انطلاقه.... ۞ ۩ سلسة من حياة الصحابة ۩ ۞" نسخة "

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الخنســـــاء
    زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
    • Jan 2005
    • 9033

    #16
    مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب لعنه الله و أخزاه
    .............





    قال أبو جعفر بن جرير : حدثني عمرو بن شيبة النميري ، ثنا علي بن محمد –يعني الدائني-عن أبي معشر ويزيد بن عياض عن جعد به، وغسان بن عبد الحميد وجويرية ابن أسماء عن مشيختهم قالوا: أمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل الأسود في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة، فكان ذلك أول فتح فتحه أبو بكر وهو المدينة.
    ............









    خروج الأسود العنسي
    ...........








    كان خروجه في آخر حياة النبي r ..

    واسمه: عبهلة بن كعب بن غوث-من بلد يقال لها: كهف حنان- في سبعمائة مقاتل ، وكتب إلى عمال النبيr : أيها المتمردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ، ووفروا ما جمعتم ، فنحن أولى به ، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم ركب فتوجه إلى نجران فأخذها بعد عشر ليال من مخرجه ثم قصد إلى صنعاء ، فخرج إليه شهر بن باذام فتقاتلا ، فغلبه الأسود فقتله ، وكسر جيشه من الأبناء واحتلّ بلدة صنعاء لخمس وعشرين ليلة من مخرجه ففرّ معاذ بن جبل من هنالك واجتاز بأبي موسى الأشعري، فذهبا إلى حضرموت وانحاز عمال رسول الله rإلى الطاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوثقت اليمن بكمالها للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير –يستفحل ويشتد- استطارة الشرارة، وكان جيشه يوم لقي سبعمائة فارس، وأمراؤه قيس بن عبد يغوث و معاوية بن قيس ويزيد بن محرم بن حصن الحارثي ، ويزيد بن الأفكل الأزدي و اشتد ملكه ، واستغلظ أمره ، وارتد خلق من أهل اليمن وعامله المسلمون الذين هناك بالتقية ، وكان خليفته على مذحج عمرو بن معديكرب وأسند أمر الجند إلى قيس بن بن عبد يغوث ، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي وداذويه وتزوج بإمرأة شهر بن باذام وهي عم فيروز الديلمي ، واسمها زاذ، وكانت امرأة حسناء جميلة، وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد r ، ومن الصالحات ، قال سيف بن عمر التميمي: وبعث رسول اللهr كتابه، حين بلغه خبر الأسود العنسي مع رجل يقال له:وبر بن يحسن الديلمي، يأمر المسلمين الذين هناك بمقاتلة الأسود العنسي ومصاوّلته، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتم القيام ، وكان قد تزوج امرأة من السكون يقال لها: رملة ، فحزبت عليه السكون لصبره فيهم وقاموا معه في ذلك ، وبلغوا هذا الكتاب إلى عمال النبي r ، من قدروا عليه من الناس، واتفق اجتماعهم بقيس بن عبد يغوث أمير الجند – وكان قد غضب على الأسود للأسود وتوافق المسلمون على ذلك، وتعاقدوا عليه، فلما أيقن ذلك في الباطن أطلع شيطان الأسود للأسود على شيء من ذلك، فدعا قيس بن مكشوح ، فقال له :يا قيس ما يقول هذا؟ قال: وما يقول؟ قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته حتى إذا دخل منك كل مدخل، وصار في العز مثلك، مال ميل عدوك، وحاول ملكك ، وأضمر على الغدر، إنه يقول: يا أسود يا أسود يا سوآه يا سوآه ، فطف به وخذ من قيس أعلاه و إلا سلبك و قطف مسك فقال له قيس وحلف له فكذب: وذي الخمار لأنت أعظم في نفسي و أجل عندي من أن أحدث بك نفسي، فقال له الأسود: ما إخالك تكذب الملك، فقد صدق الملك وعرف الآن إنك تائب عما أطلع عليه منك، ثم خرج قيس من بين يديه فجاء إلى أصحابه فيروز وداذويه، وأخبرهم بما قال له ورد عليه، فقالوا: إنا كنا على حذر، فما الرأي؟ فبينما هم يشتورون-يتشاورون- إذ جاءهم رسوله فأحضرهم بين يديه، فقال: ألم أشرفكم على قومكم؟

    قالوا : بلى، قال: فماذا يبلغني عنكم؟فقالوا: أقلنا مرتنا هذه،فقال: لا يبلغني عنكم فأقيلكم، قال: فخرجنا من عنده و لم نكد، وهو في ارتياب من أمرنا ، ونحن على خطر ، فبينما نحن في ذلك إذ جاءتنا كتب من عامر بن شهر، أمير همدان ، وذي ظليم ، وذي كلاح وغيرهم من أمراء اليمن،.................
    .............












