قصة من تأليفي --> جَمَراتٌ تأكل الأمَــل !!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ألق الفجر
    :: قلم ذهبي :: كبار الشخصيات
    • Sep 2003
    • 2371

    قصة من تأليفي --> جَمَراتٌ تأكل الأمَــل !!

    جَمَراتٌ تأكل الأمَــل !!

    ثلاثٌ ليالٍ مرت ومازال المصير معلقاً بيدها هي فقط..لا أدري لِم هي مختلفةٌ عن بقيةِ البنات!!

    قالتها الأم بحرقة ثم أردفت بعد أن زمت شفتاها:

    عنيـــــــــــــدة!

    - لا تقلقي عليها..سارة فتاةٌ واعيةٌ..لن ينسى لكِ التاريخ أنكِ أنجبتِ فتاةً مثلها!

    ابتسمت السيدتان بفرح وهن يتبادلن النظرات حتى نطقت أحداهما:

    -جربي معها ياعزيزتي فأنتِ رفيقة دربها منذ كانت صغيرة والخالة كما يقولون أم

    هذه المرة نطقتها بحنانٍ وهي ترفع عبائتها على رأسها ومن ثم أدلفت خارجةً من باب البيت

    - أرجوكِ اهتمي بالأمر وعديني أن تقنعيها بأسرع وقت

    ولم تنهِ كلمتها الأخيرة هذه حتى اصطدمت عند مدخل الباب بفتاة ذات عينين سوداويتين وشعر أسود متجعد

    - من!!خالة فاطمة في بيتنا..لا أصدق عيناي!! يبدو أن في الأمر سراً..امممم!!

    رددتها بمكر وهي تحرك رأسها ثم أردفت:

    -أمي وخالتي معاً في هذا الوقت المتأخر..لا تقولي أنك مشتاقة لأمي؟ااها..إذن لابد ان في الأمر قضية خطيرة
    هيا اعترفي ياخالتي مالأمر؟؟هل رفضت سارة خطيبها الجديد كالعادة؟؟


    - خطيب من؟؟ سارة؟؟هذا إذا ظلت سارة موجودة على خارطة العالم العربي..!!ابتعدي عني ..ابتعدي!!

    علامة تعجب كبرى ارتسمت على محيا الفتاة أمل ذات السبعة عشر ربيعاً وهي تدلف نحو حجرة أمها
    ومازالت رقبتها مائلة قليلاً نحو الخلف وهي تنظر نحو خالتها التي بدت كسوادٍ حالك يختفي بالتدريج على أرصفة الطريق


    - السلام عليكم يا أمي..أحمل لكِ كماً من الأخبار السعيدة من المدرسة..لكن ليس دون مقابل..كل شيئ محسوب يا أحلى أم في الكون

    نطقتها أمل بشقاوة وهي ترمي حقيبتها بلا مبالاة على إحدى الطاولات لكنها هذه المرة أعرت ملامح أمها مزيداً من الجدية

    ترى مالأمر اليوم؟؟ هكذا حدثت أمل نفسها وهي مفتوحة الفم والعينين

    - احم احم قلنا سلام يا أمي..وقلت أيضاً...

    لم تمهلها والدة أمل حتى تنهي عبارتها بل صرخت في وجهها بملل

    - إن كنتِ ستحدثينني عن مشكلة عنود وريما فلا تتعبي لسانك بالحركة لأنني سئمتُ حماقتهما وحماقة من تهتم بأمورهما

    - أمي..أرجوكِ..!!

    نطقتها أمل بلهجة دلالٍ وغنج وهي تجلس بجانب أمها المتكئة التي التفتت مستفهمة:

    - نعم؟؟

    - ليست عنود ولا ريما هما من سأحكي لك عنهما..أعتقد أن والدة عنود قد أخبرتك عن كل شيئ..لكن المهم..خالتي

    - خالتك؟؟ ومالذي يهمك ياذات أطول لسان على سطح الأرض عن خالتك؟..أخشى أن تكوني أنتِ أختها وانا ابنتك!!

    - لا لا يا أماه..

    وامتطت ابتسامة عابثة على شفتي أمل

    - خالتي لم تكن طبيعية..صرخت في وجهي دون أدنى سبب لمجرد أن ذكرتُ اسم سارة!

    أسقطت الأم جهاز الريموت من يدها فجأة ثم سألت دون تفكير وقد اتسعت حدقتا عينيها:

    - سارة؟؟ مالذي قلتِ لها عنها؟؟ لعلك زدتِ الطين بلة؟؟

    قالت الجزء الأخير من جملتها برجاء يائس وهي تستجدي إجابة نفي عاجلة

    ردت الشقية بدهاء:

    - أتقصدين فكرة التخصص الذي عرضته علي سارة؟

    ثم أكملت:

    طبعاً لم أخبرها..كانت ستموت غيظاً ثم تهددني كالعادة بإخبار أبي عن علاقتي بعنود..ماذنبي إن كانت عنود مراهقة؟؟

    - ما أبرد أعصابك!! أهذا وقت عنودٍ أو غيرها؟؟

    تدافعت الكلمات الأخيرة من فمها بعصبية وغيظ وهي تضرب على جهاز الهاتف رقم هاتف أختها أم محمد
    في حين خاطبتها أمل بحزم:


    - لا تنسي أن تقولي لها أن سارة مصممة..لا أدري لم تقفان في طريق أمانيها؟؟

    بدت الجدية واضحة على مرأى الجالستين في الحجرة في حين اكتفت الأم بنظرة شرزاء توحي بتوبيخٍ اتِ عن قريب

    - ألو سارة..ألم تصل أمك بعد؟؟
    - لا أبداً..لا شيئ..نسيت أنها لم تخرج إلا منذ دقائق!!تبا للشيطان ما أدهاه ساعة الغضب..


