((ايادي بيضاء ولكن))
سألت هالة والدتها بصوت قلق" أمي .. أريد زيارة صديقتي"
بصوت واهن ردت الأم" انتظري حتى يستيقظ أمير كي تحصلي على إذنه"
" اوووف" تأففت أمل "أمير .. أمير..." كل شيء صار يأمر أمير..
"أصمتي" ردت الأم بجفاء
لولا أمير لكنا في الشارع يا بنات
لولا أمير.. يعلم الله بحالنا
لولا أمير لألقى بنا والدكن خارج هذا البيت
لولا أمير .. لطلقني والدكن...
أحمدن الله أن وهب لنا أمير...
ومن جوف إحدى الغرف جاء صوت يترنح" ما هذه الأصوات .. بعض الهدوء"
وهرولت إلام كجارية السلطان... لتلبي رغبات الأمير وتأففت البنات .. وذهبن كالعادة للبكاء مع بقية أخواتهن.
ا"يا بني .. ارحم نفسك قليلا ... وانتبه لحياتك .. وأصحابك هؤلاء.....
نظرة واحدة من أمير.. جمدت الأم المسكينة مكانها ..
إياك أن تتلفظي بحرف واحد..
ألسـت الأمير المتوج .. ومن ذا الذي يسدي نصحا أو يعترض على تصرفات أمير...
صمتت ودموعها تنهمر ..
قالت لنفسها ازرعي ما حصدت ... هذه نتيجة الدلال الزائد
شاب مجسدا للفساد في أجل معانيه...
لا يعرف الليل من النهار.. الكأس سميره.. وأصحاب السوء شلته .. وما خفي كان أعظم..
كرت سبحة الأيام .. الأم التحقت بزوجها....
والأخوات تم تزويجهن كيفما كان.. كي يتفرغ لحياته الماجنة..
الأعمام... الأخوال .. الأقارب ..قاطع الجميع وعاش لنفسه ولشلة الفساد
آه .... ألم قاتل.... صداع يكاد يقسم رأسي نصفين
بصعوبة انتشل نفسه من حياة الضياع وتوجه لأقرب مستشفى بعد أن عجز عن احتمال الألم
فحوصات .. تحاليل....صور .. مصطلحات طبية ...
ضوضاء.. همهمات ... لنتأكد مرة أخرى
فلنعيد الفحوصات...
لنرسل للطبيب الفلاني .. أشهر الأطباء في مجاله
ولنرسل لفلان وفلا ن....
ويا بني..
يعز علينا إخبارك لكن الأمانة الطبية تحتم علينا
ما زلت في مستهل شبابك.. لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى..
أنت مصاب بمرض بورم خبيث ... استأسد وانتشر في الدماغ
أيامك معدودة والأعمار بيد الله
يا بني تب إلى الله وكف عن هذا العبث واللهو
كلمات لامست القلب والروح بعد معاناة الألم
فكر بحياته
ولأول مرة يشعر بحاجته لحضن أمه
ولـ......
أخواتي... لقد غبن عن بالي..
وعاد أمير لطريق الصواب
طلق الشلة طلاقا بائنا لا رجعة فيه ..
عرف طريق المساجد
استغفر وتاب وصلى .. وتصدق
لم يكتف بذلك
استدعى سكرتيره الخاص
وأودعه شيكات قابلة للصرف قبل موعد رحيله الذي حدده الأطباء
وقسم تركة والده بين أخواته ليحصلن على حقوقهن بعد رحيله...
وأصبح وأمسى ينتظر انقضاء أيامه
يوم.... يومان... أسبوع .. مر على الموعد المحتوم...
وأمير على قيد الحياة..
لم يعد يشعر بالألم ... اختفى الصداع..
اختفت الآلام ..
وشيئا فشيئا... امتدت الأنامل للهاتف
تضغط على أرقام شلة الضياع....
وعدنا للضياع...
وصباح اليوم التالي لليلة .. نستغفر الله منها ..
استدعى سكرتيره .. طالبه بالشيكات والوصية وجميع الأوراق ومزقها وهو يقهقه
أنا أمير ولن يحصلن على أية نقود من أموالي..
أين عقلي حين وزعت أموالي...
آه لو كان بإمكاني استرداد كل قرش دفعته ..
لكن سأحاول ... سأحاول..
وفي المساء...
جاءت شلة الضياع تطرق الباب ولا مجيب....
الهاتف يرن...... ويعلوا صوت الطرقات على الأبواب .. وأبواق السيارات .. تستعجل أمير لفتح الباب
ولكن لا أمير..
فقد رحل حيث قدر للبشر أن يرحلوا...
بقلم الأخت// وعود الخير
							