    انتظروا التتمة..


    [/CENTER]
    Send or Ask me Anything here
    خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
    حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

    [CENTER]

    تعليق

    • الخنســـــاء
      زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
      • Jan 2005
      • 9033

      #17


      يبذلون لنا الطاعة والنصر ، على مخالفة الاسود، وذلك حين جاءهم كتاب رسول الله r يحثهم على مصاولة الاسود العنسي ، فكتبنا اليهم ان لا يحدثوا شيئاً حتى نبرم الامر ، قال قيس: فدخلت على امراته زاذ، فقلت : يا ابنة عمي قد عرفتِ بلاء هذا الرجل عند قومك ، قتل زوجك ، وطأطأ في قومك القتل ، وفضحالنساء، فهل عندك ممالأة – مؤامرة – عليه ؟ قالت: على أي أمر ؟ قلت: إخراجه ، قالت: أو قتله، قلت: او قتله، قالت: نعم ، والله ما خلق الله شخصاً هو ابغض إلي منه، فكا يقوم لله علي حق و لاينتهي له عن حرمة ، فاذا عزمتم اخبروني فاعلموني بما في هذا الامر ، قال: فأخرج فاذا فيروز وداذويه، ينتظراني يريدون أن يناهضوه ، فما استقر اجتماعه بهما حتى بعث إليه الاسود فدخل في عشرة من قومه ، فقال: ألم أخبرك بالحق وتخبرني بالكتابة؟ إنه يقول: يا سوأه ، إن لم تقطع من قيس يده يقطع رقبتك العليا ، حتى ظن قيس أنه قاتله، فقال: انه ليس من الحق ، أن أهلك وانت رسول الله ، فقتلي احب الي من موتات اموتها كل يوم ، فَرَقَ له وامره بالانصراف ، فخرج الى اصحابه فقال: اعملوا عملكم ، فبينما هم وقوف بالباب يشتورون ، إذ خرج الاسود عليهم و قد جمع له مائة ما بين بقرة و بعير ، فقام وخط خطاً و أقيمت من ورائه ، وقام دونها ، فنحرها، غير محبسة ولا معقلة –أي لم يرقدها و يهيئها كما أمر النبي r ، ما يقتحم الخط منها شيء، فجالت إلى أن زهقت أرواحها ، قال قيس: فما رأيت أمراً كان أعظم منه، ولا يوماً أوحش منه ، ثم قال الاسود : أحق ما بلغني عنك يا فيروز؟ لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة ، وأبدى له الحربة ، فقال له فيروز: اخترتنا لصهرك وفضلتنا على الابناء ، فلو لم تكن نبياً ما بعنا نصيبنا منك بشيء ، فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا ؟ فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك ، فأنا بحيث تحب ، فرضي عنه و أمره بقسم لحوم تلك الانعام ففرقها فيروز في اهل صنعاء ، ثم اسرع اللحاق به ، فاذا رجل يحرضه على فيروز و يسعى اليه فيه ، واستمع له فيروز ، فاذا الاسود يقول: انا قاتله غداً و اصحابه ، فاغد عليّ به ، ثم التفت فاذا فيروز ، فقال: مه ، فاخبره فيروز بما صنع من قسم ذلك اللحم ، فدخل الاسود داره، ورجع فيروز الى اصحابه فاعلمهم بما سمع و بما قال وقيل له، فاجتمع رايهم على ان عاودوا المراة في امره ، فدخل احدهم – وهو فيروز- اليها فقالت: إنه ليس من الدار بيت إلا والحرس يحيطون به غير هذا البيت ، فإن ظهره إلى مكان كذا و كذا من الطريق، فإذا أمسيتهم فانقلبوا عليه من دون الحرس وليس من دون قتله شيء ، واني ساضع في البيت سراجاً وسلاحاً فلما خرج من عندها تلقاه الاسود فقال له: ما ادخلك على أهلي ؟ ووجأ رأسه – أمسكها وشد منها - ، وكان الاسود شديداً ، فصاحت المرأة فادهشته عنه – منعته وابعدته- ، ولولا ذلك لقتله ، وقالت: ابن عمي جاءني زائراً

