أجمل ما قرأت’ من الشعــر .....

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *باسمه*
    مشرفة فيض القلم-لجنة جوال لكِ
    • Dec 2005
    • 15367

    أجمل ما قرأت’ من الشعــر .....

    [IMG][/IMG]


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    قد تمر بنا لحظات نقرأ فيها قصائد ويكون لها صدى في النفس ...

    فيها دعوة لمكارم الاخلاق ... تسمو بنا للحب الطاهر وللعــــفة سواء كان شعر جاهلي أو حديث أو نبطي .

    هناك نسجل أجمل ما قرأنـــــــــا من أبيات .

    قرأت’ قصيدة للشاعر الأمير خالد بن سعود الكبير .
    .................................................. ....
    سلام يالي عليه الدمع مسفوحي ....
    طول غيابه وحال اليأس من دونــــــــــــــه
    خبري به العام يوم الوصل مسموحي ....
    يوم الهوى سنته للناس مسنونــــــــه
    واليوم عني وزين الروح مطروحي ....
    حسبي على اللي على بابه يردونــــــــــه
    ليلة فراقه بعيني عيت تروحي .....
    دايم على البال تخطر دمعة عيونـــــــــــه
    هو نور عيني حبيبي هو بعد روحي ....
    وأشلون أبا أقضي حياتي سالي بدونـــــه
    لقلت أبا أنساه أحس بنزعت الروحي ...
    ون جيت أبا ألقاه عيو لا يخلونـــــــــــــــه
    يفوح صدري على شوف الغضي فوحي ...
    نارالهوى تستعل بالجوف مكنونــــــــــــــه
    باقي على الود لوني فيه مذبوحي ...
    لاخان عهدي وأنا والله ما أخونـــــــــــــــــه.

    *
    ****
    ***********
    أنتظر ما قرأتم ...
    ثَمـة قٌلـوبْ لـآ يُكـآفَـئ حَـبهُـآ إلـآ الـدُعَـآء ♥♡....يارب
  • احساس ملاك
    النجم الفضي
    • Jun 2007
    • 1124

    #2
    السلام عليكم

    اهلا عزيزتي احب ان احييك بالفعل جميل ماقأتي

    كما احب ان تقراي مااحببت للشاعر الامير عبد الرحمن بن مساعد من قصيدته << لجل اوصلك >>


    لجل اوصلك

    بافارق فراقك وبخنق عبرتي

    واجرح ضمادي واسافر لك معك

    بشد للماضي واقدم ساعتي

    واعاند عنادي واقودك واتبعك

    باجامل احزاني واجافي فرحتي

    واعادي خلاني واحبك واخدعك

    بصير انا طبعك وانتي طيبتي

    وبيحزنك ضحكي ... واهلي بمدمعك

    بسامر دموعي ....... واعزي ضحكتي

    تحياتي لك

    تعليق

    • قائدة الأمة الإسلامية
      النجم الفضي
      • Jul 2007
      • 1933

      #3
      هذا ...........

      الدنيا مسألة ...... حسابية

      خذ من اليوم......... عبرة

      ومن الامس ..........خبرة

      اطرح منها التعب والشقاء

      واجمع لهن الحب والوفاء

      واترك الباقى لرب السماء

      تعليق

      • قائدة الأمة الإسلامية
        النجم الفضي
        • Jul 2007
        • 1933

        #4
        من موضوعي:أفضل ما لدي....

        حكم و مواعظ...
        بسم الله الرحمن الرحيم.
        السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته:
        خمس في خمس

        الحجة في القرآن ، والعز في القناعة ،والذل في المعصية ،
        والهيبة في قيام الليل ، والغنى في ترك الطمع .

