حداء في موكب الهجرة ؛

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ..أبو الوليد..
    عضو نشيط
    • Jun 2008
    • 267

    حداء في موكب الهجرة ؛




    .
    .

    الحمدُ لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛


    أيها الفضلاء ؛

    بين أيديكم قصيدةٌ في هِجرةِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؛

    وهذه من القصائد الجميلة التي وجدت أنها غير منتشرة على نحوٍ واسع في الشبكة ؛

    وحتّى الجزءُ الموجودُ في الشبكة ؛

    لا يحتوي القصيدة كاملة ؛

    فـ آثرتُ أن آخذها نقلا عن ديوانِ عناقيدِ الضّياء ؛

    لـ د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي ؛

    والقصيدة بعُنوانِ :

    حُداءٌ في موكبِ الهِجرة ؛

    قصيدة فيها من المعاني الشيء الكثير ..

    وفيها من الإشارات إلى أحداث الهجرة ..

    وبعض المواقف التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛

    وكما قيل :

    كلّ كلامٍ يخرُجُ وعليهِ كِسْوَةُ القلبِ الذي خرجَ منهُ ؛

    أترككم مع القصيدة ؛

    حُداءٌ في موكبِ الهِجرة ؛

    الرَياض .. 20 - 12 - 1413 هـ ؛

    .
    .


    تسري ؛ فيرتاحُ الظلامُ إلى السُّرى *.*.*.* ويفرّ من أجفانِ أنجمه الكرى

    ويفيضُ وجهُ هلالهِ بسعادةٍ *.*.*.* فيصيرُ حين يراك بدرًا نيّرا

    ويراكَ مصدرَ ما صَفا من نوره *.*.*.* أعْظِمْ بنورٍ كُنتَ فيه المصدرا

    تسري ؛ فيلتهمُ الطريقُ خُطاكَ في *.*.*.* شوقٍ ؛ ويضحكُ تحت نعليكَ الثَّرى

    يُلقي إليك الرملُ ألفَ تحيّةٍ *.*.*.* ولو استطاعَ لصار حقلًا أخضرا

    ولو استطاع لصارَ تِبْرًا صافيًا *.*.*.* أو صار بين يديك مسكًا أذْفَرا

    تسري ؛ فيهتفُ كلُّ نجمٍ لامعٍ *.*.*.* ويصيرُ أعسَرُ ما تواجه أَيْسَرا

    ونواعسُ الكُثبانِ تفرُك عينها *.*.*.* مبهورةً ؛ ولمثلها أنْ يُبْهَرا

    والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا

    ما ضمّك الغارُ المحبُّ ؛ وإنما *.*.*.* ضمَّ الندى والغيثَ حتّى أزهرا

    ضمّ النبوّةَ منبعًا يجري على *.*.*.* أرض الكرامةِ والأمانةِ كوثرا

    ضمّ الحقيقةَ بعدما أظهرتَها *.*.*.* للعالَمينَ ؛ فما أجلّ المظهرا

    تسري ؛ فيورقُ كلّ غصنٍ ذابلٍ *.*.*.* ويصيرُ من بعد الجفافِ الأنْضَرا

    ويُدِرُّ ضَرْعُ الشّاة وهي هزيلةٌ *.*.*.* لبنًا ألذّ لشاربيه وأوفرا

    يا راكبًا ؛ والليلُ يعلكُ صمتَهُ *.*.*.* والكُفرُ يكتبُ للخيانةِ مَحْضَرا

    وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي *.*.*.* ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا

    أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى *.*.*.* وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى

    ومررتَ من بين الرجالِ ؛ كأنّهم *.*.*.* خُشُبٌ ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا

    أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ *.*.*.* فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى

    هُمُو أتقنوا مكرا ؛ ولكن ما دروا *.*.*.* عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا

    يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا *.*.*.* يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا

    أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا

    غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا

    ورحلتَ نحو الفجر ؛ والليلُ الذي *.*.*.* خلّفْتَ أمسى بالضلالةِ مُقفرا

    ودّعتَ مكةَ والفؤادُ يحبّها *.*.*.* وتركتَ فيها الكفر يلعب ميْسِرا

    وتركتَ ليلَ الشرك يأكلُ بعضُه *.*.*.* بعضًا ؛ وقد بَرِمَتْ به أمّ القُرى

    وحملتَ فجْرَكَ نحو طيبةَ ضاحكًا *.*.*.* متألّقا متهلّلا مستبشرا

    تسري فيهتف من قباءٍ هاتفٌ *.*.*.* شَغَفًا ؛ ويلقاك العقيقُ مكبّرا

    هذي ثنيّاتُ الوداعِ تألّقتْ *.*.*.* لمّا رأتْ ليلَ المدينةِ مُقمِرا

    وتطيرُ بالأنصارِ فرحتُها ؛ وقد *.*.*.* نادى المنادي بالقدومِ وبشّرا

    ويجيءُ سلمانُ المحبُّ وقد روى *.*.*.* لك وجهُه الحبّ الكبيرَ وصوّرا

    سلمانُ فارس فرّ من نيرانها *.*.*.* وأبى السجودَ لها وعافَ المُنكرا

    لمّا رآك رأى السعادةَ كلّها *.*.*.* قد أقبلتْ ؛ ورأى الشقاءَ المُدبِرا

    يا قائدَ القَصْوَاءِ دعْها ؛ إنّها *.*.*.* مأمورةٌ فاعجبْ لها أن تُؤْمَرا

    دعْها تَسر فلسوف تُلقي رَحْلَها *.*.*.* في موضعٍ سيكونُ بعدُ المِنْبَرا

    ولسوف يغدو بعدَ ذلك روضَةً *.*.*.* مِنْ جنّة الفردوس يقصِدُها الوَرى

    يا راكبَ القصواء قولُك صادقٌ *.*.*.* تمحو به قولَ الطّغاة المُفترى

    ها أنتَ تسري ؛ والجبالُ تواضُعٌ *.*.*.* والبيدُ تحت خُطاكَ تصبحُ بَيْدَرا

    تُطوى لك الأيامُ حتى أصبحتْ *.*.*.* أعوامُها في ظلّ عزمِك أشْهُرا

    لمّا سريتَ ؛ رسمتَ دربَكَ واضحًا *.*.*.* وجعلتَ صِدقَكَ في الحوالكِ مِجْهَرا

    خلَفْتَ أربابَ الضلال ؛ عيونهم *.*.*.* تأبى إلى نور الهدى أن تنظُرا

    عرضوا عليك المالَ ؛ ضلّ رشيدُهم *.*.*.* لم يدرِ أن الصّيْدَ في جَوفِ الفرا



    عرضوا عليكَ الملكَ ؛ لم تنظر إلى *.*.*.* مُلْكٍ يظلُّ أمامَ دينك أصغرا


    لو أنّ شمسًا في يمينكَ أشْمَسَتْ *.*.*.* أو أنّ بدْرًا في شمالِكَ أبْدَرًا


    لمَضيتَ في دربِ الرسالةِ حاملًا *.*.*.* نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا


    لا يستوي من سار نحوَ مُراده *.*.*.* قُدُمًا ؛ ومَنْ يمشي إليه القهقرى

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    تسري؛ فيحلف كلّ رِيْعٍ أنّ مَنْ *.*.*.* وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا


    يَهفو الطَّموحُ إلى الذُّرى لينالَها *.*.*.* وأراكَ ؛ تهفو كي تقارَبك الذُّرى


    يُرضي انتصارُك كلّ قلبٍ مؤمنٍ *.*.*.* ويغيظُ شانئك العنيدَ الأبترا


    فتطولُ أعمارُ الدعاة إلى الهُدى *.*.*.* وتصيرُ أعمارُ الطّغاةِ الأقصرا


    أنشأتَ مدرسة النبوة ؛ فانبرت *.*.*.* للجهل تهزمُ فكره المتحجّرا


    فلأنتَ قُدوَتُنا بنيتَ لنا الهُدى *.*.*.* صرحًا منيعًا حين تنفصمُ العُرى


    علّمْتَنَا الصبرَ الجميلَ على الأذى *.*.*.* فالعجزُ كلُّ العجزِ ألا نصبرا


    علّمْتَنَا معنى الثباتِ وإنْ طغى *.*.*.* طاغٍ وإن باعَ المبادئ واشترى


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    يا راكبَ القصواءِ ما التفَتَ المَدى *.*.*.* إلا إليك مبجّلا ومقدّرا