      فقال اسكتي لا أبا لك، لقد وهبته لك، فخرج على أصحابه فقال: النجاء النجاء ، واخبرهم الخبر ، فحاروا ماذا يصنعون ؟ فبعثت المرأة إليهم تقول لهم: لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه ، فدخل عليها فيروز الديلمي فاستثبت منها الخبر ، ودخلوا الى ذلك البيت فنقبوا من داخله بطائن ليهون عليهم النقب من خارج ، ثم جلس عندها جهرة كالزائر ، فدخل الاسود فقال: وما هذا؟ فقالت: انه اخي من الرضاعة ، وهو ابن عمي ،فنهره و أخرجه، فرجع الى اصحابه ، فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا فوجدوا فيه سراجاً تحت جفنة فتقدم اليه فيروز الديلمي والاسود نائم على فراش من حرير ، قد غرق راسه في جسده، وهو سكران يغط، والمرأة جالسة عنده، فلما قام فيروز على الباب أجلسه شيطانه فتكلم على لسانه – وهو نائم مع ذلك يغط – فقال: مالي ومالك يا فيروز؟ فخشي إن رجع يهلك وتهلك المرأة ، فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله ، ثم قام ليخرج الى أصحابه ليخبرهم ، فأخذت المرأة بذيله وقالت: أين تذهب عن حرمتك . فظنت أنها لم تقتله ، فقال: أخرج لأعلمهم بقتله، فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه، فحركه شيطانه فاضطرب، فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره، وأخذت المرأة بشعره، وجعل يبربر بلسانه – أي خلط في كلامه – فاحتزّ الآخر رقبته ، فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس إلى المقصورة، فقالوا : ماهذا؟ ما هذا؟ فقالت المرأة: النبي يوحى إليه ، فرجعوا، وجلس قيس وداذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم، فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين ، فلما كان الصباح قام أحدهم، وهو قيس على سور الحصن فنادى بشعارهم ، فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن، فنادى قيس، ويقال: وبر بن يحسن بالآذان: أشهد أن محمد رسول الله ، وأن عبهلة كذاب ، وألقى إليهم رأسه فانهزم أصحابه و تبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم ، وظهر الإسلام وأهله ، وتراجع نواب رسول الله r إلى أعمالهم وتنازع أولئك الثلاثة في الإمارة ، ثم اتفقوا على معاذ بن جبل يصلي بالناس ، وكتبوا بالخبر إلى رسول الله r ، وقد أطلعه الله على الخبر من ليلته ، كما قال سيف بن عمر التميمي عن أبي القاسم الشنوي عن العلاء بن زيد عن ابن عمر: أتى الخبر إلى النبي r من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا، فقال: قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين ، قيل: ومن؟قال:فيروز فيروز، وقد قيل: إن مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر ، ويقال: أربعة أشهر، فالله أعلم.



      وقال سيف بن عمر عن المستنير عن عروة عن الضحاك عن فيروز : قال: قتلنت الاسود، وعاد أمرنا في صنعاء كما كان إلا أنا ارسلنا معاذ بن جبل فتراضينا عليه، فكان يصلي بنا في صنعا، فوالله ماصلى بنا الا ثلاثة ايام حتى اتانا الخبر بوفاة رسول الله r ، فانتقضت الامور، وانكرنا كثيرا مما كنا نعرف، واضطربت الارض. وقد قدمنا ان خبر العنسي جاء الى الصديق في اواخر ربيع الاول بعد ما جهز جيش اسامة، وقيل: بل جاءت البشارة الى المدينة صبيحة توفي رسول الله r والاول اشهر والله اعلم.

      والمقصود أنه لم يجئهم فيما يتعلق بمصالحهم واجتماع كلمتهم وتاليف ما بينهم والتمسك بدين الاسلام الا الصديق رضي الله عنه .





      هذا واستغفر الله وأتوب إليه ..