    وتفاجئت حين وضعت سماعة الهاتف بمنظر أمل وهي تحرك رأسها يمنةً ويسرةً مع ابتسامة مرسومة وبؤبؤ العين مرفوع إلى أعلى قمته!

    - هيه..أنتِ..ياسلام!!هنأه الله من شغل عقلكِ حتى أفتك من تخطيطك!!

    تململت أمل وهي تعدل من وضعية جلوسها على الكنبة ثم اتخذت وضعية محاور في برنامج قائلة:

    - اسمعي يا أمي..سارة ستسافر..وستصبح بروفيسورة شاءت خالتي ذلك أم أبت!!

    8

    8

    8

    يُتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أم مرادالتميمي*; 08-07-2005, 09:48 AM.
    حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
    إلى كل أحبتي في / لكِ
  • ألق الفجر
    :: قلم ذهبي :: كبار الشخصيات
    • Sep 2003
    • 2371

    #2

    دقت الساعة معلنة حلول الثانية عشر

    ومازالت العائلة في انتظار مايسفر عنه الحوار بين سارة وخالتها أم أمل

    في اخر الحجرة كانت تجلس أم محمد تشبك أصابع يديها ثم تفتحها وتعيد الكرة تلو الأخرى بشكل هستيري
    لمحت الأم ابتسامة ماكرة على شفتي محمد فبادرته قائلة:


    - أعرف ما تخطط به انت وأختك..لكن هذا لن يحدث مادام في صدري قلبٌ ينبض!

    كالعادة تستغل أم محمد كلمة(قلب) ذات التأثير السحري على قلب أولادها

    وكأنها وجدت فرصة لتنفس عن مكنون صدرها وحيرة عقلها عبرت عنها بكلماتٍ مستعرة في وجه الجميع:


    - هي بنت من؟؟ أليست ابنتي؟؟

    - هدئي من روعكِ يا أماه..أقسم ان الأمر جدُ بسيط

    - بسيط..مع من؟؟ أخبرني فقط مع من ستبقى اختك وحدها في الغربة؟؟

    - وأين ذهب ابنك يا أماه؟؟

    ضرب بكفه اليمنى على صدره بحزم ثم أردف:

    - أنا تربيتك يا أماه..ألا تثقين في تربيتك؟؟

    - والله اكتملت!! أنت أصغر منها ..وأعتقد أن..

    قطع عليها تيار العصبية صوت محمد مشجعاً:

    حازم..!!حركه نحو اليمين..ماهكذا يكون اللعب يامغفل!!

    قالها محمد بحماس

    لم يلتفت حازم الذي كان منهمكاً في وسط الصالة في لعبة البلاي ستيشن مع ولد خالته الصغير مهند
    هنا نهضت الأم بعصبية وهي تدفع محمد نحو الوراء بعصبية أكثر من سابقتها قائلة:


    - أهذا هو كل ما تستطيع فعله؟؟

    - يا أمي..يا أمي!!

    - ولا كلمة..سأتصرف وأقنعها لوحدي..والدك سيهتم بالامر حالما يعرف..فقط لو لم يقفل جواله..لكنتُ أزحت قليلاً من العبء عن صدري!

    -لا أدري لم طال سفر أبيك هذه المرة؟

    ارتفعت حاجبا محمد إلى الأعلى معبراً عن استغراب صامت ثم غادر الصالة وهو يرمق والدته التي بدت لحظتها أشبه ماتكون بطفل حائرٍ

    كان محمد يعلم يقيناً أن والدته بأمس الحاجة إليه لحظتها بل إنه ليتوقع أن تناديه لينقذها من الجمرات المشتعلة التي بدأت تأكل عتمة دماغها
    لكنه يعرف والدته جيداً ولا زال يتذكر كيف أصرت على موقفها ليلة أن استماح منها رحلة خارجية مع زملائه ثم مالبثت أن راجعت نفسها
    وسمحت له طوعاً بالذهاب!!


    -, هكذا هي أمي..لم تتغير أبداً..؛همس بهاً محمد وهو يحدث نفسه مع تنهيدةٍ شتوية باردة أعقبها بزفرة حارة صهرت بروده المتصنع
    لكنه مالبث أن استفاق على اهتزاز جواله الذي كان يشاركه السرير


    - مرحباً أحمد...الحمد لله بخير جميعاً كما تعلمون!!..لا ياعزيزي الموضوع كما هو إلى الان!!

    تلت تلك الكلمات مسافة صمت طويلة والملل يبدو واضحاً على وجه محمد الذي كتم تثاؤباً ثم أردف:

    - حسناً..حسناً..قلت لك لن أخبرهم..مع السلامة!

    مسألة ثوانِ فقط حتى أقفل محمد جواله ورماه بعيداً عن مراه ..؛هذا الجوال اللعين لم يحمل لي يوماً خبراً يُفرح؛
    لف جسده بغطاءٍ أبيض كالاكفان ثم تمتم مغمضاً عينيه:


    - ترى ماذا لو علمت أمي وسارة أن أبي لن يعود أبداً إلى هذا البيت!!!

