× مجموعة قصصيّة مُميّزة × وسَـهم للصَّـدَقـة..! [قصص قصيرة]

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رجاء الجاهوش
    عضو نشيط
    • Nov 2009
    • 208

    × مجموعة قصصيّة مُميّزة × وسَـهم للصَّـدَقـة..! [قصص قصيرة]

    وسَـهم للصَّـدَقـة..!


    رجاء محمد الجاهوش



    الشَّـريكُ الخامِس



    كانت تتحدَّثُ بانفعالٍ يَشوبه حبّ وفخر وحبور...

    فنبَراتُ صوتِها تنسابُ كنغمٍ عَذب، ويَداها تتمايَلان كأغصانِ شجرةٍ يانِعةٍ داعَبها الهواءُ العليلُ، وبريقُ عينيها يَشعُّ كومضَةِ نجم في أعالِي السَّماء، حتى خلتُ نفسي في واحةٍ غنّاء بين وَردٍ وزَهرٍ وجَداولِ ماء!
    قالت: بالأمس اجتمعَ والدي الحبيب وإخواني الأعزّاء مع المُحامي من أجلِ إرساء قواعد شركتهم الجَديدة على ضوء القوانين المعمول بها، فسَألهم المُحامي: كَم عدد الشّركاء؟
    فأجابَهُ والدي ـ حَفظهُ الله: خمسَة .
    فاندهشَ إخواني !
    فعَددُهم ثلاثة وبإضافةِ والدي يُصبحونَ أربَعة، فمَنْ هو شريكهم الخامِس؟!
    راحَت النَّظرات تتبادل الأحاديثَ الصَّامتة، ومَلامِحُ الوجوهِ تطرحُ أسئلة حَيرَى!
    فيُباغتهم والدي بسؤاله: مَن تظنونَ أن يكون شريكنا الخامس؟
    يبتسِمون دونَ أن تنبسَ الشّفاه بكلمَةٍ، فيتابع: أتحبّون ـ يا أبنائي ـ أن يُباركَ الله لكم في رزقكم؟
    - هذا ما نرجوه من الله دائمًا.

    - أتطمعونَ برضا الله سبحانه؟
    - بكلِّ تأكيدٍ، فرضاه غاية كلّ مُسلِم.
    - أترغبونَ بظلٍّ ظليل، وصحَّة وعافيَة، ونقاء مِن ذنوبٍ؟
    - بَلى، بَلى.
    - إذا رحبّوا معي بشريكِنا الكَريم، صاحِبَ السَّهم الخامِس: الـصَّــدقـــة.

    ثمَّ تَلت بصوتِها النّديّ قولَ الله تعالى: "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ" [الحديد:18]
    وقوله سُبحانه وتعالى: "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" [البقرة:245]






    .
    التعديل الأخير تم بواسطة الغزيل; 11-01-2010, 12:53 AM. سبب آخر: مُتميِّزة .. :)
  • رجاء الجاهوش
    عضو نشيط
    • Nov 2009
    • 208