        **********
        ظالمان
        قال بعض الحكماء : اثنان ظالمان : رجل أهديت له النصيحة فاتخذها ذنبا ،
        ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعا.
        **********
        من أقوال لقمان :
        إذا أراد الله بقوم سوءا سلط عليهم الجدل ، وقلة العمل.
        يابني ، قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت.
        **********
        الرجل العظيم
        قيل في الرجل العظيم :
        الرجل العظيم : من إذا وعظ اتعظ .
        وقيل: من يصلح المعوج ويهدي إلى الصراط المستقيم.
        وقيل:من إذا قال فعل، وإذا وعد أوفى.
        وقيل: من إذا تكلم أفاد، وإذا خطب أجاد.
        **********
        أسرى الكآبة
        قيل: ستة لا تخطئهم الكآبة: فقير قريب العهد بالغنى، وكثير يخاف على ماله،
        وطالب مرتبة فوق قدره، والحقود، والحسود، وخليط أهل الأدب وهو غير أديب.
        **********
        درجات العلم
        قال الأصمعي:
        أول العلم الصمت، والثاني حسن الإستماع، والثالث جودة الحفظ، والرابع احتواء العلم،
        والخامس إذاعته ونشرة.
        **********
        ضعف العقل
        قال يزيد بن معاوية:
        ثلاث من قلة العقل وفيهن دليل على الضعف: سرعة الجواب، وطول التمني، والاستغراق في الضحك.
        أفضل الرجال
        سئل حكيم أي الرجال أفضل؟
        قال: الرجل الذي إذا حاورته وجدته حكيما، وإذا غضب كان حليما، وإن ظفر كان كريما، وإذا استمنح منح جسيما، وإذا وعد وفى وإن كان الوعد عظيما، وإذا شكي اليه وجد رحيما.
        **********
        حكمة
        أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره، وأقواهم من قوي على غضبه، وأصبرهم من ستر فقره، وأغناهم من قنع بما تيسرله.
        **********
        سأل الأسكندر حكماء بابل فقال:
        أيما أبلغ عندكم، الشجاعة أم العدل؟
        فقالوا: إذا استعلمنا العدل استغنينا عن الشجاعة.
        **********
        قيل لابن المبارك:ماخير ماأعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل،
        قيل: فإن لم يكن قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال:أخ صالح يستشيره،
        قيل فإن لم يكن ؟ قال صمت طويل، قيل : فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.
        **********
        طبقات الناس
        قال بعض الحكماء: الناس ثلاث طبقات تسوسهم ثلاث
        سياسات: طبقة من خامة الأحرارتسوسهم بالعطف واللين والإحسان،
        وطبقة من خامة الأشرارتسوسهم بالغلظة والعنف والشدة،
        وطبقة من العامة تسوسهم باللين والشدة لئلا تخرجهم الشدة ولا يبطرهم اللين.
        **********
        قال حاتم الأصم:
        العجلة من الشيطان إلا في خمس:
        إطعام الضيف إذا حل، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت،
        وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا وقع.
        **********
        العاقل والأحمق والفاجر
        قال أيوب بن الفرية:
        الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر.
        فالعاقل الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي الحسن سجيته، إن سئل أجاب،
        وإن نطق أصاب، وإن سمع العلم وعى، وإن حدث روى.
        أما الأحمق فإن تكلم خجل، وإن حدث وهل، وإن استنزل عن رأيه نزل
        وأما الفاجر فإن ائتمنته خانك، وإن حدثته شانك، وإن وقفت به لم يرعك،
        وإن استكتم سرا لم يكتم، وإن علم لم يعلم، وإن حدث لم يفهم، وإن فقه لم يفقه.
        **********
        قيل للحسن البصري: ماسر زهدك في الدنيا؟
        فقال:علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له، وعلمت بأن عملي لا يقوم
        به غيري فاشتغلت به، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن أقابله على معصية،
        وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.
        **********
        قال زيد بن علي لابنه: يابني، إن الله لم يرضك لي فأوصاك بي،
        ورضيني لك فحذرنيك: واعلم أن خيرالآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط،
        وخير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق.
        **********
        أوصى حكيم أبنه فقال:
        لا يغرنك بشاشة امرئ حتى تعلم ماوراءها، فإن دفائن الناس في صدورهم،
        وجزعهم في وجوههم. ولتكن شكايتك من الدهر إلى رب الدهر. واعلم أن
        الله إذا أراد بك خيرا أوشرا أمضاه فيك على ماأحب العباد أو كرهوا.
        **********
        حكم نافعة:
        من جرى في ميدان أمله عثر في عنان أجله.
        من لم يصبر على البلاء لم يرض بالقضاء.
        فقد الصبر أعظم من حوائج الدهر.
        إذا حزن الفؤاد ذهب الرقاد.
        الجليس الصالح كالمسك النافح.
        **********
        قالت الحكماء:
        أربعة من علامات الإيمان: حسن العفاف، والرضابالكفاف،
        وحفظ اللسان، ومحبة الإخوان.
        وأربعة من علامات النفاق:قلة الديانة، وكثرة الخيانة،
        وغش الصديق، ونقض المواثيق.
        **********
        المروءة
        سئل الأحنف عن المروءة، فقال:
        التفقه في الدين، وبر الوالدين، والصبر على النوائب.
        يدعو لأمه
        قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول:اللهم اغفر لأمي.
        فقلت له: مالك لا تذكر أباك، فقال: إن أبي رجل يحتال لنفسه،
        وإن أمي امرأة ضعيفة.
        قال لقمان لابنه: يابني تنافس في طلب الأدب فإنه ميراث غير مسلوب،
        وقرين غير مغلوب، ونفيس في الناس مطلوب.
        سؤال وإجابة
        سئل حكيم عربي عن أعدل الناس، وأظلم الناس، وأكيس الناس،
        وأحمق الناس، وأسعد الناس، وأشقى الناس، فقال:
        أعدلهم من أنصف نفسه، وأظلمهم من ظلم غيره، وأكيسهم من
        أخذ أهبته للأمر قبل وقوعه، وأحمقهم من باع آخرته بدنياه،
        وأشقاهم من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
        القلوب
        قال السري السقطي: القلوب ثلاثة: قلب كالجبل لايزيله شيء، وقلب كالنخلة أصلها ثابت والريح تميل برأسها، وقلب كالريشة يميل مع الريح يمينا وشمالا.
        قال حكيم: صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر،
        كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنا، وإذا مرت على الطيب حملت طيبا.
        --------------------------------------------------
        قال بعض الحكماء: عليك بالصدق، فما السيف القاطع في كف الرجل
        الشجاع بأعز من الصدق، والصدق عز وإن كان فيه ما تكره ،
        والكذب ذل وإن كان فيه ماتحب، ومن عرف بالكذب أتهم في الصدق.
        --------------------------------------------------
        قيل للحسن البصري: ماتقول في الدنيا؟ فقال: ما عسى أن أقول؟ حلالها
        حساب، وحرامها عذاب. فقيل: ما سمعنا كلاما أوجز من هذا؟ قال: بلى
        كلام عمر بن عبد العزيز. كتب إليه عدي ابن أرطأة وهو على حمص
        أن مدينة قد تهدمت واحتاجت إلى إصلاح حيطانها،
        فكتب إليهحصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم).
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قال لقمان الحكيم لابنه: يابني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك
        فإن الله تعالى يحيي القلوب الميتة بالعلم كما يحيي الأرض الميتة
        بوابل المطر.
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قالت الحكماء:
        من عز بإقبال الدهر ذل بإدباره.
        ومن أبطره الغنى أذلة الفقر.
        وقالوا: من ولي ولاية يرى نفسه أكبر منها لم يتغير لها، ومن
        ولي ولاية يراها أكبر من نفسه تغير لها.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        سئل الحسن عن التواضع فقال: هو أن تخرج من بيتك فلا تلقى
        أحدا إلا رأيت له الفضل عليك.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قالت الحكماء: جبل الناس على ذم زمانهم وقلة الرضا عن أهل
        عصرهم. فمنه قولهم: رضا الناس غاية لا تدرك، وقولهم: لا
        سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة، وقولهم: الناس يعيرون ولا
        يغفرون، والله يغفر ولا يعير.
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قال المأمون: يحسن بالملوك الحلم عن كل أحد إلا عن ثلاثة:
        قادح في ملك، أو مذيع لسر، أو معترض لحرمة.
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قال المنصور لابنه المهدي: "أعلم أن رضاء الناس غاية لا تدرك؛
        فتحبب إليهم بالإحسان جهدك، وتودد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك
        موضع الحاجة منهم".
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        سئل أحد الحكماء: ممن تعلمت الحكمة؟ قال: من الأعمى...لأنه لا يضع
        قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاة...
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        قال حكيم من العرب:
        الناس في الخير أربعة أقسام. منهم من يفعله ابتداء، ومنهم من يفعله
        اقتداء، ومنهم من يتركه حرمانا، ومنهم من يتركه استحسانا ؟ فمن
        يفعله ابتداء فهو كريم. ومن يفعله اقتداء فهو حكيم. ومن تركه حرمانا
        فهو شقي، ومن تركه استحسانا فهو دني.
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        رأى الحسن البصري- رحمه الله- قوما يتزاحمون على جنازة بعض
        الصالحين، فقال: مالكم تتهافتون عليه؟ افعلوا فعله تكونوا مثله؟.
        --------------------------------------------------
        قال أحد الحكماء:
        لا تصنعوا إلى ثلاثة معروفا:
        اللئيم فإنه بمنزلة الأرض السبخة، والفاحش فإنه يرى الذي صنعت إلية
        إنما هو لمخافة فحشة. والأحمق فإنه لا يعرف قدر ما أسديت إليه.
        فإذا اصطنعت إلى الكرام فازرع المعروف، واحصد الشكر.
        --------------------------------------------------
        قال الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم إلا
        عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه.
        ---------------------------------------------------
        ثلاثة تنفع في الدنيا مع ثوابها في الآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة
        تطرد البلاء والبر يزيد في العمر
        --------------------------------------------------
        القلب
        قال ابن القيم:
        مثل القلب مثل الطائر كلما علا بعد عن الآفات، وكلما نزل احتوته الآفات.
        قال الأصمعي: سمعت أحد الوعاظ يقول: إني لأعظكم، وإني لكثير الذنوب،
        مسرف على نفسي، غير حامد لها، ولاحاملها على المكروه في طاعة الله.
        وقد بلوتهافلم أجد لها شكرا في الرضاء، ولا صبرا على البلوى.ولو أن أحدا
        لا يعظ أخاه حتى يحكم امره لترك الأمر ....ولكن محادثة الأخوان حياة القلوب
        وجلاء النفوس، وتذكير من النسيان، وأعلموا أن الدنيا سرورها أحزان، وإقبالها
        إدبار، وآخر حياتها الموت، فكم من مستقبل يوما لايستكمله، ومنتظر غد لا يبلغه.
        ولو تنتظرون الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
        --------------------------------------------------
        سئل أحد الصالحين: أي ولديك أحب إليك؟ . فقال: هما مني بمنزلة السمع والبصر.
        ---------------------------------------------------
        صحبة الرجال
        قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأخ له: إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك
        بصحبة من ان صحبته زانك،وإن خففت له صانك، وإن احتجت إليه مانك،
        وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها، وإن وعدك لم يحرضك،
        وإن كثرت عليه لم يرفضك، وإن سألته أعطاك، وإن أمسكت عنه ابتداك.
        ---------------------------------------------------
        الحكمة نورالأبصار، وروضة الأفكار،ومطية الحلم، وكفيل النجاح، وضمين
        الخير والرشد، والداعية إلى الصواب، والسفير بين العقل والقلوب، لا تندس آثارها،
        ولا تعفو ربوعها، ولا يهلك امرؤ بعد عمله بها.
        --------------------------------------------------
        الوليد والهرم
        دخل الوليد بن عبد الملك المسجد ، فرأى رجلا تبد عليه الفاقة ، وقد ادركه الكبر ،
        وأحنى ظهره الهرم ، ووهن منه العظم ، واشتعل رأسه شيبا . فلما دنا منه سمعه
        يتوجه إلى الله بالدعاء في ان يطيل عمره .
        وأراد الوليد ان يمزح معه ، فقال له :
        أيها الرجل الهرم ، اتحب الحياة مع ما انت فيه من وهن وضعف ؟
        فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، لقد ذهب الصبا وعبثه ، وولى الشباب ولهوه ، وأتى
        الكبر وعقله ، والهرم وفضلة . فإذا شعرت بالقوة والعافية شكرت ربي وحمدته ، وإذا
        احسست بالضعف والهزال ذكرت ربي وعبدته ، وإني احب أن تدوم هاتان الخصلتان !
        فسر الوليد من حسن كلامه وعظيم إيمانه ، ثم أمر برعايته وتوفير أسباب الراحة له .
        ----------------------------------------------------------------------
        المشورة
        قال عمر بن عبد العزيز : المشورة والمناظرة بابا رحمة ، ومفتاحا بركة ، لايضل معهما
        رأي ، ولا يفقد معهما حزم .
        ---------------------------------------------------------------------
        ابن أدهم واستجابة الدعاء
        سئـل إبراهيم بن أدهم ... مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ فقال : لأنكم عرفتم الرسول
        فلم تتبعوا سنته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ، وأكلتم نعم الله فلم تؤدو شكرها ، وعرفتم
        الجنة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم تهربوا منها ، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه ،
        وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ، ودفنتم الاموات فلم تعتبروا ، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب
        الناس .
        ---------------------------------------------------------------------
        قولا نافعا
        عن سفيان بن عبد الله الأنصاري ، رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام
        قولا لا أسأل عنه أحد غيرك . قال (( قل : آمنت بالله ثم استقم )) . رواه مسلم
        ----------------------------------------------------------------------
        الحاسد
        كان يقال : الحاسد إذا رأى نعمة بهت ، وإذا رآى مصيبة شمت .
        وكان يقال : من علامات الحسود ان يتملق الرجل إذا حضر ،
        ويغتابه إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة إذا نزلت .
        ---------------------------------------------------------------------
        الهم
        مر إبراهيم بن ادهم برجل وجهه ينطق بالهم والحزن ... فقال إبراهيم
        إني سائلك عن ثلاث فأجابني ... فقال الرجل : نعم فقال إبراهيم :
        أيجري في هذا الكون شىء لايريده الله ؟ فقال الرجل : لا . قال إبراهيم :
        أفينقص من رزقك شيء قدرة الله ؟ فقال الرجل : لا قال إبراهيم : أفينقص
        من أجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل : لا . فقال إبراهيم : فعلام الهم .
        ----------------------------------------------------------------------
        نصيحة
        إياك والعجلة فإن العرب كانت تكنيها ام الندامة ، لأن صاحبها يقول قبل ان يعلم ،
        ويجيب قبل ان يفهم ، ويعزم قبل أن يفكر ، ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل ان يجرب ،
        ويذم قبل أن يخبر ، ولن يصحب هذه الصفة احد إلاصحب الندامه ، واعتزل السلامة .
        ----------------------------------------------------------------------
        السلطان
        السلطان يرتدع به الظالم ، ويأوي إليه المظلوم .
        ---------------------------------------------------------------------
        احفظ أربعا
        قال علي بن أبي طالب، يوصي ابنه الحسن، رضي الله عنهما
        يابني احفظ عني أربعا لا يضرك ما عملت معهن: أغنى الغنى
        العقل، وأكبرالفقرالحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب
        ---------------------------------------------------------------------
        حسن الخلق.
        أوصى رجل أخر وأراد سفرا فقال: أثر بعملك معاذك، ولاتدع لشهوتك رشادك؛
        وليكن عقلك وزيرك الذي يدعوك إلى الهدى، ويعصمك من الردى؛ ألجم هواك عن الفواحش،
        وأطلقه في المكارم ؛ فإنك تبر بذلك سلفك، وتشيد شرفك.
        ----------------------------------------------------------------------
        الحكمة
        الحكمة نور الإبصار، وروضة الأفكار، ومطية الحلم، وكفيل النجاح،
        وضمين الخير والرشد، والداعية إلى الصواب، والسفير بين العقل والقلوب،
        لا تندس آثارها، ولا تعفو ربوعها، ولا يهلك امرؤ بعد عمله بها.
        ----------------------------------------------------------------------
        دعاء
        قال الأصمعي: كان من دعاء ابي المحبب: اللهم أجعل خير عملي ما قارب أجلي
        قال: وكان يقول في دعائه: اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ولا إلى الناس فنضيع.
        دعاء
        اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والذلة والمسكنة؛ وأعوذ بك من الكفر والفسوق
        والشقاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصم والبكم والجذام وسيء الأسقام.
        اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

        دعاء
        اللهم لا تحرمنا من فضلك بتقصيرنا، ولا تجعل ذنوبنا حائلا دون رحمتك، اللهم إننا نرفع
        إليك أكف الضراعة أن تنعم برحمتك على البهائم الرتع، والأطفال الرضع، والكهول الركع،
        ياأكرم الأكرمين، يالله.

        دعاء
        اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانا في حسن خلق، ونجاحا يتبعه صلاح، ورحمة منك
        وعافية، ومغفرة منك ورضوانا.

        دعاء
        اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة فأنت
        تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

        دعاء
        اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك،
        ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقواتنا ابدا ما أحييتنا
        وأجعله الوارث منا، واجعل ثارنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا
        في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.
        دعاء الصوم
        اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فاجعل يارب رحمتك سترا لعيوبي، وعفوك سترا لذنوبي،
        ووفقني للقيام بطاعتك، والابتعاد عن معصيتك، وألهمني خيرا أفعله ترضى به عني يا أرحم الراحمين.

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

        للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله
        هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
        *للعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ، ويعمر بيته
        قبل انتقاله إليه.
        *إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت
        يقطعك عن الدنيا وأهلها.
        الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم العمر؟
        محبوب اليوم يعقب المكروه غدا، ومكروه اليوم يعقب المحبوب غدا.
        أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك وكل وقتك بما هو أولى بها وأنفع لها
        في معادها.
        كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة ؟؟
        يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكائه على نفسه، وثنائه
        على ربه.
        المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه،والرب تعالى إذا خفته أنست به
        وقربت إليه.
        لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا
        إخلاص لما ذم المنافقين.
        دافع الخطرة، فإن صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة. فحاربها،
        فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار
        عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

        التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.