    ^

    ^

    ^

    يُتبع
    حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
    إلى كل أحبتي في / لكِ

    تعليق

    • شعنونة المنتدى
      النجم البرونزي
      • Sep 2004
      • 916

      #3
      روووووووعة .. كملي و انا معك

      تعليق

      • لميــــــــاء
        مبدعة الكلمة
        • Apr 2005
        • 339

        #4
        واااااااااااااااااااو .. رااااااااااااااااااااائعة ..

        تبدو القصة مثيرة ..

        أرجوووووووووووووووكِ أن تكمليها .. الكثيرات نشروا القصص في المنتدى و لم يكملوها و هذا سبب غضبي و استيائي و ابتعادي عن هذا الركن مع أني من أشد المحبين للقصص ..


        أكملي و نحن معكِ ..

        مع حبي .. لمووووووووووووووووي ..

        تعليق

        • ألق الفجر
          :: قلم ذهبي :: كبار الشخصيات
          • Sep 2003
          • 2371

          #5

          كان صباحاً هادئاً ذلك الذي أعقب ليلة البكاء الصامت..بالنسبة لسارة كان أشبه مايكون بنفحة هواء باردة بعد ليلة صيف

          - لا إله إلا الله..ترددت في أرجاء صدرها لتبث روح الامل والحياة من جديد

          وماهي إلا لحظات حتى كان جسد سارة يتمايل وهي تسير بخطى متثاقلة نحو النافذة الموصدة..

          أزاحت الستار برفق ثم فتحت النافذة لتستنشق ذرات أكسجين لم تلوث بالزفير الذي أنهك صدرها ليلة البارحة


          - ترى من منا سيتحمل جريرة الاخر..أنا أم المجتمع؟؟بقي يومٌ واحد فقط
          إما أن أقبل البعثة إلى الخارج وأحقق حلمي..وأما ان أدفنه بيدي وأرضخ لتقاليد المجتمع


          ينقصني المحرم..فقط محرم..!! هكذا حدثت نفسها بعفوية بعد صراع الحوار بينها وبين خالتها ام امل البارحة
          اه لو يرجع أبي من سفره أو على الأقل يقرأ الصحف ليعلم بخبر نجاح ابنته..إلى متى سيظل أبي غائباً عنا؟
          قطع عليها حبل تفكيرها صوت طرقٍ هادئ على الباب..ابتسمت بكابة وهي تقول لنفسها: ترى من هذا الذي تجرأ؟؟
          الجميع يعتقد أنني أصبح وحشاً كاسراً يُخشى الاقتراب منه وقت الغضب رغم أني الان لست سوى طائر جريح يرقص!


          استغرقت منها هذه العبارات المكتومة المسافة من النافذة وحتى الباب الذي فتحته بلا مبالاة لتجد والدتها تبتسم بحنوٍ وحب

          - صباح الخير سارونة..

          - صباح النور يا أمي..!

          - جئتك بكوب من الشاي ..أم لعلك ستشاركيننا احتسائه بالأسفل؟

          - بلى..انا قامة دقيقتان فقط وأكون عندكم..هل اتصل أبي؟

          أطرقت الأم بأسى بالغ كاد ان ينفطر له قلب سارة التي ندمت على هكذا سؤالٍ معروفة أجابته!

          - المهم ..المهم..أنا قادمة..!

          قالتها لتتدارك الموقف وهي تمسك بيمينها كوب الشاي وتربت بالأخرى على كتفي أمها المغادرة بصمت

          - لا تتأخري..ونسيت أن أخبركِ ان الشقية أمل اتصلت عليك منذ صلاة الفجر تقول أنها لم تنم منذ أن أشرتِ عليها بـ (الفكرة الجهنمية) كما تقول!!
          لستُ أدري مالفكرة الجهنمية هذه التي تتهامسان بها منذ فترة!!؟


          لم تسمع سارة الكلمات الأخيرة من أمها التي كانت وقتها قد وصلت إلى اخر درجات السلم

          وبلحظة كادت الأم ان تهتف بقوة:


          خالد!! لقد عدتَ كما توقعت!!

          إلا أن هذه الجمل ماتت على عتبات لسانها فهذا الذي يقف عند الباب لم يكن سوى ولدها محمد!!

          التفت ولدها محمد على إثر التمتمة التي سمعها من أمه قبل قليل:

          - هل قلت شيئاً يا أمي؟

          - سبحان الله! لكأنك أنتَ أباك!!

          اندفعت الجملة من شفتيها مع زفرة حارة قطعها صوت محمد وهو يقول ضاحكاً:

          - ألم تقولي بالأمس أن لا رجل في العالم كله كأبي..؟!

          ثم غمز بإحدى عينيه لأمه التي بدت في عالم اخر ولم تفطن إلى ماقصده ولدها
          أكملت حديثها وكأن محمدٌ لم يقل شيئاً:


          - تشبهه إلى حد لا يُتصور!! حين رأيتُ كتفاك بالخلف تهيأ لي لوهلة أن والدك قد عاد!!

