في صبيحة أحد الأيام كنت ذاهباً لأداء صلاة الفجر، وقد كان ذلك اليوم شديد البرودة ممطراً، فرأيت بجانب المسجد امرأة كبيرة في السن وابنتيها، فذهلت من هذا المنظر وأخذتني الرهبة حيث كنَّ يرتعدن من البرد، فألقيت عليهن السلام وسألتهن عن سبب جلوسهن هنا في مثل هذا الوقت المتأخر، فردت عليّ الأم بنبرة حزينة وقالت : إنه الابن العاق، فقلت : من ؟ قالت : ابني فلان لقد طردني وطرد معي هاتين البنتين وتركنا في هذا الجو البارد لينام هو وزوجته في البيت فقلت لها : سنصلي الآن وبعد الصلاة نستطلع الأمر، فلما أدينا صلاة الفجر ذهبت ومعي بعض جماعة المسجد وطرقنا عليه الباب فخرج وعرف أننا قد قدمنا لأجل أمه وأخواته فقال بصوت عال ماذا تريدون ؟ إن كان لأجل أمي وأخواتي فلن أرجعهن إلى البيت بأي حال من الأحوال، فأخذنا نحادثه وحينها أخذ يرفع صوته فقلنا له لابد لك من ذلك ولو عن طريق المحكمة، فقدمت الأم شكاية إلى المحكمة وحكم القاضي وألزمه بإيوائهن، وانتصر الحق لهذه الأم وابنتيها !
وحينما حدثت أحد المشايخ الفضلاء عن هذه الحادثة قال لي عندي ما هو أفظع من ذلك فذكر لي هذا الموقف المؤلم الذي لمسه من خلال هذه القصة الواقعية التي حدثت له فيقول : في يوم من الأيام جاءنا بلاغ في مركز الهيئة عن مشكلة في الشارع فقمنا لاستطلاع الأمر وكان معنا فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان حيث كان شاهداً على تلك القصة، فلما حضرنا وجدنا امرأة تصيح في الشارع ومعها طفلها فسألناها عن سبب ذلك فقالت : أبنائي يضربونني، فأحببنا التأكد من ذلك، فإذا ابنها يطارد أهل الحارة بالعصا لأنهم يمنعونه من ضرب أمه، وابنتها قد حملت السكين في يدها تريد قتل أمها، فذهلنا من هذا المنظر فحاولنا تهدأة الوضع وبعد عودتنا كان يرافقنا أحد الأعضاء القدامى في مركز الحي، ويعرف المرأة جيداً، فقال : إن هذه المرأة التي ترونها تصيح الآن كانت أمها تشتكي منها حيث كانت تذيق أمها أنواع السباب والشتائم !!إضاءة:
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاًـ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت! متفق عليه.
نقل من منتدى الفوائد
------------------
قال تعالى
قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني
الروابط المفضلة