ليتك تعودي يا أمي <<< قصةبقلمي
السلام عليكمأخوتي هذه قصة حقيقية وليست من نسج الخيال وقدسمعتها مرة في درس ديني وقد صغتها بقلمي وكتبتها وكأنها على لسان صاحبتها وأسمالفتاة الذي وضعته غير حقيقي وأرجو أن تكون فيها الفائدة والعبرة .
ليتك تعودي يا أميأسمي رغد وهذه قصتي التي أتمنى أن تكونعبرة لغيري من الفتيات أو الشباب ممن أكرمهم الله بأبوين على قيد الحياةفقد مات أبي وأنا في سن الطفولة وكنت وحيدة أمي . وأمي من خوفها علي وعلىمشاعري قد دللتني كثيراً وحققت لي كل رغباتي وطلباتي فقد أنعم الله عليها بالمالالكثير . ولكن هذا الدلال للأسف أفسدني بل جعلني أتمرد عليها أحياناً إلا أني كنتأرجع لها وأعتذر واقبل رأسها وكانت تسعد لما تراني أرجع وأشعر بغلطتي وتقول اللهيحفظك .وعند كبري أصبحت أطالب بالمزيد بل وأصبحت أتطاول عليها أحياناً ظناً مني بأنما تقدمه لي فرض عليها وليس تكرماً منها .
وأمي عند كبرها أصبحت مقعدة علىالكرسي ولا تقوى على الحركة مما جعلني في موضع قوى لأنها لن تستطع ردعي . وأصبحتأمي حزينة وحبيسة بالبيت وأنا أذهب مع صديقاتي وأتنزه معهم في الأسواق والمجمعاتوحفلات الأعراس بلا هدف فقط لتتبع الموضة والتنافس من تكون الأحلى والأكثر تأنقاًومن تسرق الأنظار في تسابق سخيف يأخذ كل تفكيرنا وجل وقتنا وأموالنا وكنت أناوصديقاتي لا نكاد نفترق ولا نرى أهلنا ولا نجلس معهم بل لمجرد دقائق نطلب منهمخلالها الأموال والطلبات التي لا تنتهي .
وفي يوم وبعد أن اتصلت علي صديقاتيواتفقنا على الذهاب إلى حفلة وكنت قد لبست وتزينت بأحلى هيئة وعندما اتصلت عليصديقتي وقالت لي : هيا يا رغد أنني في الخارج فقلت لها ثواني وألحق بك وأغلقتالهاتف وتوجهت إلى الأسفل وكانت أمي تجلس على الكرسي المتحرك , وعندما رأتني تهللوجهها وقالت / أهلا بابنتي الحبيبة تعالي وأجلسي معي قليلاً فقد اشتقت لك . فنظرتلها وأنا متأففة : نعم ماذا تريدين أنا مستعجلة وصديقتي تنتظرني بالخارج . فقالت : أريد أن أراك فأنا لا أراك إلا نادراً مع أنك معي بنفس البيت ألست أمكِ . فقلت : لاوقت لدي للمحاضرات أنا سوف أذهب وأستمتع بوقتي مع صديقاتي وأرجوك لا داعي أن تنغصيعلي وقتي وبهجتي .
فأحست أمي بغصة في صدرها فنظرت لي وهي حزينة وقالت : لا أريد أن أفسد عليك وقتك حبيبتي أذهبي واستمتعي بوقتك . فقط أريد منك طلب بسيطأشتهي أن أشرب من يديك كوباً من الماء وأتمنى أن تحققي لي هذا الطلب البسيط . فنظرتإلى أمي وأنا غاضبة وقلت : أمي ما هذا الطلب الغريب ... هل هذا وقته اسمحي لي فقدتأخرت كثيراًُ على صديقتي وثم . لديك بالبيت أكثر من خادمة فليحضروا لك الماء . أناذاهبة ... وداعاً.
وخرجت وقد تركت أمي وقد نزلت الدموع على خدها وسمعتها تردد : سامحكِ الله وهداكِ يا بنيتي ..
