,,°•.♥°•الأسرة المسلمة والمنهج النبوي القويم,,°•.♥°•
الأسرة هى اللبنة الأولى في صرح المجتمع المسلم ،
إذا انصلحت تلك اللبنة إنصلح حال المجتمع كله.
أما تكوين الأسرة فيبدأ من الزواج الذي سّنه الله تعالى والذي هو جزء من الإيمان.
و يبدأ باختيار الزوجة الصالحة كما وجهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال:
" تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها،
فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ
" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ "
ثم نذهب إلى ولي أمر الزوجة ونذكره:
عن أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
أخواتي وأحبتي في الله:
بعد أن تعرفنا على أسس إختيار الزوجين ،
هيا بنا ندخل إلى البيت المسلم القوى،
على الزوجين أن يتعرفا على مقصد الزواج، و الهدف منه
و الذي هو تكوين بيت و اسرة مسلمة ،
لتحقيق الخلافة في الأرض، والعبودية لله سبحانه وتعالى،
بيت يقوم على تقوى من الله، و يعين كلا الزوجين بعضهما البعض على الطاعة والقرب من الله.
فبذلك ينشأ البيت نشأة سليمة على طاعة الله،
ويستمر بعون الله وتوفيقه
ثم بتحري الحلال والبعد عن الحرام ،
والتمسك بأوامر الله والبعد عن نواهيه ،
و الاستعداد لتنشئة جيل مسلم قوي ومتين ،
قادر على نصرة الإسلام ورفع رايته للأعلى .
قال تعالى:
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * [الشورى]
الأبناء هبة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها دائماً ،وفى كل وقت وحين.
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آداب يجب إتباعها مع المولود
ومنها:
-يستحب ترديد الأذان في الأذن اليمنى للمولود، وترديد الإقامة في أذنه اليسرى .
-تسمية المولود بالأسماء الحسنة.
قال رسول الله (إنكم تُدْعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم) [أبو داود وأحمد].
-ومن السنن التي حث عليها الإسلام
(العقيقة)
فعن أم كرز الكعبية أنها سألت رسول الله عن العقيقة، فقال:
(عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاه، لا يضركم ذكرانًا كن أم إناثًا) أي الذبائح .
[أبو داود والنسائي].
-والختان أيضاً من سنن الفطرة،
قال رسول الله :
(الفطرة خمس: منها الختان)
[متفق عليه].
قال تعالى:
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
[الرعد: 23 - 24].
تربية النشء
[ لابد أن نعرف أن البيت المسلم عليه [/B]مسؤولية كبيرة أهمها حسن تربية الأبناء لأن الأسرة هى نواة المجتمع.
ولذلك يجب الاهتمام بالتنشئة والتربية على أخلاق الإسلام ومنها:
بر الوالدين، وصلة الرحم،
وحفظ العهد والأمانة،
ورعاية الحقوق والتحذير من الظلم والبغي والعدوان ،
والحرص على مجالسة أهل العلم والمعرفة والقدوة الحسنة.
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
رفعت الأقلام، وجفَّت الصحف))؛
رواه الترمذي.
أيضا يجب الاهتمام بالدعاء للأبناء بكل خير في الدنيا والآخرة، وليحذر الآباء والأمهات من الدعاء على أبنائهم،
لأنه خطأ كبير يقع فيه الكثير منهم.
.قال النبي- صلى الله عليه وسلم-
((لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم؛ فتوافق ساعة استجابة)).
ثم نأتي إلى مرحلة المراهقة:
وهى فترة مهمة ومليئة بالحياة والحيوية في حياة كل شاب وفتاة ،
وتحتاج عناية وتوجيها خاصا وأيضاً إلى معرفة قواعد التعامل الصحيحة والخاصة بتلك الفترة،
لكن للأسف قد نجد مثلاً بعض الأمهات تقول:
أجد حرجا كبيرا أن أتحدث مع إبنتي عن
طبيعة التغيرات التي تطرأ عليها في هذه المرحلة .
وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الإبن ذكرًا..
وبالمثل مع الآباء .
وهنا أولى بالأسرة أن تستعد لتلك المرحلة وما يصاحبها من تغيرات،
وتهيئ الابن أو الإبنة نفسياً للتعرف على هذه الأمور من المصادر الموثوقة،
ثم مراعاة الوقت المناسب لذلك و عدم الإفراط في تعليمه،
فتكون الأسرة بالنسبة للمراهق في تلك الفترة ،
الآذان الصاغية والقلوب الواعية المتفتحة
لأنه إذا لم يهتم الأب أو الأم بذلك فإنه و مما لاشك فيه،
سوف يبحث المراهق والمراهقة خارج البيت عن اجابة لتساؤلاتهم واستفساراتهم ،
كاللجوء للأصدقاء والجيران للحصول على إجابات لما يدور في خلد كل واحد منهم بسبب التغيرات الحاصلة معه
وفي هذه الحالة لا نأمن ان تكون الإجابات صحيحة مئة بالمئة
بل انها في بعض الأحيان قد تكون مضللة .
من هنا تنشأ الأفكار الخاطئة و التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى المشكلات الخطيرة لا قدر الله.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة)
رواه البخاري.
مرحلة الشباب:
مع دخول الأبناء تلك المرحلة يجب أن يحرص الوالدان على ترسيخ معنى الصداقة ،
ومالها من تأثير إيجابي أو سلبي على الفرد.
ومراقبتهم عن بعد حتى نجنبهم رفاق السوء ،
وما يترتب على تلك الصداقة السيئة.
والتأكيد عليهم بأن الرفيق الصالح يُذكرنا دائماً بالله،
فيشجعنا على فعل الخير والإبتعاد عن المنكر،
بينما رفيق السوء..لا يأمر إلا بمنكر !!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
(( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
أن المسئولية نحو الأبناء تتجاوز قضية الأكل والشرب ،
و ترتقي لأبعد من ذلك بكثير
إلى تربيتهم وتثقيفهم وإحاطتهم بالعطف والحنان و الرعاية والاهتمام،
وأن من أهم وسائل التربية الصحيحة
أن يشعر الأبناء بأهمية دورهم في الأسرة والمجتمع ،
من خلال المشاركة في هموم وقضايا الأسرة ومشكلاتها البسيطة ،
مما يشعرهم بالثقة والمسئولية والقرب من الوالدين،
ومن ثم يشعرون بقيمة وجودهم داخل الأسرة والمجتمع.
و لابد أن يحرص الوالدان مع ابنائهم على أمور عدة أهمها :
ــ التنبيه والتذكير بالقرآن و دوام ذكر الله تعالي،
فهي من أكثر الأمور التي تجعل الإنسان مطمئنا .. قويم السلوك ..
ــ تعليمهم أن السعادة الحقيقية في القرب من الله تعالى،
و الإمتثال لأوامره وحب الطاعات ،
وأن أهم شيء لتحقيق السعادة هو:
الرضا عن النفس وحب الخير وصفاء الروح ،والقلب ثم الرضا و القناعة بما قسمه الله تبارك وتعالى ..
ــ الإلتزام بالمباديء والقيم.
كى نصل إلى جيل قوي يعز الإسلام بفضل الله ،
ــ إتباع سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم و الاقتداء به .
و بذلك يتحقق للأسرة الفوز في الدنيا والآخرة.
اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن توفقنا
و أن ترزقنا جميعاً يا ربنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
وأن ترزقنا الرفقة الصالحة يا ربنا التي تعين على الخير وتبعد عن الشر .
وأن تجعلنا جميعاً هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين .
وصلى اللهم وسلم وزد بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[
الروابط المفضلة