السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ..
هذا عقد من عقود مواضيع صيفنا .. نزفهـ إليكمـ ^^
أسعدَ ربي أوقاتَكم وجعلَها عامرةً بطاعتِه
يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالى في مُحْكم تنزيله:ـ
( من عملَ صالحاً من ذكرٍ أو أنْثى وهو مؤْمن فلنحييَّنه حياةً طيبة ولنجزينَّهم أجرَهم بأحسنِ ما كانوايعملون ) النحل /97 .
من مُنطلقِ هذه الآية .. ستنْطلقُ حواراتنا ومحاورنا
أسْمى الأعمالِ الإنسانيَّة ، تِلكَ التي لاتنْتظرُ مقابلاً لها ، بل تنْبعُ من القلب
ومن رغبةٍ لدى الإنسان في العطاءِ والتَّضحية
والعمل التطوعي مثالٌ حيٌّ على هذه الأعمال
فهو ميدانٌ تتعدَّدُ أشكالُه ، لِيدخلَ في جميعِ ميادينَ
الحياة :الاجتماعية، الصحية، البيئية
التربوية ، السياسية ، العسكرية ، وغير ذلك.
وفي هذا العمل المجانيّ ، ينطلقُ الإنسانُ المُتَطوِّعُ من إحساسٍ بالمسؤولية تجاه من وما حوله.. تجاه محيطِه الإنسانيّ
وتجاه محيطه المكانيّ ، تتَّسعُ شيئاً فشيئاً ، لتشملَ كل ميادين الحياة وتظهر أرقى أشكال التَّكامل البشريّ.
و التطوع كما - اتُّفِقَ عليه دولياً- :ـ هو تخصيص بعضٍ من وقتِ الإنسان الخاص، لأجل عملٍ عام ، عبرَ التزامٍ ليس بالوظيفيّ
إنما هو التزامٌ أدبيٌّ ، وهو أيضاً تنافسٌ شريفٌ من أجل خدمةأهدافٍ إنسانيةٍ ومجتمعيَّة.
وقيل أيضا :أننا نصور العمل التطوعي
بأنه كلُّ جهدٍ بدنيٍّ أو فكريٍّ أو عقليٍّ أو قلبيٍّ ، يأتي به الإنسان أو يتركه تطوعاً
دون أن يكون مُلزَماً به لا من جهة الُمشرِّع ولا من غيره.
فهذا هو العمل التَّطوعي متَّسِعٌ باتِّساعِ الآفاق، لِيَسعَنا بكلِّ قدراتِنا مهما اختلفت أو تعدَّدت .
ومن هنا قد يتساءَل البعض ما الذي يدفعُ الشخص للتَّطوع ؟!
نقول :ـ دوافعُ العمل التطوعيّ متعدِّدة أهمها :-
الدَّافع الدّيني
الذي ينبعُ من إحساسِِ الإنسان المُتديِّن بالواجبِ تِّجاه مجْتمعه ، في أشكالِه المُتعدِّدة
وتجاه البيئة التي تحيطُ به والتي هي هبةٌ من اللَّه سبحانه وتعالى
فمن الواجب المحافظة عليها ، إرضاءً لوجههِ الكريم وطمعاً في ثوابه العظيم.
كما قال تعالى في كتابه :ـ ( إنَّما نطعمُكم لوجه الله لانريد منكم جزاءاً ولا شكورا)
أخواتي في الله :
يقول الحق سبحانه وتعالى(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض ) آل عمران /195.
فـ لِلعملِ في الإسلام مكانة ٌعظيمة ... فأُمَّة الإسلامِ أُمَّةٌ لاتعرف إلا العمل،لأنها تعرف لماذا خُلقت قال تعالى :
( وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات )56
فـ الأمَّة الَّتي تحملُ على عاتقِها مسئوليةً- أبتِ السماوات والأرض أن تحملَها- قال تعالى :
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين إن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً الأحزاب/ 73.
هي أمةٌ بلا شك لا تنامُ ملءَ جفونِها، ولا تأكلُ ملءَ بطونِها ، ولا تهتمُّ بسفاسفِ الأُمور
إنَّما هي تعملُ لنشرِدينِها وإعلاءِ رايتَه خفاقةً
فهي تعملُ من أجلِ أبناءِ دينِها .. ويتبقَّى الأجْرُ والثَّوابُ من الله تعالى .
قال تعالى ( إن المسلمين والمسلمات ،والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات
والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات ، والصائمين والصائمات و الحافظين فروجهم والحافظات ،
والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) الأحزاب / 35 .
فهل يُعْقَلُ بعدَ هذه الآيات ألا تتوقُ أنفسُنا للانغماسِ في أحدِ الأعمال التَّطوعية لننال بها سعادة النفس، وانشراح الصدر ، و عظيم الأجر من خالقنا؟!
يا صـــاحِ هذا الرَّكبُ قد سارمسرعاً ونحن قعود ما الذي أنت صانع
أترضى بأن تبقى المُخلَّفُ بعدهــــم صريعَ الأماني والغرام ينازع
على نفسهِ فليبكِ من كان باكيــــاً أيذهب وقت وهو باللهو ضائع
يقول الحسن رحمه الله : ( إذارأيتَ الرُّجل ينافسُك في الدُّنيا فنافسه في الآخرة)
ويقول (من نافسك في دينك فنافسْه ومن نافسك في الدُّنيا فألقها في نحره)
وقد قال وهيب بن الورد: ( إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل)
الروابط المفضلة