    #2


    حَـصَّـالـة







    أقبَلت علينا تتلمَّسُ مكانها بين الصُّفوف، فالتَفَتَت إليها أنظارُنا متفحِصَّة العضو الجديد الذي سينضَم إلى أسرة "فصلنا"...
    ملامُحها لطيفة، تشي بروح طيّبة تستتِر بين الحَنايا، وحديثها مهذّب يدلُّ على حُسْنِ تربيَة وتوجيه، استطاعَت في غضونِ أيامٍ قليلةٍ أن تكسبَ حبّنا واحترامَنا بحُسنِ تعاملها ورِقَّّته.
    ذاتَ يوم ـ مِن أيّام شهر رمَضان المُبارك ـ وزَّعَت علينا وَرَقة و"حَصّالة"، أخذناهما ونحنُ في حيرَة من أمرنا !
    لقد اعتدنا على توزيعِ الأوراقِ التي تحمِلُ بين طيّاتِها وعظًا طيّبًا، وعلى إهداءِ "الشّريط" الدَّعوي، أمّا أن يُقدَّم لنا "حَصَّالة" فهذا أمرٌ جديدٌ !
    نظرتُ إليها، وكلّي فضول لمعرفةِ سرّ هذه "الحَصَّالة"، فأومَأت أنَّ السِّرَّ يَكمُن فيما كُتبَ على الوَرقةِ، فشَرَعتُ أقرَأ :
    [ هل بينكَ وبين الله صِلة ؟ ...
    والصِّلة التي أقصدُها هي اتخاذكَ عمَلا صالحًا تداوِم عليه دونَ أن يعلمَ بكَ أحدٌ، فهوَ العَهدُ الذي بينكَ وبين الله ـ سُبحانه وتعالى.
    لا تستغرب سُؤالي، ولا تستثقله...!
    فقد تنوَّعَت الطاعات التي فرَضها الله علينا، واختلفت الأعمال الصَّالحة التي حبّبنا الله فيها، فلمَهْ كان هذا الاختلاف والتنوّع ؟!
    أيكون أحدُ هذه الأسبابِ أن تجدَ كلَّ نفسٍ الوسيلة التي تناسِبها في التَّقربِ إلى الله، فيسهلَ عليها إيجاد تلك الصِّلة بينها وبينه ـ سبحانه وتعالى !
    قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ"، فقليلٌ دائمٌ خيرٌ مِن كثير مُنقطِع .
    سأبوحُ لك بسرّ، ولا جُناح عليك إن أذعته...

    إنّني أستقطعُ ـ كل شهر ـ من راتبي مبلغًا زهيدًا، وأصرفه إلى فئة " العشرين فلس "، ثمَّ أضعُ تلك العشرينات في علبة خاصَّة، وبجانبها "حصَّالة" للصَّدقات ـ تلكَ التي توزّعها اللّجان الخيريَّة، وأقوم كلّ صباح بوَضعِ "عشرين فلسًا " في "الحصَّالة" كصدقة عن نهاري، ثم أمضي إلى متابعة يومي وأنا مطمئنة إلى أنَّ الله سيحفظني، و"عشرين فلس" أخرى في المساءِ صدقة عن ليلتي لأشعرَ بذاتِ الطَّمأنينة، فصنائعُ المَعروفِ تقي مَصارعَ السُّوء، وصَدقة السَّرّ تطفئ غضبَ الرَّب... ]

    ثمَّ خُـتِـمَت الوَرَقة بدعاء: اللهمَّ يا واصـلَ المُـنقطعين أوصلني إليـكَ .





    .

