الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
أختي الكريمة أخي الكريم : ان في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا ، كما قال ربنا تبارك وتعالى :<FONT COLOR="Red">يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار</FONT c>
وقال جلَ شأنه :<FONT COLOR="Red">وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا</FONT c>
قال بعض السلف : من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب ( أي فرصة للاعتذار و الاستغفار )ومن عجز عن النهار كان له في الليل مستعتب .
واذا كان مثل هذا الليل والنهار فهو أيضا في تعاقب الفصول التي هي أيام وليال .. فان فيها عبرة للمعتبرين وذكرى للمتذكرين جعلنا الله واياكم منهم .
حديثي اليكم في هذه الأسطر عن فصل من فصول السنة ولعلنا عرفناه من خلال عنوان هذا الموضوع .. انه فصل الصيف هذا الفصل الذي يذكِر حرُه بأمور كثيرة منها:
نذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام ( اشتكت النار الى ربها فقالت : يارب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم ، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) فالمؤمن يتذكر النار عند رؤيته لأمور كثيرة منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها ويقول في نفسه اذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها ؟؟!! أعاذ الله واياكم منها .
واذا كنا أختي الحبيبة ، أخي الكريم لانحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءا من نار الآخرة فما الشأن في نار الآخرة ؟؟!! ولذا قال بعض السلف : لو أخرج أهل النار منها الى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام يعني أنهم ينامون فيها ويرونها بردا !! ومن ذلك تذكروا أقوال السلف الصالح رحمهم الله الذين كانت قلوبهم حية فكل مايرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة ومن ذلك أن بعض السلف كان اذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء فيحال بينهم وبينه ، ويقولون لأهل الجنة <FONT COLOR="Red">( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله )</FONT c>.
ومن ذلك أن بعض السلف اذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم ويقال لهم خلود فلا موت فاذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة .
ومن ذلك أيضا أن بعض الصالحين صب على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال ذكرت قوله تعالى <FONT COLOR="Red">( يصب من فوق رءوسهم الحميم )</FONT c>. فلا اله الا الله ما أشد تذكرهم وما أعظم اعتبارهم !! ورأى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوما في جنازة قد هربوا من الشمس الى الظل وتوقوا الغبار فبكى ثم أنشد
من كان حين تصيب الشمس جبهته .. أو الغبار ، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته .. فسوف يسكن يوما راغما جدثا
في ظل مقفرة ، غبراء مظلمة .. يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجَهزي بجهاز تبلغين به .. يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا.
وللحديث بقية غدا انشاء الله حتى لاأطيل عليكم وتملون .
--------------
دار القاسم<IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm15.gif" border=0>
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة ام طلال بتاريخ 17-03-2001 الساعة 11:34 AM</font>
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة ام طلال بتاريخ 17-03-2001 الساعة 11:35 AM</font>
الروابط المفضلة