        الثانية: حميتها عن المكروهات.
        الثالثة: الحمية عن الفضول ومالا يعني.
        فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيده في صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.


        من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره، ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه
        من الشهوات.

        لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها ، ولما طلب يوسف
        الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين.

        قال بعض الحكماء:
        من كثر أكله وشربه كثر نومه، ومن كثر نومه كثر لحمه، ومن كثر لحمه قسى قلبه ومن قسى قلبه
        غرق في الآثام.

        ومن كلام بعض الحكماء:

        بقدرة الله خلق الري من الشبع ، لا بالطعام وشرب الماء والنهل.

        حكم
        أوصى بعض الحكماء ابنه فقال: يابني كن حذرا من:
        الكريم: إذا أهنته
        والعاقل: إذا أ جرحته
        واللئيم: إذا أكرمته
        والفاجر: إذا عاشرته
        والأحمق: إذا مازحته
        إنني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات كلها فلم
        أجد أمر من الحاجة إلى الناس، ونقلت الحديد والصلب فلم أجد أثقل من الدين.

        *اعلم أن الدهر يومان :
        يوم لك ويوم عليك فإن كان لك فلا تبطر.
        وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما : سينحر.

        *أوصى بعض الحكام ابنه فقال:
        يابني إن من الكلام ما هو أشد من ضرب الحسام، وأثقل من الصخر، وأمر من
        الصبر، وأنفذ من وخز الإبر.
        فإن القلوب مزارع فيها طيب الأحاديث.

        قال بعض الحكماء:

        اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك ويسلم لك عرضك ودينك :

        لا تحزن على ما فاتك، ولا تحمل هم ما لم ينزل بك،ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل،
        ولا تلم الناس على ما فيك مثله، ولا تغضب على من لم يضرك غضبه، ولا تمدح من لم
        يعلم من نفسك خلاف ذلك، ولا تنظر بشهوة إلى ما لم تملك.

        ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم:
        الآتي إلى وليمة لم يدع إليها.
        والداخل بين حديث اثنين لم يدخلاه فيه.
        والمتآمر على رب البيت في بيته.
        والمقبل بحديث على من لا يسمعه.
        والجالس في مجلس ليس له بأهل.
        وطالب الخير من أعدائه.
        وطالب الفضل من اللئام.
        والمستخف بالسلطان.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
        وأعلم :
        أن لكل إنسان قوى ثلاث : ناطقية ، وغظبية وشهوانية .
        فالناطقية : هي التي شرفه الله بها على سائر الحيوانات ، فشارك بها الملائكة.
        والغظبية : إذا أفرط فيها ألحقت صاحبها بأخلاق الوحوش الضاربة فيغضب
        كالأسد أويحقد كالخنزير ، أو يثب كالنمر ، أو يرعد كالقرد.
        والشهوانية : إذا أفرط فيها أخرجت صاحبها من العالم الإنساني وألحقته بعالم مماثلة من البهائم ، فأن البهائم لا شهوة لها إلا الأكل والنكاح . فاجتهد أن تلحق قوتك
        بالناطقية لتحلق بعالم الملائكة .
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
        مما قيل في التوكل على الله سبحانه وتعالى :
        أعلم ان التوكل على الله سبحانه وتعالى كمثل تاجر اقام لإصلاح ماله وكسبه وكيلا بصيرا بالأمور عارفا بما يلزمه من القيام بخدمة موكله ، فالتاجر قد اكتفى بما ضمنة له وكيلة ، فاطمأن قلبه ، وجلس في مكانه مستقلا بعبادة ربه لا يتعاطى سببا اكتفى بوكيله وثقته به .
        عن عطاء السلمي :
        انه قال : لو أن نارا اوقدت وقيل لي : إلق نفسك فيها ، فأصير لا شئ ولا تجمعني القيامة لمت من فرحي قبل وصولي إليها ، خوفا من العرض على الله سبحانه والوقوف بين يديه..

        تعليق

        • قائدة الأمة الإسلامية
          النجم الفضي
          • Jul 2007
          • 1933

          #5
          من موضوع كنت قد كتبته:

          صفحات خالدة..من حدائق البيان و أزهار المعان،وفراشات البديع.لكل المهتمين بالأدب العربي


          اقتطفت لكم أفضل ما قرأت من الكتب الأدبية للكاتب القدير، ملك البلاغة: جبران خليل جبران،

          المحبــّـــة

          يقولون أن ابن آوى يشرب من الجدول الواحد الذي يشرب منه الأسد..ويقولون أن النسر والشوحة ينقدان الجيفة الواحدة وهما متفقان متسالمان..فيا أيتها المحبة العادلة,يا من كبحتِ جماح رغائبي بيدك القديرة,وحوّلتِ مجاعتي وعطشي إلى إباءٍ وشمم,لا تأذني للقويّ العزومِ فيَّ , أن يأكل الخبز , أويشرب الخمر , اللذين يستهويان ذاتي الضعيفة.ذريني بالأحرى فأقضي جوعاً , بل دعي قلبي يلتهب عطشاً , واتركيني أموت وأفنى , قبل أن أمدّ يدي لقدح لم تملئيه , أو كأس لم تباركيه.
          *****
          قال جبران في وصف المرأة :
          هي مخلوقة عجيبة صنعتها الآلهة من وداعة الحمامة و تقلبات الأفعى و تيه الطاووس و شراسة الذئب و جمال الوردة البيضاء و هول الليلة السوداء مع قبضة من الرماد و غرفة من زبد البحر..........
          ******
          هي عظات من مفكرات جبران خليل جبران في المهجر وخلاصة رحلته مع الغربه

          وعظتني نفسي / فعلمتني حب مايمقته الناس ومصافاة من يضاغنونه وابانت لي أن الحب ليس بميزة في المحب بل في المحبوب !! وقبل أن تعظني نفسي كان الحب بي خيطاً دقيقاً مشدوداً بين وتدين متقاربين
          أما الان فقد تحول الي هالة أولها أخرها أولها تحيط بكل كائن وتتوسع ببطء لتضم كل ماسيكون.

          وعظتني نفسي / فعلمتني أن أرى الجمال المحجوب بالشكل واللون والبشره وأن أحدق متبصراً بما يعده الناس شناعه حتى يبدو لي حسناًوقبل أن تعظني نفسي كنت أرى الجمال شعلات مرتعشه بين أعمدة من الدخان واضمحل فلم أعد ارى سوى مايشتعل.

          وعظتني نفسي / فعلمتني لمس مالم يتجسد ولم يتبلور وأفهمتني أن المحسوس نصف المعقول وأن مانقبض عليه بعض مانرغب فيه وقبل ان تعظني نفسي كنت أكتفي بالحار أن كنت بارداً والبارد أن كنت حاراًوبأحدهما أن كنت فاتراً أما الان فقد انتثرت ملامسي المنكمشه وانقلبت ضباباًدقيقاًيخترق كل ماظهر من الوجود لمتزج بما خفي منه.

          علمتني نفسي / فعلمتني أن اقول ( لبيك ) عندما يناديني المجهول والخطر !!وقبل أن تعظني نفسي كنت لا أنهض إلا لصوت مناد عرفته ولا اسير إلا علىسبل خبرتها فاستهونتها أما الان فقد اصبح المعلوم مطيه أركبها نحو المجهول والسهل سلماً أتسلق درجاته لأبلغ الخطر.

          وعظتني نفسي / فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمه وقبل أن تعظني نفسي كنت أظل مرتاباً في قيمة أعمالي وقدرها وحتي تعبث إليها الايام بمن يقرظها أو يهجوها أما الان فقد عرفت أن الاشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولاتخشى الملامه
          .

          يقول جبران خليل جبران في اخر حديثه وعظتني نفسي يااخي وعلمتني ولقد وعظتك نفسك وعلمتك
          فأنت وانا متشابهان ومتضارعان والفرق بيننا سوى أنني تكلم عما بي وفي كـلامي شي من اللجاجه وأنت تكتم مابك وفي كتمك شكل من الفضيله.
          **********************
          يا صاحبي


          --------------------------------------------------


          يا صاحبي : انني لست على ما يبدو لك مني ,فما مظاهري سوى رداء دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى ,ألتف به ليدرأ عني تطفلك ويقيك من اهمالي وتغافلي , وأما ذاتي الخفية الكبرى التي ادعوها أنا فسرّ غامض مكنون في اعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي , وهنالك سيبقى أبداً غامضاً مستتراً.

          يا صاحبي : انني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما افعل , لأن اقوالي ليست سوى صدى لأفكارك . وأفعالي ليست سوى اشباح آمالك.>>

          يا صاحبي :عندما تقول لي (( الريح تهب شرقاً )) أجيبك على الفور قائلاً ((نعم انها تهب شرقاً))لأنني لا أريد أن يخطر لك أن افكاري السابحة مع أمواج البحر لا تستطيع ان تحلّق طائرة على متون الرياح .أما أنت فقد مزقت الأرياح نسيج افكارك القديمة البالية فبتّ قاصراً عن ادراك أفكاري العميقة المرفرفة فوق البحار . وحسن أنك لم تدرك كنهها لأنني أريد>>

          أن أمشي على بحر وحدي .>>

          يا صاحبي: عندما تبزغ شمس نهارك تدنو ظلمة ليلي , ومع ذلك فاني أحدثك من وراء ستائر ظلمتي عن اشعة الشمس الذهبية التي ترقص عند الظهيرة على قنن الجبال وعما تحدثه في رقصها من الظلال الظليلة المناسبة الى الأودية والحقول –أحدثك عن كل ذلك لأنك لا تستطيع أن تسمع أناشيد ظلمتي ولا أن ترى خفقان جناحيّ بين الكواكب والنجوم .وما أحلى أنك لا تسمع ولا ترى ذلك لأني أوثر أن أسامر الليل وحدي .>>

          يا صاحبي: عندما تصعد الى سمائك أهبط الى جحيمي . ومع أنه تفصلني عنك هوِّةُ لا يستطاع عبورها تظل تناديني قائلاً(يا رفيقي ,ياصاحبي )).>>

          لأنني لا أريد أن ترى جحيمي , فان لهيبه يحرق باصرتيك ودخانه يسدّ منخريك .>>

          أما أنا فانني أضنّ بجحيمي أن يزوره من كان على شاكلتك,لأنني أفضل أن أكون في جحيمي وحدي.>>

          يا صاحبي: أنت تقول انك تعشق الحقّ والفضيلة والجمال , وأنا أقول مقتدياً بك انه يليق بالانسان أن يعشق مثل هذه المناقب , غير أنني أضحك من محبتك في قلبي ساتراً ضحكي عنك ,لأنني أريد أن ضحك وحدي>>
          ياصاحبي: انك رجل فاضل متيقظ حكيم , بل انك رجل كامل . ولذلك فاني ضنِّاً بكرامتك أخاطبك بحكمة وتيقظ –ولكني مجنون منجذب عن العالم الذي تقطنه أنت الى عالم غريب بعيد , وانني أستر عنك جنوني لأنني أود أن أكون مجنوناً وحدي .>>
          أنت لست بصاحبي , يا صاح !ولكن كيف السبيل لاقناعك فتفقه وتفهم ؟>>

          ان طريقي غير طريقك ولكننا نمشي معاً جنباً الى جنب.


