"أنت لي...لوحدي.....ولن تكوني لغيري"
حين قالها لها لم تأبه لنبرة الإصرار، إعتقدت سناء كباقي أفراد أسرتها أن سيف غاضب بسبب قرارها...وسينسى الأمر وتعود الأمور لمجاريها...لكنها كانت مخطئة!
ها هي ككل يوم تستيقظ لتتذكر جملته، أصبح تذكر هذه الجملة من العمل الروتيني اليومي لها منذ شهرين، منذ أن اكتشفت أنها ليست وحيدة في هذا الجسد.
بعد أن أخبرته بأن فترة الخطوبة بينت لها عدم توافقهما وأنها لا تصلح أن تكون زوجة له، ترجاها أن تعدل عن رأبها، فهو يحبها إلى حد الجنون، لكنها لم تستلم لرجاءه أو محاولاته للضغط عليها....فقد بنت قرارها ولم يكن وليد لحظة...فثارت ثائرته...
خلال ثلاث أشهر خطب سناء زميل لها في العمل ... قبلت به...
عادت الفرحة لحياتها وحياة أهلها فهي ابنتهم الوحيدة... المدللة...
شاء القدر أن لا تدوم الخطوبة أكثر من شهر واحد..
لم يعرف أحد سبب قرار سناء فسخ الخطبة، ومع هذا احترم الجميع رأيها... فهي مثقفة وذات شخصية مميزة...
لكن سناء ما عادت تلك الفتاة المرحة، اللطيفة بين أصدقائها أو تلك الجادة والدؤوبة في عملها....
بعد ستة أشهر من فسخ خطوبتها من زميلها، فقدت سناء عملها لعدم انتظامها فيه وغيابها المتكرر، وتدني مستوى نتاجها متى حضرت
وفقدت أصدقائها لانطواءها المفاجئ الشديد، وتجاهلها لهم متى رأتهم
حتى أهلها...ابتعدت عنهم...بل كرهتهم....لأنهم لا يفهموها
أصبحت تقضي الساعات حبيسة غرفتها.... بمشيئتها
تبكي دون أن تعرف لماذا....تضحك دون سبب
تصرخ....دون أن يؤلمها أحد...
منذ شهرين فقط...علمت لماذا
منذ شهرين...دخلت والدتها عليها...دعتها للوضوء للصلاة
رفضت سناء... تحججت بأن الوقت ليس وقت أي صلاة....
لكن أمها أصرت....حتى قامت متأففة...
أمرتها أمها أن تحتشم...فسوف يدخل لحجرتها غريب مع والدها وأخويها
بدأت سناء بالمقاومة...كيف يدخل غريب عليها....لن تسمح لأحد بالدخول
ترجتها والدتها بدموع صامتة داعية الله أن يهديها بأن تقوم...
شيء ما في دموع أمها سلب مقاومتها.... قامت بهدوء....وتغطت...
خرجت أمها ودخل والدها وأخواها ورجل أبيض.....هذا ما رأته في النظرة الأولى
لكنه كان أسمر اللون، طويل، مهيب، مربع القامة، لحيته تصل خاصرته وثوبه يكشف عن كعبيه
منظره بث الطمأنينة في قلبها....وأرعبها في الوقت ذاته
"هذا الشيخ محمد، إمام المسجد، أتي ليقرأ بعض القرآن" قال لها والدها
لم تقل شيئا....جلست على سريرها وعيناها تحرق والدهاجلس كل من أخويها على جانبيها....تعلو وجهاهما شبه ابتسامة....لكنها لم ترد الابتسامة
شعرت بالاختناق....أرادت أن تخرج لتتنفس....أن تنزع الغطاء....لتغصب الشيخ على الخروج...لكنها تذكرت دموع أمها ولم تتكلم
الآن وبعد كل صلاة عشاء....تقوم لوحدها وتستعد
تجلس على السرير تنتظر أخويها وأبيها والشيخ محمد....
يبدأ الشيخ بالقراءة....بعض القرآن....الآن تعرف أنها آيات الرقية
تنظر إلى ساعة المنبه.....يختفي صوت الشيخ تدريجيا....تنام
تستيقظ...وتنظر إلى الساعة.... ثلاث ساعات من عمرها مضت
تستيقظ... لتجد ملابسها ووجها مبتلين بماء زعفران مقروء عليه
ولترى أخويها يمطان ذراعيهما وكأنهما قد انتهيا من مباراة ملاكمة
وليقول لها الشيخ "لا تنسِ يا سناء... العلاج يكون بالإيمان والعزيمة"
ثم يذهب....
