لكل شيء إذا ما تم نقصان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Fatat AL-Islam
    النجم الفضي
    • May 2007
    • 1003

    لكل شيء إذا ما تم نقصان

    السلام عليكم ورحمة الله


    هذه القصيدة من اروع القصائد , وقد قيلت رثاء لسقوط غرناطة آخر معاقل الاسلام في الأندلس ..

    وهي قصيدة رائعة وفيها الكثير من واقع الاسلام والمسلمين اليوم ..



    ::: رثــــاء الأنـــدلـس :::


    لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ

    هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ

    وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان

    يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ

    ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ --- كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان

    أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ --- وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟

    وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ --- وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟

    وأيـن مـا حازه قارون من ذهب --- وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟

    أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له --- حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا

    وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك --- كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

    دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه --- وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ

    كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ --- يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ

    فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة --- ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ

    ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها --- ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ

    دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له --- هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ

    أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ --- حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ

    فـاسأل(بلنسيةً) ما شأنُ(مُرسيةً) --- وأيـنَ(شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)

    وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم --- مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ

    وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ --- ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ

    قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما --- عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ

    تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ --- كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ

    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية --- قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ

    حيث المساجد قد صارت كنائسَ --- مافـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ

    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ --- حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ

    يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ --- إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ

    ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ --- أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟

    تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها --- ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ

    يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً --- كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ

    وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ --- كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ

    وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ --- لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ

    أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ --- فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟

    كم يستغيث بنا المستضعفون وهم --- قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟

    لمـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ --- وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟

    ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ --- أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ

    يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ --- أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ

    بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ

    فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ

    ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ

    يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ

    وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ

    يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ

    لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ


    أبو البقاء الرندي *


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
    أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي (601 هـ -684 هـ الموافق: 1204 - 1285 م) هو من أبناء (رندة) قرب الجزيرة الخضراءبالأندلس وإليها نسبته. وهو من حفظة الحديث والفقهاء. وقد كان بارعا في نظم الكلام ونثره. وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد. إلا أن شهرته تعود إلى قصيدة نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية. وفي قصيدته التي نظمها ليستنصر أهل العدوة الإفريقية من المرينيين عندما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة في التنازل للإسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء لهم وأملا في أن يبقى ذلك على حكمه غير المستقر في غرناطة وتعرف قصيدته بمرثية الأندلس

    منقول من شبكة ركاب أهل العلم
  • {أم شجون}...
    النجم الفضي
    • May 2007
    • 1988

    #2
    وعليكم السلام ورحمة
    قصيدة رائعه
    الله يعطيك العافيه عالطرح

    تعليق

    • *NADJIA*
      كبار الشخصيات
      • Nov 2009
      • 7156

      #3
      عليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

      قصيدة من أحسن ما أحببت وأردد

      ومعلومات جديدة

      جزيت كل الخير أختاه


      مشوار الستين ، يبدأ بآية ،، شدو الهمة ~

      تعليق

      • زهرة الشآم
        مشرفة فيض القلم
        • Mar 2009
        • 5415

        #4
        يا فتاة الاسلام

        بارك الله فيك

        ونفع بك فتيات الاسلام

        أحب هذه القصيدة حبا شديدا

        ففعلا كما قلتي

        فيها معانٍ كبيرة جدا

        مشكورة أختي الحبيبة

        تقبلي مروووووري

        مودتي ...


        زُمُرُد ..~





        وطنٌ لا نَفديه ِ ؛ لا نستحقُّ العيش فيه ِ !

        --------------


        تعليق

        • sara17
          زهرة لا تنسى
          • Jun 2007
          • 6960

          #5
          شكرا لك اخيتي الكريمة



          اختيار جميل جدا
          نتمنى قراءة حروفك
          وفقك الله ورعاك
          بسم الله الرحمن الرحيم
          ان مع العسر يسرا

          تعليق

          • بُدور
            ضياء الفيض -درة صيفنا إبداع 1432هـ
            مبدعة صيفنا إبداع1431هـ - أفنان الدعوة - قلم واعد
            • Dec 2009
            • 1400

            #6
            من مآسي الأندلس

            أنه عندما أراد ابن الأحمر أن يسلم غرناطة للنصارى نصحه صاحبه التقي موسى

            بن أبي غسان أن لا يسلمها ,

            فأبى إلا أن يستسلم ,,,, وأبى موسى إلا أن يجاهد ويستشهد.

            ثم سلمت غرناطة للنصارى وحصل فيها ما حصل من قتل وتذبيح .. ووووووووو

            صاغ الشاعر عدنان مردم بك هذه القصيدة على لسان موسى بن أبي غسان :

            أنا لن أقر وثيقة فرضت وأخضع للعدا

            ماكان عذري إن جبنت وخفت أسباب الردى

            والموت حق في الرقاب أطال أم قصر المدى

            إني رسمت نهايتي بيدي ولن أترددا

            كنت الحسام لأمتي واليوم للوطن الفدا

            أنا لن أعيش العمر عبداً بل سأ قضي سيدا





            تعليق

            • Fatat AL-Islam
              النجم الفضي
              • May 2007
              • 1003

              #7
              أم شجون ..

              عافاك الله .. أسعدني مرورك

              جلاط نجية ..

              حياك الله أخيتي .. فعلا كلمات هذه القصيدة رائعة جدا

              زمردة..

              أهلا بك اخيتي .. حياك الله

              أسعدني مرورك

              سارة 17..

              حياك الله أخيتي

              من يدري قد يتسنى لي وضع شيئا من حروفي .. وإن لم تكن لدي مهارة في الكتابة

              فعلى الرغم من حبي الشديد للأشعار الفصيحة

              إلا أنني ومع الأسف ليست لدي مهارة الكتابة : )


              بدور ..

              أسعدني مرورك

              وجزاك الله خيرا على إضافتك

              حياك الله أخيتي

              تعليق

              يعمل...