          ************************************************** ********
          النبي
          جبران خليل جبران


          بماذا أجيب على كلماتك بشأن كتاب "النبي " ؟ ماذا أقول لك؟

          ليس هذا الكتاب سوى القليل من الكثير الذي رأيته وأراه في كل يوم في قلوب الناس الصامتة وفي أرواحهم المشتاقة إلى البيان . لم يقم في الأرض من استطاع أن يأتي بشيء من عنده كفرد واحد منفصل عن الناس كافة . وليس بيننا اليوم من يقدر على أكثر من تدوين ما يقوله الناس له على غير معرفة منهم.

          إنما النبي يا مي أول حرف من كلمة ..توهمت في الماضي أن هذه الكلمة لي وفيّ ومني ، لذلك لم أستطع تهجئة أول حرف من حروفها وكان عدم استطاعتي سبب مرضي بل وكان سبب ألم وحرقة في روحي ...

          وبعد ذلك شاء الله وفتح عيني فرأيت النور ..ثم شاء الله وفتح أذني فسمعت الناس يلفظون هذا الحرف الأول ، شاء الله وفتح شفتي فرددت لفظ الحرف : رددته مبتهجا فرحا لأنني عرفت للمرة الأولى أن الناس هم هم كل شيء وأنني بذاتي المنفصلة لست شيئا . وأنتِ أعرف الناس بما كان في ذلك من الحرية والراحة والطمأنينة، أنتِ أعرف الناس بشعور من وجد نفسه فجأة خارج حبس ذاتيته المحدودة

          وأنتِ يا مي ، أنت صغيرتي الكبيرة ، تساعدينني الآن على الإصغاء إلى الحرف الثاني وسوف تساعدينني على لفظه ، وستكونين معي دائما .

          قربي جبهتك يا مريم ، قربيها ففي قلبي زهرة بيضاء أريد أن أضعها على جبهتك . ما أعذب المحبة عندما تقف مرتعشة مخجولة أمام نفسها .

          والله يباركك . الله يحرس صغيرتي المحبوبة ، والله يملأ قلبها بأناشيد ملائكته
          جبران
          3 كانون الأول 1922

          هذه الرسالة التي أرسلها جبران لمي زيادة يحدثها عن كتابه النبي ..

          النبي



          و ظل المصطفى , المختار الحبيب , الذي كان فجراً لذاته , يترقب عودة سفينته في مدينة اورفيليس اثنتي عشرة سنة ليركبها عائداً إلى الجزيرة التي ولد فيها .
          و في السنة الثانية عشرة, وفي اليوم السابع من أيلول شهر الحصاد صعد إلى قمة إحدى التلال القائمة وراء جدران المدينة و ألقى نظرة عميقة إلى البحر, فرأى سفينته تمخر عباب البحر مغمورة بالضباب
          فاختلج قلبه في أعماقه, وطارت روحه فوق البحر فرحاً , فأغمض عينيه , ثم صلىّ في سكون نفسه .
          غير أنه ما هبط عن التلة حتى فاجأته كآبة صماء, فقال في قلبه: كيف انصرف من هذه المدينة بسلام, وأسير بالبحر من غير كآبة ؟ كلا ! إنني لن أبرح هذه الأرض حتى تسيل الدماء من جراح روحي
          فقد كانت أيام كآبتي طويلة ضمن جدرانها , وأطول منها كانت ليالي وحدتي و انفرادي , ومن ذا يستطيع أن ينفصل عن كآبته ووحدته من غير أن يتألم قلبه ؟
          كثيرة هي أجزاء روحي التي فرقتها في هذه الشوارع و كثير هم ابناء حنيني الذين يمشون عراة بين التلال فكيف أفارقهم من غير أن اثقل كاهلي و أضغط روحي !
          فليس ما أفارقه بالثوب الذي انزعه عني اليوم ثم ارتديه غدا , بل هو بشرة أمزقها بيدي
          كلا و ليس فكراً أخلفه ورائي بل هو قلب جمّلته مجاعتي و جعله عطشي رقيقاً خفوقاً
          بيد أني لا أستطيع أن أبطئ في سفري
          فإن البحر الذي يدعو كل الأشياء إليه يستدعيني فيجب عليّ أن أركب سفينتي و أسير في الحال إلى قلبه
          ولو أقمت الليلة ههنا فإنني مع أن ساعات الليل ملتهبة أجمد و أبلور و أتقيد بقيود الأرض الثقيلة
          و إنني أود لو يتاح لي أن يصحبني جميع الذين ههنا ولكن أنى يكون لي ذلك ؟
          فإن الصوت لا يشتطيع أن يحمل اللسان و الشفتين اللوتي تسلحن بجناحيه و لذلك فهو وحده يخترق حجب الفضاء
          أجل و النسر يا صاح لا يحمل عشه بل يطير وحده محلقا في عنان السماء

          وعندما بلغ المصطفى سفح التلة التفت ثانية "إلى البحر فرأى سفينته تدنو من المرفأ و أبناء بلاده يروحون ويجيئون على نقدّمها
          فهتف لهم من صميم فؤاده و قال :
          يا أبناء أمي الاولى أيها الراكبون متون الأمواج المذللون مدها و جزرها كم من مرة أبحرتم في أحلامي ! و ها قد أتيتم و رأيتكم في يقظتي لتي هي أعمق أحلامي .
          إنني على اتم الأهبة للإبحار و في اعماقي شوق عظيم يترقب هبوب الريح على القلوع بفارغ الصبر
          و لكنني أود أن اتنفس مرة واحدة في هذا الجو الهادئ و أن ابعث بنظرة عطف واحدة إلى الوراء
          و حينئذ أقف معكم ملاحا بين الملاحين
          أما انت أيها البحر العظيم أيها الأم الهاجعة
          أنت أيها البحر العظيم الذي فيك وحدك يجد النهر و الجدول سلامهما و حريتهما
          فاعلم أن هذا الجدول لن يدور إلا دورة واحدة بعد و لن يسمع أحد خريره على هذا المعبر اليوم و حينئذ آتي إليك نقطة طليقة إلى اوقيانوس طليق
          و فيما هو ماش رأى عن بعد رجالاً و نساء يتركون حقولهم و كرومهم و يهرولون إلى ***اب المدينة
          وسمعهم يصرخون بعضهم ببعض من حقل إلى حقل مرددين اسمه وكل منهم يحدث رفيقه بقدوم سفينته

          وسمعهم يصرخون بعضهم ببعض من حقل إلى حقل مرددين اسمه وكل منهم يحدث رفيقه بقدوم سفينته
          فقال في نفسه:
          أيكون يوم الفراق يوم الاجتماع ؟
          أم يجري على الأفواه أم مسائي كان فجراً لي ؟
          وماذا يجدر بي أن أقدم للفلاح الذي ترك سكته في نصف تلمه و للكرّام الذي أوقف دولاب معصرته ؟
          أيتحول قلبي إلى شجرة كثيرة الأثمار فأقطف منها و أعطيهم ؟
          أم تفيض رغباتي كالينبوع فأملأ كؤوسهم ؟
          هل أنا قيثارة فتلامسني يد القدير أم أنا مزمار فتمر بي أنفاسه ؟
          أجل إنني هائم أنشد السكينة و لكن ماهو الكنز الذي وجدته في السكينة لكي أوزعه بطمأنينة ؟
          و إن كان هذا اليوم يوم حصادي ففي أية حقول بذرت بذاري و في أي فصل من الفصول المجهولة كان ذلك ؟
          و إن كانت هذه هي الساعة التي يجدر بي أن أرفع فيها مصباحي واضعا إياه على منارتي فإن النور الذي يتصاعد منه ليس مني
          لأنني سأرفع مصباحي فارغا مظلما
          و لكن حارس الليل سيملأ ه زيتا و سينيره أيضا
          قال هذا معبرا عنه بالألفاظ ولكن كثيرة مثل هذا حفظه في قلبه من غير أن يعلنه لأنه نفسه لم يقدر أن يوضح سره العميق
          و عندما دخل المدينة استقبله الشعب بأسره و كانوا يهتفون له مرحبين به بصوت واحد
          فوقفه شيوخ المدينة وقالوا له: بربك لا تفارقنا هكذا سريعا, فقد كنت ظهيرة في شفقنا, وقد أوحى شبابك الأحلام في نفوسنا
          و أنت لست غريب بيننا كلا و لا أنت بالضيف بل أنت ولدنا و قسيم أرواحنا الحبيب
          فلا تجعل عيوننا تشتاق إلى رؤية وجهك

          ثم قال له الكهان و الكاهنات:
          لا تأذن لأمواج البحر أن تفصل بيننا فتجعل الأعوام التي قضيتها بيننا نسياً منسياً, فقد كنت فينا روحا محيية, وكان خيالك نورا يشرق على وجوهنا وقد عشقتك قلوبنا و علقتك أرواحنا ولكن محبتنا تقنعت بحجب الصمت فلم نستطيع أن نعبر عنها, بيد أنها تصرخ إليك الآن بأعلى صوتها و تمزق حجبها لكي تظهر لك حقيقتها فإن المحبة منذ البدء لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق ثم جاء إله كثيرون متوسلين متضرعين فلم يرد على أحد جوابا ولكنه كان يحني رأسه وكان الواقفون حوله ينظرون عبراته تتساقط بغزارة على وجنتيه وصدره وظل يمشي مع الشعب حتى وصلوا إلى الساحة الكبرى أمام الهي.
          المطرة

          وحدث إذ ذاك أم امرأة عرافة خرجت من المقدس اسمها المطرة فنظر إليها نظرة ملؤها الحي و الحنان لأنها كانت أول من سعى إليه و آمن به مع أنه لم يكن له إلا ليلة و ضحاها في مدينتهم
          فحيته باحترام و قالت له : يا نبي الله قد طالما كنت تسعى وراء ضالتك المنشودة مفتشاً عن سفينتك التي كانت بعيدة عنك
          وها قد وصلت سفينتك و لم يبق من بد لسفرك
          عظيم هو حنينك إلى أرض أحلامك و تذكاراتك و مواطن الفائقات من رغباتك و لذلك فإن محبتنا لا تقيدك و حاجتنا إليك لا تمسك بك و لكننا واحدة نسألك قبل أن تفارقنا :
          أن تخطب فينا و تعطينا من الحق الذي عندك , ونحن نعطيه لأولادنا و أولادنا لأولادهم و حفدتهم و هكذا يثبت كلامك فينا على مر العصور
          ففي وحدتك كنت ترقب أيامنا و في يقظتك كنت تصغي إلى بكائنا و ضحكنا في غفلتنا
          لذلك نضرع إليك أن تكشف مكنوناتنا لذواتنا و تخبرنا بكل ما أظهر لك من أسرار الحياة من المهد إلى اللحد
          فأجاب قائلا :
          با أبناء اورفيليس بماذا أحدثكم إن لم أظهر لكم ما يختلج في نفوسكم و تتحرك به ضمائركم حتى في هذه الساعة
          ؟
          المحبة


