وجه الأمس و وجه القمر
؛؛؛
بين أمسي واليوم اختلافات عديدة
كم أشبهها باختلاف وجه القمر
وتذبذب حجمه طيلة الشهر
؛؛؛
التقيتها مدمرة .. تعيسة وحولها الكثير من الضوضاء
للوهلة الاولى لم أعرفها .. حتى قالت لي بصوتٍ يملؤه
الألم : لا تتعجبي أنا ..أنا العراق
لم يبقى مني سوى القليل من الحطام وشعب ممزق
فقد كل سبل العيش بكرامة ..
؛؛؛
قابلتها مصادفة .. بدت شاحبة الوجه .. يائسة
حزينة .. كشجرة منع عنها الماء لأيام طويلة
إذا نظرت اليها يتجلى لك في عينيها كل الضعف
لبنان .. كراسٍ تدور وحقائب توزع والحال هو الحال
؛؛؛
لمحتها من بعيد تائهة .. حائرة لا تعرف أين الطريق
كانت كذلك تونس الخضراء .. الشعور بالخوف من المستقبل
يعشعش بين أركانها ويفقدها لذة الانتصار ويعكر عليها
نشوته .. وستبقى تتخبط وتنشد الاستقرار أياما ليست بقليلة ..
؛؛؛
اصطدمت بي بعنف .. رفعت رأسي فإذا بها مصر
ثائرة .. مضطربة وكأنها نار تشتعل و تشتعل
لتحرق نفسها قبل أن تحرق ما حولها .. فهي في هرولتها
الطائشة خسرت من دماء شبابها ما لا يمكن تعويضه ..
؛؛؛
سمعت صوتها من بعيد تستنجد .. كانت غارقة
مخدوعة .. ملوثة .. تتمنى من أي أحد مد يد العون لها
بقيت لسنوات تسمع من الشعراء كلمات الغزل .. لتكتشف
في النهاية أن كل ذلك كان أكذوبة .. و أنها و للأسف رغم
جمالها لم تصمد لمرتين أمام قطرات من المطر
كانت تلك جدة ..
؛؛؛
جولة في زمن لم يتجاوز العقد
وقراءة لواقع اليوم تجعلني اصرخ
وبملء فمي ما أجمل وجه الأمس
...
ولكن هل سيكتمل وجه القمر من جديد ؟؟؟
؛؛؛
******************************************
كم يصعب الحب في بلد الحرب
...
أسمَعُ طلقًة صوْب الحَقل
يذهبُ مني نصْف العَقل
ويُخيلُ لي أنّ حبيبي
جسدٌ مُلقى فوْق الأرض
يالبشاعَة هذا العرْض
...
صوْتُ الجارَةِ حولي يعلو
بكاءٌ و صُراخ و نحِيب
بدّد كُل الريبةَ عندي
هيَ من فقدَت و لستُ أنا
...
تُرى هل ستبيت الليلةَ ثكلى ؟
أم ستكُون غداً أيّم ؟؟؟
أمْ هَل سيكُون النَاقص فِي مشْهَدها هو حُضن الأب ؟؟
...
يجتَمع الكُل يواسِيها
وفِي أعيُنهم تقرأُ حمْداً أنّ الجَلل اليَوم بعِيد
...
كأسٌ نشْربه يوْمياً
فُرضَ علينا لمْ نختره
كل الذَنب أنّا ضِعاف
ومِن قاتِلِنا نحنُ نخاف
حتى الحاكِم منه يَخاف
...
سَلمهُ الأرضَ بِذلٍ
قتَلَ الناس .. قَطعَ الشجَر
هَدم البَيْت
فوْقَ الطفلِ و فوق الشَيخ
حتّى المرأةِ لمْ ينساهَا
و علَى عفتِها أبكاها
حَرمهَا مِن قلْبٍ تهْواه
تنتَظر الليلَ للقيَاه
لتستقْبله بِعطر الورْد
و تُجددَ بالحُبِ العهْد
لكِن ..
حُكم الواقِع كَانَ أقْسَى
و علّمهَا كيْف تنسَى
....
صَلّى المُصلُون .. شُيعتْ الجنَازة .. ذرَفت دُموعَها
وَ أدرَكَت
كَمْ يصعُب الحُب
فِي بلَدِ الحٌُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــرْب
.....
******************************************
تعليق