
كان أخوان ينزلان في واد خصيب،
وفيه حيّة تحميه فنَهشَتْ الحيّة أحد الأخوين فقتلته.
فقال أخوه، والله لأطلبن الحية في حجرها ولأقتلنها جزاءً بما قتلت أخي..
وهبط الرجل الوادي، وطلب الحية ليقتلها،
فقالت له الحيّة: ألستَ ترى أني قتلتُ أخاك؟ فهل لكَ في الصُّلح؟
سأدعكَ في هذا الوادي ترعى إبلك، وأعطيك كل يومٍ دينارًا.
فأجابها إلى الصلح، وتواثقا؛ لا ينكثُ أحدهما بعهده ولا يغدر بالآخر.
اغتنى الرجلُ وبطر، وذكر أخاه مرّةً فأزمع على الانتقام من الحيّة،
فتبعها بفأسه فضربها، فأخطأها، وتركت الفأس أثرًا على الصخر بجانب الجحر.
عاقبتِ الحيّة الرجلَ الغادر فقطعَتْ عنه الدينار،
وخاف أن تلدغه فتقتله، وندم أشد الندم،
فقال للأفعى: هل لكِ أن نعود فنتواثق ونرجعَ كما كنا؟ فقالت الأفعى:
هذا ما لن يكون أبدًا.. كيف أعاودكَ وهذا أثرُ فأسكَ؟!

تعليق