          حينئذ قالت له المطرة : هات لنا خطبة في المحبة
          فرفع رأسه و نظر إلى الشعب نظرة محبة وحنان فصمتوا جميعهم خاشعين فقال لهم بصوت عظيم :
          إذا أشارت المحبة إليكم فاتبعوها , و إن كانت مسالكها صعبة متحدرة
          و إذا ضمتكم جناحيها فأطيعوها , و إن جرحكم السيف المستور بين ريشها
          و إذا خاطبتكم المحبة فصدقوها , و إن عطل صوتها أحلامكم و بددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعا صفصفاً
          لآنه كما أن المحبة تكللكم فهي أيضا تصلبكم , وكما تعمل على نموكم هكذا تعلمكم و تستأصل الفاسد منكم
          و كما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس ,
          هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب و تهزها في سكينة الليل
          المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار الحنطة
          و تدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم
          و تغربلكم لكي تحرركم من قشوركم
          و تطحنكم لكي تجعلكم أنقياء كالثلج و تعجنكم بدموعها حتى تلينوا
          ثم تعدكم لنارها المقدسة لكي تصيروا جبزاً مقدساً يقرب على مائدة الرب المقدسة
          كل هذا تصنعه المحبة بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم فتصبحوا بهذا الادراك جزءاً من قلب الحياة
          غير أنكم إذا خفتم و قصرتم سعيكم على الطمأنينة و اللذة في المحبة فلأجدر بكم أن تستروا عريكم و تخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما تضحكون ولكن ليس كل ضحككم ولكن ليس كل ما في مآقيكم من الدموع
          المحبة لا تعطي إلا نفسها , ولا تأخذ إلا من نفسها
          المحبة لا تملك شيئا و لا تريد أن يملكها أحد
          لأن المحبة مكتفية بالمحبة
          أما أنت إذا أحبتت فلا تقل : " إن الله في قلبي " بل قل بالأحرى : " أنا في قلب الله "
          و
          لا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبة لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقاً لنعمتها تتسلط هي على مسالكك
          و المحبة لا رغبة لها إلا في أن تكمل نفسها
          و لكن إذا أحببن و كان لا بد من أن تكون لك رغبات خاصة بك فلتكن هذه رغباتك :
          أن تذوب و تكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه
          أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي
          أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك و أن تنزف دماؤك و أنت راض مغتبط
          أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق فتؤدي واجب الشكر ملتمسا يوم محبة آخر
          أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة
          أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً :
          فتنام حينئذ و الصلاة لآجل من أحببت تتردد في قلبك و أنشودة الحمد و الثناء مرتسمة على شفتيك.
          الزواج

          ثم قالت له المطرة ثانية : وما رأيك في الزواج أيها المعلم ؟
          فأجاب قائلاً :
          قد ولدتم معا و ستظلون معا إلى الأبد
          و ستكونون معا عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء أجل وستكونون معا حتى في سكون تذمارات الله
          ولكن فليكن بين وجودكم معا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض حتى ترقص أرياح السموات فيما بينكم
          احبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحرا متموجا بين شواطئ نفوسكم
          ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه ولكن لا تشربوا من كأس واحدة أعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد
          غنوا ارقصوا معا وكونوا فرحين ابدا ولكن فليكن كل منكم على حده
          كما أن واتار القيثارة يقوم كل منها وحده ولكنها جميعا تخرج نغما واحدا
          ليعط كل منكم قلبه لرفيقه ولكن حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ لأن يد الحياة وحدها تستطيع أن تحتفظ بقلوبكم
          قفوا معا ولكن لا يقرب احدكم من الاخر كثيرا لن عمودي الهيكل يقفان منفصلين
          و السنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها.

          العطاء

          ثم قال له رجل غني : هات حدثنا عن العطاء
          فأجاب قائلا:
          إنك إذا اعطيت فإنما تعطي القليل من ثروتك
          و لكن لا قيمة لما تعطيه ما لم يكن جزءاً من ذاتك لأنه أي شيء هي ثروتك ظ
          ألبست مادة فانية تخزنها في خزائنك و تحافظ عليها جهدك خوفا من أن تحتاج إليها غدا ؟
          و الغد , ماذا يستطيع الغد أن يقدم للكلب البالغ فطنة الذي يطمر العظام في الرمال غير المطروقة و هو يتبع الحجاج إلى المدينة المقدسة ؟
          أو ليس الخوف هو الحاجة هو الحاجة بعينها ؟
          أو ليس الظمأ الشديد للماء عندما تكون بئر الظامئ ملآنة هو العطش الذي لا تروى غلته ؟
          من الناس من يعطون قليلاً من الكثير عندهم وهم يعطونه لأجل الشهرة و رغيتهم الخفية في الشهرة الباطلة تضيع الفائدة من عطاياهم
          و منهم من يملكون قليلاً و يعطونه بأسره
          ومنهم المؤمنون بالحياة و بسخاء الحياة هؤلاء لا تفرغ صناديقهم و خزائنهم ممتلئة ابدا
          ومن الناس من يعطونه بفرح و فرحهم مكافأة
          و منهم من يعطونه بألم و ألمهم معمودية لهم
          و هنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى الألم في عطائهم و لا يتطلبون فرحا و لا يرغبون في إذاعة فضائلهم هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي
          بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله و من خلال عيونهم يبتسم على الأرض
          جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه
          ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته
          فإن من يفتح يديه و قلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه و الاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه
          وهل في ثروتك شي تقدر أن تستبقيه لنفسك ؟
          فإن كل ما تملكه اليوم سيفترق ولا شك يوما ما , ذلك أعط منه الآن ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك
          وقد طالما سمعتك تقول متبجحاً : إنني أحب أن أعطي و لكن المستحقين فقط
          فهل نسيت يا صاح أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك و مثلها القطعان في مراعيك ؟
          فهي تعطي لكي تحيا لأنها إذا لم تعط عرضت حياتها للتهلكة
          الحق أقول لك إن الرجل الذي استحق أن يقتبل عطية الحياة و يتمتع بأيامه و لياليه هو مستحق لكل شيء منك
          و الذي استحق أن يشرب من أوقيانوس الحياة يستحق أن يملأ كأسه من جدولك الصغير
          لأنه أي صحراء أعظم من الصحراء ذات الجرأة و الجسارة على قبول العطية بما فيها من الفضل و المنة ؟
          و أنت من أنت حتى أن الناس يجب أن يمزقوا صدورهم و يحسروا القناع عن شهامتهم و عزة نفوسهم لكي ترى جدارتهم لعطائك عارية و أنفتهم مجردة عن الحياء ؟
          فانظر أولا هل أنت جدير بأن تكون معطاء و ألة عطاء
          لأن الحياة هي التي تعطي الحياة في حين أنك و أنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك لست بالحقيقة سوى شاهد بسيط على عطائك
          أما أنتم الذين يتناولون العطاء و الإحسان و كلكم منهم فلا تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجميل لئلا تضعوا بأيدكم نيراً ثقيل الحمل على رقابكم و رقاب الذين أعطوكم
          بل فلتكن عطايا المعطي أجنحة ترتفعون بها معه
          لأنكم إذا أكثرتم من الشعور بما أنتم عليه من الدين فإنكم بذلك تظهرون الشك و الريبة في أريحية المحسن الذي أمة الأرض السخية و ***ه الرب الكريم .

          الغذاء

          و بعد ذلك جاء إليه فندقي شيخ و قال له: هات حدثنا عن المأكل و المشرب
          فأجاب قائلا: أود لو أنك تقدر أن تعيش على عبير الأرض تكتفي بالنور كنباتات الهواء
          غير أنك مضطر أن تقتل لتعيش و أن تسرق المولود الصغير من حضن أمه مختطفا حليبها لتبريد ظمأك
          لذلك فليكن عملك مظهرا من مظاهر العبادة
          ولتكن مائدتك مذبحا تقرب عليه التقادم التقية الطاهرة من الحقول و السهول ضحية لما هو أكثر منها نقاوة في أعماق الإنسان
          و إذا ذبحت حيوانا فقل له في قلبك:
          إن القوة التي أمرت بذبحك ستذبحني نظيرك
          و عندما تحين ساعتي سأحترق مثلك
          لأن الشريعة التي أسلمتك إلى يدي ستسلمني إلى يدي من هو أقوى مني
          وليس دمك ودمي سوى عصارة قد أعدت منذ الأزل غذاء لشجرة السماء

          وإذا نهشت تفاحة بأسنانك فقل لها في قلبك:
          إن بذورك ستعيش في جسدي, والبراعم التي ستخرج منها في الغد ستزهر في قلبي
          و سيتصاعد عبيرك مع أنفاسي , وسأفرح معك في جميع الفصول
          و إذا قطفت العنب من كرومك في أيام الخريف و حملته إلى المعصرة فقل له في قلبك:
          أنا كرمة مثلك و ستجمع أنماري و تحمل إلى المعصرة و سيضعونني كالخمر الجديدة في زقاق جديدة
          و عندما تستقي الخمرة في زقاقها أيام الشتاء أنشد في قلبك أنشودة لكل كأس تشربها
          و ليكن لك من أناشيدك أجمل التذكارات لأيام الخريف و للكرمة و المعصرة.