    تعليق

    • رجاء الجاهوش
      عضو نشيط
      • Nov 2009
      • 208

      #3



      إيـمـانٌ







      كنتُ صَغيرًا عندَما كانت ترسِلني أمِّي بطعامٍ إلى جارتنا العَجوز، وإلى ذلكَ العامِل ـ الشَّيخ المُسنّ ـ الذي يَقوم على تنظيفِ مسجدِ حيّنا، كان واجبًا يوميًا أقوم به بعدَ عودتي من المَدرسةِ، لم تتأخَّر أمُّي يومًا عن موعدِها، وكنتُ لا أمانِع بالذهابِ، فجارتنا العَجوز طيّبة القلبِ، كانت تعطيني قطعة من الحلوى، ثم تشكرني وتطلب مني أن أهدي أمُّي السَّلام، وذلكَ العامل كان يُصافِحني كرجلٍ رِشيدٍ ويشدّ على يَدي وهو يقول: جزاكم الله خيرًا، فأفرحُ أيَّما فرحٍ وقد غدَوتُ رجلا وأنا لم أبلغ الثامِنة مِن عُمري بَعد !
      ذاتَ ليلةٍ أصابتني وعكة صحيّة، فلزمْتُ السَّرير ولم أذهب إلى المَدرسة، وخضَعتُ للعلاج الذي وصَفه الطبيب لي، معَ ما كانت تعدّه أمُّي الرَّؤوم مِن عصائر طبيعيّة ومشروبات دافئة .
      جاءت خالتي الحَبيبة للاطمئنانِ عليَّ، وهي جارة لنا، لا يفصلُ بينَ بيتنا وبيتها سِوى شارع ضيّق وبعضَ المَباني، وبينما هي تسامِرني نادت عليَّ أمُّي:
      - يا يوسُف ، اقبل إليَّ يا بنيّ .
      - حسنًا يا أمُّي .
      ساعدَتني خالتي الحَبيبة بالنُّهوضِ، ثم مَضيتُ وحدي نحوَ المَطبخ حيث أمُّي .
      - يوسُف أيا حبيبي، هل أنت قادرٌ على أداءِ مهمَّتك اليوميَّة ؟
      - أشعرُ بتعَبٍ يا أمَّاه !
      - إن جاهدت نفسَك قليلا، وسَارعتَ في فعل الخيرات فقد يكون ذلكَ سببًا في شفائكَ العاجل .
      وقبلَ أن أجيبَ، أقبلت نحونا خالتي، وسألت أمّي باستنكار: إلى أينَ تريدينَ إرسالَ هذا الصَّغير؟ ألا ترَين حاله !
      - هو بخيرٍ بإذن الله، وفي أداءِ مهمَّتهِ هذه كلّ الخيرِ.
      - دعيهِ يذهبَ ليستريحَ في فراشِهِ، سأقومُ بمهمّته نيابَة عنه حَتى يتمِّمَ الله شفاءَه.
      - لا بأس، جزاكِ الله خيرًا.
      عانقتُ خالتي وقبّلت وجنتها بامتنانٍ ثمَّ مضيتُ إلى سَريري، فتلحَّفتُ بلحافي وغططت في دفء ودِعَـة.
      صوتُ أمُّي وخالتي مُرتفع، والبيتُ ضيّق، و حوارَهما مَسموع بوضوح، قالت خالتي : أعجبُ منكِ يا أختي !
      - وممّا العَجب ؟
      - أعلمُ جيدًا أنّكم تعيشونَ عيشة الكَفافِ، فمَا الذي يُلزمُك بإرسالِ جزء مِن طعام أهلِ بيتك إلى الآخرين؟ أيتصدّق فقيرٌ على فقيرٍ؟
      - سأجيبُكِ، لكن عليكِ أن تسمَعي القصَّة مِن أوَّلِها.
      - كُلي آذانٌ مُصغيَة، فتفضّلي...
      - حضرتُ ذاتَ صباح حلقة ذِكر، تحدَّثت فيها الدَّاعية الفاضلة عن الصَّدقة وفضلها، فتألمتُ وكتمتُ دمعًا كادَ أن يسقط مني رغمًا عني، ثمّ انفضَّ المجلسُ وعدتُ إلى بَيتي، لأستقبلَ زوجي وأولادي لكنّني لم أكن كعادتي، فقد اختفت ابتسامتي، وسَكنَ الحُزن عينيّ، فلاحظ زوجي العزيز تغيّر حالي، فانتهزَ فرصة وجودِنا وحدَنا ليسألني: ما بكِ؟ لمَ كلّ هذا الحزن في عينيكِ؟
      لم أستطع هذه المرّة الإمساك بدمعتي فقد سبقتني وسَقطت، فزادَت حيرة زوجي، وراحَ يلحّ بالسّؤال: ما بكِ ؟ هل هناك ما يسوء ؟
      - لا؛ لا تقلق، الأمرُ ليسَ كما ظننتَ، إلا أنّني حزينة كوني لا أستطيع أن أبرهِنَ على صدق إيماني.
      - أنا لا أفهمُ شيئًا !
      - كنتُ اليوم في حلقةِ الذكر، وتحدَّثت الدَّاعية الفاضلة عن الصَّدقة وفضلها، فقالت : يقولُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "والصَّدقة بُرهان" فهي دليلٌ على صدق العَبد وإيمانه، فتألمتُ وكادَت عيناي تفيضانِ بدمعِها حزنًا ألا أجدُ ما أنفِق.
      - ألم تخبركنّ أن الصّدقة نوعان؟
      - كلا؛ حثَّـتنا على بذلِ المال فقط.
      - إذاً لا تحزني، وكفكفي دَمعك، فأنتِ قادرة ـ بإذن الله ـ على أن تبرهِني على صِدق إيمانكِ.
      - أخبرني ـ بربّك ـ كيفَ، كيفَ؟!
      - عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أنَّ ناسًا من أصحابِ النَّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالوا للنَّبي ـ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! ذهب أهل الدُّثور بالأجورِ! يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون بفضول أموالِهم. قالَ: "أو ليسَ قد جعلَ الله لكم ما تصدَّقون؟ إنَّ بكلِّ تسبيحةٍ صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وأمرٌ بالمعروفِ صدقة، ونهيٌ عن منكرٍ صدقة، وفي بضعِ أحدكم صدقة "