          لا أحد يعرف إلى أين سرحت بفكر هذه الأم الذكريات..فقط محمد الذي تنبه فجأة إلى الحقيقة التي اكتشفها بالأمس

          لبرهة كان محمد يحدث نفسه:

          ؛ ترى كيف سأخبرها عنه وهي تنتظره بكل هذا الشوق؟؟
          وسارة المسكينة..بالتأكيد ستصعق لو علمت بأمر زواجه من غير أمي ورحيله الذي لن ينتهي,
          وانا محمد..ترى هل ان لي أن ألعب دور الرجولة التي لم أمثلها يوماً على مسرح الحياة؟؟ ؛


          كان كل من الاثنان يقف أمام الاخر بوجهه..لكن كل منهم رحل بعيداً بخياله
          الولد الذي قتلته الحقيقة..والأم التي تنتظر أن يرجع الزمن إلى الوراء!


          نزلت سارة من الأعلى بخفة ورشاقة ومرح افتقدته منذ ثلاثة أيام ثم تقافزت الأحرف على شفتيها بشقاوة:

          - محمد! محمد! ماذا ستهدي أختك إن قالت لك أن اسمك سيظهر في الصحيفة وبخطِ عريض أحمر؟؟

          تنبه أخوها إلى كلمة (أحمر) وتتخيل في ثانية كيف سيشتعل البيت لهيباً لو نطق هو؟!!

          - أنت..أنت..تتصنع اللا مبالاة وأنت تكاد تموت فرحاً..مبروك ياسيدي..ستجري معي الصحيفة لقاء!
          وسأقول لهم أن أخي محمد هو سبب تخرجي بامتياز وهو أيضاً من سيرافقني في رحلتي لأكون بروفيسورة العائلة في المستقبل!


          تراقصت صور ملونة أمام ناظري سارة حين رأت صورة المستقبل الذي رسمته لنفسها لدرجة لكنها لم تلبث أن التفتت فجأة إلى صوت أمها التي أخبرتها بصمود:

          -المستقبل هو زواجك في أسرع وقت من أحمد..!

          - ربما ان لي ان أتكلم وأقرر يا أمي لأني قد حددت وجهتي ومصيري..أرجوكِ تفهمي طموحي!!

          - ستتفقين مع زوجكِ لاحقاً بشأن طموحك.

          -وأبي؟! هل سيوافق أن يقتل طموحي دون أن أوافق؟؟

          - لقد حدد أباكِ الأمر وانتهى كل شيئ..هي فقط مسألة أيام حتى يرجع ونبدأ في الأمر بشكل رسمي !

          كانت الحوارات الأخيرة أشبه بالمشادة الكلامية منها بالنقاش ولم تهدأ الأصوات حتى ارتمى محمد بحيرة وقلق على أقرب كرسي قائلاً:

          - الأفضل أن تتغير كل قرارات هذا البيت من الان فصاعداً..أبي تزوج أخرى ولن يعود!!

          8

          8

          8

          يُتبع..واعذروني أحبتي على التأخير

          أتمنى أن تعجبكم قصتي المتواضعة

          شعنونة المنتدى ولموووووي..أسعدني جدا وجودكما
          حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
          إلى كل أحبتي في / لكِ

          تعليق

          • ألق الفجر
            :: قلم ذهبي :: كبار الشخصيات
            • Sep 2003
            • 2371

            #6

            - أنت الملام؟؟ كيف تخبرهم بأمر كهذا؟؟

            قالها أحمد وهو يضرب كرة البليارد بقوة وقد أحنى ظهره وزم شفتيه بقوة

            - تتكلم كما لو كنتَ غريباً عن العائلة..!

            اندفعت الكلمات من فم محمد وهو يتناول المضرب من يد صديقه بخفة ثم أردف:

            - ماهكذا تضرب الكرة ياحبيبي..!تحتاج أن تأخذ دورة في الرياضة وأخرى في فن التعامل مع المشكلات
            سأرى كيف كنتَ ستتصرف لو كنتَ مكاني أيها الفيلسوف.


            - فيلسوف..؟؟

            انطلقت الكلمة من فمه بدهشة مصحوبة بسيل من الضحكات المتقطعة التي أثارت فضول بقية الموجودين في النادي

            - نعم فيلسوف..! تكتفي بمجرد كلام يا أفلاطون لكنك ربما تمرض شهراً لو طلب منك أحدهم أن تبلغ أمك بخبر زفافه إلى أخرى
            وقد تنام في المستشفى صيفاً كاملاً لو تركك والدك وسافر فجأة يا اخر العنقود!


            تضاحك الاثنان لبرهة وهما يبتعدان عن طاولة اللعب نحو بوابة الخروج حين اهتز جوال محمد فجأة

            - لا حول ولا قوة إلا بالله..كنتُ أعرف أنهم لن يصدقوني..لا أدري ما مصلحتي بالكذب في هكذا موضوع؟؟!!

            نطقها محمد وهو يقفل جهاز جواله ويلوح بيده نحو أحمد الذي كان قد ركب سيارته مغادراً.

            ؛؛ من الأفضل أن أعود إلى البيت.. هناك كمٌ من الأسئلة بذهن أمي في انتظار من يجيب عليها؛؛

            ركب محمد السيارة سالكاً الطريق نحو البيت وقد ضغط بقدمه بكل قوة على بنزين السيارة عله يفرغ فيها بعضاً من
            الشرارات التي كانت تشتعل بداخله


            * * *

            - كنتِ متوقعة يا أم محمد..أليس كذلك؟؟

            سألت أم أمل أختها وهي تطوي العباءة التي كانت بيدها وتضعها في يد ابنتها ثم وجهت حديثها نحو أمل قائلة:

            - اصعدي إلى سارة..ستجدينها بالأعلى وسأجلس انا مع خالتك أم محمد....أمل!! أرى أنكِ مازلتِ واقفة؟

            - أوه عفواً ..حسناً حسناً..تصريفة بشكل مهذب لكن لا بأس!

