العلم والأدب

والدليل على أن العقل إنما يعمل في تقبل العلوم كالبصر في تقبل الألوان ، والسمع في تقبل الأصوات ، أن العاقل إدا لم يعلم شيئاً كمن لاعقل له ، والطفل الصغير لو لم تعرفه ادباً وتلقنه كتاباً كان كأبله البهائم وأضل الدواب ، فإن زعم زاعم فقال : إنا نجد عاقلا قليل العلم ، فهو يستعمل عقله في قلة علمه فيكون أسد راياً وأنبه فطنه وأحسن موارد ومصادر ، من الكثير العلم مع قلة العقل ، فأن حججنا عليه ما قد ذكرناه من حمل العلم واستعماله فقليل لعلم يستعمله العقل من كثير يحفظه القلب
قيل للمهلب : بم ادراكت ما أدراكت ؟ قال : بالعلم قيل له : ان غيرك وقد علم أكثر مما علمت ، ولم يدرك ماأدركت قل : ذلك علم حمل وهذا علم استعمل
وقالت الحكماء : العلم قائد ، والعقل سائق النفس ذود ، فادا كان قائد بلا سائق هلكت الماشية ، وان كان سائق بلا قائد اخدت يميناً وشمالاً وإذا اجتمعت أنابت طوعاً أو كرهاً ....
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الرجل عالماً ما طبل العلم ، فأن ظن انه قد علم فقد جهل .
وقيل لأبي عمرو بن العلاء : هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ قال إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم
.
ودمتم ولي عودة ان شاء الله
تعليق