    ورأى على قممِ الهُدى طيفين ؛ لم *.*.*.* يتردّدا يومًا ؛ ولم يتأخّرا

    سَرَيا على اسم الله في جُنْحِ الدّجى *.*.*.* سَرَيا وعينُ الله تَكْلأُ مَنْ سَرى

    يتناجيانِ ؛ فلو وعى نجواهُما *.*.*.* حَجَرٌ ؛ لغيّر طبْعَهُ وتفطّرا

    والغارُ منبهرٌ فلو كانتْ لهُ *.*.*.* شَفَةٌ معبّرةٌ لقالَ وأكثرا

    هذي تباشيرُ الصّباحِ وهجرةٌ *.*.*.* عُظمى ؛ وينبوعُ اليقينِ تفجّرا

    أَوَما ترى التاريخَ سلّ يراعَهُ *.*.*.* والكونُ كلّ الكونِ أصبحَ دفترا ؟

    أوَما تراهُ يُصيخُ مُرْهَفُ سمعِه *.*.*.* وقد اعتراهُ من المهابةِ ما اعترى ؟

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    يا راكبَ القصْواءِ ؛ وجْهُ قصيدتي *.*.*.* طَلْقٌ ؛ وشعري ما استرابَ ولا امْتَرى

    تسري فتهطلُ غَيْمَةُ الأوزان في *.*.*.* أُذُنِ المدى شعرًا بحبّك أمطرا

    ويَظَلُّ يجري سيلُهُ متدفّقًا *.*.*.* من قمّةِ النجوى إليّ تحدّرا

    شربتْ حروفي منه فانطفأ الظما *.*.*.* وغدتْ على تصويرِ حبّي أقدرا

    أخرجْتُهُ من كهفِ صمْتِي فاعتلى *.*.*.* ظهرَ البلاغةِ والبيانِ مصوّرا

    لكنه يبقى أمامك عاجزًا *.*.*.* مهما زكا لفظًا ؛ ومهما عبّرا

    ماذا أقولُ إذا كتبتُ مدائحي ؟ *.*.*.* إني أراكَ من المدائحِ أكبرا

    سأقولُ ما يُرضي عقيدَتَكَ التي *.*.*.* أجْرَيْتَ منها في المشاعرِ أنْهُرا

    فلأَنتَ عبدُ الله ؛ أنتَ رسولُه *.*.*.* يُرضيكَ أنْ تُدعَى بذاكَ وتُذكرا

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    .
    .
    .
    .

    إذا كان المكانُ غير مناسب فأرجو وضعها في المكان المناسب ؛


    بوركتم أيها الفضلاء ؛

    أبو الوليد ؛

    .
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة قـمر الشـــــام; 07-12-2010, 05:51 PM. سبب آخر: إضافة الوسام ~
  • قـمر الشـــــام
    كبار الشخصيات
    • Mar 2009
    • 8510

    #2
    ..
    ما أروعها من ْ قـصيدة .. وما أجمل َ ما تحمله ُ من ْ معان ٍ سامية ..

    وكيف َ لا تكون ُ الأبيات ُ رائعة ؟؟ والحـديث ُ فيها عن ْ أفضل ِ خلق ِ الله ؟؟

    عليه ِ من َ الله أفضل َ الصلاة ِ وأتم ّ التسليم ..

    جزى الله ُ كاتبها خـير َ الجزاء .. وبارك َ في جهود ِ ناقلها لنا ..

    نشكرك َ أخي أبا الوليد على الانتقاء الرائع ..

    قصائد ُ شاعرنا العشمواي من َ الروعة ِ بمكان .. ولا يملك ُ القارئ سوى أن ْ يغوص َ في روعتها ..

    لك َ الشكر الجزيل أخي الفاضل أبو الوليد ..
    ..





    تعليق

    • زهرة الشآم
      مشرفة فيض القلم
      • Mar 2009
      • 5415

      #3
      ::

      مآ شآء الله وليبآرك

      قصيدة ٌ راائعة ُ السرد والمعان ِ ..

      ولأجل رسولنآ الأعظم .. تكتبُ أغلى وأجمل الكلم ..

      بآرك الله في شاعرنا وفيك أخي الكريم

      ننتظرُ جديد إبدآع قلمكـ ..

      احترامي ..~

      ::





      وطنٌ لا نَفديه ِ ؛ لا نستحقُّ العيش فيه ِ !

