شكوى
محمد اقبال
أنا ما حسدت الكافرين وقد غدوا
في أنعُمٍ ومواكـبً وقصورِ
بـل محنـتـي ألا أرى في أمتي
عملاً تُقـدمـه صَـداق الحُـور
لك في البرية حكمةٌ ومشيئةٌ
أعيت مذاهبها أُلـي الألبابِ
إن شئت أجريت الصحاري أنهـراً
أو شئـت فـالأنهارُ موجُ سرابِ
مـاذا دهى الإسلامَ في أبنائه
حتى انطووا في محنةٍ وعذابِ ؟
فثـراؤهم فقرٌ ودولـة مجدهم
في الأرض نهبُ ثعالبٍ وذئـابِ
عـاقَبْـتنا عـدلاً فـهـب لعـدونا
عن ذنبه في الدهر يوم عقاب
عـاشوا بثروتنا وعشنـا دونهم
للمـوت بين الذل والإملاق
الدين يحيا في سعادة أهـلـه
والكأس لا تَبقى بغير الساقي
أين الذين بنـار حبك أرسلـوا
الأنوار بين محافل العشاق
سكبوا الليالي في أنين دموعهم
وتوضـؤوا بمدامع الأشواق
والشمس كانت من ضياء وجوههم
تُهدي الصباح طلائع الإشراق
كيف انطوت أيـامهم وهم الأُلـي
نشـروا الهدى وعلـوا مكان الفرقد ؟
هجروا الديـار فـأيـن أزمع ركبهـم
مـن يهتـدي للقـوم أو من يقتـدي ؟
يـا قلبُ حسبك لـن تُـلِـمَّ بطيفهـم
إلا علـى مصبـاح وجـه محمد
فـازوا من الـدنـيا بمجـدٍ خالـدٍ
ولهـم خلـودُ الفـوز يوم الموعد
يـا ربِّ ألهمنا الرشاد فمـا لنـا
في الكون غيرك من وليٍّ مرشد
مـا زال قيـسٌ والغـرام كعـهـده
وربـوع ليـلـى في ربيع جمالها
وهضـاب نجـد في مراعيها ألمها
وظباؤها الخفراتُ مـلء جبالهـا
والعشـق فياضٌ وأمـة أحمـد
يتحـفـز التاريـخ لاستقبالها
لـو حاولت فـوق الـسمـاء مكـانـةً
رفّت علـى شمس الضحـى بهلالهـا
مـا بـالهـا تلقى الجدود عوا ثراً
وتصـدهـا الأيام عن آمالها
هجْـر الحبيب رمـى الأحبة بالنوى
وأصـابهـم بتصرُّم الآمـال
لـم يبـق في الأرواح غير بقيـة
رحماك يا مرآة كل جمال
لـو قـد مللـنا العشـق كان سبـيلُـنا
أن نستـكـين إلـى هوى وضلال
أو نصنـع الأصنـام ثم نبيـعهـا
حـاشـا المـوحـد أن يَـذِلَّ لمـال
أيـام سلمـان بنـا موصـولـة
وتُـقـى أويـس فـي أذان بـلال
يـا طيـب عهـد كنت فيـه منـارنـا
فبعـثـت نور الحـق مـن فـاران
وأسرت فيـه العاشقيـن بلمـحـة
وسقيـتهـم راحـاً بغيـر دنـان
أحرقـت فيـه قلـوبهـم بتوقـد
الإيمان لا بتلهُّـب النيران
لـم نبق نحن ولا القلوب ، كـأنهـا
لـم تحـظ من نـار الهوى بدخـان
إن لـم يُنـر وجـه الحبيب بوصلـه
فمكـان حُزن القلـب كل مكان
يا فرحة الأيـام حيـن نـرى بها
روض التجـلـي وارف الأغصان
ويعود محفلنـا بحُسنـك مُسفـراً
كالصبح في إشراقـه الفـينان
قـد هاج حزنـي أن أرى أعداءنـا
بيـن الطـلا والظـل والألحان
ونعـالج الأنفـاس نحـن ونصطلـي
في الفقـر حين القـوم في بسـتان
أشـرِقْ بنورك وابعـث الـبرق
القديم بومضـةٍ لفراشـك الظمآن
أشواقنا نحو الحجاز تطلعـت
كحنيـن مغـتـرب إلـى الأوطان