          العمل

          ثم جاء إليه فلاح وقال له: هات حدثنا عن العمل
          فأجاب قائلاً:
          إنكم تشتغلون لكي تجاروا الأرض و نفس الأرض في سيرها
          لأن الكسول غريب عن فصول الأرض و هائم لا يسير في موكب الحياة السائرة بعظمة و جلال في فضاء اللانهاية إلى غير المتناهي
          فإذا استغلت فما أنت سوى مزمار تختلج في قلبك مناجاة الأيام فتتحول إلى موسيقى خالدة
          ومن منكم يود أن يكون قصبة خرساء صماء و جميع ما حولها يترنم معا بأنغام متفقة ؟
          قد طالما أخبرتم أن العمل لعنة والشغل نكبة ومصيبة
          أما أنا فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءاّ من حلم الأرض البعيد جزءاً خصص لكم عند ميلاد ذلك الحلم
          فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة
          لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها و تدنيه من أبعد الأسرار
          لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها و تدنيه من أبعد أسرارها
          ولكن إذا كنتم وأنتم في الآلام تدعون الولادة كآبة و دعامة الجسد لعنة مكتوبة على جباهكم فإنني الحق أقول لكم إنه ما من شيء يستطيع أن يمحو هذه الكتابة و يغسل جباهكم من آثارها سوى سعيكم و جهادكم و قد ورثتم عن جدودكم القول إن الحياة ظلمة فرحتم في عهد مشقتكم ترددون ما قاله قبلكم جدودكم المزعجون
          فالحق أقول لكم إن الحياة تكون بالحقيقة ظلمة حالكة إذا لم ترافقها الحركة
          و الحركة تكون عمياء لا بركة فيها إن لم ترافقها المعرفة
          و المعرفة تكون عقيمة سقيمة إن لم يرافقها العمل
          و العمل يكون باطلاً و بلا ثمر إن لم يقترن بالمحبة لأنكم إذا اشتغلتم بمحبة فإنما تربطون أنفسكم و أفرادكم بعضها ببعض و يرتبط كل واحد منكم بربه
          وما هو العمل المقرون بالمحبة ؟
          هو أن تحوك الرداء بخيوط مسحوبة من نسيج قلبك مفكراً أن حبيبك سيرتدي ذلك الرداء
          هو أن تبني البيت بحجارة مقطوعة من مقلع حنانك و إخلاصك مفكراً أن حبيبك سيقطن في ذلك البيت
          هو أن تبذر البذور بدقة وعناية و تجمع الحصاد بفرح و لذة كأنك تجمعه لكي يقدم على مائدة حبيبك
          هو ان تضع في كل عمل من أعمالك نسمة من روحك , وتثق بأن جميع الأموات الأطهار محيطون بك يراقبون ويتأملون
          و كثيراً ما كنت أسمعكم تناجون أنفسكم كأنكم في نوم عميق قائلين : إن الذي يشتغل بنحت الرخام فيوجد مثالاً محسوساً لنفسه من الحجر الأصم هو أشرف من الفلاح الذي يحرث الأرض
          و الذي يستعير من قوس قزح ألواناً يحول بها قطعة من النسيج الحقيرة إلى صورة إنسان هو أفضل من الاسكافي الذي يصنع الأحذية لأقدامنا "
          ولكني أقول لكم لا في نوم الليل بل في يقظة الظهيرة البالغة إن الريح لا تخاطب السنديانة الجبارة بلهجة أحلى من اللهجة التي تخاطي بها أحقر أعشاب الأرض
          والعظيم العظيم ذلك الذي يحول هيمنة الريه إلى أنشودة تزيدها محبته حلاوة و عذوبة
          أجل إن العمل هو الصورة الظاهرة للمحبة الكاملة
          فإذا لم تقدر أن تشتغل بمحبة و كنت متضجرا ملولاً فلأجدر بك أن تترك عملك و تجلي على درجات الهيكل تلتمس صدقة من العملة المشتغلين بفرح وطمأنينة
          لأنك إذا خبزت خبزاً و انت لا تجد لك لذة في عملك فإنما أنت تخبز علقماً لا يشبع سوى نصف مجاعة الإنسان
          و إذا تذمرت و أنت تعصر عنبك فإن تذمرك يدس لك سماً في الخمرة المستقطرة من ذلك العصير
          و إن أنشدت أناشيد الملائكة و لم تحب أن تكون منشداً فإنما أنت تصم آذان الناس بأنغامك عن الإصغاء إلى أناشيد الليل و النهار.


          الفرح والترح

          ثم قالت له امرأة : هات لنا شيئاً عن الفرح و الترح
          إن فرحكم هو ترحكم ساخرا...
          و البئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد طالما ملئت بسخين دموعكم
          وهل في الإمكان أن يكون الحال على غير هذا المنوال ؟
          فكما أعمل وحش الحزن أنيابه في أجسادكم تضاعف الفرح في اعماق قلوبكم
          لأنه أليست الكأس التي تحفظ خمرتكم هي نفس الكأس التي أحرقت في أتون الخراف قبل أن بلغت إليكم؟
          أم ليست القيثارة التي تزيد طمأنينة أرواحكم هي نفس الخشب الذي قطع بالمدى والفؤوس؟
          فإذا فرحتم فتأملوا ملياً في أعماق قلبوكم تجدوا أم ما أحزنكم قبلا يفرحكم الآن و إذا احاطت بكم جيوش الكآبة ببصائركم ثانية إلى أعماق قلوبكم و تأملوا جيدا تروا هنالك بالحقيقة أنكم تبكون لما كنتم تعتقدون أنه غابة مسراتكم على الأرض
          و يخيل إلي أن فريقاً منكم يقول : " إن الفرح أعظم من الترح " فيعارضه فريق آخر : " كلا , بل الترح أعظم من الفرح "
          أما أنا فالحق أقول لكم : انهما توأمان لا ينفصلان يأتيان معاً و يذهبان معاً فإذا جلس احدهما منفرداً إلى مائدتكم فلا يغرب عن أذهانكم أن رفيقه يكون حينئذ مضطجعاً على أسرتكم
          أجل إنكم بالحقيقة معلقون ككفتي الميزان بين ترحكم وفرحكم و أنتم بينهما متحركون أبداً و لا تقف حركتكم إلا إذا كنتم فارغين فب أعماقكم
          فإذا جاء أمين خزائن الحياة يرفعكم لكي يزن ذهبه وفضته فلا ترتفع كفة فرحكم و لا ترجح كفة ترحكم بل تثبتان على حالة واحدة
          .

          المساكن
          حينئذ دنا منه بناء وقال له : هات حدثنا عن البيوت
          فأجاب وقال :
          ابن من خيالك مظلة في الصحراء قبل أن تبني في داخل أسوار المدينة لأنه كما كان لك بيتاً مقبلا في شفق حياتك كذلك للغريب الهائم فيك بيت كبيتك
          إن بيتك هو جسدك الأكبر
          ينمو في حرارة الشمس وينام في سكينة الليل و كثيرا ما ترافق نومه الأحلام أفلا يحلم بيتك و هل يترك الحلم المدينة و يسير إلى الغابة أم إلى رأس التلة ؟
          أواه لو أستطيع أن أجمع بيوتكم بيدي فأبددها في الأحراج و الرياض كما يبذر الزارع في الحقول
          أود لو كانت الأودية شوارع لكم و مسالك التلال الخضراء أزفة تطرقها أقدامكم عوضاً عن أزقتكم و شوارعكم القذرة و ياليتكم تنشدون بعضكم بعضا بين الدوالي و الكروم ثم تعودون حاملين عطر الأرض في طيات أثوابكم
          و لكن هذه جميعها تمنيات لم تحن ساعتها بعد
          لأن آبائكم و جدودكم إذ خانوا عليكم الضياع و الضلال جمعوكم معا لكي تكونوا قريبين من بعض و سبقى هذا الخوف مجمعا لكم زمنا بعد و ستظل أسوار المدينة فاصلة مواقدكم عن حقولكم ولكن إلى حين
          بربكم أخبروني يا أبناء اورفيليس ماذا تملكون في هذه البيوت و أي شيء تحتفظون به في داخل هذه ال***اب الموصدة؟
          هل عندكم السلام و هو القوة الصامتة التي تظهر ذاتكم الشديدة العزم المستترة في اعماقكم ؟
          هل عنكم التذكارات و هي القناطر اللامعة التي تصل قنن الفكر الانساني بعضها ببعض ؟
          هل عندكم الجمال الذي يرتفع بالقلب من مصنوعات الخشب والحجارة إلى الجبل المقدس ؟
          بربكم اخبروني هل عندكم كل هذا في بيوتكم ؟
          أم عندكم الرفاهية فقط و التحرق للرفاهية الممزوج بالطمع الرفاهية التي تدخل البيت ضيفا ثم لا تلبث أن تصير مضيفا فسيداً عاتياً عنيفاً
          ثم تتحول إلى رائض جبار يتقلد السوط بيمينه و الكلاب بيساره متخذا ورغباتكم الفضلى ألعوبة يتلهى بها
          ومع أن بنان هذه الرفاهية حريري الملمس فإن قلبها حديدي صلد فهي تهدىء من حدتكم لكي تناموا ثم تقف أمام أسرتكم هازئة بكم و بجلال أجسادكم
          تضحك من حواسكم المدركة و تطرح بها بين الأشواك كأنها أوعية سهلة الانكسار لأن التحرق للرفاهية ينحر أهواء النفس في كبدها فيرديها قتيلة ثم يسير في جنازتها فاغرا شدقيه مرغياً مزبداً
          أما انتم يا ابناء الفضاء العائيشين في الراحة والنعيم غير المستريحين فإنكم لن تؤخذوا بالأشراك ولن يقدر رائض على ترويضكم لأن بيتكم لن يكون مرساة و ثكنة سيكون سارية
          كلا و لن يكون غشاء براقا تغطى به الجراح بل جفنا تحفظ به العين و انتم لن تطووا أجنحتكم لكي تستطيعوا أن تدخلوا من ال***اب و لن تحنوا رؤوسكم لئلا تنطح السقف كلا و لن تخشى أن تتنفسوا خوفا من أن تقوض أساسات الجدران و تسقط على الأرض
          أجل و لن تقطنوا في القبور التي بناها أبناء الموت لأبناء الحياة
          ومع كل ما يزين مناولكم من الجلال و الجمال فإنها لن تستطيع أن تحتفظ بسركم أو أن تؤوي حنينكم لأن غير المحدود فيكم يقطن من منزل السماء الذي بوابته سحابة الصباح و نوافذه سكون الليل و أناشيده
          .

          الثياب

          ثم قال له الحائك : هات حدثنا عن الثياب
          فأجاب قائلاً :
          إن ثيابكم تحجب الكثير من جمالكم ولكنها لا تستر غير الجميل و مع أنكم تنشدون بثيابكم حرية التستر و الانفراد , فإنها تفسدكم و تستعبدكم
          ويا ليت في وسعكم أن تستقبلوا الشمس و الريح بثياب بشرتكم عوضاً عن ثياب مصانعكم
          لأن أنفاس الحياة في أشعة الشمس , ويد الحياة تسير مع مجاري الرياح
          يقول بعضكم : " إن الريح الشمالية دون غيرها قد حاكت الثياب التي نلبسها."
          أنا أقول لكم : " نعم إن الريح الشمالية قد فعلت ذلك , ولكن العار كان نولاً لها , و لدونة العضلات كانت لها خيطاً .
          وعندما فرغت من عملها ضحكت منكم و هي تعصف في قلب الغاب
          ولكن لا يغرب عن اذهانكم أن الحشمة هي ترس منيع متين للوقاية من عيون المدنسين
          فإذا زال المدنسون من الجود , أفلا تصير الحشمة قيداً للفكر و تلويثاً له في حمأة العبودية ؟
          لذلك ضعوا نصب عيونكم أن الأرض تبتهج بملامسة أقدامكم العاية . و الرياح تتوق إلى ملاعبة شعوركم المسترسلة.

          *****
          سكـــــن اللـــيل



          سكن الليل، وفي ثوب السكون تخبيتي الأحلام

          وسعى البدر، وللبدر عيون ترصد الأيام

          فتعالي، يا ابنة الحقل، نزور كرمة العشاق

          علناً نطفي بذياك العصير حرقة الأشواق

          لا تخافي، يا فتاتي، فالنجوم تكتم الأخبار

          وضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار

          لا تخافي، فعروس الجن في كهفها المسحور

          هجعت سكري وكادت تختفي عن عيون الحور

          ومليك الجن إن مر يروح والهوى يثنيه

          فهو مثلي عاشق، كيف يبوح بالذي يضنيه.
          *****
          أمام عرش الجمال



          هربتُ من الاجتماع وهِمْتُ في ذاك الوادي الواسع...



          مصغيًا إلى محاورات العصافير... وجلستُ أسامِرُ وَحْدَتي وأناجي نفسي.



          نفس ظامئة رأت كل ما يرى سرابًا وكل ما لا يرى شرابًا.