            راقبتها وهي تصعد مسرعة للأعلى ثم التفتت نحو أختها التي بدت لأول مرة كتمثال رمي في إحدى جوانب البيت

            - ليس لهذه الدرجة!! كان خلافاً عادياً ثم سافر كعادته..!! مالذي فعلته كي أستحق كل هذا؟؟السفر هو من أخذه منا!!

            ثم أجهشت ببكاء مريرٍ كان كالسيل الجارف الذي انهدم سده

            - هدأي من روعكِ ياعزيزتي..بإذن الله سيعود..ولا تنسي أن تلك التي تزوجها أجنبية ولن تتحمل تفكيره أو تقاليده الشرقية
            فعلاً لا أمان لهم..!!


            - لا ياعزيزتي..خالد كان مختلف تماماً عن بقية الرجال..
            كان رجلاً بمعنى الكلمة..لم يبخل علينا بشيئ..ربما كنتُ أنا السبب!!


            - معقول؟؟ أتعترفين بهذه السهولة؟؟
            أنتِ لم تقصري معه وكان من المستحيل أن تتركي الأولاد هنا وتسافرين معه ..لم تبقَ إلا هذه!!

            - ربما كان من الأفضل أن أوافق..أرأيتِ سارة؟؟ هي أيضاً ترغب في السفر..
            ومحمد أيضاً لم تعجبني رحلاته الأخيرة مع أصدقائه
            حتى حازم..حازم الصغير هذا الذي لم ينبت ريش أجنحته بعد بالأمس اشترى لعبة طيارة وبمرحٍ قال: سنسافر كلنا مع أبي وانا الطيار!!!

            عائلة تعشق السفر..لابد أن المسألة وراثة..يكاد عقلي أن يجن..لم السفر والحال مستور؟؟

            أحنت الأم ظهرها إلى الخلف وقد وضعت كلتا يديها على رأسها
            في حين كانت أم أمل تهدئ من روعها بإصرار في الوقت الذي نزلت فيه سارة وأمل تتسابقان من الأعلى


            - خير إن شاء الله؟؟ كم مرة نبهتكِ أن لا تسرعي هكذا كالأطفال كدتِ تختصرين الدرج كله بقفزة !!

            - خالتي هذا ليس وقت تربية!! أحدهم يطلب أمي على الجوال..لا أدري من أين عرف رقمي؟؟

            ارتسمت دلالات استفهام على وجه أم محمد وسألتها مستفهمة بإيماءات صامتة عن هذا الذي يتصل وقد تمتمت شفتاها دون صوت
            وبنفس التعبير الصامت ارتفع كتفا أمل وحاجباها إلى الأعلى دلالة على النفي وهي تناول أمها الجوال بدهشة


            _ ألو نعم..؟!
            نعم أنا أم سارة..من يتحدث؟؟
            أعتقد أنك مخطئ في الرقم..
            حسناً..حسناً..شكراً جزيلاً..مع السلامة!


            سألت سارة وأمل معاً في نفس اللحظة:

            -من على الجوال؟؟

            - كلام فارغ..يقول أننا يجب أن نتواجد في المطار عند تمام الثامنة مساءً الليلة حيث تصل الرحلة رقم 114
            هل وصل الإهمال بوزارة الطيران إلى هذه الدرجة؟


            ضحكت سارة ببراءة وهي تلتفت إلى أمل قائلة:

            - ألم أقل لكِ أنها لا تطيق شيئاً اسمه (سفر)..حتى وزارة الطيران ترى أمي أن لا داعي لها!!

            ثم ضحك الجميع لوهلة نسيت فيها العائلة موضوع زواج الأب..

            وعادت الفتاتان أدراجهما في حين خرجت أم سارة وأختها نحو الحديقة علهما يستريحان قليلاً من عناء يوم عصيب كهذا..
            كانت أم أمل تبذل قصارى جهدها لتتجنب الحديث عن موضوع زواج أبي محمد لانها تعلم أن هذا كفيل بأن يأد قلب أختها حياً!
            بدت حديقة المنزل أكثر اخضراراً يومها وقد نمت في بعض زواياها ورود دوار الشمس الأصفر..وما إن اتخذت السيدتان
            وضعية الجلوس المريحة على الأعشاب حتى دخل محمد متململاً وكاد أن يتغاضى عن وجود أمه وخالته لولا أن أشارت إليه الأخيرة ملوحة بيدها
            فلم يملك غير أن يغير مسيره نحو الجهة التي تجلس فيها أمه وخالته..


            - كيف حالك ياخالة؟؟

            - خالتك؟؟ وأنت لم تزرني منذ شهر؟؟

            قالتها بعتب ممزوج بنظرات الحب والحنان وكأنما كانت نتظر منه اعتذراً سيكون مقبولاً دون تردد من جانبها..