لتدخل أمها وتحتضنها وتساعدها على تغيير ملابسها المبتلة
ثم يقص عليها أباها الأحداث التي جرت خلال غيبوبتها القصيرة
كيف تقلصت عضلات وجهها... كيف قامت من مكانها وحاولتالهجوم على الشيخ
كيف تغير صوتها حين صرخت في أخويها بعد أن أمسكا بها
كيف قاتلتهم....وإن كانت قوتها تضعف كل يوم
كيف وكيف وكيف...
"أنت لي...لوحدي.....ولن تكوني لغيري"
كل صباح تتذكر جملة سيف قبل أن تستعد للاغتسال بماء الزعفران المقروء عليه
صحيح أنها لا تملك دليلا واحدا ضده....لكن عقلها الذي أخبرها أنه لا يصلح زوجا لها
يخبرها الآن أن سيف من أرسل لها المارد الذي يسكنها
وبعد الاغتسال تضع سماعات المسجل وتستمع إلى البقرة ويس بينما تفطر على سبع تمرات وتشرب عسل مقروء عليه....
ثم تدعو الرحمن أن يقويها على مخلوقاته....بينما تدعو أمها القوي أن ينتقم ممن فعل ما فعل بابنتها.
* * * * * *
طلاسم وغماغم
بالنسبة لهم طلاسم
وهمهمات وغماغم
غير مفهومة
بالنسبة لهم دخان
وأوراق وكلمات
وأوامر مكتومة
أحلام وأماني تتحقق
مقابل دراهم بيدهم ملعونة
لا يهم إن كان الثمن كفراً
وشركاً برب تسبح له الأشجار
وجميع الأحياء يعبدونه
لا يهم الظلم الذي
على غيرهم يوقعونه
لا يهم الألم والحزن
الذي يسببونه
مادام في تسخير الجان
تحقيقا لما يريدونه!
يفرقون بين الأحبة
ويقربون -رغماً عنه -
من يحبونه
يغيرون طباع البشر
حقداً على من يحسدونه
يسيرون الخلق وفقا
لشرور مخفية
في نفوسهم مدفونة
وإذا خف الأثر
وضعف العمل...
سارعوا يجددونه
وقانا الله منهم
ومما يكيدونه
حين قالها لها لم تأبه لنبرة الإصرار، إعتقدت سناء كباقي أفراد أسرتها أن سيف غاضب بسبب قرارها...وسينسى الأمر وتعود الأمور لمجاريها...لكنها كانت مخطئة!
ها هي ككل يوم تستيقظ لتتذكر جملته، أصبح تذكر هذه الجملة من العمل الروتيني اليومي لها منذ شهرين، منذ أن اكتشفت أنها ليست وحيدة في هذا الجسد.
بعد أن أخبرته بأن فترة الخطوبة بينت لها عدم توافقهما وأنها لا تصلح أن تكون زوجة له، ترجاها أن تعدل عن رأبها، فهو يحبها إلى حد الجنون، لكنها لم تستلم لرجاءه أو محاولاته للضغط عليها....فقد بنت قرارها ولم يكن وليد لحظة...فثارت ثائرته...
خلال ثلاث أشهر خطب سناء زميل لها في العمل ... قبلت به...
عادت الفرحة لحياتها وحياة أهلها فهي ابنتهم الوحيدة... المدللة...
شاء القدر أن لا تدوم الخطوبة أكثر من شهر واحد..
لم يعرف أحد سبب قرار سناء فسخ الخطبة، ومع هذا احترم الجميع رأيها... فهي مثقفة وذات شخصية مميزة...
لكن سناء ما عادت تلك الفتاة المرحة، اللطيفة بين أصدقائها أو تلك الجادة والدؤوبة في عملها....
بعد ستة أشهر من فسخ خطوبتها من زميلها، فقدت سناء عملها لعدم انتظامها فيه وغيابها المتكرر، وتدني مستوى نتاجها متى حضرت
وفقدت أصدقائها لانطواءها المفاجئ الشديد، وتجاهلها لهم متى رأتهم
حتى أهلها...ابتعدت عنهم...بل كرهتهم....لأنهم لا يفهموها
أصبحت تقضي الساعات حبيسة غرفتها.... بمشيئتها
تبكي دون أن تعرف لماذا....تضحك دون سبب
تصرخ....دون أن يؤلمها أحد...
منذ شهرين فقط...علمت لماذا
منذ شهرين...دخلت والدتها عليها...دعتها للوضوء للصلاة
رفضت سناء... تحججت بأن الوقت ليس وقت أي صلاة....