          ولما انطَلَقَتْ عاقِلَتي من محبس المادة إلى فضاء الخيال,



          التفتُّ فإذا... حورية لم تتخذ من الحلي والحلل سوى غصن من الكرمة تستر



          به بعضَ قامَتِها, وإكليلٍ من الشقيق يجمع شعرها الذهبي...



          وإذ عَلمَتْ من نظراتي أنني مسلوب الفجأة والحيرة, قالت:



          أنا ابنة الأحراج فلا تجزع.



          ... أنا رمز الطبيعة.

          أنا العذراء التي عبدها آباؤك فبنوا لها مذابح وهياكل في بعلبك وأفقا وجبيل...



          أما ألوهيتي فهي مستمدة من جمال تراه كيفما حولت عينيك.



          جمال هو الطبيعة بأسرها.



          جمال كان بدء سعادة الراعي بين الربى,



          والقروي بين الحقول,



          والعشائر الرحل بين الجبل والساحل.



          جمال كان للحكيم مرقاة إلى عرش حقيقة لا تجرح.



          قلتُ ودقاتُ قلبي تقول ما لا يعرفه اللسان:



          إن الجمال قوة مخيفة رهيبة.



          فقالت وعلى شفتيها ابتسامة الأزهار,



          وفي نَظَرِها أسرارُ الحياة:



          أنتم البشر تخافون كل شيء حتى ذواتكم.



          تخافون السماء وهي منبع الأمن.



          تخافون الطبيعة وهي مرقد الراحة...



          وبعد سكينة مازَجَتْهَا الأَحلامُ اللَّطيفة سألتها:



          ما هذا الجمال...?



          قالت:



          هو ما كان بنفسك جاذب إليه.



          هو ما تراه وتودُّ أن تُعطِي لا أن تأخذ.



          هو ما شَعَرْتَ, عند ملقاه, بأيد ممدودةٍ لضمّه إلى أعماقك.



          هو ما تحسبه الأجسام محنة والأرواح منحة.



          هو ألفة بين الحزن والفرح.



          هو ما تراه محجوبًا وتعرفه مجهولاً وتسمعه صامتًا.



          هو قوة تبتدئ في قدس أقداس ذاتك وتنتهي فيما وراء تخيلاتك...



          واقتَرَبَت ابنَةُ الأحراج منِّي,



          ووضعت يدها المُعَطَّرة على عيني, ولما رَفَعَتْهَا رأيْتُنِي وحيدًا في ذلك الوادي.



          فرجعت ونفسي مردّدة:



          إن الجمال هو ما تراه وتود أن تعطي لا أن تأخذ
          فقرات من مقال في كتاب (دمعة وابتسامة).
          ******

          بين الحقيقة والخيال






          تحْملنا الحياة من مكان إلى مكان.



          وتنتقل بنا التقادير من محيط إلى آخر...



          ونحن لا نرى إِلاَّ ما وَقَفَ عثرة في سبيل سيرنا



          ولا نسمع سوى صوتٍ يخيفنا.



          يتجلى لنا الجمال على كرسي مجده فنقترب منه.



          وباسم الشوق ندنّس أذياله,



          ونخلع عنه تاج طهره.



          يمرُّ بنا الحبُّ مكتسيًا ثوبَ الوداعة, فنخافه ونختبئ في



          مغاور الظلمة, أو نتبعه ونفعل باسمه الشرور. والحكيم



          بيننا يحمّله نيرًا ثقيلاً وهو ألطف من أنفاس الأزهار



          وأرق من نسيماتِ لبنان.



          تقف الحكمة في منعطفات الشوارع,



          وتنادينا على رؤوس الأشهاد,



          فنحسبها بُطلاً ونحتقر متَّبِعِيها.



          تدعونا الحرية إلى مائدتها لنلتذَّ بخمرها وأطعمتها, فنذهب ونشره...



          فتصير تلك المائدة مسرحًا للابتذال ومجالاً لاحتقار الذات.



          تمدُّ الطبيعَةُ نحونا يد الولاء,



          وتطلب منا أن نتمتع بجمالها, فنخشى سكينتها ونلتجئ



          إلى المدينة, وهناك نتكاثر بعضُنَا على بعض كقطيع رأى ذئبًا خاطفًا.



          تزورنا الحقيقة منقادة بابتسامة طفل, أو قبلة محبوبة,



          فنوصد دونها أبواب عواطفنا ونغادرها كمجرم دنس



          القلب البشري يستنجد بنا,



          والنفس تنادينا...



          ونحن أشدُّ صَمَمًا من الجماد لا نعي ولا نفهم.



          وإذا ما سمع أحد صراخ قلبه ونداء نفسه, قلنا:



          هذا ذو جِنَّة, وتبرَّأنا منه.



          هكذا تمر الليالي ونحن غافلون.



          وتُصَافِحُنَا الأيَّامُ ونحن خائفون من الليالي والأيام.



          نقترب من التراب,



          والآلهة تنتمي إلينا.



          ونمرُّ على خبز الحياة, والمجاعة تتغذى من قوانا.



          فما أحب الحياة إلينا,



          وما أبعَدَنَا عن الحياة

          مقال من كتاب (دمعة وابتسامة).
          ********
          ابتهال للموسيقى



          أيتها الموسيقى!



          يا (أوتربي) المقدسة.



          لقد رقصت أَخَوَاتُكِ الفنونُ فيما غبر من الأجيال زمنًا



          وَوُضِعْن في معاقل النسيان آخر...



          وأنتِ تهزئين بهنّ,



          ولم تتنازلي عن مسرح النفس يومًا واحدًا,



          كأنَّك صدى القبلة الأولى التي وضعها آدم على شفتيْ حوَّاء.



          صدًى له صدًى له صدى تتناقل وتتناسخ وتكتنف الكلّ وتحيا بالكلّ...



          يا بْنة النفس والمحبة.



          يا إناء مرارة الغرام وحلاوته.



          يا أخيِلةَ القلب البشري.



          يا ثمرَةَ الحزن وزهرةَ الفرح.



          يا رائحةً متصاعدة من طاقة زهور المشاعر المضمومة.



          يا لسان المحبين ومذيعة أسرار العاشقين.



          يا صائغة الدموع من العواطف المكنونة.



          يا موحِيَةَ الشّعر ومنظّمَةَ عقودِ الأوزان.



          يا موحّدة الأفكار مع نتف الكلام,



          ومؤلّفةَ المشاعر من مؤثِّرات الجمال...



          ياأيتها التموّجات الأثيريَّة الحاملة أشباح النفس...



          إلى أمواجِكِ نُسَلّم أنفُسَنَا



          وفي أعماقك نستودع قلوبنا,



          فاحمليها إلى ما وراء المادّة



          وأَرِينَا ما تُكِنُّه عوالم الغيب


          فقرات كتاب (الموسيقى).
          ********************
          يوم مولدي



          في مثلِ هذا اليوم وَلَدَتْنِي أُمّي.

          في مثلِ هذا اليوم منذ خمس وعشرين سنة


          وَضَعَتْنِي السَّكِينَةُ بين أيدي هذا الوجود المملوء بالصراخِ والنزاعِ والعراك.

          ... قد سرت خمسًا وعشرين مرة مع الأرض والقمر والشمس والكواكب

          حول الناموسِ الكلّي الأعلى، ولكن:

          هوذا نفسي تهمس الآن أسماء ذلك الناموس

          مثلما ترجّع الكهوفُ صَدَى أمواجِ البحر...

          منذ خمسٍ وعشرين سنة خَطَّتْنِي يَدُ الزَّمان كَلِمةً

          في كتاب هذا العالم الغريب الهائل. وهاأنذا كلمة مبهمة،

          ملتَبِسَةُ المعاني، تَرْمُزُ تارَةً إلى لا شيء وطورًا إلى أشياءَ كثيرة.

          ... في هذا اليوم تنتصب أمامي معاني حياتي الغابرة،

          كأنَّها مرآة ضئيلة أنظر فيها طويلاً فلا أَرَى سِوَى أوجُهِ

          السّنينَ الشاحبة، وملامحِ الآمالِ والأحلامِ والأماني

          المتجعِّدة كملامِحِ الشيوخ. ثم أغمض عيني وأنظر ثانية

          في تلك المرآة فلاَ أرى غيرَ وجهي. ثم أُحدِّق إلى وجهي

          فلا أرى فيه غيرَ الكآبة. ثم أستنطِقُ الكآبة فَأَجِدُهَا خرساء

          لا تتكلَّم. ولو تكلّمَتِ الكآبة لكانت أكثَرَ حَلاَوَة من الغبطة.

          في الخمس والعشرين سنة الغابرة قد أحببت كثيرًا.

          وكثيرًا ما أحببتُ ما يكرهُه الناس وكرِهْتُ ما يستحسنونه.
          والذي أَحْبَبْتُه عندما كنتُ صَبِيًّا ما زلت أحبُّه الآن.


          والذي أحبُّه الآن سأحبُّه إلى نهاية الحياة.

          فالمَحَبَّةُ هي كل ما أستطيع أن أحصل عليه

          ولا يقدر أَحَدٌ أَنْ يُفْقِدَني إِيَّاه....
          أحببتُ الحرِّيَّة فكانت محبتي تنمو بِنُمُوِّ معرِفَتِي عبودِيَّةَ الناس للمجد

          والهوان، وتتَّسِعُ باتِّساعِ إدراكي خُضُوعَهُم

          للأصنامِ المخيفة التي نَحَتَتْهَا الأجيالُ المظلمة،

          ونَصَبَتْهَا الجَهَالة المستَمِرّة،

          ونَعَّمَتْ جَوَانِبَهَا ملامِسُ شِفَاهِ العبيد،

          لكنَّني كنتُ أحبُّ هؤلاءِ العبيد بمحَبَّتي الحرية،

          وأُشفِقُ عَلَيهم لأنّهم عميان يُقَبِّلونَ أحناك



          الضواري الدامية ولا يبصرون، ويمتصُّون



          لهاث الأفاعي الخبيثة ولا يشعرون، ويَحْفِرُون



          قبورَهُمْ بأظافِرِهِم ولا يعلمون.



          أَحْبَبْتُ الحرّيَّة أكثرَ من كلِّ شيء لأنَّني وجدتُهَا فتاة



          قد أضناها الانفراد، وأَنْحَلَهَا الاعتزال... حتى صارت



          خيالاً شَفَّافًا يَمُرُّ بين المنازِلِ،



          ويَقِفُ في منعَطَفَاتِ الشَّوارع،



          وينادي عابِرِي الطريق... فلا يسمعون ولا يلتفتون.



          في الخمسِ والعشرين سنة أحببتُ السعادة... لكنني

          لم أجدها... ولما انفَرَدْتُ بطلبها سمعت نفسي تهمس في أذني قائلة:



          السعادة صَبِيَّةٌ تولَدُ وتحيا في أعماق القلب ولن



          تجيء إليه من محيطه. ولمَّا فَتَحْتُ قلبي لكي أرى السعادة



          وجدت هناك مرآتها وسريرها وملابسها، لكنني لم أجدها.



          وقد أحببت الناس. أحببتهم كثيرًا.



          والناس في شرعي ثلاثة:



          واحد يلعن الحياة،



          وواحد يباركها،



          وواحد يتأمل بها.