            - اعذريني يا أغلى خالة في الكون..كما تعلمين رحلاتي التنزهية تأخذني بعيداً عن أحبتي

            يثق محمد دائماً في كلماته ذات المفعول السحري التي من شأنها أن تزيل كل عتب او أسى ولذلك بادر أمه بالكلام :

            - أمي..الموضوع سينتهي..جميعنا كنا نتوقع الأمر..لا أدري لم نتفاجئ به لهذه الدرجة؟؟

            كان هذا هو ما خشيته أم أمل ..أن يتجدد الحديث عن ذات الموضوع الذي ظلت تتجنبه طيلة مكوثهما معاً
            استدركت الأمر بسرعة:


            - محمد!! خذ جوال أختك وانظر إلى رقم من اتصل عليها اخر مرة لعلك تسأله عن شأنه!

            استفهم محمد بغضب:

            -ماذا؟؟!!!!

            أخطأت الخالة في صياغة كلامها لأن كل همها في ذلك الوقت كان مجرد تغيير الموضوع

            - أي رقم؟؟ من اتصل؟؟ماذا قال لها؟؟

            - لا..لا يامحمد..المسألة هي...

            قاطعتها أم سارة بسرعة:

            - المسألة هي خطأ في الرقم..موظف في المطار يطلب مني الذهاب..منذ متى أحب أنا السفر؟! لعله يعتقد أنني ابن بطوطة 2005!!

            ثم أردفت:

            لا حول ولا قوة إلا بالله..!!

            القتت عينا محمد بخالته تماماً كما فعلت سارة مع أمل قبل دقائق ثم ضحكا على هذه المرأة التي ولدت بفصيلة دم تكره السفر!!!!
            تنحنح محمد بعدها وقد أعرى الأمر مزيداً من الجدية:


            - أمي..قد يكون صائباً فيما أراد..ربما..

            كانت أم محمد تعرف ماخطر ببال ولدها وقتها..فأكملت الجملة دون تردد:

            - ربما كان والدك هو من سنستقبل؟؟ أليس هذا ما تفكر به؟؟

            مرت لحظات صمت قاتلة خيم فيها السكون على الشفاه والوجوه حتى لتمنت أم أمل أن تجد مخرجاً من صمت مطبق مرير كهذا!

            مرت تلك الثواني كساعات طويلة سرح فيها كل من محمد ووالدته إلى عالم اخر حتى انتبه الجميع على صوت الخالة:


            - ومالغريب؟؟ أليس من الممكن أن يكون فعلاً هو من سيعود؟؟

            - ماهذا الذي تقولينه؟؟ وما دخل موظف المطار هذا حتى يبلغنا أن أبا محمد سيعود؟؟

            وحتى لو افترضنا أنه فعلاً سيعود,كيف عرف موظف المطار بهذا؟من أين حصل على الرقم وكيف؟؟
            لا لا مستحيل الموضوع برمته لا يقنع تفكيري..مجرد الفضول هو مايحركني الان!!


            أكمل محمد:

            -فعلاً أصبح لدي فضول أن أعرف..من سيصل على متن تلك الرحلة التي دُعينا إليها سواء كان الأمر جداً أم خطاً؟!!
            لن نخسر شيئاً إن ذهبنا..ربما أرسل أبي لنا بأمانة أو شيئ من هذا القبيل..؟


            نطق محمد جملته الأخيرة مستفهماًوقد بدت على وجهه علامات عدم اقتناع

            ولأن والدته عرفت أنه نطقها دون اقتناع فقد فضلت أن تلوذ بالصمت دون تعليق!


            بعد لحظات ساد فيها جو من الصمت المطبق سأل محمد:

            - وسارة الفضولية هذه..كيف فاتتها فرصة استطلاع كهذه؟!
            ومع ذلك سنذهب..سنذهب..سنذهب الليلة !


            8

            8

            8

            يُتبع
            حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
            إلى كل أحبتي في / لكِ

            تعليق

            • lemo
              كبار الشخصيات "سفيرة لكِ "
              • Sep 2004
              • 4271

              #7
              لالالالالالالالالالالالالالالالا


              ابي الباقي



              قصة حلووووووووووة بانتظار البقية
              بضع أيام ينتهي فيها مشوار السنين ... حفل تخرجي في ال25 من أبريل 2011



              الله يجعل أيامنا كلها مرح و فرح




              تعليق

              • ناااصحة
                لجنة الجوال كبار الشخصيات "دانة الحوار" متألقة المداد
                • Aug 2003
                • 9439

                #8
                رووووعه يا الق..

                فتحت الموضوع اربع مرات ولا قريتها لاني ما احب اقرا الا القصه كامله..

                لكني ما قدرت اقاوم وقريتها والحين متشووووقه للباقي..

                الله يسعدك كمليها..

                ابدااع معهود من صاحبة القلم الذهبي
                مدونة زاد الطريق رائعة جدا للقراءة من الجوال فيها دروس استاذة اناهيد السميري في العلم عن الله وشروحات متميزة

                هُنا .. زاد الطريق

                وهنا مدونة علم ينتفع به .. تفريغات للدروس اكثر

                تعليق

                • لميــــــــاء
                  مبدعة الكلمة
                  • Apr 2005
                  • 339

                  #9
                  روووووووووووووووووعة ..

                  قمة الإثارة و التشويق ..


                  بانتظاااااااااااااااار البقية ..

