كلمة شكر واجبة القول
وتظل كلمات الإطراء هي أجمل ما يستمع إليه البشر كافة
فجميعنا يستهويه سماع كلمات الشكر والإعجاب والتقدير التي تجعل النفس تواقةً لسماعها دائماً
فهي ترضي النفس وتجعلها تنتشي من السعادة
وتكون هي الأروع بين الكلمات في سائر اللغات وبين مختلف اللهجات
وهي الحد الفاصل بين الاعتراف بالجميل ونكرانه
مما أوجب علينا الشكر
لكل من يقدم لنا خدمة أو معروفاً
والأولى بالشكر هو رب العباد وخالقهم
{فاذكروني أذكركم، واشكروا لي ولا تكفرون}البقرة: ((152))
هكذا أصبح الشكر واجباً لله رب العالمين
وهو أول الأدلة على الاعتراف بفضله علينا بما قدمه ويقدمه عز وجل
وخير ما نبدأ به دعاءنا له الحمد والثناء ؛فما أسعد خالق العباد
بعباده عندما يحمدونه في السراء والضراء وعند المصيبة
فيجزل العطاء لمزيد من الشكر، وكي لا يرد الأكف الضارعة المنتظرة رحمته
{لئن شكرتم لأزيدنكم}
الإسراء 111
إنّ الشكر يزيد النعم ويزيل النقم
﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) ... [النحل: 114].
وهكذا يبين لنا أهمية الشكر في حياتنا
للخالق أولا فهو اسم من أسمائه
الشكور
ثم للبشر على ما يقدمونه لنا من خدمات
وفي هذا قال ابن القيــم - رحمــه الله -:
“ الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده
: ثناءاً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة
دعونا نبحث ماالذي يجعل التلميذ يصل ليله بنهاره
هل للحصول على أعلى الدرجات فقط ،أم أنه يكون في شوق لسماع كلمات الإطراء وتلافي نظرات السخرية وكلمات التوبيخ
ممن حوله إذا لم يوفق في الاختبارات
مما يوقع في نفسه أثراً سيئاً يجعله يكره كل المحيطين
أما بنجاحه فإنه قد يستمع ويستمع
لكل ما يسعده
ويتلقى التهاني والتبريكات وتسعد نفسه وتحلق عالياً
ونأتي بعد ذلك لطرفي الحياة
رجالاً ونساءاً
هل لو أدخلناهم في مقارنة ,من منهم يحب كلمات الشكر وا لإعجاب
أعتقد بأن كلا الجنسين تواقين لسماعها
فليس هناك فرقاً كبيراً, فكلاهما بشر والبشر تستميله
هذه الكلمات
زوجة تقضي أغلب يومها في ترتيب بيتها وطهو الطعام لأسرتها الصغيرة
وتحاول جاهدة توفير كافة سبل الراحة لكل أفراد أسرتها
هل كل هذا بدون مقابل
نعم إنها فطرة المرأة العطاء
ولكنها تطمع في كلمة بسيطة ممن حولها, يشكرونها فيها على كل ما تفعل لهم
فهي لا تريدهم أن يمطروها بأعذب الكلمات ولكن كلمة بسيطة توفيها حقها وتشعر بها
أنها موجودة في هذه الحياة
فأيما سعادة تشعر بها عندما تتلقى إعجاب زوجها بطعامها أو تتلقى الشكر على ترتيبها
أغراض أبنائها ولو بقبلة حانية على جبينها الكريم
إنها السعادة الحقيقية أن تشعر هذه الزوجة بأن لها دور لا يقل ولكنه يزيد
فكم من إمرأة شعرت بعدم أهميتها لجلوسها في بيتها من أجل خدمة
زوجها وأبنائها وألا ينسى المحيطون بها
أنها محور حياتهم وسبب رئيسي في إستقرار تلك العائلة
(من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله
، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب)
وللطرف الآخر أيضاً نصيب في هذه الحياة
ونصيب من الإطراء
فكما اتفقنا على أن الجميع يحب أن يشعر بأهمية دوره في هذه الحياة
فهذا زوج يأتي إلى بيته بعد عناء يوم طويل في العمل يحمل أغراضاً لبيته
وعندما يدلف لداخل البيت تبادره زوجته بالسؤال عما أشترى وبكم
وعندما يصرح بثمن الأغراض إذا بزوجته تبادره بالتوبيخ والتعنيف
أن البائع غلبه فى سعر المشتريات
أيكون هذا الشكر لهذا الزوج على ما فعل
وبدلاً من أن تدعو الله ألا يحرمها من دخوله عليها بخيرات الله
فإنها تقابله بوجه عابسٍ لا يرضي عدواً ولا حبيباً
ألا يكفي سيدتي أنه لم يبخل ولم يفرض عليكيِ شراء ما تحتاجينه وتحمل عنكِي عناء الذهاب للسوق
فما يضيرك سيدتي في كلمة شكر واجبة لهذا الزوج المتعاون
لأنّ كل إنسان حتى لو أزال حجراً من الطريق يحتاج لمن يشكره
وكلمة شكر لن تكلفك الكثير
فجميل أن نجد التكريم فى الحال
لأن الانتظار يقتل الأمل
وما أتعسنا إن تأخر التكريم إلى ما بعد انقضاء الأجل
لكي يذكر الأحياء محاسن موتاهم
حتى وإن لم يذكروا ؛
حينها لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
كلمة شكر بسيطة في حروفها كبيرة في معناها
تأسر القلوب والنفوس معاً
فهي تعتبر أقل تقدير لمن قدموا إلينا معروفاً أو خدمة
وسواءً كان التقدير معنوياً أو مادياً فكلاهما مطلوب ومباح
وكم من نفوس صعدت بأصحابها وحلقت في سماء السعادة
جراء كلمة شكر وتقدير على ما قدموا من معروف
حتى إن صغر هذا المعروف ،وأقل ما يقال عنه أنه معروف لوجه الله
إذ ترتفع المعنويات وتعطي دفعة قوية في الحياة والقدرة على البذل والعطاء ومواجهة ما بعد ذلك
وكم من نفوس هوت بأصحابها إلى الحضيض والسبب الجحود والنكران وعدم الاعتراف بالفضل
ليس المهم أن نتلفظ بها صراحةً
فكثيراً ما تخوننا الألفاظ ؛حينها قد تكفينا هدية بسيطة تعبر عما نريده
وتقديراً منا فوردة جميلة بعبقها قد تدخل على النفس السرور ،وهى خير معبرِ
عنا فى جميع الأحوال.
وقد يكون للابتسامة دور رئيسي في الإيحاء بالرضى لمن حولنا عما قدموه
وفي هذا قال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي
وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي )
رواه البخاري
فتبسمك في وجه أخيك صدقة
والكلمة الطيبة صدقة
فما أحوجنا للكلمة الطيبة
طيب الله حياتكم بكل خير
في أمان الله
الروابط المفضلة