واختفى الضيف

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حقائق إيمانية
    النجم الفضي
    • Aug 2007
    • 3069

    واختفى الضيف

    وأختفى الضيف

    عبد الكريم عبد الله رفعت

    ربََّاه من يكون هذا ؟! أظنني رأيته من قبل , ولكن .. أين ؟ أين ؟ الذاكرة لم تسعفني , ولكن حتما انه شخص معروف لدي ..
    آه تذكرت تذكرته الآن .. انه (عادل) .. كلا .. كلا, ربّما .. ولكن لماذا أشغل بالي به ؟ سأنتظر إن سلم عليّ وعرفني , حينها يكون الأمر مختلفاً .


    ماذا يا الله .. انه يبتسم لي , لأبادلهُ الابتسامة بالابتسامة انه يأتي نحوي , يقصدني لأقوم إذا من مقامي ولأرحب به ترحيبا .
    ـ أهلا .. أهلا .. كيف الحال , بادرته أنا .
    ـ بخير والحمد لله ..
    ـ نظرتك تدل على انك تعرفني
    ـ أنا صديق طفولتك صباك وجيرانك(عادل)
    ـ وأنا (احمد) ابن الحاج فوزي أليس كذلك ؟
    ـ اجل, أنا هو وأنت كيف حالك وأين كنت وما أخبارك ؟ .
    أدركت انه لا يليق بي أن أقف معه أمام متجري ولا أدعوه إلى داخل
    ـ تفضل يا (عادل) لنجلس في الداخل وندردش .
    ـ شكرًا شكرًا .

    وبعد أن جلسنا واحتسينا الشاي الحار اللذيذ المنعش , اخبرني بأنه يسكن في مدينة أخرى منذ عشرين سنة بعد أن نقل وظيفة والده إلى هناك وجاء اليوم بعد وفاة والده ليبحث له عن عمل . أو وظيفة في مسقط رأسه ,
    وادعى انه خريج أحد المعاهد الإدارية هناك . (عادل) وما أدراك ما عادل . أو بالأحرى ماذا كان عادل أيام زمان ؟

    إنني أتذكر اليوم مرتع صبانا في الحي القديم حيث كنا أنا وهو وثلة من الأصحاب نلعب الكرة في الزقاق الضيق طرفي النهار, وفي المساء كنا نجلس أمام أحد البيوت ونتجاذب أطراف الحديث وكان (عادل)هذا منكتا وسريع البديهية ولا تحلو المجالس إلا معهُ .

    فعندما عرفت انه قادم من مدينة أخرى وانه مسافر رأيت من اللائق أن أستضيفه في داري فدعوته فلبى الدعوة دون تردد . وبعد العشاء تسامرنا كثيرا وتذكرنا أصحابنا القدامى وشيوخ الحي و المقالب الصبيانية .. الخ ..

    وأخيراً وقبل أن اتركه لينام في غرفه الضيوف ... اخبرني بأنه محتاج إلى مائة ألف دينار سلفة لحين تسهل أموره , ولم أمانع . فأعطيته المبلغ وتركته لينام وذهبت إلى فراشي لأفعل مثلهُ .

    وفي الصباح الباكر استيقظت لصلاة الصبح ..عرجت على غرفة ضيفي فلم أجدهُ مكانه ظننت أنه سبقني إلى المغسل ليتوضأ .

    جلست على مقعد قريب انتظر دوري ولكن شيء ما لفت انتباهي , لم أرَ حقيبة سفره , وقد اختفى معطفه الثخين من على الشماعة أسرعت إلى الخارج فرأيت باب الدار مفتوحاً على مصراعيه .. أقفلتُ مسرعاً لا تفحص البيت , فرأيت ويا هول ما رأيت .
    لقد اختفى (عادل) واختفى معه كل ماغلى ثمنه وخف حمله ...


    جمعت أشتات فكري لعلي أهتدي إلى استدراك سريع لحل المشكلة قبل أن يستيقظ أفراد عائلتي , ولكن من يدري متى غادر(عادل) المنزل ..

    ربما قبل دقائق أو قبل ساعات ربَّما وصل إلى مدينته ِ المزعومة .. استرجعت كل كلامه , قصة حياته كما حكاها لي بالليل فرأيت أنه يحتمل أن يكون أكثره كذباً وتمويها .
    . ولكنني مع كل ما حصل فقد تيقنت من شيء واحد ومهم في آن واحد .. وهو : عليَّ أن لا أثق بكل شخص قد غاب عني اكثر من سنة فربما تغير وتغيرت معه مبادئه وأخلاقه .

    من يدري ؟ وكانت تلك حكمة من حكم الأيام تعلمتها من مدرسة الحياة.




    أين التوثيق والتضعيف وصناعة المسلم الثقة ؟؟

  • أحلى وطن العراق
    عضو
    • Nov 2007
    • 98

    #2
    يقولون ان المبادىء لاتتغير أبدا وإن حصل وتغيرت فيكون السبب شيء أقوى من احتمال الانسان,,ولو رجعنا الى المبادىء وكيفية تكوينها في داخل الشخص فهية تكون حسب ظني من مرحلة الطفولة وقدوة الطفل في حينها ومن ثم الصبى ومايكتسبة من الاصدقاء في هذه المرحلة ومن ثم الشباب ومايتعلمه لهُ الحياة وبالنتيجة تكون لدى الشخص قاعدة ثابتة صعبة التحريك..ولكن

    بعد ماقرأت بدأت احاول إدخال الشك لوجه نظري في هذا لموضوع..

    الف شكر

    تعليق

    • حقائق إيمانية
      النجم الفضي
      • Aug 2007
      • 3069

      #3
      شكرا جزيلا لكِ اختي المحترمة
      بارك الله فيكِ
      وجزاكِ الله خير

      تعليق

      يعمل...