      قالوا : يا رسول الله ! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
      قال : "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرًا" (رواه مسلم)
      فالصَّدقة نوعان: صدقة بالمالِ، وصدقة بغيرِ المال، وهذه أيضا تنقسم إلى قسمين .
      - ما هما ؟
      - الأول: ما فيه تعديَة الإحسانِ إلى الخلق، كتعليم العلم النَّافع، وإزالة الأذى عن الطريق، والسَّعي في جلبِ النَّفع للنّاس، ودفع الأذى عنهم، وغيرها...
      والقسم الثاني: ما كان نفعه قاصرًا على فاعلِهِ، كأنواعِ الذّكر من تسبيح وتهليل وتحميد، وكذلك المشي إلى المساجدِ صدقة .
      - كريمٌ ربِّي كريم، وهو أرحم الرَّاحمين.

      ومنذ ذلك الوقت ـ يا أختي الحبيبة ـ عقدتُ العزمَ على أن يكونَ لي نصيبٌ مِنَ الصَّدقة بما أستطيع، فأنا أملكُ صحَّة ووقتًا وشبابًا وعلمًا نافعًا، فلمَ لا أتصدَّق بجزءٍ ممَّا أملكُ لأبرهنَ على صِدق إيماني؟!
      اغرَورَقت عينا خالتي الحَبيبة بالدّموع، ورفعت رأسَها لتقبّل جبينَ أمُّي ـ أختها الكبرى ـ وهي تعِدها بأن تحذو حذوَها، وأن تبلّغ غيرها بما تعَلَّمته منها، ثمَّ استأذنت بالانصرافِ كي لا يتأخر الطعام على جارتنا العَجوز، وعامل المَسجدِ ذلك الشَّيخ الوَدود.






      .

      تعليق

      • نبضة الأمل..!!
        زهرة لا تنسى "متميزة صيف 1430هـ"
        • Aug 2006
        • 4375

        #4
        ... ()
        جزاكِ الله خيراً ..
        فقد استفدت منها واستمتعت لما قرأتها في صيد ،
        نفع الله بكِ يا رجاء ()
        ربّنا أفرِغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين
        لا إله إلا أنت سبحانكَ إنّي كنت من الظالمين *
        " إن يَعلمِ الله في قلوبكم خيراً يؤتِكم خيراً مما أخذ مِنكم ويغفر لكم ..."
        قال - تعالى - : " أمْ حَسِبتم أنْ تَدخُلوا الجَنَّة وَلمَّا يأتِكُمْ مَثلُ الذينَ خَلوْا مِنْ قبلِكُمْ مَسَتْهُم البَأسَاءُ وَ الضرَّاءُ وَ زُلزِلُوا حَتى يَقولَ الرَسُول وَالذين آمنوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ الله ألا إنَّ نَصَرَ الله قريب "

        ..
        [ الدالُ على الخيرِ كَفاعِله ]