          فقد أحببت الأول لتعاسته، والثاني لسماحته، والثالث لمداركه...



          واليوم... أقف بجانب نافذتي،... ثم أنظر مُتَأَمِّلاً بما وراءَ المدينة، فأرى



          البرِّيَّةَ بكلِّ ما فيها من الجمال الرهيب...



          ثم أنظر متأمِّلاً بما وراءَ البحر فأرى الفضاءَ غيرَ المُتَنَاهِي



          بكلّ ما فيه من العوالِمِ السَّابِحة،



          والكواكبِ اللاَّمِعَة،



          والشموسِ والأقمارِ والسيَّاراتِ والثَّوابِتِ وما بينها



          من الدوافِعِ والجواذِبِ المتسالمة المتنازعة، المتولَّدة، المتحوِّلة،



          المُتَمَاسِكَة بِناموسٍ لا حدَّ له ولا مدى...

          أنظُرُ وأتأمَّل بجميعِ هذه الأشياء... فأنسى الخمس



          والعشرين... ويظهر لي كِيَانِي ومحيطي بكلِّ ما أخفاه



          وأعلَنَهُ كَذَرَّةٍ من تنهُّدَةِ طفلٍ ترتجف في خلاء أَزَليِّ



          الأعماق، سرمديِّ العُلُوّ، أبديّ الحدود. لكني أشعر



          بكيانِ هذه الذرة، هذه النفس، هذه الذات التي أدعوها



          أنا... وبصوتٍ مُتَصَاعِدٍ من قُدْسِ أقْدَاسِهَا تصرخ:



          سلام أيتها الحياة.



          سلام أيتها اليقظة.



          سلام أيتها الرؤيا.



          سلام أيها النهار الغامِرُ بنورِكَ ظلمَةَ الأرض.



          سلام أيها الليل المظهِّر بظلمتِكَ أنوارَ السماء.



          سلام أيتها الفصول.



          سلام أيها الربيع المُعِيدُ شَبِيبَةَ الأرض.



          سلام أيها الصيف المذيعُ مجدَ الشمس.



          سلام أيها الخريف الواهبُ ثمارَ الأتعاب وإلَّةَ الأعمال.



          سلام أيها الشتاء المُرجعُ بثوراتك عزمَ الطبيعة.



          سلام أيتها الأعوام الناشِرَة ما أخفته الأعوام.



          سلام أيتها الأجيال المُصلِحَة ما أفسدته الأجيال.



          سلام أيها الزمن السائرُ بنا نحو الكمال.



          سلام أيها الروح الضابطُ أعنَّةَ الحياة.



          والمحجوبُ عنا بِنِقَابِ الشَّمْس .
          باريس، 6 كانون الثاني 1908
          ****
          على باب الهيكل



          قد طهَّرتُ شفتيَّ بالنار المقدَّسة لأتكلَّم عن الحب,



          ولمَّا فتحت شفتيَّ للكلام وجدتُنِي أخرس.



          كنت أترنّم بأغاني الحب قبل أن أعرفه.



          ولما عرفتُه تحوَّلتِ الألفاظ في فمي إلى لهاث ضئيل,



          والأنغام في صدري إلى سكينة عميقة.



          وكنتم أيها الناس, فيما مضى, تسألونني عن غرائب



          الحب وعجائبه, فكنت أحدّثكم وأُقنِعُكم. أما الآن, وقد



          غمرني الحب بوشاحه, فجئتُ بدوري أسألكم عن



          مسالكه ومزاياه فهل بينكم من يجيبني ?



          ... هل بينكم من يستطيع أن يُبَيِّن قلبي



          لقلبي ويوضحَ ذاتي لذاتي ?



          ألا فأخبروني ما هذه الشعلة التي تَتَّقِد في صدري



          وتلتهم قواي وتُذيب عواطفي وميولي?



          وما هذه الأيدي الخفية الناعمة الخشنة التي تَقِبضُ



          على روحي في ساعة الوحدة والانفراد, وتسكب في



          كبدي خمرةً ممزوجة بمرارَةِ اللذة وحلاوة الأوجاع?



          وما هذه الأجنحة التي ترفرف حول مضجعي



          في سكينة



          الليل فأسهَرَ مترقّبًا ما لا أعرفه,



          مُصغيًا إلى ما لا أسمعه,



          مُحدّقًا إلى ما لا أراه,



          مفكّرًا بما لا أفهمه,



          شاعرًا بما لا أُدركه,



          مُتأوِّهًا لأَنَّ في التأوُّهِ غصَّاتٍ أَحبَّ



          لديَّ من رنَّةِ الضَّحِك والابتهاج,



          مستسلمًا إلى قوة غيرِ منظورةٍ تُميتُني



          وتُحييني ثم تُميتُني وتُحييني حتى يطلع الفجر



          ويملأ النور



          زوايا غرفتي فأنام إذ ذاك...



          وبين أجفاني الذابلة ترتعش أشباح اليقظة



          وعلى فراشِيَ الحجري تتمايل خيالات الأحلام.



          وما هذا الذي ندعوه حبًا?



          أخبِروني ما هذا السر الخفيّ



          الكامِنُ خلفَ الدهور,



          المختبِئ وراءَ المرئيَّات,



          السَّاكِنُ في ضمير الوجود?



          ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيءُ سببًا



          لجميع النتائج



          وتأتي نتيجةً لجميعِ الأسباب?



          ما هذه اليقظَةُ التي تتناول الموتَ والحياة,



          وتبتَدِع منهما حلمًا أغرَبَ مِنَ الحياة



          وأعمَقَ من الموت?



          أخبروني أيها الناس.



          أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة



          إذا ما لمس الحبُّ روحَه بأطرافِ أصابعه?



          هل بينكم من لا يترك أباه وأمَّه ومسقط رأسه



          عندما تناديه الصَّبِيَّةُ التي أحبَّها قلبُه?



          هل فيكم من لا يمخر البحر ويقطع الصحاري, ويجتاز



          الجبال والأودية ليلتقي المرأة التي اختارتها روحه?



          أيُّ فتًى لا يتبع قلبه إلى أقاصي الأرض إذا



          كان له في أقاصي الأرض حبيبة



          يستطيب نكهة أنفاسها,



          ويستلطف ملامس يديها,



          ويستعذب رنَّة صوتها?



          أيُّ بشريّ لا يحرق نفسه بخورًا أمام إله



          يسمَعُ ابتهاله ويستجيبُ صَلَوَاتِه?



          وقفتُ بالأمس على باب الهيكل



          أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه.



          مرَّ أمامي كهل... وقال متأوهًا:



          الحبُّ ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأوّل.



          ومرَّ فتى... مفتول الساعدين وقال مترنّمًا:



          الحبُّ عزم يلازم كياننا



          ويصل حاضرنا بماضي الأجيال ومستقبلها.



          ومرَّت امرأة كئيبة... وقالت متنهّدة:



          الحب سمٌّ قتَّال تتنفسه الأفاعي السَّوداء...



          ومرَّت صبيَّة مورّدة الوجنتين وقالت مبتسمة:



          الحب كوثر تسكبه عرائس الفجر في الأرواح...



          ومرَّ طفلٌ ابنُ خمسٍ وهتف ضاحكًا:



          الحبُّ أبي والحبُّ أمّي.



          وانقضى النَّهار.



          والناس يَمُرُّون أمام الهيكل.



          وكلٌّ يصوَّر نفسَه متكلّمًا عن الحب,



          ويبوح بأمانيه مُعْلنًا سرَّ الحياة.



          ولمَّا جاء المساء, وسكنت حركة العابرين,



          سَمِعْتُ صوتًا آتيًا من داخل الهيكل يقول:



          الحياة نصفان: نصف متجلّد ونصف ملتهب.



          فالحب هو النصف الملتهب.



          فدخلت الهيكل إذ ذاك,



          وسجدت راكعًا, مبتهلاً, مصليًّا, هاتفًا:



          اجعلني يا رب طعامًا للّهيب.



          اجعلني أيّها الإله مأكلاً للنارِ المقدَّسة.


          آمين


          مختارات من مقال في كتاب (العواصف)
          ******************
          الدهــر





          تنبثق الأرض من الأرض كرها وقسرا
          ثم تسير الأرض فوق الأرض تيها وكبرا
          وتقيم الأرض من الأرض القصور والبروج
          والهياكل وتنشئ الأرض في الأرض الأساطير
          والتعاليم والشرائع ثم تمل الأرض أعمال الأرض
          فتحوك من هالات الأشباح والأوهام
          والأحلام ثم يراود نعاس الأرض أجفان الأرض
          فتنام نوما هادئا عميقا أبديا ثم تنادي الأرض
          قائلة للأرض أنا رحم وأنا القبر وسأبقى رحما
          وقبرا حتى تضمحل الكواكب وتتحول الشمس
          إلى رماد ليس الوصال بالالتصاق ولا البعد
          بالانفصال لم أجد غبيا في الناس إلا وجدت عروقه
          متشبثة في نفسي غريب الدار يستأنس بصنوة
          أما غريب الفكرة فلا يجد من يستأنس به





          سكوتي إنشــاد




          سكوتي إنشاد وجوعي تخمة وفي عطشي ماء وفي صحوتي
          سكر وفي لوعتي عرس وفي غربتي لقاء وفي باطني كشف وفي مظهري
          ستر وكم أشتكي هما وقلبي مفاخر
          بهمي وكم أبكي وثغري يفتر وكم أرتجي خلا وخلي بجانبي وكم أبتغي
          أمرا وفي حوزتي الأمر وقد ينثر الليل البهيم منازعي على بسط
          أحلامي فيجمعها الفجر نظرت إلى جسمي بمرآة خاطري فألتقيته روحا
          يقلصه الفكر فبي من براني والذي مد فسحتي وبي الموت والمثوى وبي
          البعث والنشر فلو لم أكن حيا لما كنت
          مائتا ولولا النفس ما الدهر فاعل
          بحشد أمانينا أجابت أنا الدهر.
          ******************************
          أنتظر ردودكم بفارغ الصبر أتمنى أنها أعجبتكم ربما قد تحتاج إلى إضافاتكم فلا تبخلوا بها...
          اللهم اغفر لنا وتقبل منا...آمين..
          أختكم قاسم هبة..

          تعليق

          • *باسمه*
            مشرفة فيض القلم-لجنة جوال لكِ
            • Dec 2005
            • 15367

            #6
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

            مرحبا ..إحساس ملاك .

            مشكوووره .

            تسلمين على نقل القصيده .
            ثَمـة قٌلـوبْ لـآ يُكـآفَـئ حَـبهُـآ إلـآ الـدُعَـآء ♥♡....يارب

            تعليق

            • *باسمه*
              مشرفة فيض القلم-لجنة جوال لكِ
              • Dec 2005
              • 15367

              #7
              مرحبا عزيزتي ....قاسم هبه

              تسلمين على نقل تلك الحكم والكلمات الرائــــــــــعـــــه .

              مشكوووره
              ثَمـة قٌلـوبْ لـآ يُكـآفَـئ حَـبهُـآ إلـآ الـدُعَـآء ♥♡....يارب

              تعليق

              يعمل...