مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب لعنه الله و أخزاه
.............
قال أبو جعفر بن جرير : حدثني عمرو بن شيبة النميري ، ثنا علي بن محمد –يعني الدائني-عن أبي معشر ويزيد بن عياض عن جعد به، وغسان بن عبد الحميد وجويرية ابن أسماء عن مشيختهم قالوا: أمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل الأسود في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة، فكان ذلك أول فتح فتحه أبو بكر وهو المدينة.
............
خروج الأسود العنسي
...........
كان خروجه في آخر حياة النبي r ..
واسمه: عبهلة بن كعب بن غوث-من بلد يقال لها: كهف حنان- في سبعمائة مقاتل ، وكتب إلى عمال النبيr : أيها المتمردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ، ووفروا ما جمعتم ، فنحن أولى به ، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم ركب فتوجه إلى نجران فأخذها بعد عشر ليال من مخرجه ثم قصد إلى صنعاء ، فخرج إليه شهر بن باذام فتقاتلا ، فغلبه الأسود فقتله ، وكسر جيشه من الأبناء واحتلّ بلدة صنعاء لخمس وعشرين ليلة من مخرجه ففرّ معاذ بن جبل من هنالك واجتاز بأبي موسى الأشعري، فذهبا إلى حضرموت وانحاز عمال رسول الله rإلى الطاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوثقت اليمن بكمالها للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير –يستفحل ويشتد- استطارة الشرارة، وكان جيشه يوم لقي سبعمائة فارس، وأمراؤه قيس بن عبد يغوث و معاوية بن قيس ويزيد بن محرم بن حصن الحارثي ، ويزيد بن الأفكل الأزدي و اشتد ملكه ، واستغلظ أمره ، وارتد خلق من أهل اليمن وعامله المسلمون الذين هناك بالتقية ، وكان خليفته على مذحج عمرو بن معديكرب وأسند أمر الجند إلى قيس بن بن عبد يغوث ، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي وداذويه وتزوج بإمرأة شهر بن باذام وهي عم فيروز الديلمي ، واسمها زاذ، وكانت امرأة حسناء جميلة، وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد r ، ومن الصالحات ، قال سيف بن عمر التميمي: وبعث رسول اللهr كتابه، حين بلغه خبر الأسود العنسي مع رجل يقال له:وبر بن يحسن الديلمي، يأمر المسلمين الذين هناك بمقاتلة الأسود العنسي ومصاوّلته، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتم القيام ، وكان قد تزوج امرأة من السكون يقال لها: رملة ، فحزبت عليه السكون لصبره فيهم وقاموا معه في ذلك ، وبلغوا هذا الكتاب إلى عمال النبي r ، من قدروا عليه من الناس، واتفق اجتماعهم بقيس بن عبد يغوث أمير الجند – وكان قد غضب على الأسود للأسود وتوافق المسلمون على ذلك، وتعاقدوا عليه، فلما أيقن ذلك في الباطن أطلع شيطان الأسود للأسود على شيء من ذلك، فدعا قيس بن مكشوح ، فقال له :يا قيس ما يقول هذا؟ قال: وما يقول؟ قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته حتى إذا دخل منك كل مدخل، وصار في العز مثلك، مال ميل عدوك، وحاول ملكك ، وأضمر على الغدر، إنه يقول: يا أسود يا أسود يا سوآه يا سوآه ، فطف به وخذ من قيس أعلاه و إلا سلبك و قطف مسك فقال له قيس وحلف له فكذب: وذي الخمار لأنت أعظم في نفسي و أجل عندي من أن أحدث بك نفسي، فقال له الأسود: ما إخالك تكذب الملك، فقد صدق الملك وعرف الآن إنك تائب عما أطلع عليه منك، ثم خرج قيس من بين يديه فجاء إلى أصحابه فيروز وداذويه، وأخبرهم بما قال له ورد عليه، فقالوا: إنا كنا على حذر، فما الرأي؟ فبينما هم يشتورون-يتشاورون- إذ جاءهم رسوله فأحضرهم بين يديه، فقال: ألم أشرفكم على قومكم؟
قالوا : بلى، قال: فماذا يبلغني عنكم؟فقالوا: أقلنا مرتنا هذه،فقال: لا يبلغني عنكم فأقيلكم، قال: فخرجنا من عنده و لم نكد، وهو في ارتياب من أمرنا ، ونحن على خطر ، فبينما نحن في ذلك إذ جاءتنا كتب من عامر بن شهر، أمير همدان ، وذي ظليم ، وذي كلاح وغيرهم من أمراء اليمن،.................
.............
انتظروا التتمة..
تعليق