بسم الله الرحمن الرحيم
( قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا ).
الاسراء ( 84 )
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ).
الانعام ( 116 )
( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ).
يوسف ( 103 )
كثيرا ما أتعرض لموقف صعب ومؤلم سببه وجودي بين مجموعات من البشر صنعوا سويا أسلوبا فريدا كريها يستخدموه ضد كل من يقف في طريقهم فلا شيء عندهم أهم منهم
لقد تردوا وانحطوا وتكاسلوا وتباطأوا وأوكلوا مهماتهم إلى ( أي أحد ) المهم أن يذبوا عن أنفسهم أي مؤلم وموجع وممل حتى وإن كان الهدف عظيما.
مع اننا خلقنا لهدف
اعمالنا لهدف اخلاقنا لهدف صبرنا لهدف
ولكني أرى أن أغلب البشر قد تنحوا عن الهدف وأصبحت تشغلهم الغاية والنتيجة.
طريقتهم سهلة جدا وسريعة ومريحة وغير منظمة أقرب للعشوائية الفطرية الغريزية الحيوانية يتفننون في لوي الأذرع فهم يتربصون ببعضهم معتقدين أن الحياه إما غالب أو مغلوب فتجد أن من ليس منهم يعاملهم كأنه منهم فتحتار في من وجدته بالامس يعلم الفضيله تراه اليوم يزاحم في طابور ما ويأخذ دور أحدهم عنوه ليس لانه شرير او منافق او حقير بل لأنه إن جاء لهذا الطابور بفضائلة وأخلاقه سيظل واقفا طوال اليوم بآخر الطابور فالمطلوب منه ( التحول ).
للاسف فمعلم الفضيله هذا هو ( كلهم )هو أغلبية البشر هو من خضع لمثل هذا النظام أو ساعد في نشره او تأسيسه .
يشكي الكل من الكل ان التقيت باحد منفردا تبين فعلا انه حاتم الطائي أو أحد ملوك جمال الأخلاق ولكن إذا اندمج أبو المكارم هذا في شارع ما وقاد سيارته فستجد انه قد يتحول لشخصية اخرى شخصية مختصرها ( أنتم يا من حولي ستقودون سياراتكم بكل تسيب وتعدي وأكل حقوق للطريق ولكني سأريكم أني أقوى منكم وأكثر شراسة فيصبح كأحد أبطال فيلم death race.
ثم ينسى ما فعله بلمح البصر ويحدث نفسه فيقول لم الناس هكذا اليوم؟
وأقول لمن نشأ على النظام والكينونة وعزة النفس وعلى قصص الابطال أصحاب معتقد (الموت من اجل هدف افضل من الحياه بلا هدف) عزائي وإياكم أننا سنموت يوما ما ونرتاح منهم ولكن الان نحن بين الزمرة الأكثر انتشارا فالهروب من عقلاياتهم جبن والنزول لمستواهم قهر ومحاورتهم حرب ومحاولة التفاهم معهم عقيمة والأهم من ذلك أن المحاولة بايجاد طريقة لحل هذه المشكلة ستشكل عبيء عظيم وانهيار للصبر ، ثم أن الفشل المستمر بمحاولة تثبيت حل وسط سيهز الكيان ويضعف التطور والتقدم .
ان نظامهم هذا قد توثق وتسارع انتشاره وكأنه فايروس ما ولكن مشكله هذا الفايروس انه بلا علاج ما أن يصب احدهم حتى يتغلغل فيه . وأضف مصيبة أعظم وهي أن من يستخدم هذا النظام معجب به ومن لا يستخدمه هو فاشل او غبي او سفيه او طيب حد البله في نظرهم
فالسيطرة للوحوش والردى مطلوب ولوي الاذرع فن وعدم المبالاة حل والتطاول قوة والمسامحة لسبب والحب شهوة والتسيب مفر والتعدي اثبات ملكية والقياس على ذلك النمط هو عكس كل الفضائل.
( أنا بين هؤلاء )
فكيف أتصرف وماذا أفعل أو كيف أحقق غاياتي أو أحد أحلامي ماذا إن كان أحد مشاريعي تعتمد على التواصل أو التعامل معهم .
ماذا أفعل إن كانوا هم من يملؤون قائمة هاتفي أو إن كانوا جيراني وزملاء عملي
كيف أصبر ولا أحد مثلي يقف بجانبني أو يواسيني أو يساندني هل سأبقى هكذا دوما وحيدا أعاني وأتألم هل من سبيل للنسيان أو التأقلم هل من حلول فاتتني رغم كثر التفكر أم أنني ساعالج نفسي بالتردي وأتقاعس وأنحني ضعفا ووهنا فأقبل الوضع الأليم وأصبح أحد هؤلاء المتحولين ؟
الكاتب / و . ب . م . ص
تعليق