
أحبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أكون أختا لكن في الله تشارككن مكنون قلمها وبعضا من حروفها المتواضعه
راجية من الله عز وجل أن ترقى لأذواقكم
ليس هناك من بد للخروج عن المألوف
قعقعة أحدثتها أعماقها .....و حشرجة صوتها أرقة المكان...
جدران أربعه ...وسقف وارض ...باب مغلق ...ونافذة مشرعة...
وهواء داعبت نسماته قسمات وجهها الذابل ...لكنه بقي واجف واجم...
عينان زائغتان تتقلبان ذات اليمين و ذات الشمال ....
وذراعان لفتهما في حذر حول جسدها المضمخ بالألم ...
يا له من مشهد درامي
يا لقسوة الأيام
ويا لعظم مأساتها
بؤرة في عمق الزمن
تبخرت منها جزيئات عمرها
وبدلاً من أن تنهمر السعادة
تحول لدخان احتضن البقايا
ووسط هذا التحول العجيب
حدث هنا تفاعل كيميائي
معادلة العمر بالجسد
و الروح بالقلب
أصبح هنا شبه مقايضة
قايضت عمرها بسعادتها و روحها بالأمل
تطايرت أفراحها كتطاير الرذاذ
عنف دك حصون وحدتها
في كل زاوية من زوايا بؤسها تفرعت شباك العنكبوت
أراد ت التخلص منها و التملص من سجن الكآبة
فغرقت في مستنقع اليأس
لم تعي من هي؟؟ ومن أين هي ؟؟و إلى أين تسير؟؟
دارت حول نفسها عدة دورات كطاحونة هواء عتيقة هز وجدانها الحنين إلى لحظات عمرها العتيق
ففي كل جدار حكاية منسية رسم خطوطها الأنين
حارسها الألم
ينقض على كل أمل يحاول الظهور للحياة
التصق جسدها بسريرها الممرغ بوحل التلاشي
حاولت الوقوف والسير مجددا لكن تهاوى جسدها على ذات المكان
وفي أوج انهزامها و ارتخاء يديها
هالها الضوء الذي أحاط بها
بحثت عن مصدره فوجدته ينبثق من أعماقها
أخذ يحلق حولها و يتمتم بألحان شجيه
و فاح عبقه في أنحاء جسدها
تناهى لمسمعها همس يسابق تحرك شفتيها
تساءلت ما أنت و ما تكون؟؟؟!!!
صافحت عيناه عيناها بنظرات دافئة
عرفت من هو من نظراته حديثهما كان صامتا حديث نظرات فقط
قرأت عيناه سبرت أعماقه
((أنا جراح لكن جراح لا يستخدم أدوات جراحة
ملقاطي الابتسامة
و مطهري الحب
و دوائي الصدق
أطهر الأبدان
أجمع بقايا الضلالة لألقيها في حاويات الغث
أرتب الفوضى بأعماقك و أعماق الباحثين عن السعادة
منذ الأزل
أهب الحياة للأرواح الميتة
أخمد فتيل اليأس بماء التفاؤل
أصب ذاتي في أعماق البشر
فيعودون أكثر طهراً
بعد أن انغمسوا في الظلام المدنس للنفوس
أرادت أن تفضفض عن ما بها
أن تجمع أجزاء روحها المتطايرة في فضاء الفراغ
انعقد لسانها يا لهول ما يجثم على صدرها...
يا ويح ذاتها المتمردة على واقعها...
قال لها :
"يا أيتها النفس أو ما علمتِ أن رحمة ربك وسعت كل شيء "
أومأت برأسها إيجاباً ...
حاولت تحريك أصابعها لكنها متصلبة تشنجت
و ترنحت أناملها
و عيناها مغمضتان ثمة أمر ما يطبق عليهما
وفجأة هجم عليها دخان أسود
أيها النور انحسر
سأطفئك
سألهبك
مد فروعه الشائكة في كل مكان
مد النور يداه ليمحو الدخان الأسود و يبدده
كانت قوته الجائحة تجتاح كل شيء
أقوى من كل ظلام
فتحت عيناها ووجدت نفسها في أحضان النور
قالت له : هل سأعود طفلة بريئة لا أعرف من الدنيا سوى لعبتي وجدائلي المتطايرة
قاطعها مبتسما:
يا قلب النور يا نور الأزل ستظلين طفلتي المدللة
في أعماقك براءة الأطفال و في جسدك عنفوان أنثى
تلفحها الدنيا لكنها أقوى مما يحيط بها
عيشي الحب بأجزائه مع كل شيء جميل
أنت وكل من حولك تملكون أعظم نعمة
"الحب"
أخمدي أحاسيس الشعور بالذنب
واليأس و القنوط و الكراهية و الحقد
و أقتلي الأفكار السلبية
أنا منبوذة
لا يوجد من يحبني
كل منا لديه طاقة كامنة للحب
فليستغلها
ليحلق معها ليجعلها مجدافه وليبحر في عمقها
وليحلق بأسراب مملكته حول فيافيها
تنهدت بعمق
سرى بجسدها راحة لم تعهدها من قبل
ودون سابق إنذار صوت مدوٍ هزها و هز ما حولها
إنه صوت ارتطام جسدها بالأرض
إنه حلم
كالعادة حلم لم يتجاوز عقلها الباطن
صراع بين المسلمات و البديهيات و الحقائق و الغيبيات
فركت عيناها لتتأكد بأن ما حدث مجرد حلم
حثت الخطى إلى مرآتها
شدها ذلك البريق الغير اعتيادي في عينيها
لم تشهده منذ أمد
وداعاً لك يا ظلام
وداعاً لك يا حزن
وداعاً لك يا همي المنسي
نقطة ضوء
أنارت أعماقها
فتحت أمامها طريقاً يمتد من لحظتها الراهنة إلى نهاية عمرها و انتهاء صيرورتها و وجودها
ها هي فلول الظلام تعلن انسحابها بعد أن أسرتها
جيوش الضوء المنتصر في معركة لا يصح فيها النصر إلا طرف واحد
نفث الضوء أنفاسه في صدرها
وها هي اليوم ترسم لوحةً للفرح
لتعلقها على جدار غرفتها
و يبقى اليوم محفورا في ذاكرتها
ولادة ضوء و نعي ظلام
وما بينها سوى
فارق بسيط
هذا يحترق ليضيء
وذاك يحرق ليقتل
اشهد يا صمت السنيين
الصيرورة و الكينونة تنهيها مسافات الحرمان
والانتحار دون مبرر يطرح ألف سؤال و سؤال
عن جدوى الحرمان في زماننا
هل سننهي سجلنا بظلام
أم نقطة ضوء تبدد الظلام
هل عرفتم ما الضوء و ما الظلام
اترك لكم الإجابة لتبحثوا
عن الضوء في حياتكم
و الظلام القاضي عليها
في محاكمة غير عادله..
فجر الحنين
تعليق