      --------------


      تعليق

      • ..أبو الوليد..
        عضو نشيط
        • Jun 2008
        • 267

        #4
        .
        .

        الحمدُ لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

        الأخت الفاضلة قمر الشام ؛

        .
        .

        ما أروعها من ْ قـصيدة .. وما أجمل َ ما تحمله ُ من ْ معان ٍ سامية ..

        وكيف َ لا تكون ُ الأبيات ُ رائعة ؟؟ والحـديث ُ فيها عن ْ أفضل ِ خلق ِ الله ؟؟

        عليه ِ من َ الله أفضل َ الصلاة ِ وأتم ّ التسليم ..
        صلى الله عليه وآله وسلم ؛

        أبياتٌ لمّا تقرؤها تحسّ أن الروعة مختزلة فيها ..

        جمال كلمات وصفاء معانٍ ..

        والأروع من ذلك نقاء العقيدة ووضوح الفكر ..

        وهذا ركّز عليه د. العشماوي في وصفه لكلمة " الأدب " ..

        .
        .

        جزى الله ُ كاتبها خـير َ الجزاء .. وبارك َ في جهود ِ ناقلها لنا ..

        نشكرك َ أخي أبا الوليد على الانتقاء الرائع ..

        قصائد ُ شاعرنا العشمواي من َ الروعة ِ بمكان .. ولا يملك ُ القارئ سوى أن ْ يغوص َ في روعتها ..

        لك َ الشكر الجزيل أخي الفاضل أبو الوليد ..
        شكر الله لكم أختي الفاضلة ؛

        وأحسن الله إليكم ؛

        بوركتم ؛

        .
        .

        تعليق

        • ..أبو الوليد..
          عضو نشيط
          • Jun 2008
          • 267

          #5
          .
          .

          الحمدُ لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛

          الأخت الفاضلة زمرّد ؛

          .
          .

          ::

          مآ شآء الله وليبآرك

          قصيدة ٌ راائعة ُ السرد والمعان ِ ..

          ولأجل رسولنآ الأعظم .. تكتبُ أغلى وأجمل الكلم ..
          صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؛

          وفي القصيدة من ترابط المعاني وتكاملها ما يجعل القارئ يُجذبُ إليها ..

          وبعض الإشارات والاقتباسات تزيدها حسنا ؛

          فـ مثلا هُنا :

          لو أنّ شمسًا في يمينكَ أشْمَسَتْ *.*.*.* أو أنّ بدْرًا في شمالِكَ أبْدَرا

          لمَضيتَ في دربِ الرسالةِ حاملًا *.*.*.* نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا

          صلى الله عليه وسلم ؛

          .
          .

          بآرك الله في شاعرنا وفيك أخي الكريم

          ننتظرُ جديد إبدآع قلمكـ ..

          احترامي ..~

          ::
          وفيكم بارك الله أيتها الفاضلة ؛

          وبارك الله في شاعرنا الفاضل ..

          أما عني ؛

          فـ عندي بعض الكتابات النثرية لا أظن أن من المناسب وضعها هنا لأسباب عدة منها أسباب شخصية ؛

          وأضيف ما أرى أن من المناسب أن أضيفه ..

          أسأل الله أن ييسر لي ولكم الخير دوما ؛

          بوركتم أيها الكرام ..

          .
          .

          تعليق

          • *باسمه*
            مشرفة فيض القلم-لجنة جوال لكِ
            • Dec 2005
            • 15367

            #6
            قصيدة رائعه

            نقل وإنتقاء موفق

            جزاك الله خير

            وحفظ الله شاعرنا العشماوي فكل ما يصدره درر
            ثَمـة قٌلـوبْ لـآ يُكـآفَـئ حَـبهُـآ إلـآ الـدُعَـآء ♥♡....يارب

            تعليق

            • إيمان~}
              مشرفة ركني روضة السعداء ودار لك للتحفيظ
              • Oct 2006
              • 8790

              #7
              /

              وعليكم السلام ورحمة الله
              .
              .

              دائماً يُتحفنا الشاعر المبدع العشماوي
              بروائعِ شِعره ،
              ولا نجدُ كلمات تفي حق هذه القصيدة
              .
              .

              فـ بورك فيكم أخي أبو الوليد
              في هذا الانتقاء الرائع





              تعليق

              يعمل...