      و سيكون استئناف السلسلة بعد

      الإجازة.. إن شاء الله... أذا سمحوا المشرفات



      وذلك لبعض الظروف الملحّة..
      [/CENTER]
      Send or Ask me Anything here
      خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
      حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

      [CENTER]

      تعليق

      • الخنســـــاء
        زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
        • Jan 2005
        • 9033

        #18
        المعاني السامية
        Lunar
        شمس
        *دمعه فرح*
        الفتاة الوردية

        جزاكن الله خيراً
        [/CENTER]
        Send or Ask me Anything here
        خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
        حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

        [CENTER]

        تعليق

        • الخنســـــاء
          زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
          • Jan 2005
          • 9033

          #19
          قتال أهل الردة



          لما توفي رسول الله اشتد الأمر على المسلمين لارتداد العرب وخافوا الإغارة على المدينة بعد أن سير أبو بكر جيش أسامة إذ قد استفحل أمر مُسيلمة و طُليحة واجتمع على طُليحة عوام طيء و أسد ، وارتدت غطفان تبعاً لعينة ابن حصن فانه قال لنبي من الحليفين-يعني أسداً و غطفان- أحب إلينا من نبي من قريش، وقد مات محمد و طليحة حي فاتبعه وتبعته غطفان وكان عيينة من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة.

          وقدمت رسل النبي r من اليمامة و أسد وغيرهما ودفعوا كتبهم لأبي بكر، و أخبروه الخبر عن مسيلمة ، وطليحة ، فعزم أبو بكر على قتالهم واستعد لصد هجمات المغيرين إلى أن يأتي جيش أسامة ، والآن نذكر ما كان من أمر طليحة الذي ادعى النبوة.



          طليحة الأسدي



          طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بم خزيمة كان كاهناً فأسلم ثم ارتد وادعى النبوة في حياة رسول الله ، وظهر في بني أسد واتبعه أفار يق من العرب و نزل سَمِيراء بطريق مكة، فوجه إليه النبي r ضرار ابن الأزور عاملاً على بني اسد، وامرهم بالقيام على من ارتد فضعف امر طليحة حتى لم يبق الا اخذه فضربه به بسيف فلم يصنع فيه شيئاً، فاعتقد الناس ان السلاح لا يؤثر فيه فكثر جمعه، ومات النبي r وهم على ذلك ، واكثر منن تبعه من اسد ، وغطفان ، وطيء ، وفزارة وغيرهم ، وفر ضرار ومن معه إلى المدينة ، وكان طليحة يدعي أن جبريل ياتيه ، وكان يسجع للناس الاكاذيب ، وكان يامرهم بترك السجود في الصلاة يقول: إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ، وتقبيح ادباركم شيئاً فاذكروا الله قياماً فإن الرغوة فوق الصريح ،و أنفذ طليحة وفوده إلى أبي بكر في الموادعة على الصلاة وترك الزكاة ، فأبي أبو بكر وكان لطيحة أخ يدعى جِبَال جعله على فريق من أتباعه ، ولما عرض الوفد على أبي بكر ترك الزكاة قال: والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه.



          الإغارة على المدينة



          توقع أبو بكر الإغارة على المدينة فجعل بعد سير الوفد على أنقاب – جمع نقب وهو الطريق الضيق في الجبل –المدينة عليّاً وطلحة ، والزبير ، وابن مسعود ، والزم اهل المدينة بحضور المسجد خوف الإغارة من العدو لقربهم ، فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة ليلاً ، وخلفوا بعضهم بذي حسّى خرج إليهم أصحاب طليحة بقِرب قد نفخوها وفيها الحبال فدهدهوها على الارض فنفرب ابل المسلمين وهم عليها ورجعت بهم لى المدينة ، ولم يصرع مسلم ، وظن الكفار بالمسلمين الوهن ثم انضم إلى رجال طليحة غيرهم من اصحابه، وبات ابو بكر بالمدينة يعبيء الجيش ثم خرج ليلاً يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرن وعلى مسيرته عبد الله بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرن ، فما طلع الفجر الا وهم والعدو على صعيد واحد ، فقاتلهم المسلمون حتى ولوا مدبرين، واقتفى اثرهم ابو بكر حتى نزل بذي القصة ، وكان ذلك اول الفتح فوضع بها الحامية وعليها النعمان بن مقرن ، وحلف ابو بكر ليقتلن من المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة وازداد المسلمون قوة وثباتاً.

