الرحيل

(إلى أين ذهبت يا فيفيار؟)
إلتفتت فيفيار إلى زوجها نديم والذى بادرها بسؤاله وتطلعت إليه وإلى الارهاق البادى على وجهه والذى ظهر عليه منذ فترة ليست بالبعيدة .. كانت تسأل نفسها دوماً .. ماذا به؟ .. لماذا يبدو شارداً دائماً؟ ..
(فيم شرودك يا فيفيار؟)
انتزعها سؤاله من أفكارها وتساؤلاتها فأجابته بعصبية لا مبرر لها:
- لا شئ يا نديم .. ماذا هناك؟
اندهش لنبرة الغضب فى صوتها فقال بصوت خافت:
- لا شئ يا حبيبى ... كل ما فى الأمر أنك تتناولين طعام افطارك وتشردين بين الحين والآخر .. هل يوجد ما يشغلك إلى هذا الحد؟
تطلعت إليه لحظة ثم قالت فى اهتمام:
- نعم يوجد بالفعل ما يشغلنى .. هل تريد مشاركتى فيم أفكر فيه؟
وضع يده فوق يدها وبدت لها لهجته حانية للغاية وهو يقول:
- بالتأكيد يا حبيبتى .. أخبرينى ماذا هناك؟
تطلعت إلى عينيه مباشرة وهى تقول فى حسم:
- أى أمر هذا الذى تخفيه عنى منذ ما يزيد عن الشهر؟
شعرت بارتجافة يده فوق يدها مما أكد شكوكها وجعلها توقن أنها أصابت كبد الحقيقة .. ولقد أطرق برأسه وارتجفت شفتاه بشدة مما أكد لها أن الأمر أكبر مما جال بخاطرها ألف مرة .. انها تعرف نديم جيداً .. لقد دامت قصة حبها أربعة سنوات كاملة .. قبل أن يتزوجها منذ ما يقرب من الثلاث سنوات .. لذا فهو بالنسبة إليها كتاب مفتوح .. قرأته آلاف المرات .. بل وحفظته عن ظهر قلب .. لذا فقد سحبت يدها من تحت يده وهى تقول فى عتاب:
- إذن فهناك بالفعل ما تخفيه عنى
رفع إليها عينين تلتمعان بالدموع وهو يقول فى أسف:
- نعم يا فيفيار
اتسعت عيناها وهى تسأله بحذر:
- اخبرنى إذن يا نديم ما الذى تخفيه عنى؟ .. ولماذا؟
تطلع إليها بنظرة حزينة ثم قال بحزم:
- لن يطاوعنى لسانى على أن أخبرك بما أخفيه
انتفض قلبها وهى تسأله فى توتر:
- لماذا؟
ارتجفت شفتاه وهو يقول بألم:
- أخشى إن أخبرتك تتركينى وترحلين .. وأنا لا أستطيع البعد عنك لحظة .. ولكن رغم ذلك أنا اعلم أنه من حقك شرعاً أن تعلمين
لم ينتفض قلبها هذه المرة .. بل لقد قفز بعنف ليستقر بين قدميها .. كلماته رغم غموضها كانت تكشف كل شئ .. لقد أدركت الآن ما الذى يخفيه عنها ..
(لقد حان موعد العمل)
قالها نديم وهو ينهض واقفاً ومد يده ليمسح دموعه ومد يده الأخرى ليمسح دموع زوجته .. فتطلعت إليه وهو يستطرد:
- عندما أعود أتمنى أن أجدك حتى يمكننى أن أوضح لك كل شئ .. وحينئذ يمكننا إيجاد حل ..
أومأت برأسها ايجابا عدة مرات فى ذهول فمال يطبع قبلة على وجنتها كالمعتاد وهو يقول:
- إلى اللقاء يا حبيبتى
وانصرف بخطوات متثاقلة وما إن أغلق الباب خلفه حتى قالت فيفيار بصوت خافت:
- بل قل وداعاً
إلتفتت فيفيار إلى زوجها نديم والذى بادرها بسؤاله وتطلعت إليه وإلى الارهاق البادى على وجهه والذى ظهر عليه منذ فترة ليست بالبعيدة .. كانت تسأل نفسها دوماً .. ماذا به؟ .. لماذا يبدو شارداً دائماً؟ ..
(فيم شرودك يا فيفيار؟)
انتزعها سؤاله من أفكارها وتساؤلاتها فأجابته بعصبية لا مبرر لها:
- لا شئ يا نديم .. ماذا هناك؟
اندهش لنبرة الغضب فى صوتها فقال بصوت خافت:
- لا شئ يا حبيبى ... كل ما فى الأمر أنك تتناولين طعام افطارك وتشردين بين الحين والآخر .. هل يوجد ما يشغلك إلى هذا الحد؟
تطلعت إليه لحظة ثم قالت فى اهتمام:
- نعم يوجد بالفعل ما يشغلنى .. هل تريد مشاركتى فيم أفكر فيه؟
وضع يده فوق يدها وبدت لها لهجته حانية للغاية وهو يقول:
- بالتأكيد يا حبيبتى .. أخبرينى ماذا هناك؟
تطلعت إلى عينيه مباشرة وهى تقول فى حسم:
- أى أمر هذا الذى تخفيه عنى منذ ما يزيد عن الشهر؟
شعرت بارتجافة يده فوق يدها مما أكد شكوكها وجعلها توقن أنها أصابت كبد الحقيقة .. ولقد أطرق برأسه وارتجفت شفتاه بشدة مما أكد لها أن الأمر أكبر مما جال بخاطرها ألف مرة .. انها تعرف نديم جيداً .. لقد دامت قصة حبها أربعة سنوات كاملة .. قبل أن يتزوجها منذ ما يقرب من الثلاث سنوات .. لذا فهو بالنسبة إليها كتاب مفتوح .. قرأته آلاف المرات .. بل وحفظته عن ظهر قلب .. لذا فقد سحبت يدها من تحت يده وهى تقول فى عتاب:
- إذن فهناك بالفعل ما تخفيه عنى
رفع إليها عينين تلتمعان بالدموع وهو يقول فى أسف:
- نعم يا فيفيار
اتسعت عيناها وهى تسأله بحذر:
- اخبرنى إذن يا نديم ما الذى تخفيه عنى؟ .. ولماذا؟
تطلع إليها بنظرة حزينة ثم قال بحزم:
- لن يطاوعنى لسانى على أن أخبرك بما أخفيه
انتفض قلبها وهى تسأله فى توتر:
- لماذا؟
ارتجفت شفتاه وهو يقول بألم:
- أخشى إن أخبرتك تتركينى وترحلين .. وأنا لا أستطيع البعد عنك لحظة .. ولكن رغم ذلك أنا اعلم أنه من حقك شرعاً أن تعلمين
لم ينتفض قلبها هذه المرة .. بل لقد قفز بعنف ليستقر بين قدميها .. كلماته رغم غموضها كانت تكشف كل شئ .. لقد أدركت الآن ما الذى يخفيه عنها ..
(لقد حان موعد العمل)
قالها نديم وهو ينهض واقفاً ومد يده ليمسح دموعه ومد يده الأخرى ليمسح دموع زوجته .. فتطلعت إليه وهو يستطرد:
- عندما أعود أتمنى أن أجدك حتى يمكننى أن أوضح لك كل شئ .. وحينئذ يمكننا إيجاد حل ..
أومأت برأسها ايجابا عدة مرات فى ذهول فمال يطبع قبلة على وجنتها كالمعتاد وهو يقول:
- إلى اللقاء يا حبيبتى
وانصرف بخطوات متثاقلة وما إن أغلق الباب خلفه حتى قالت فيفيار بصوت خافت:
- بل قل وداعاً
سالت دموع فيفيار انهاراً وهى تحزم حقائبها .. لقد قررت الرحيل .. فهى تعلم ما يخفيه عنها نديم .. لقد بدأت تلحظ أنه يتغيب عنها أوقاتاً كثيرة .. وبدأ يتخلف عن مواعيد العشاء والتى كانت مواعيد مقدسة بالنسبة إليهما فلقد اعتادا منذ زواجهما أن يتناولا طعام العشاء على ضوء الشموع .. ويسترجعان سوياً أجمل ذكرياتهما .. لم يخلفا يوماً هذا العشاء الرومانسى على مدار ثلاث سنوات هى عمر زواجهما .. ولكنه اختلف فى هذا الشهر الأخير المنصرم .. كل شى فى نديم اختلف .. حتى مشاعره ..