إن الطيور وإن قصصـت جناحها
تسمو بفطرتهـا إلـى الطيـران
قيثـارتي مكبـوتـةٌ ونشيـدهـا
قد مـل من صمـتٍ ومن كتمـان
في أنعُمٍ ومواكـبً وقصورِ
بـل محنـتـي ألا أرى في أمتي
عملاً تُقـدمـه صَـداق الحُـور
لك في البرية حكمةٌ ومشيئةٌ
أعيت مذاهبها أُلـي الألبابِ
إن شئت أجريت الصحاري أنهـراً
أو شئـت فـالأنهارُ موجُ سرابِ
مـاذا دهى الإسلامَ في أبنائه
حتى انطووا في محنةٍ وعذابِ ؟
فثـراؤهم فقرٌ ودولـة مجدهم
في الأرض نهبُ ثعالبٍ وذئـابِ
عـاقَبْـتنا عـدلاً فـهـب لعـدونا
عن ذنبه في الدهر يوم عقاب
عـاشوا بثروتنا وعشنـا دونهم
للمـوت بين الذل والإملاق
الدين يحيا في سعادة أهـلـه
والكأس لا تَبقى بغير الساقي
أين الذين بنـار حبك أرسلـوا
الأنوار بين محافل العشاق
سكبوا الليالي في أنين دموعهم
وتوضـؤوا بمدامع الأشواق
والشمس كانت من ضياء وجوههم
تُهدي الصباح طلائع الإشراق
كيف انطوت أيـامهم وهم الأُلـي
نشـروا الهدى وعلـوا مكان الفرقد ؟
هجروا الديـار فـأيـن أزمع ركبهـم
مـن يهتـدي للقـوم أو من يقتـدي ؟
يـا قلبُ حسبك لـن تُـلِـمَّ بطيفهـم
إلا علـى مصبـاح وجـه محمد
فـازوا من الـدنـيا بمجـدٍ خالـدٍ
ولهـم خلـودُ الفـوز يوم الموعد
يـا ربِّ ألهمنا الرشاد فمـا لنـا
في الكون غيرك من وليٍّ مرشد
مـا زال قيـسٌ والغـرام كعـهـده
وربـوع ليـلـى في ربيع جمالها
وهضـاب نجـد في مراعيها ألمها
وظباؤها الخفراتُ مـلء جبالهـا
والعشـق فياضٌ وأمـة أحمـد
يتحـفـز التاريـخ لاستقبالها
لـو حاولت فـوق الـسمـاء مكـانـةً
رفّت علـى شمس الضحـى بهلالهـا
مـا بـالهـا تلقى الجدود عوا ثراً
وتصـدهـا الأيام عن آمالها
هجْـر الحبيب رمـى الأحبة بالنوى
وأصـابهـم بتصرُّم الآمـال
لـم يبـق في الأرواح غير بقيـة
رحماك يا مرآة كل جمال
لـو قـد مللـنا العشـق كان سبـيلُـنا
أن نستـكـين إلـى هوى وضلال
أو نصنـع الأصنـام ثم نبيـعهـا
حـاشـا المـوحـد أن يَـذِلَّ لمـال
أيـام سلمـان بنـا موصـولـة
وتُـقـى أويـس فـي أذان بـلال
يـا طيـب عهـد كنت فيـه منـارنـا
فبعـثـت نور الحـق مـن فـاران
وأسرت فيـه العاشقيـن بلمـحـة
وسقيـتهـم راحـاً بغيـر دنـان
أحرقـت فيـه قلـوبهـم بتوقـد
الإيمان لا بتلهُّـب النيران
لـم نبق نحن ولا القلوب ، كـأنهـا
لـم تحـظ من نـار الهوى بدخـان
إن لـم يُنـر وجـه الحبيب بوصلـه
فمكـان حُزن القلـب كل مكان
يا فرحة الأيـام حيـن نـرى بها
روض التجـلـي وارف الأغصان
ويعود محفلنـا بحُسنـك مُسفـراً
كالصبح في إشراقـه الفـينان
قـد هاج حزنـي أن أرى أعداءنـا
بيـن الطـلا والظـل والألحان
ونعـالج الأنفـاس نحـن ونصطلـي
في الفقـر حين القـوم في بسـتان
أشـرِقْ بنورك وابعـث الـبرق
