تعرفي ماذا حصل بالأمس يا أم محمد
جاءتني امرأة لتخطب ريم إلى ابنها ، رحَّبتُ بها - والكلام لصديقتي –
فالمرأة يبدو عليها الوقار والاتِّزان ومن عائلة يشهد الجميع لها بالسيرة الحسنة
والكل يفخر بنسبها، وابنها ما شاء الله ممن نرضى بدينه وخلقه
إذن ما المشكلة ؟؟ على بركة الله أجبتُها بعد أن أخذتُ رشفةً من قهوتي
قالت : انتظري لأكملَ لكِ ماذا حصل بعد ذلك
تفضلي حبيبتي كلي آذان صاغية ....
لثوانٍ معدودة وهي تضع فنجانها ، سألتُ نفسي: ترى ما الذي حصل ؟؟
أكمَلت ولازالت علامات الاستغراب على وجهها :
بعد أن أفصحت المرأة عن رغبتها في خِطبة ريم لابنها، طلبت طلباً غريباً ، عجيباً
لازلت لا أستوعبه .. هنا..توقَّفْتُ عن شرب قهوتي وتسمَّرتْ عيناي على وجه صاحبتي
أنتظرُ بشغفٍ كبير ما الأمر الغريب الذي يُطلبُ في مثل هذه الحالات؟
أردَفت صديقتي وتابَعت حديثها:
تصوَّري يا أم محمد طلبت مني أن تتفقَّد منزلَنا وترى باقي غرف المنزل
طلبتْ ذلك مني وكأنها كانت مصرة على طلبها ،..
هااا وماذا قلتٍ لها؟
سألتها و قد داهمني الاستغراب والاستفهام
قلتُ لها تفضَّلي ... أجابت صديقتي
أخذتها وجعلتها تتجول في أنحاء البيت وتفقدته غرفة غرفة
ولم يتوقَّف الأمر عند هذا الحدّ ؛ بل تجاوزه إلى فتح الخزائن والمطبخ
وجميع الأركان ...
ابتسمتُ وقلت لها : طبعا أكيد أن الأمر لم يسبِّب لك أي حرج
فبيتك دائما نظيف ويلمع بل ويشعُّ نظافةً..
طيب وما تبريرها لهذه ( الجولة التفقُّدية )
أجابت تحاول أن ترسم ابتسامةً بدت باهتة على وجهها
تريد أن تطمئن على بيت ابنها في المستقبل
لأنها تؤمن إيمانا شديدا بالمقولة
طبّ الجرة على تمها ...تطلع البنت لأمها
لم أمسك نفسي من الضحك لفترة .. غالبَت هي استغرابها وأخذت تضحك معي
استفقنا من وصلة الضحك على آخر رشفة قهوة
سألتها : بالتأكيد أنكِ ترغبين في فنجانٍ آخر ؟
الآن غالياتى
هذا المثل شائعا في الكثير من البلاد العربية وإن اختلفت بعض حروفه
"طب الجرة على تمها...تطلع البنت لأمها"
من وجهة نظرك هل يبدو طلب هذه السيدة منطقياً ؟
وهل من حقها أن نفعل ما فعلته ؟
هل من الممكن أن تفعلي مثلها لو كنتِ في موقفها؟
وأخيرا هل يبدو فعلاً المثل صحيح بالضرورة؟
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة