مع انها من وحي الخيال ولكن .. بكيت

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريم الروم
    النجم الفضي
    • Apr 2003
    • 1034

    مع انها من وحي الخيال ولكن .. بكيت

    كنت أدرك تماما بأنني غير جميلة وان الله جلت قدرته لحكمة إلهية أجلها لم يهبني ولو مسحة من جمال، ولا حتى ذرة جاذبية بها قبحي وتنافر ملامحي..
    كنت اعلم هذا منذ الطفولة.. من تهامس خالاتي وهن ينظرون لي بحسرة.. من نظرات أبي المشفقة.. من دموع أمي الكثيرة وهي تدعو لي بالستر والزواج دون بقية اخواتي.. وحينما كبرت قليلاً تعالت الهمسات إلى أصوات حادة تمزق أذني وتخترق قلبي بنصلها السام.. كانت الكلمات أكبر من ان تتحملها طفولتي الغضة وأقل من قدرتي على الاستيعاب.. كنت اسمع كلمات متناثرة عن ضخامة أنفي وضيق عيني.. الكثير يمزجون كلماتهم بضحكات عند الحديث عن شعري الاكرت وتشبيهه بشجرة ضخمة من أشجار الجميز.. كنت اضحك وما لبثت ضحكاتي ان تحولت إلى دموع.. دموع حزينة تحفر اخاديد من الاحزان على وجهي الدميم خصوصاً وأنا ألمح جمال اخوتي أمامي وازدياد جاذبيتهن وملاحتهن..
    كنت مثار التعليقات والضحكات أينما كنت.. حتى كرهت الزيارات والحفلات والاعراس وحاولت مقاطعة الناس مقاطعة تامة أو على الاقل الظهور على الناس دون وجود اخوتي والمقارنة الصارخة التي ستحكيها أعينهم قبل ألسنتهم.. وكانت دراستي في الجامعة هي ملاذي الوحيد من غدر كل البشر.. فيها كنت اشعر بأنني طبيعية كأي فتاة أخرى في الوجود.. كنت اشعر بأن دمامتي ليست منفردة وان وجهي ليس بشعاً لأبعد الحدود وأن أنفي يعود لحجمه الطبيعي وعيني تتسعان..
    ثقتي بنفسي تعود بشكل كاسح في الجامعة.. وبعيدا عن جو أسرتي وجمال أخوتي الآسر..
    هناك ابتعد عن نظرات أبي الكسيرة وعيني أمي اللتين توحيان لي بفيض من الاحزان.. وبلغت مأساتي قمتها حينما علمت بخطبة اختي التي تصغرني بعامين.. وبمحض المصادفة سمعت حواراً بين أمي وأبي..
    كانت أمي تبكي وهي تقول:
    ــ ان مستقبلها سيتحطم حينما تتزوج شقيقتها الصغرى قبلها.. سيعلم الخطاب بأنها دميمة وينصرفون عنها..
    وسمعت أبي يرد عليها بهدوء:
    ــ ليس مهما ان تتزوج شريفة.. ان مستقبلها العلمي أهم من كل شيء.. ستصبح دكتورة عظيمة..
    في تلك الليلة انهار كل شيء.. آمالي وطموحاتي ومستقبلي..
    وماذا يهمني كأي انثى في هذه الدنيا الواسعة..؟
    ان كينونتي تتحقق في بيت صغير انا ملكته المتوجة.. وزوج حنون واطفال يملؤون علي حياتي، ان حبي للحياة استمده من انوثتي.. من تعطشي للحياة كأية فتاة ترنو إلى الاستقرار وتحن للعيش السعيد.. وقتها فهمت كل شيء.. فهمت حرص أبي على دراستي دون بقية اخوتي ورعايته التامة لي في كل شأن من شئوني.. وحتى اختياره الدقيق لتخصصي في الجامعة.. انه يحاول ان يبني مستقبلي بعيدا عن احلام وطموحات الانثى.. انه يشق لي طريقاً في الحياة بعد ان فهم بقلب الأب انه لا طريق لي غير طريق العلم ولا مستقبل لي غيره وبكيت بحرارة.. هطلت دموعي الحارة لتغسلني من الداخل وتطهر قلبي من أية آثار لحقد أو ضغينة على أحد، وحتى الغيرة التي احسستها تجاه شقيقتي تلاشت في ثوان، فلا ذنب لأحد في دمامتي حتى ولا والدي الذي ورثت أغلب ملامحه..
    وفي زواج شقيقتي رسمت ابتسامة فرح على شفتي ومضيت غير عابئة بهمسات الآخرين وابتساماتهم الملتوية..