القديم بومضـةٍ لفراشـك الظمآن
أشواقنا نحو الحجاز تطلعـت
كحنيـن مغـتـرب إلـى الأوطان
إن الطيور وإن قصصـت جناحها
تسمو بفطرتهـا إلـى الطيـران
قيثـارتي مكبـوتـةٌ ونشيـدهـا
قد مـل من صمـتٍ ومن كتمـان
***
واللـحـن في الأوتار يرجو عازفاً
ليبـوح مـن أسـراره بـمعـان
والطُّـورُ يرتقـب التجلـي صارخـاً
بهوى المشُـوق ولهفـة الحيـران
أكبادنا احترقت بـأنَّات الجـوى
ودمـاؤنـا نهر الدموع القاني
والعطر فاض من الخمائـل والربي
وكـأنه شكـوى بغيـر لسـان
أوليـس من هول القيامة أن يكـون
الـزهـر نمَّـامـاً علـى البستـان ؟
النمـل لا يخشـى سليمانـاً إذا
حرست قراه عناية الرحمن
أرشـد براهمـة الهـنود ليرفعـوا
الإسلام فـوق هياكـل الأوثان
مـا بـالأغصـان الصنوبر قد نـأت
عنهـا قماريـهـا بكـل مكـان
وتعـرت الأشجـار من حلـل الـربـى
وطيـورهـا فرَّت إلى الوديـان
يـا ربِّ إلا بـلـبلاً لـم ينتـظـر
وحي الربيع ولا صَبا نيسان
ألحـانـه بحـرٌجـرى متـلاطمـاً
فكـأنـه الحـاكـي عن الطوفـان
يـا ليـت قـومـي يسمـعـون شِكايـةً
هي في ضميري صرخة الوجدان
أن الجـواهـر حـيـَّرت مـرآة هذا
القلـب فهـو علـى شفا البركان
أسمِعـهـمو يـا ربِّ مـا ألهمـتنـي
وأعـدْ إليـهـم يقظـة الإيمـان
وأذقهـم الخمـر القديمـة إنهـا
عيـن اليقيـن وكوثـر الرضـوان
أنـا أعجمـي الدَّنَّ لكـن خمـرتـي
صُنـع الحجـاز وكرمهـا الفينان
إن كـان لـي نغـمُ الهنـود ولحنـهـم
لكـن هـذا الصوت مـن عدنـان
ليبـوح مـن أسـراره بـمعـان
والطُّـورُ يرتقـب التجلـي صارخـاً
بهوى المشُـوق ولهفـة الحيـران
أكبادنا احترقت بـأنَّات الجـوى
ودمـاؤنـا نهر الدموع القاني
والعطر فاض من الخمائـل والربي
وكـأنه شكـوى بغيـر لسـان
أوليـس من هول القيامة أن يكـون
الـزهـر نمَّـامـاً علـى البستـان ؟
النمـل لا يخشـى سليمانـاً إذا
حرست قراه عناية الرحمن
أرشـد براهمـة الهـنود ليرفعـوا
الإسلام فـوق هياكـل الأوثان
مـا بـالأغصـان الصنوبر قد نـأت
عنهـا قماريـهـا بكـل مكـان
وتعـرت الأشجـار من حلـل الـربـى
وطيـورهـا فرَّت إلى الوديـان
يـا ربِّ إلا بـلـبلاً لـم ينتـظـر
وحي الربيع ولا صَبا نيسان
ألحـانـه بحـرٌجـرى متـلاطمـاً
فكـأنـه الحـاكـي عن الطوفـان
يـا ليـت قـومـي يسمـعـون شِكايـةً
هي في ضميري صرخة الوجدان
أن الجـواهـر حـيـَّرت مـرآة هذا
القلـب فهـو علـى شفا البركان
أسمِعـهـمو يـا ربِّ مـا ألهمـتنـي
وأعـدْ إليـهـم يقظـة الإيمـان
وأذقهـم الخمـر القديمـة إنهـا
عيـن اليقيـن وكوثـر الرضـوان
أنـا أعجمـي الدَّنَّ لكـن خمـرتـي
صُنـع الحجـاز وكرمهـا الفينان
إن كـان لـي نغـمُ الهنـود ولحنـهـم
لكـن هـذا الصوت مـن عدنـان
تعليق