ألقت فيفيار ملابسها المنزلية فى الحقيبة بلا مبالاة وكأنها لم تعد تريد من هذا المنزل شيئاً .. بعدما فقدت فيه الحب الذى كان يملأ أرجائه .. التفتت لتلقى نظرة على صورة زفافهما المجاورة لفراشهما .. وانحنت والتقطتها بين أصابعها الرقيقة وتطلعت إليها طويلاً .. انها تعلم أن والده يلح عليه أن يتزوج ابنة عمه الأرملة الحسناء والتى ورثت عن زوجها الراحل اموالاً واملاكاً لا حصر لها .. ولكن نديم يرفض بشدة لأنه يحب زوجته .. فهى تعلم انها الوحيدة التى تسكن قلبه .. بل تمتلكه .. ولكن يبدو أنه رضخ أخيراً لرغبة والده .. نعم .. لقد تزوج ابنة عمه .. ولهذا أخفى عنها ما حدث حتى لا تتركه وترحل .. ولكنها سترحل .. لقد قررت الرحيل ولن تتراجع عن قرارها مهما حدث ..
احتضنت الصورة بقوة ثم قبّلت زوجها فيها ووضعتها بكل حرص فى حقيبتها .. ثم اتجهت نحو خزانة الملابس لتحضر باقى ملابسها ,, وبدت خطواتها ثقيلة .. انها تحبه .. ولكن كرامتها تأبى أن تستمر ليتها ما علمت .. ليته ظل يخفى عنها الأمر طيلة العمر ..
(ما هذا؟)
انطلق السؤال من بين شفتيها وهى تتناول بين يديها مظروفاً كبيراً مخفى بدقة بين طيات الملابس وترددت فى أن تفتحه لعله شيئاً ما يخص زوجها وهى لم تعتاد أن تفتش فى اشيائه الخاصة .. ولكن لأول مرة يغلبها فضولها ويجعلها تفتح المظروف بأصابع مرتجفة والتقطت من داخله بضعة أوراق تصفحتها سريعاً .. واتسعت عيناها بشدة وارتجف قلبها بين ضلوعها وازداد انهمار الدموع من عينيها .. فهذا ما كان يخفيه عنها زوجها ..
(لقد استأذنت من العمل لأعود إليك مبكراً)
التفتت فيفيار بوجه غارق فى الدموع إلى زوجها الذى قال كلماته بنبرة الحزن التى أصبحت مصاحبة لصوته خلال الفترة الأخيرة .. تطلع إليها نديم بجزع ثم اقترب منها ومد يده يمسح دموعها قائلاً فى اهتمام حنون:
- ماذا بك يا حبيبتى؟ .. لِمَ كل هذه الدموع؟
حانت منه التفاتة لتلك الأوراق التى تمسكها بين يديها فقال بكل ألم:
- إذن فقد عرفت كل شئ
ثم نظر إلى حقيبة ملابسها واستطرد بحزن:
- وقررت الرحيل
تطلعت فيفيار إليه بنظرة حنان ثم قالت:
- لماذا لم تخبرنى من قبل؟
اطرق برأسه ارضاً وهو ينتظر منها أن تصب عليه جام غضبها وسخطها قبل أن تأخذ حقيبتها وترحل وتتركه .. ولكنها ألقت نفسها بين ذراعيه وهى تستطرد بكل حنان وعطف واشفاق:
- لماذا تحملت كل هذا العذاب وحدك؟ .. لماذا لم تشاركنى احزانك كما شاركتنى كل افراحك وسعادتك؟
ضمها إليه بحنان وهو يقول بأسى:
- فيفيار .. الشرع والقانون يمنحك الحق فى الانفصال عن زوج عقيم
ابتعدت عنه برفق وهى تقول بمزيج غريب من الصرامة والعتاب والحب:
- وماذا عن شرع القلوب وماذا عن قانون الحب الذى جمعنا؟ .. هل تصورت اننى من الممكن ان أتركك من أجل هذا السبب؟
تطلع إليها ثم قال بخفوت:
- إنه حقك يا فيفيار ..
وضعت كفها الرقيقة فوق شفتيه لتمنعه من الاستطراد وهى تقول:
- لا تنطقها .. أنا أحبك ..
قال نديم فى حزن:
- وأنا أحبك يا فيفيار .. ولذلك سوف أرحل غداً
تطلعت إليه وتشبثت بيديه وكأنها تستمد منهما الأمان ثم سألته بحذر:
- ولِمَ الرحيل؟
أجابها بحنان حزين:
- سوف أسافر إلى الخارج فى رحلة علاج .. علنى أعود إليكِ حاملاً أملاً فى منحك طفلاً يملأ عليك دنياك
ابتسمت فيفيار وهى تقول بحزم:
- أنت دنياى وأنت عالمى .. بل أنت أيضاً طفلى .. أنا لا أريد من هذه الحياة سواك .. ومن الآن ..
بترت عبارتها وهى تمسك بين يديها أوراق الفحوص ثم تمزقها وتلقيها أرضاً وهى تستطرد:
- لا فحوص .. ولا تحاليل .. ولا سفر .. ولا علاج .. ولا جراحات .. ولا أى شئ سوى حبنا
امتلأت عيناه بدموع الفرح وهو يقول بتردد:
- ولكن ..
قاطعته قائلة:
- لا يوجد لكن .. فمنذ ساعة واحدة كنت قد قررت الرحيل .. أما الآن فلقد قررت أن أعود إليك بكل حب .. بل أعود إليك بحب أقوى آلاف المرات من ذى قبل .. فأنت عندى أغلى من عشرات الأطفال ..
وضع يديه حول خصرها وهو يقول بكل الحب:
- إذن فلا داعى لحزم الحقائب
ابتسمت وهى تطوق عنقه بذراعيها:
- نعم .. فمن الآن وإلى الأبد .. لا رحيل ..
ألقت فيفيار ملابسها المنزلية فى الحقيبة بلا مبالاة وكأنها لم تعد تريد من هذا المنزل شيئاً .. بعدما فقدت فيه الحب الذى كان يملأ أرجائه .. التفتت لتلقى نظرة على صورة زفافهما المجاورة لفراشهما .. وانحنت والتقطتها بين أصابعها الرقيقة وتطلعت إليها طويلاً .. انها تعلم أن والده يلح عليه أن يتزوج ابنة عمه الأرملة الحسناء والتى ورثت عن زوجها الراحل اموالاً واملاكاً لا حصر لها .. ولكن نديم يرفض بشدة لأنه يحب زوجته .. فهى تعلم انها الوحيدة التى تسكن قلبه .. بل تمتلكه .. ولكن يبدو أنه رضخ أخيراً لرغبة والده .. نعم .. لقد تزوج ابنة عمه .. ولهذا أخفى عنها ما حدث حتى لا تتركه وترحل .. ولكنها سترحل .. لقد قررت الرحيل ولن تتراجع عن قرارها مهما حدث ..
احتضنت الصورة بقوة ثم قبّلت زوجها فيها ووضعتها بكل حرص فى حقيبتها .. ثم اتجهت نحو خزانة الملابس لتحضر باقى ملابسها ,, وبدت خطواتها ثقيلة .. انها تحبه .. ولكن كرامتها تأبى أن تستمر ليتها ما علمت .. ليته ظل يخفى عنها الأمر طيلة العمر ..