    تمالكت نفسي وسيطرت على مشاعري وتجاهلت عيني أمي المليئتين بالدموع وهي ترمقني بحسرة.. وطردت من اعماقي المقارنة الخاسرة التي يجريها الناس بسرعة بيني وبين شقيقاتي.. وحاولت أن ابدو أكثر مرحا وأشد الموجودات تفاؤلا..
    لكنني ورغم كل شيء بكيت في النهاية .. أبت دموعي في تلك الليلة إلا
    أن تبلل وسادتي حتى الغرق .. كنت أبكي وحدتي وعذابي ونظرات الناس التي لاترحم..
    فوجئت بيد حانية تربت على كتفيي وصدر أكثر حنانا يشدني إليه.. قالت لي أمي من بين دموعها الغزيرة:
    ــ ستمر الأيام وستجدين من يحبك ويتزوجك.. صدقيني يا شريفة يا أبنتي.. ان فارس أحلامك في الطريق إليك..
    امتزجت دموعنا بين يأس ورجاء.. لم أستطع أن أنطق وقتها.. اكتفيت بشلال الحنان الذي غمرني وانساني مرارة الشكوى وذل الانتظار..
    في السنة النهائية من دراستي الجامعية.. وفي اختبار احدى المواد النظرية، أثارني احد الأسئلة وهو يتعلق بالمقارنة بين جمال المادي المحسوس وانطلاقة الروح نحو الجمال الداخلي الأبدي.. كانت اجابتي مذهلة حتى تعدت حدود قدرتي على التفكير..
    وبعدها بأيام فوجئت بالاستاذ الدكتور الذي يقوم بتدريس المادة يستدعيني بعد انتهاء المحاضرة.. وقفت امامه بثقة اشرح له وجهة نظري فيما كتبت وتناسيت كل شيء عم ملامح وجهي وتنافره وبشاعته..
    فوجئت به يرمقني باعجاب وفي عينيه لمعة غريبة لم أراها في نظرات أي إنسان نحوي.. أربكتني نظراته ومضيت ليلى افكر.. ترى.. هل..؟ مستحيل.. مستحيل ان يفكر كائن ما بفتاة شوهاء مثلي.. انه دكتور ورجل وسيم.. وعشرات من الفتيات يتمنونه.. فهل؟ واحاول اجهاض افكاري قبل ان تنمو في اتجاه منذر بالخطر قد يدمرني بعد ذلك..
    ونسيت وتناسيت.. لكنه لم ينس.. فوجئت بذلك الدكتور يستدعيني مرة أخرى ويناقشني في كل كلمة دونتها في ورقة الاجابة وعيناه تزدادان بريقا ولمعانا..
    سألني لماذا هذا الكم من التشاؤم وعدائية الجمال.. امتلأت عيناي بالدموع وانا اشير إلى وجهي الدميم.. لكنه هتف مبهزراً:
    ــ انت جميلة..
    صعقت.. وقفت وأنا اترنح.. شعرت بما يشبه الاغماءة وتيار كالكهرباء يسري في جسدي ويعذبني.. وتركته دون كلمه واحدة.. وكلمته تلك تدوي في أذني كموسيقى رائعة تشنف الآذان وتحيل حياتي بأسرها إلى حديقة غناء، تمرح بين جنباتها الطيور المغردة.. قبل ان افكر في كلماته فوجئت به خاطبا.. نعم فقد تقدم لأبي يطلبني للزواج.. بكت أمي فرحا وعلق أبي والسرور الطاغي يتألق في عينيه:
    ــ لكنه يا ابنتي يكبرك كثيرا في السن.. ثم انه منفصل عن زوجته السابقة.. قاطعته أمي والدموع لا تزال تبلل أهدابها:
    ــ الرجل لا يعيبه سوى جيبه.. وهو بحمد الله رجل مقتدر..
    بيني وبين نفسي همست " يكفي انه يحبني لذاتي وليس لأي شيء آخر"
    رفضت اقامة حفل زفاف واكتفيت باحتفال بسيط ضمنا انا وهو في بيت الزوجية.. سألته بصدق أكدته دموعي:
    ــ هل تعتقد قعلا بأنني جميلة؟
    اجابني وعيناه تتألقان بومضة اعجاب:
    ــ انت أجمل فتاة وقت عليها عيناي.. انني أرى فيك مزايا قد لا يراها غيري ممن تجذبهم القشور.. انني أرى جمالك الداخلي.. انني احبك يا شريفة.. امتلأت عيناي بالدموع وأنا أحمد الله الذي لا يضيع أحدا..
  • ناااصحة
    لجنة الجوال كبار الشخصيات "دانة الحوار" متألقة المداد
    • Aug 2003
    • 9439

    #2
    رااااااااااااااااااااااائعه..

    حقا مع انها من وحي الخيال الا انها ابكتني ايضا..

    ما اجملكِ يا شريفه.. جمال روحك طغى على جمال ملامحك..

    ...
    غاليتي ريم...رائعه هي قصتك..

    محبتك ناصحه..
    مدونة زاد الطريق رائعة جدا للقراءة من الجوال فيها دروس استاذة اناهيد السميري في العلم عن الله وشروحات متميزة

    هُنا .. زاد الطريق

    وهنا مدونة علم ينتفع به .. تفريغات للدروس اكثر

    تعليق

    • قلب المحبة
      عضو جديد
      • Feb 2005
      • 2

      #3
      من حنايا القلب

      أهنيييييج على خيااااااالج
      الراااااااااااااااااااائع
      وأقولج يعطيج ألف عافية على الخيال الواسع المرح
      بس حبيت أقول يمكن هذا الخيال مب تخيل يمكن يكون في داخلج
      فانت عبرت عنه بالخيال
      وابصراحه اثرت فيني كثيييييييير
      وأقولج مرة ثانية يعطيج ألف ألف عافيه

      قلب المحبه الحنون
      التعديل الأخير تم بواسطة قلب المحبة; 07-03-2005, 09:48 PM.

      تعليق

      • قلب المحبة
        عضو جديد
        • Feb 2005
        • 2

        #4
        أهنيييييج على خيااااااالج
        الراااااااااااااااااااائع
        وأقولج يعطيج ألف عافية على الخيال الواسع المرح
        بس حبيت أقول يمكن هذا الخيال مب تخيل يمكن يكون في داخلج
        فانت عبرت عنه بالخيال
        وابصراحه اثرت فيني كثيييييييير وعجبتني واااااااااااايد
        وأقولج مرة ثانية يعطيج ألف ألف عافيه

        محبتي لك من قلب المحبه الحنون [/]

        تعليق

        • never mind
          عضو نشيط
          • Feb 2005
          • 330

          #5
          [SIZE=5]ما شاء الله .... اسلوبك مره حلو وسلس في انتقاله بين الافكار ....... وماشاء الله قدرتي بشكل رائع ان تصورين احاسيس الشخصيه الي تكلمتي عنها .... اذا كان هذا اسلوبك احييك عليه من كق قلبي واقول لك للاماااااااااااااااااااام [/SIZE]

          تعليق

          • ريم الروم
            النجم الفضي
            • Apr 2003
            • 1034

            #6
            شكرا حبايبي لردودكم .. ولكن هذي القصة مو من تاليفي ..

            من تأليف الكاتبة قماشة العليان

            تعليق

            • never mind
              عضو نشيط
              • Feb 2005
              • 330

              #7
              احيي فيك امانتك الادبيه يا عزيزتي ...لكن هذا ما يمنع مدى تذوقك الادبي لما تقرئين... بدليل هالقصه الرائعه الي اخترتيها ...

              تعليق

              • ريم الروم
                النجم الفضي
                • Apr 2003
                • 1034

                #8
                ترقبو المزيد ...

                تعليق

                يعمل...