وركبت السيارة وتوجهت مع صديقتي ولكن بالرغممن الحفلة التي ذهبنا لها ممتعة إلا أني أحسست بضيق في صدري لم أعرف له تفسير ولمأستمتع في وقتي . حتى صديقتي استغربت وقالت : ما بك يا رغد لست رغد التي أعرفها مالوجهك يبدو على غير ما يرام أين ضحكاتكِ ومرحكِهل أنتِ مريضة ؟؟؟فقلت لها : لا أعلم ولكن أحس بإحساس كريه لا أجد له تفسير وكأن جبل قد أطبق على صدري ... ولاأكاد أتنفس .... ممكن توصلينني إلى البيت ... لو سمحتي؟فقالت صديقتي : خسارة ... الوقت باكراً ثم ماذا لديكِ بالبيت أجلسي قليلاً وسوف تشعرين بتحسن فالحفلةممتعة والجو جميل ... ودعيني أحضر لك شئ تشربينه ماء أو عصير لعلك تشعرين بتحسن .... فقاطعتاها قائلةً : أرجوك أوصليني للبيت الآن ... صدقيني أكاد أختنق .... أكادأختنق ... لم أعد أتحمل . فقالت / حسناً ... حسناً ... لا تنفعلي هكذا ... هيا سوفأوصلك للبيت .
وعندما وصلت البيت وتوجهت إلى غرفتي فلم أكن أريد التكلم معأي شخص وحتى جهاز النقال أغلقته , وأغلقت علي باب الغرفة وتوجهت إلى السرير محاولةأن أخلد للنوم . ولكن مازال ذلك الإحساس الكريه يلازمني. وأخذت أتقلب في سريري إلىالفجر وبعدها غفوت ... وحلمت حلم غريب فقمت من نومي فزعة ... أعوذ بالله ما هذاالحلم الغريب ... فقد رأيت أبي في الحلم وهو يعاتبني ويقول : لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... ثم رأيت أمي تقف بجانبه وبعدها ذهبت معه ... وتركوني في مكان موحش مخيف .فأخذت أقول : ماذا يعني أبي ؟؟؟ما الذي خسرته !!!
فقمت وغسلت وجهي ... ثم توجهت إلى سجادتي لأصلي ... فأنا لا أصلي إلا إذاخفت من شئ أما باقي صلواتي فهي متقطعة ... وعندما انتهيت من صلاتي قلت لأذهب وأرىأمي ... وأحاول أن أصلح الموقف بيني وبينها من بعد ما حدث بالأمس ..وبعدها سمعتطرقاً على باب غرفتي . فقلت : من في الباب . قالت الخادمة : أنا سيدتي ... خالكموجود في الأسفل ويريد التحدث معكِفاستغربت وقلت خالي ما الذي أتى به في هذاالوقت المبكر . وذهبت لأستطلع الأمر فوجدت خالي حزين ومهموم والدموع تنزل من عينيهفشعرت بالقلق يزداد فلما رآني قال : اجلسي أريد أن أتحدث معك في موضوع . فجلست وقلتما الأمر ؟ فقال : أنتِ إنسانة مؤمنة بالله ... و ... و تعلمين بأنه هناك القضاءوالقدر..... و ... و ... فقلت : ماذا تقصد خالي !!! وما بك متردد قل لي ما الأمر؟؟؟!!! فلم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء وقال : لقد توفيت أمكِ . فشعرت بالصدمةوكأني تلقيت صفعة قوية لتوقظني من غفلتي وقلت : ماذا ... ماذا تقول ... مستحيل ... متى ... وكيففقال :عند الفجر عندما حاولت الخادمة إيقاظ أمك حتى تصلي لم تردعليها فخافت الخادمة واتصلت بي ... وعندما أتيت أكتشفت إنها فارقت الحياة فاصبريواحتسبي يا ابنة أختي وأدعي الله بأن يرحمها .ى فأخذت أبكي وانهرت وأنا أتذكر آخركلماتها :
تعالي وأجلسي اشتقت لك .
أريد أن أشرب منيديك كوب ماء ...