(ما هذا؟)
انطلق السؤال من بين شفتيها وهى تتناول بين يديها مظروفاً كبيراً مخفى بدقة بين طيات الملابس وترددت فى أن تفتحه لعله شيئاً ما يخص زوجها وهى لم تعتاد أن تفتش فى اشيائه الخاصة .. ولكن لأول مرة يغلبها فضولها ويجعلها تفتح المظروف بأصابع مرتجفة والتقطت من داخله بضعة أوراق تصفحتها سريعاً .. واتسعت عيناها بشدة وارتجف قلبها بين ضلوعها وازداد انهمار الدموع من عينيها .. فهذا ما كان يخفيه عنها زوجها ..
(لقد استأذنت من العمل لأعود إليك مبكراً)
التفتت فيفيار بوجه غارق فى الدموع إلى زوجها الذى قال كلماته بنبرة الحزن التى أصبحت مصاحبة لصوته خلال الفترة الأخيرة .. تطلع إليها نديم بجزع ثم اقترب منها ومد يده يمسح دموعها قائلاً فى اهتمام حنون:
- ماذا بك يا حبيبتى؟ .. لِمَ كل هذه الدموع؟
حانت منه التفاتة لتلك الأوراق التى تمسكها بين يديها فقال بكل ألم:
- إذن فقد عرفت كل شئ
ثم نظر إلى حقيبة ملابسها واستطرد بحزن:
- وقررت الرحيل
تطلعت فيفيار إليه بنظرة حنان ثم قالت:
- لماذا لم تخبرنى من قبل؟
اطرق برأسه ارضاً وهو ينتظر منها أن تصب عليه جام غضبها وسخطها قبل أن تأخذ حقيبتها وترحل وتتركه .. ولكنها ألقت نفسها بين ذراعيه وهى تستطرد بكل حنان وعطف واشفاق:
- لماذا تحملت كل هذا العذاب وحدك؟ .. لماذا لم تشاركنى احزانك كما شاركتنى كل افراحك وسعادتك؟
ضمها إليه بحنان وهو يقول بأسى:
- فيفيار .. الشرع والقانون يمنحك الحق فى الانفصال عن زوج عقيم
ابتعدت عنه برفق وهى تقول بمزيج غريب من الصرامة والعتاب والحب:
- وماذا عن شرع القلوب وماذا عن قانون الحب الذى جمعنا؟ .. هل تصورت اننى من الممكن ان أتركك من أجل هذا السبب؟
تطلع إليها ثم قال بخفوت:
- إنه حقك يا فيفيار ..
وضعت كفها الرقيقة فوق شفتيه لتمنعه من الاستطراد وهى تقول:
- لا تنطقها .. أنا أحبك ..
قال نديم فى حزن:
- وأنا أحبك يا فيفيار .. ولذلك سوف أرحل غداً
تطلعت إليه وتشبثت بيديه وكأنها تستمد منهما الأمان ثم سألته بحذر:
- ولِمَ الرحيل؟
أجابها بحنان حزين:
- سوف أسافر إلى الخارج فى رحلة علاج .. علنى أعود إليكِ حاملاً أملاً فى منحك طفلاً يملأ عليك دنياك
ابتسمت فيفيار وهى تقول بحزم:
- أنت دنياى وأنت عالمى .. بل أنت أيضاً طفلى .. أنا لا أريد من هذه الحياة سواك .. ومن الآن ..
بترت عبارتها وهى تمسك بين يديها أوراق الفحوص ثم تمزقها وتلقيها أرضاً وهى تستطرد:
- لا فحوص .. ولا تحاليل .. ولا سفر .. ولا علاج .. ولا جراحات .. ولا أى شئ سوى حبنا
امتلأت عيناه بدموع الفرح وهو يقول بتردد:
- ولكن ..
قاطعته قائلة:
- لا يوجد لكن .. فمنذ ساعة واحدة كنت قد قررت الرحيل .. أما الآن فلقد قررت أن أعود إليك بكل حب .. بل أعود إليك بحب أقوى آلاف المرات من ذى قبل .. فأنت عندى أغلى من عشرات الأطفال ..
وضع يديه حول خصرها وهو يقول بكل الحب:
- إذن فلا داعى لحزم الحقائب
ابتسمت وهى تطوق عنقه بذراعيها:
- نعم .. فمن الآن وإلى الأبد .. لا رحيل ..

بقلمى .. عبير
تعليق