						سألت هالة والدتها بصوت قلق" أمي .. أريد زيارة صديقتي"
بصوت واهن ردت الأم" انتظري حتى يستيقظ أمير كي تحصلي على إذنه"
" اوووف" تأففت أمل "أمير .. أمير..." كل شيء صار يأمر أمير..
"أصمتي" ردت الأم بجفاء
لولا أمير لكنا في الشارع يا بنات
لولا أمير.. يعلم الله بحالنا
لولا أمير لألقى بنا والدكن خارج هذا البيت
لولا أمير .. لطلقني والدكن...
أحمدن الله أن وهب لنا أمير...
ومن جوف إحدى الغرف جاء صوت يترنح" ما هذه الأصوات .. بعض الهدوء"
وهرولت إلام كجارية السلطان... لتلبي رغبات الأمير وتأففت البنات .. وذهبن كالعادة للبكاء مع بقية أخواتهن.
ا"يا بني .. ارحم نفسك قليلا ... وانتبه لحياتك .. وأصحابك هؤلاء.....
نظرة واحدة من أمير.. جمدت الأم المسكينة مكانها ..
إياك أن تتلفظي بحرف واحد..
ألسـت الأمير المتوج .. ومن ذا الذي يسدي نصحا أو يعترض على تصرفات أمير...
صمتت ودموعها تنهمر ..
قالت لنفسها ازرعي ما حصدت ... هذه نتيجة الدلال الزائد
شاب مجسدا للفساد في أجل معانيه...
لا يعرف الليل من النهار.. الكأس سميره.. وأصحاب السوء شلته .. وما خفي كان أعظم..
كرت سبحة الأيام .. الأم التحقت بزوجها....
والأخوات تم تزويجهن كيفما كان.. كي يتفرغ لحياته الماجنة..
الأعمام... الأخوال .. الأقارب ..قاطع الجميع وعاش لنفسه ولشلة الفساد
آه .... ألم قاتل.... صداع يكاد يقسم رأسي نصفين
بصعوبة انتشل نفسه من حياة الضياع وتوجه لأقرب مستشفى بعد أن عجز عن احتمال الألم
فحوصات .. تحاليل....صور .. مصطلحات طبية ...
ضوضاء.. همهمات ... لنتأكد مرة أخرى
فلنعيد الفحوصات...
لنرسل للطبيب الفلاني .. أشهر الأطباء في مجاله
ولنرسل لفلان وفلا ن....
ويا بني..
يعز علينا إخبارك لكن الأمانة الطبية تحتم علينا
ما زلت في مستهل شبابك.. لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى..
أنت مصاب بمرض بورم خبيث ... استأسد وانتشر في الدماغ
أيامك معدودة والأعمار بيد الله
يا بني تب إلى الله وكف عن هذا العبث واللهو
كلمات لامست القلب والروح بعد معاناة الألم
فكر بحياته
ولأول مرة يشعر بحاجته لحضن أمه
ولـ......
أخواتي... لقد غبن عن بالي..
وعاد أمير لطريق الصواب
طلق الشلة طلاقا بائنا لا رجعة فيه ..
عرف طريق المساجد
استغفر وتاب وصلى .. وتصدق
لم يكتف بذلك
استدعى سكرتيره الخاص
وأودعه شيكات قابلة للصرف قبل موعد رحيله الذي حدده الأطباء
وقسم تركة والده بين أخواته ليحصلن على حقوقهن بعد رحيله...
وأصبح وأمسى ينتظر انقضاء أيامه
يوم.... يومان... أسبوع .. مر على الموعد المحتوم...
وأمير على قيد الحياة..
لم يعد يشعر بالألم ... اختفى الصداع..
اختفت الآلام ..
وشيئا فشيئا... امتدت الأنامل للهاتف
تضغط على أرقام شلة الضياع....
وعدنا للضياع...
وصباح اليوم التالي لليلة .. نستغفر الله منها ..
استدعى سكرتيره .. طالبه بالشيكات والوصية وجميع الأوراق ومزقها وهو يقهقه
أنا أمير ولن يحصلن على أية نقود من أموالي..
أين عقلي حين وزعت أموالي...
آه لو كان بإمكاني استرداد كل قرش دفعته ..
لكن سأحاول ... سأحاول..
وفي المساء...
جاءت شلة الضياع تطرق الباب ولا مجيب....
الهاتف يرن...... ويعلوا صوت الطرقات على الأبواب .. وأبواق السيارات .. تستعجل أمير لفتح الباب
ولكن لا أمير..
فقد رحل حيث قدر للبشر أن يرحلوا...
بقلم الأخت// وعود الخير


 
 
 
 وجوه بلا ملامح
تعليق