قصيدة يا من يدعي الفهم
بأداء الشيخ العفاسي
أَلا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ إِلَى كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ *** تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّْ
أَمَا بَانَ لَكَ العَيْبْ أَمَا أَنْذَرَكَ الشَّيْبْ *** وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ
أَمَا نَادَى بِكَ المَوْتْ أَمَا أَسْمَعَكَ الصَّوْتْ *** أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَــمّْ
فَكَمْ تَسْدَرُ في السَّهْوْ وَتَخْتَالُ مِنَ الزَّهْـوْ *** وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْـوْ كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ
وَحَتَّـامَ تَجَافِيْـكْ وَإِبْطَاءُ تَلافِيْـكْ *** طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ
إَذَا أَسْخَطْتَ مَوْلاكْ فَمَا تَقْلَقُ مِنْ ذَاكْ *** وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَـمّْ
تُعَاصِيْ النَّاصِحَ البَرّْ وَتَعْتَاصُ وَتَـزْوَرّْ *** وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَــرّْ وَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ
وَتَسْعَى في هَوَى النَّفْسْ وَتَحْتَالُ عَلَى الفَلْسْ *** وَتَنْسَى ظُلْـمَةَ الرَّمْسْ وَلا تَذْكُــرُ مَا ثَمّْ
ولا تذكر ما ثَمّ .. أي لا تحاول تذكر ما ينتظر هناك في القبر من أهوال وفظائع .. ثَمَّ : هناك .
وَلَوْ لاحَظَكَ الحَظّْ لََمَا طَاحَ بِكَ اللَّحْظْ *** وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ
سَتُذْرِيْ الدَّمَّ لا دَمْعْ إِذَا عَايَنْتَ لا جَمْعْ *** يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ وَلا خَالَ وَلا عَـمّْ
كَأَنِّيْ بِكَ تَنْحَــطّْ إِلَى اللَّحْدِ وَتَنْغَـطْ *** وَقَدْ أَسْـلَمَكَ الرَّهْطْ إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَـمْ
هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ لِيَسْـتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ *** إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ
وَمِـنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ *** صِـرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ عَلَى النَّارِ لِمَــنْ أَمّْ
فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ وَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ *** وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّْ وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
فَبَـادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُـرّْ *** فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّْ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَـرّْ *** فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَـرّْ بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ
وَخَفِّضْ مِنْ تَرَاقِيْكْ فَإِنَّ المَوْتَ لاقِيْكْ *** وَسَـارٍ فِيْ تَرَاقِيْكْ وَمَا يَنْكُـلُ إِنْ هَمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ *** وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ
وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ *** وَرُمَّ العَمَــلَ الرَّثّْ فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ
وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ بِمَا عَمَّ وَمَا خَـصّْ *** وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْـصْ وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ
وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ *** وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ
وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ *** وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ
بِذَا أُوْصِيْكَ يَاصَاحْ وَقَدْ بُحْتُ كَمَنْ بَاحَ *** فَطُوْبَى لِفَـتَىً رَاحْ بِآدَابِــــيَ يَأْتَمّْ
من بريدي






تعليق