        و [ إذا سألتَ فاسأل الله ] و [ إذا استعنت فاستعِن بالله ]
        سامِحوا المُقصِّرة ،

        تعليق

        • sara17
          زهرة لا تنسى
          • Jun 2007
          • 6960

          #5
          جزاك الله خيرا
          عبر تعبيرها رائع
          وفقك الله
          بسم الله الرحمن الرحيم
          ان مع العسر يسرا

          تعليق

          • الغزيل
            كبار الشخصيات
            - بصمة إبداع - "نبض وعطاء" "عذبة الخواطر "
            ذوقي راقي-دانه متألقة
            • Oct 2003
            • 5984

            #6
            ..

            رائعة يا رجاء ..

            نفع الله بكِ وبقلمكِ ..

            ..


            عصفورة ،،*


            ..

            تعليق

            • الجواهــــر
              زهرة لا تنسى
              • Aug 2007
              • 3330

              #7
              أخذت وقفه هنـا..}~
              "
              "
              بوركتم
              "





              تعليق

              • رجاء الجاهوش
                عضو نشيط
                • Nov 2009
                • 208

                #8


                أخـواتي العـزيـزات

                ღ نبضة الأمل ღ sara17 ღ الغزيل ღ الجواهـر ღ


                جزاكن الله خيـرًا لحضوركن العذب، ودعمكن الكريم.

                فقد استفدت منها واستمتعت لما قرأتها في صيد


                هذا مِن فضل ربَّـي، فله الحَمد حمدًا كثيرًا طـيِّبًا مُباركًا فيه.

                نفع الله بكِ يا رجاء
                نفع الله بكِ وبقلمكِ
                .. اللهم آمين ..

                دمتن بخيـر وعطـاء






                .

                تعليق

                • shaar77
                  عضو نشيط
                  • Dec 2006
                  • 133

                  #9
                  قصص ممتعة ومفيدة
                  نفع الله بك و أدام عليك ابداعك

                  تعليق

                  • رجاء الجاهوش
                    عضو نشيط
                    • Nov 2009
                    • 208

                    #10



                    أختي العزيزة shaar77
                    شكر الله لك حضورك العذب، ودعمكِ الكريم.

                    نفع الله بك، وأدام عليك إبداعك
                    .. اللهم آمين ..


                    دمتِ بخيـر











                    تعليق

                    • رجاء الجاهوش
                      عضو نشيط
                      • Nov 2009
                      • 208

                      #11


                      الصّدقة تدفع البلاء


                      كان "علي بن محمد بن الفرات " وزيرًا للخليفة المقتدر ، وكان يسئ الظن بأحد كتابه ، فاستدعاه يومًا وقال له : ويحك ، إن نيتي فيك سيئة ، وإني في كل وقت أريد أن أقبض عليك وأصادرك فأراك في المنام تمنعني برغيف !
                      وقد رأيتك في المنام من ليال ، وأني أريد القبض عليك ، فجعلت تمتنع مني ، فأمرتُ جندي أن يقاتلوك فكلما ضربوك بشيء من سهام أو غيرها تتّقي الضرب برغيف في يدك ، فلا يصل إليك شيء !
                      فأعلمني ما قصة الرّغيب ؟!
                      قال الكاتب : أيها الوزير ، إن أمي ـ منذ كنت صغيرا ـ كانت تضع تحت وسادتي رغيفا ، فإذا أصبحت تصدّقت به عني ، فلم يزل ذلك دأبها حتى ما تت ، فلما ماتت فعلتُ أنا ذلك مع نفسي ، فكل ليلة أضع تحت وسادتي رغيفًا ثم أصبح فأتصدّق به .
                      فعجب الوزير من ذلك ، وقال : والله لا ينالك مني بعد اليوم سوء أبدًا ، ولقد حَسُنَت نيّتي فيك ، وقد أحببتك .




                      (المصدر : البداية والنهاية 11/163)





                      تعليق

                      يعمل...