سامحكِ الله وهداكِ يا ابنتي ...فشعرت بأنالأرض تدور وتدور إلى أن وقعت على الأرض فاقدة الوعي . ولما فتحت عيني ونظرت حوليوإذ بي في المستشفى ومن حولي الممرضات . فأخذت أبكي وأبكي فأتت الممرضة وأعطتنيحقنة وبعدها أخذت أفقد وعيي مجدداً. ونمت وعندما استيقظت مجدداً وجدتني مستلقية علىفراشي في غرفتي في المنزل ... وبجانبي زوجة خالي وبنات خالاتي وهن حزينات ولمارأوني حاولوا أن يواسونني ويصبرونني على وفاة أمي وأخذت أبكي مجدداً إلى أن أحسستبأن عيناي ستذرفان دم بدل الدموع ... دموع ندم أتت متأخرة ... متأخرة جداً .
وأخذت النساء من الأقارب والجيران والمعارف يتوافدون على بيتنا لتقديمواجب العزاء . وأنا كنت قد جلست في غرفة والدتي ورفضت الخروج منها وهم يحاولونتهدأتي ولكني لم أكن قوية الإيمان فكنت جزعة وأنا أقول : آآآآه يا ربي ... الآنعلمت لماذا قال أبي لقد خسرتِ ... لقد خسرت أمي .
فعلاً ... لقد خسرت أمي ... ياويلي ... ويا خسارتي ... وأنفجر بالبكاء مجدداَ ...
وبعدها بأيام حضرت داعيةإلى المنزلبدعوة من زوجة خالي فأخذت تلقي على مسامعنا المواعظ والعبر عن الموت وإنالإنسان لابد أن يأتيه يوم ويموت فيه فماذا قدمنا من أعمال وأيضاً بأن الإنسان إذامات انقطع عمله إلا من ثلاث .... ومن ضمنهم ولد صالح يدعو له ... وأخذت أبكيلكلامها متذكرة تقصيري فأنا لست صالحة ولا بارة بأمي . وعندما انتهت طلبت منها أنأحدثها على إنفراد . فسألتها وقلت لها بأني قد أغضبت أمي قبل وفاتها فما العمل . فقالت لي : يا ابنتي أعلمي بأن عقوق الوالدين من الكبائر من بعد الإشراك بالله ومنيعق والديه يخشى عليه دخول النار .
فأخذت أبكي وقلت لها : كيف أكفر عن ذلك فأنافي السابق كنت فتاة طائشة ولم أكن أحسب حساب هذا اليوم .... فقالت : توبي إلى اللهواستغفريه كثيراً واطلبي أن يغفر لوالدتكِ وابذلي الصدقات والأعمال الخيرية وتضرعيله وبإذن الله يغفر لكِ .
ومن يومها تغيرت حياتي وأصبحت لا أفارق سجادتيبالصلاة وأنا أطلب من الله المغفرة وأن يغفر لأمي وأبي وأن يرحمهم وخصصت مبلغ كبيرمن أرثي لأعمال خير خصصتها صدقات جارية لوالديَّ ...
وزهدت بالدنيا من بعد أنكانت من أكبر اهتماماتي .وتركت صديقاتي جميعهم وبحثت لي عن صحبة صالحة تعينني علىفعل الخير ولكن ظلت كلمات أمي الأخيرة ترن في أذني بين وقت وآخر وأنا أتذكرها وأبكيوأطلب المغفرة من الله وكلما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ... من أدرك أبويه عند الكبر أحدها أوكلاهما ولم يدخلاه الجنة ) أبكي بحرقة متذكرة عملي لقد رغم أنفي وضيعت علىنفسي باب للجنة وهي أميفرسالة إلى كل من عق والديه أو أغضبهما اتعظوا منتجربتي فأنا لا تكاد تحلو لي الحياة من بعد وفاة أمي ولم يعد للحياة أي بهجة وكمكنت أتمنى لو تعود الحياة إلى الوراء كي تعود أمي وأرتمي تحت أقدامها وأتمرغ بترابرجليها لعلها ترضى عني . لعلي أجد الراحة الطمأنينة التي لم أعد أشعر بهافيامن أدركت والديك لا تضيع الفرصة يا من أدركت والديك الزمهما فهما بابيك للجنة .
