
::
::
عندما تسقط الأقنعة

عندَما تَسقُطُ الأقنعةُ و تَظهَرُ الحَقيقةُ واضِحةً جليّة
و عندَما تتحطَمُ الإرادةُ و الخواطِرُ عندَ صخرةِ اليأسِ المقيت
حينها سيتبدَدُ الحلمُ في غياباتِ القهرِ و الألَم
فلا تُرى الروحُ إلا ساكنةً في زاويةٍ من زوايا حُجرَةٍ خَرِبة
تسربتِ البرودَةُ إلى جُدرانِها العتيقةِ فقتلت معها كلَّ ذكرى كانت تُضيء طَرِيقَ ضائعٍ حيران
تسيرُ الآمالُ وحيدةً في غابةٍ موحشةٍ خائفةً من كيدِ الذئاب
و تسقطُ الطيورُ البيضاءُ على الأرضِ لتُعلنَ أمامَ أخيلةِ السماءِ عودَتَها لشَاكِلتِها الأصليةِ في صورةِ ثعابينٍ خبيثة
فترتعشُ الزهورُ و ينوحُ الحمامُ لرحيلِ النسيمِ إلى أرضِ الخلودِ ليحيا فيها حياةً سرمدية
و تهيجُ أمواجُ البحرِ لتُغرقَ كلَّ ما على الشاطِئ من بَقَايا الأحلام
ثمَّ تخفي الشمسُ ضِياءها بينَ الغيومِ خجلاً من كبرياءٍ سَرَقَهُ خُفَاشُ الليل
كانَ لا بدَّ من سقوطِ القناع
كان لا بدَّ أنْ ينتزعَ من ذاكَ الوجهِ القناعَ الملائكي و تَظهَرَ أمامَ عيني الحبِّ قسماتُ الخداعِ و المَكر
فتتوقَفُ الكلماتُ عن السيرِ على السطور
و تَذْبُلُ أوراقُ الياسمين
و ينحنيَّ القلمُ ...
من خربشات قلمي
تعليق