                  تعليق

                  • شعنونة المنتدى
                    النجم البرونزي
                    • Sep 2004
                    • 916

                    #10
                    يللا عاااااااااااد .. لا تطولي علينا يا عسل ... فعلا إبداع الله يحفظك

                    تعليق

                    • ألق الفجر
                      :: قلم ذهبي :: كبار الشخصيات
                      • Sep 2003
                      • 2371

                      #11
                      - أخفض صوت المسجل..لا أدري أي ذوقٌ هذا الذي وهبتكَ إياه الطبيعة!!

                      - انظروا إلى من يتحدث وينقد!

                      أنتظر منكِ إعادة هذه الجملة بعد أن تبدلي اللون الأحمر هذا الذي سترته بفضل الله العباءة

                      لولا وجود هذه العباءة لفر كل أهل المطار من أماكنهم بسبب الإشارة الحمراء الموجودة في سيارتنا الليلة!!


                      تدافعت الضحكات بقوة حتى ضاع رد سارة عبثاً وسط قهقهات أمها وحازم الصغير ومحمد

                      - أعرف أنك تغار مني..لكني سعيدة أنك ظهرت على حقيقتك..

                      لن أذكر اسمك في لقائي الصحفي أبداً!!


                      نطقت سارة جملتها الأخيرة وهي تقفل باب السيارة من الخارج ثم أشارت إلى أخيها الصغير:

                      - حازم حبيبي !تعال أمسك بيدي

                      سنقضي سهرة ممتعة معاً الليلة بعد أن نغادر المطار

                      وليبحث محمد عن رفيقة تركب معه الملاهي!!


                      رفعت سارة صوتها متعمدة لتُسمع محمد جملتها الأخيرة..

                      في حين انشغل محمد بمرافقة أمه نحو باب المطار وسط الجموع المتزاحمة هناك


                      - عفواً..أنا محمد الذي حدثتك قبل ساعتين بشأن الأمانة التي...

                      قاطعه الموظف قائلاً:

                      - نعم..نعم..عرفتك..!انتظر لدقائق حتى تصل الرحلة رقم 114 تمام الثامنة

                      - لو سمحت..هل تعرف ماهي هذه الأمانة أو من سيحضر أو أي فكرة ولو موجزة عنها!

                      - كل مانعرفه أنها من سفارة بلادنا في كندا فقط دقائق وتكون بيدك

                      نطق محمد بسرعة لشده فرحه بسماع خبرٍ كهذا:

                      -كندا؟؟ أأنتَ متأكد؟!

                      همس محمد بصوت منخفض تغلفه ابتسامة الفرح : ؛؛ حيث سافر والدي؟!!؛؛

                      حسناً..شكراً جزيلاً..!!

                      - العفو

                      هرول محمد مسرعاً نحو أمه وإخوته في زاوية المطار

                      كان منظر حازم مضحكاً وهو يقارن بين طائرته الورقية وبين صورة طائرة حقيقة مثبتة على جدران المطار

                      في حين كانت أعصاب سارة ووالدتها تتهيج مع أصوات الطائرات القادمة والمغادرة..وصل محمد صارخاً بفرح :


                      - بسرعة ..بسرعه ياسارة..!!كم تدفعين؟؟

                      - من أجل؟؟

                      - التحدي..!!

                      أخبرتكِ أن أبي هو من أرفق لنا امانة في المطار الليلة..أنا ذكي موهوب لكن من يقدر في هذا الزمن؟؟

                      تعالت أصوات محمد وسارة وحازم وأم محمد واختلطت الضحكات بالمداعبات
                      بدت العائلة وقتها في أسعد لحظات العمر
                      وهم يتحرقون شوقاً لمعرفة ماهية تلك الأمانة القادمة
                      حتى جاء صوت المذياع معلناً عن وصول الرحلة رقم
                      114


                      - أخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــراً!!

                      نطقها محمد وسارة في نفس الوقت وهما متماسكا الأيدي بفرح..ثم ضحك الجميع على صوت حازم الذي كان يمسك جوال أخته وهو ينشد ببراءة:

                      - ألو ألو يابابا..مشتاق لك يابابا!

                      - حازم حبيبي!..هذا ليس أبي..هذه هدية من عند أبي..بالتأكيد ستكون رسالة مبهجة!

                      هكذا قالت سارة بلهجة متحدية وهي تنظر بقوة إلى محمد الذي بادلها النظرة واللهجة ذاتها:

                      - بل ستكون تحف تراثية تباع هنا بملايين الريالات!!

                      شاركهم حازم وهو يدخل يده في جيب أخيه الأكبر:

                      - لا لا..بالتأكيد ستكون تذكرة سفر حتى نلحق به جميعاً!!!

                      - أيها المغفل..!وهل التذكرة تحتاج كل هذا الاستدعاء والاهتمام ..ألا ترى كيف اهتم الموظفون بأمرنا؟!

                      هنا تدخلت الأم قائلة:

                      - ربما أرسل لنا بملابسه حتى نغسلها له..لعل زوجته الأجنبية لا تطيق العمل!

                      كانت علامات السرور والفرح بادية على وجهها وهي تمازح أولادها الذين تدافعوا بسرعة نحو الموظف المسؤول عن قسم الأمانات

                      - عفواً..هل وصلتك الأمانة؟؟أنا محمد بن خالد وأنا من سيتسلمها؟؟ أين هي؟؟

                      - نعم..ولكن...