التوقيع /ابنة مقصرة
ليتك تعودي يا أميأسمي رغد وهذه قصتي التي أتمنى أن تكونعبرة لغيري من الفتيات أو الشباب ممن أكرمهم الله بأبوين على قيد الحياةفقد مات أبي وأنا في سن الطفولة وكنت وحيدة أمي . وأمي من خوفها علي وعلىمشاعري قد دللتني كثيراً وحققت لي كل رغباتي وطلباتي فقد أنعم الله عليها بالمالالكثير . ولكن هذا الدلال للأسف أفسدني بل جعلني أتمرد عليها أحياناً إلا أني كنتأرجع لها وأعتذر واقبل رأسها وكانت تسعد لما تراني أرجع وأشعر بغلطتي وتقول اللهيحفظك .وعند كبري أصبحت أطالب بالمزيد بل وأصبحت أتطاول عليها أحياناً ظناً مني بأنما تقدمه لي فرض عليها وليس تكرماً منها .
وأمي عند كبرها أصبحت مقعدة علىالكرسي ولا تقوى على الحركة مما جعلني في موضع قوى لأنها لن تستطع ردعي . وأصبحتأمي حزينة وحبيسة بالبيت وأنا أذهب مع صديقاتي وأتنزه معهم في الأسواق والمجمعاتوحفلات الأعراس بلا هدف فقط لتتبع الموضة والتنافس من تكون الأحلى والأكثر تأنقاًومن تسرق الأنظار في تسابق سخيف يأخذ كل تفكيرنا وجل وقتنا وأموالنا وكنت أناوصديقاتي لا نكاد نفترق ولا نرى أهلنا ولا نجلس معهم بل لمجرد دقائق نطلب منهمخلالها الأموال والطلبات التي لا تنتهي .
وفي يوم وبعد أن اتصلت علي صديقاتيواتفقنا على الذهاب إلى حفلة وكنت قد لبست وتزينت بأحلى هيئة وعندما اتصلت عليصديقتي وقالت لي : هيا يا رغد أنني في الخارج فقلت لها ثواني وألحق بك وأغلقتالهاتف وتوجهت إلى الأسفل وكانت أمي تجلس على الكرسي المتحرك , وعندما رأتني تهللوجهها وقالت / أهلا بابنتي الحبيبة تعالي وأجلسي معي قليلاً فقد اشتقت لك . فنظرتلها وأنا متأففة : نعم ماذا تريدين أنا مستعجلة وصديقتي تنتظرني بالخارج . فقالت : أريد أن أراك فأنا لا أراك إلا نادراً مع أنك معي بنفس البيت ألست أمكِ . فقلت : لاوقت لدي للمحاضرات أنا سوف أذهب وأستمتع بوقتي مع صديقاتي وأرجوك لا داعي أن تنغصيعلي وقتي وبهجتي .
فأحست أمي بغصة في صدرها فنظرت لي وهي حزينة وقالت : لا أريد أن أفسد عليك وقتك حبيبتي أذهبي واستمتعي بوقتك . فقط أريد منك طلب بسيطأشتهي أن أشرب من يديك كوباً من الماء وأتمنى أن تحققي لي هذا الطلب البسيط . فنظرتإلى أمي وأنا غاضبة وقلت : أمي ما هذا الطلب الغريب ... هل هذا وقته اسمحي لي فقدتأخرت كثيراًُ على صديقتي وثم . لديك بالبيت أكثر من خادمة فليحضروا لك الماء . أناذاهبة ... وداعاً.
وخرجت وقد تركت أمي وقد نزلت الدموع على خدها وسمعتها تردد : سامحكِ الله وهداكِ يا بنيتي ..
