


في يوم من الأيام ، و في حي صغير يسكن فقير مسكين , هو عامل تنظيف
يملك عائلة تتكون من زوجته الطيبة و ابنتين و طفل رضيع
و في حياته العصيبة هذه يجب عليه الاعتناء بأطفاله و تأمين المأكل والمشرب و الملبس لهم
لا يتقاضى هذا الفقير إلا ثمناً زهيداً يوفر به بعض الخبز للتقوت به ، و لا يعلم ماذاسوف يحل بمستقبله و مستقبل أولاده

في يوم من الأيام مرضت ابنته بزكام شديد و حمى عالية ، فأخذها إلى الطبيب الذي يسكن بالجوار
بعد فحصها أعطاهــا الطبيب أدوية تشربها حتى يزول المرض
و تلــلك الأدوية باهظة الثمن , ولا يسعه شراؤها لأنه لا يملك المال
فضاقت الدنيا على الفقير ، فمن أين يأتي بالمال ؟؟
وليس له قريب أو صديق يقترض منه

في الصباح الباكر ذهب الفقير إلى عمله ، و أثناء تنظيف الطرقات مرت سيدة ثرية فسقطت محفظتها منها
رآها الفقير و أسرع إليها
حملها بيده
وأراد الشيطان أن يتلاعب بعقله
قال الفقير لنفسه :
لماذا لا آخذها و أشتري لابنتي دواء ً ؟؟ فهذه المرأة ثرية وهذا المال في عينها زهيد جداا
ثم استغفر ربه .. وتعوذ من الشيطان
وذهب لناحيتها مسرعاً
استدارت السيدة إليه
فقال :
يا سيدتي ، هذه محفظتك سقطتْ منك ِ عندما كنت ِ مارة
نظرتْ إليه السيدة و إلى حالته ، فأشفقتْ عليه
قالتْ السيدة :
شكراً جزيلا ً لك يا أخي ، كثّـر الله من أمثالك
و فتحتْ محفظة النقود و أعطته كل ماكان فيها
فرفض أخذها
وقال :
هذا كثير عليّ ، لو أردتُ المال لأخدتُ الحقيبة من دون إرجاعها
أصرتْ عليه حتى أخذها

فرح الفقير كثيراً ، و ذهب مسرعاً إلى الصيدلية لشراء الدواء لابنته
بعد رجوعه إلى البيت وجد ابنته مريضة جداً و الحمى تلازمها
فقدم لـها الدواء و دعــا الله أن يشفيها و أن يخفف عنها الألم ...

جاء الصباح و أشرقت الشمس
قام الفقير من فراشه آملاً أن يجد ابنته على خير ما يرام
بحث في البيت فلم يجدها
وعندما فتح باب المنزل وجدها تلعب مع أختها و هي في صحة وعافية
فقال :
الحمد لله ، و الشكر لله على نعمة الصحة التي بفضلها أعمل و أجلب قوتي
و نعمة الأولاد الذين بهم أعيش أسعد أيامي
و نعمة السمع التي بها أسمع ضحكة أولادي
و نعمة البصر التي أرى بها من حولي
و الحمد لله والشكر لله على كل النعم التي أعيش بها حياتي


تعليق