                      نظر موظف المطار بقلق نحو صاحبه الذي بادله نفس النظرات وهما ينظران نحو المظروف الذي جاء به كابتن الطائرة:

                      - لو سمحت؟؟ مالأمر؟؟ ألم تصل الامانة؟؟

                      قالها محمد وقد ارتسمت علامة استياء على وجهه خوفاً من أن تكون الأمانة قد فقدت..

                      تدخلت الأم في اللحظة التي كان قلبها يدق بعنف رافضاً التزام الصمت في مثل هكذا موقف:


                      - عفواً أخي الكريم..أنا زوجة خالد..هل لكم أن تخبرونا أين الامانة التي استدعينا من أجلها؟

                      تبادل موظف المطار نفس النظرة المريرة المشبعة بالقلق والتوتر وهو يخاطب زميله:

                      - تولَ أنتَ الأمر..أنا لن أستطيع!!

                      ثم غادر المكان واختفى وسط الزحمة

                      تزايدت شكوك محمد..وأكل القلق من أمه وشرب!!

                      وظلت سارة تحدق بحيرة بالقرب منهما وقد ألجم التوتر لسانها.

                      ووسط ذهول العائلة القلقة جاء مسؤول اخر عرف محمد من منظره أنه يحتل مرتبة عالية في المطار!

                      وكان كل شيئ يشير إلى أن في الأمر سرٌ ما

                      مرت ثوانٍ معدودات عاشتها العائلة كألف سنة مما تعدون!

                      وبات صدر الأم يرجف بشدة حين اجتمع مسؤول واخر وثالث بارتباك بلغ بقلقها حده الأقصى

                      كان قلب سارة يعصف كصوت الطائرات التي بدت كوحوش تزمجر,,

                      وقد أصبحت العائلة محل نظرات جميع موظفي المطار!


                      - مالأمر..أرجوك أخبرني بسرعه؟؟

                      نطقها محمد بقوة وصراخ وهو يرمي من يده الأوراق التي تناثرت أمام مدير المطار الذي سلمه المظروف بأسى ثم أردف:

                      - أعتذر أخي الكريم..لكن..!

                      انفعل محمد بعنف وهو يهز الرجل الواقف أمامه قائلاً:

                      - أخبرني مالأمر؟؟

                      تململ الموظف بقلق وبدأ يمسح وجهه بأطراف أصابعه المرتجفة ثم أمسك بيد محمد قائلاً:

                      بهذ المظروف تستطيع أن تتسلم جثة السيد خالد رحمه الله..لقد توفي في حادث سيارة وهو يحمل تذكرة العودة!
                      ووجدنا في جيبه رسالة مكتوب عليها:
                      ( سأعود قريباً...انتظروني)!!


                      * * *



                      انتهت القصة وأدعو الله أن تكون نالت على بعض رضاكم..

                      ربما ليست بالمستوى المطلوب لأنها أول قصة أكتبها في حياتي

                      دمتم في حفظ الرحمن
                      حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
                      إلى كل أحبتي في / لكِ

                      تعليق

                      • lemo
                        كبار الشخصيات "سفيرة لكِ "
                        • Sep 2004
                        • 4271

                        #12
                        بضع أيام ينتهي فيها مشوار السنين ... حفل تخرجي في ال25 من أبريل 2011



                        الله يجعل أيامنا كلها مرح و فرح




                        تعليق

                        • حبيبة القمر
                          كبار الشخصيات
                          • Feb 2005
                          • 3677

                          #13
                          إبداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع ياذات القلم الذهبي ...

                          sid sid sid sid sid sid sid sid sid sid sid sid
                          لا أحد أكرم من الله ,
                          لذا لابد أن تعرف كيف تتعامل معه ** !
                          [ المغامسي ]

                          تعليق

                          • لميــــــــاء
                            مبدعة الكلمة
                            • Apr 2005
                            • 339

                            #14
                            راااااااااااااااااااااااااااااااائعة ..

                            بصراحة توقعت أن تكون القصة أطول من ذلك و لكنني صُدمت عندما علمت أنها أول قصة لكِ ..

                            ما شاء الله تبارك الله .. أول قصة و بهذا المستوى الراقي !!!

                            يبدو أن في انتظارك مستقبلاً مشرقاً في عالم القصص و الكتابات ...

                            أعجبتني القصة كثيييييييييييييراً .. و كم أنا متلهفة لجديدكِ عزيزتي ..

                            لا تحرمينا من روووووووووووووعة ابداعكِ يا ذات القلم الذهبي ..


                            مع حبي .. لمووووووووووووووووووووووووي ..
                            التعديل الأخير تم بواسطة لميــــــــاء; 27-06-2005, 04:04 PM.

                            تعليق

                            • ريَّانة المشاعر
                              زهرة لا تنسى
                              • Jun 2004
                              • 9251

                              #15
                              sid


                              sid


                              sid


                              sid


                              sid

                              نهــــــــــــــــــــــــاية محزنة جداً

                              وكاتبــــــــة أكثر من مبدعـــــــــــــــة تبارك الرحمن ..

                              أتحفينا بالمزيييد .. لكن المرة القادمة اجعليها نهاية مفرحـــة ..

                              دمتي بود ألوقتنا


                              يسلمووووو يا احلى أخت في الدنيا .. أول هديه منك




                              يسلم لي حبي ياااااااااااااااااااااارب

                              كانت منها وكانت كل سعادتي
                              وفرحتي التي عشتها
                              أحبك دانة قلبي

                              تعليق

                              يعمل...