وركبت السيارة وتوجهت مع صديقتي ولكن بالرغممن الحفلة التي ذهبنا لها ممتعة إلا أني أحسست بضيق في صدري لم أعرف له تفسير ولمأستمتع في وقتي . حتى صديقتي استغربت وقالت : ما بك يا رغد لست رغد التي أعرفها مالوجهك يبدو على غير ما يرام أين ضحكاتكِ ومرحكِهل أنتِ مريضة ؟؟؟فقلت لها : لا أعلم ولكن أحس بإحساس كريه لا أجد له تفسير وكأن جبل قد أطبق على صدري ... ولاأكاد أتنفس .... ممكن توصلينني إلى البيت ... لو سمحتي؟فقالت صديقتي : خسارة ... الوقت باكراً ثم ماذا لديكِ بالبيت أجلسي قليلاً وسوف تشعرين بتحسن فالحفلةممتعة والجو جميل ... ودعيني أحضر لك شئ تشربينه ماء أو عصير لعلك تشعرين بتحسن .... فقاطعتاها قائلةً : أرجوك أوصليني للبيت الآن ... صدقيني أكاد أختنق .... أكادأختنق ... لم أعد أتحمل . فقالت / حسناً ... حسناً ... لا تنفعلي هكذا ... هيا سوفأوصلك للبيت .
وعندما وصلت البيت وتوجهت إلى غرفتي فلم أكن أريد التكلم معأي شخص وحتى جهاز النقال أغلقته , وأغلقت علي باب الغرفة وتوجهت إلى السرير محاولةأن أخلد للنوم . ولكن مازال ذلك الإحساس الكريه يلازمني. وأخذت أتقلب في سريري إلىالفجر وبعدها غفوت ... وحلمت حلم غريب فقمت من نومي فزعة ... أعوذ بالله ما هذاالحلم الغريب ... فقد رأيت أبي في الحلم وهو يعاتبني ويقول : لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... ثم رأيت أمي تقف بجانبه وبعدها ذهبت معه ... وتركوني في مكان موحش مخيف .فأخذت أقول : ماذا يعني أبي ؟؟؟ما الذي خسرته !!!
فقمت وغسلت وجهي ... ثم توجهت إلى سجادتي لأصلي ... فأنا لا أصلي إلا إذاخفت من شئ أما باقي صلواتي فهي متقطعة ... وعندما انتهيت من صلاتي قلت لأذهب وأرىأمي ... وأحاول أن أصلح الموقف بيني وبينها من بعد ما حدث بالأمس ..وبعدها سمعتطرقاً على باب غرفتي . فقلت : من في الباب . قالت الخادمة : أنا سيدتي ... خالكموجود في الأسفل ويريد التحدث معكِفاستغربت وقلت خالي ما الذي أتى به في هذاالوقت المبكر . وذهبت لأستطلع الأمر فوجدت خالي حزين ومهموم والدموع تنزل من عينيهفشعرت بالقلق يزداد فلما رآني قال : اجلسي أريد أن أتحدث معك في موضوع . فجلست وقلتما الأمر ؟ فقال : أنتِ إنسانة مؤمنة بالله ... و ... و تعلمين بأنه هناك القضاءوالقدر..... و ... و ... فقلت : ماذا تقصد خالي !!! وما بك متردد قل لي ما الأمر؟؟؟!!! فلم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء وقال : لقد توفيت أمكِ . فشعرت بالصدمةوكأني تلقيت صفعة قوية لتوقظني من غفلتي وقلت : ماذا ... ماذا تقول ... مستحيل ... متى ... وكيففقال :عند الفجر عندما حاولت الخادمة إيقاظ أمك حتى تصلي لم تردعليها فخافت الخادمة واتصلت بي ... وعندما أتيت أكتشفت إنها فارقت الحياة فاصبريواحتسبي يا ابنة أختي وأدعي الله بأن يرحمها .ى فأخذت أبكي وانهرت وأنا أتذكر آخركلماتها :
تعالي وأجلسي اشتقت لك .
أريد أن أشرب منيديك كوب ماء ...