لكن أمها أصرت....حتى قامت متأففة...
أمرتها أمها أن تحتشم...فسوف يدخل لحجرتها غريب مع والدها وأخويها
بدأت سناء بالمقاومة...كيف يدخل غريب عليها....لن تسمح لأحد بالدخول
ترجتها والدتها بدموع صامتة داعية الله أن يهديها بأن تقوم...
شيء ما في دموع أمها سلب مقاومتها.... قامت بهدوء....وتغطت...
خرجت أمها ودخل والدها وأخواها ورجل أبيض.....هذا ما رأته في النظرة الأولى
لكنه كان أسمر اللون، طويل، مهيب، مربع القامة، لحيته تصل خاصرته وثوبه يكشف عن كعبيه
منظره بث الطمأنينة في قلبها....وأرعبها في الوقت ذاته
"هذا الشيخ محمد، إمام المسجد، أتي ليقرأ بعض القرآن" قال لها والدها
لم تقل شيئا....جلست على سريرها وعيناها تحرق والدهاجلس كل من أخويها على جانبيها....تعلو وجهاهما شبه ابتسامة....لكنها لم ترد الابتسامة
شعرت بالاختناق....أرادت أن تخرج لتتنفس....أن تنزع الغطاء....لتغصب الشيخ على الخروج...لكنها تذكرت دموع أمها ولم تتكلم
الآن وبعد كل صلاة عشاء....تقوم لوحدها وتستعد
تجلس على السرير تنتظر أخويها وأبيها والشيخ محمد....
يبدأ الشيخ بالقراءة....بعض القرآن....الآن تعرف أنها آيات الرقية
تنظر إلى ساعة المنبه.....يختفي صوت الشيخ تدريجيا....تنام
تستيقظ...وتنظر إلى الساعة.... ثلاث ساعات من عمرها مضت
تستيقظ... لتجد ملابسها ووجها مبتلين بماء زعفران مقروء عليه
ولترى أخويها يمطان ذراعيهما وكأنهما قد انتهيا من مباراة ملاكمة
وليقول لها الشيخ "لا تنسِ يا سناء... العلاج يكون بالإيمان والعزيمة"
ثم يذهب....
لتدخل أمها وتحتضنها وتساعدها على تغيير ملابسها المبتلة
ثم يقص عليها أباها الأحداث التي جرت خلال غيبوبتها القصيرة
كيف تقلصت عضلات وجهها... كيف قامت من مكانها وحاولتالهجوم على الشيخ
كيف تغير صوتها حين صرخت في أخويها بعد أن أمسكا بها
كيف قاتلتهم....وإن كانت قوتها تضعف كل يوم
كيف وكيف وكيف...
"أنت لي...لوحدي.....ولن تكوني لغيري"
كل صباح تتذكر جملة سيف قبل أن تستعد للاغتسال بماء الزعفران المقروء عليه
صحيح أنها لا تملك دليلا واحدا ضده....لكن عقلها الذي أخبرها أنه لا يصلح زوجا لها
يخبرها الآن أن سيف من أرسل لها المارد الذي يسكنها
وبعد الاغتسال تضع سماعات المسجل وتستمع إلى البقرة ويس بينما تفطر على سبع تمرات وتشرب عسل مقروء عليه....
ثم تدعو الرحمن أن يقويها على مخلوقاته....بينما تدعو أمها القوي أن ينتقم ممن فعل ما فعل بابنتها.
* * * * * *
طلاسم وغماغم
بالنسبة لهم طلاسم
وهمهمات وغماغم
غير مفهومة
بالنسبة لهم دخان
وأوراق وكلمات
وأوامر مكتومة
أحلام وأماني تتحقق
مقابل دراهم بيدهم ملعونة
لا يهم إن كان الثمن كفراً
وشركاً برب تسبح له الأشجار
وجميع الأحياء يعبدونه
لا يهم الظلم الذي
على غيرهم يوقعونه
لا يهم الألم والحزن
الذي يسببونه
مادام في تسخير الجان
تحقيقا لما يريدونه!
يفرقون بين الأحبة
ويقربون -رغماً عنه -
من يحبونه
يغيرون طباع البشر
حقداً على من يحسدونه
يسيرون الخلق وفقا
لشرور مخفية
في نفوسهم مدفونة
وإذا خف الأثر
وضعف العمل...
سارعوا يجددونه
وقانا الله منهم
ومما يكيدونه
تعليق