سامحكِ الله وهداكِ يا ابنتي ...فشعرت بأنالأرض تدور وتدور إلى أن وقعت على الأرض فاقدة الوعي . ولما فتحت عيني ونظرت حوليوإذ بي في المستشفى ومن حولي الممرضات . فأخذت أبكي وأبكي فأتت الممرضة وأعطتنيحقنة وبعدها أخذت أفقد وعيي مجدداً. ونمت وعندما استيقظت مجدداً وجدتني مستلقية علىفراشي في غرفتي في المنزل ... وبجانبي زوجة خالي وبنات خالاتي وهن حزينات ولمارأوني حاولوا أن يواسونني ويصبرونني على وفاة أمي وأخذت أبكي مجدداً إلى أن أحسستبأن عيناي ستذرفان دم بدل الدموع ... دموع ندم أتت متأخرة ... متأخرة جداً .
وأخذت النساء من الأقارب والجيران والمعارف يتوافدون على بيتنا لتقديمواجب العزاء . وأنا كنت قد جلست في غرفة والدتي ورفضت الخروج منها وهم يحاولونتهدأتي ولكني لم أكن قوية الإيمان فكنت جزعة وأنا أقول : آآآآه يا ربي ... الآنعلمت لماذا قال أبي لقد خسرتِ ... لقد خسرت أمي .
فعلاً ... لقد خسرت أمي ... ياويلي ... ويا خسارتي ... وأنفجر بالبكاء مجدداَ ...
وبعدها بأيام حضرت داعيةإلى المنزلبدعوة من زوجة خالي فأخذت تلقي على مسامعنا المواعظ والعبر عن الموت وإنالإنسان لابد أن يأتيه يوم ويموت فيه فماذا قدمنا من أعمال وأيضاً بأن الإنسان إذامات انقطع عمله إلا من ثلاث .... ومن ضمنهم ولد صالح يدعو له ... وأخذت أبكيلكلامها متذكرة تقصيري فأنا لست صالحة ولا بارة بأمي . وعندما انتهت طلبت منها أنأحدثها على إنفراد . فسألتها وقلت لها بأني قد أغضبت أمي قبل وفاتها فما العمل . فقالت لي : يا ابنتي أعلمي بأن عقوق الوالدين من الكبائر من بعد الإشراك بالله ومنيعق والديه يخشى عليه دخول النار .
فأخذت أبكي وقلت لها : كيف أكفر عن ذلك فأنافي السابق كنت فتاة طائشة ولم أكن أحسب حساب هذا اليوم .... فقالت : توبي إلى اللهواستغفريه كثيراً واطلبي أن يغفر لوالدتكِ وابذلي الصدقات والأعمال الخيرية وتضرعيله وبإذن الله يغفر لكِ .
ومن يومها تغيرت حياتي وأصبحت لا أفارق سجادتيبالصلاة وأنا أطلب من الله المغفرة وأن يغفر لأمي وأبي وأن يرحمهم وخصصت مبلغ كبيرمن أرثي لأعمال خير خصصتها صدقات جارية لوالديَّ ...
وزهدت بالدنيا من بعد أنكانت من أكبر اهتماماتي .وتركت صديقاتي جميعهم وبحثت لي عن صحبة صالحة تعينني علىفعل الخير ولكن ظلت كلمات أمي الأخيرة ترن في أذني بين وقت وآخر وأنا أتذكرها وأبكيوأطلب المغفرة من الله وكلما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ... من أدرك أبويه عند الكبر أحدها أوكلاهما ولم يدخلاه الجنة ) أبكي بحرقة متذكرة عملي لقد رغم أنفي وضيعت علىنفسي باب للجنة وهي أميفرسالة إلى كل من عق والديه أو أغضبهما اتعظوا منتجربتي فأنا لا تكاد تحلو لي الحياة من بعد وفاة أمي ولم يعد للحياة أي بهجة وكمكنت أتمنى لو تعود الحياة إلى الوراء كي تعود أمي وأرتمي تحت أقدامها وأتمرغ بترابرجليها لعلها ترضى عني . لعلي أجد الراحة الطمأنينة التي لم أعد أشعر بهافيامن أدركت والديك لا تضيع الفرصة يا من أدركت والديك الزمهما فهما بابيك للجنة .
التوقيع /ابنة مقصرة
منقولة للفائدة
تعليق