          كانت هذه الموقعة صغيرة ، ولكن كان للنصر الذي احرزه ابوبكر شان كبير ، ووقع عظيم في النفوس ، وقد كان المرتدون يتحدثون فيما بينهم بقلة عدد المسلمين فلو انهم انهزموا لكان الخطب فادحاً، وعلى اثر هذا الانتصار طرقت المدينة الصدقات فانتعش المسلمون وقويت عزيمتهم وكان اول من جاء بالصدقات الى الخليفة وفود بني تميم وبني طيء.
          [/CENTER]
          Send or Ask me Anything here
          خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
          حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

          [CENTER]

          تعليق

          • شروق الامل...
            زهرة لا تنسى "إشراقة الحرف - زهرة الحوار "
            • Oct 2004
            • 10864

            #20
            جزيتي خيرا وبورك فيكِ

            جعل الله كل حرف كتبتيه في ميزان حسناتك

            § •°• رحلتي مع السعادة , ومن أين بدأت وكيف أصبحت , شاركوني فرحتي بها •°• §
            الاستغفار بنية طلب شئ معين !!! ما حكمه ؟

            قصص للمداوميين على الأستغفار وقيام الليل

            http://www.lakii.com/vb/a-6/a-754247/

            أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
            وأتوب إليه


            قال ابن القيّم : إذا أردت أن تعرف قيمتك عند الله فانظر بماذا يشغلك ؟!




            اللهم اغفر للمؤمنيين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


            تعليق

            • الخنســـــاء
              زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
              • Jan 2005
              • 9033

              #21
              عودة أسامة



              سنة 11 هـ (سبتمبر سنة 632م)



              و أخيراً عاد أسامة من غزوته ، وأصبحت المدينة في مأمن من الخطر ، ووزع أبو بكر الغنائم على الناس ، وقد نال أبو بكر ما اراد من ارسال اسامة واعتقد العرب بقوة المسلمين ، ثم ان ابا بكر استفاد من الفرصة التي سنحت له بطرد المرتدين من ذي القصة الى الرَّبذَة واستخلف اسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا واريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم الى ذي القصة وهو قوة صغيرة ، فقال له المسلمون: ننشدك الله يا خليفة رسول الله الا تعرض نفسك فانك ان تصب لم يكن للناس نظام ، ومقامك أشد على العدو فابعث رجلاً فإن أصيب أمّرت آخر، فقال : لا والله لا أفعل و لأواسينكم بنفسي .



              سار أبو بكر إلى ذي حسى، وذيب القصة حتى نزل بالأبرق فاقتتلوا فهزم الحارث ، وعوف ، وأخذ الحطيئة أسيراً، فطارت عبس ، وبنو بكر و أقام أبو بكر على الأبرق أياماً، وغلب على بني ذبيان و بلادهم وحماها لدواب المسلمين وصدقاتهم ، ولما انهزمت عبس وذبيان رجعوا الى طليحة وهو ببزاخة وكان رحل من سَمِيرَاء إليها ، فأقام عليها ، وعاد أبو بكر إلى المدينة.



              إرسال البعوث إلى المرتدين



              شعبان سنة 11هـ (تشرين الأول أكتوبر سنة 632م)



              لما استراح أسامة وجنده وكان قد جاءتهم صدقات كثيرة تفضل عنهم نظم أبو بكر البعوث ، وعقد الألوية فعقد أحد عشراء لواء ، وفيما يلي أسماء القواد ووجهتم :



              1- خالد بن الوليد : سار إلى طليحة بن خويلد الاسدي فاذا فرغ منه سار الى مالك بن نويرة بالبطاح ان اقام له.

              2- عكرمة بن ابي جهل: الى مسيلمة .

              3- المهاجر بن ابي امية : الى جنود العنسي ومعوتة الابناء على قيس بن المكشوح ثم يمضي الى كندة بحضرموت.

              4- خالد بن سعيد: الى مشارف الشام.

              5- عمرو بن العاص : الى قُضاعة ووديعة .

              6- حذيفة بن مِحْصَن الغلفاني: إلى اهل دَبَا .

              7- عرفجة بن هرثمة : إلى مَهَرة.

              8- شرحبيل بن حسنة: في أثر عكرمة بن ابي جهل فاذا فرغ من اليمامة لحق بخيله الى قضاعة.

              9- معن بن حاجز: الى بني سليم ومن معهم من هوازِن.

              10- سويد بن مقرِّن: الى تهامة باليمن.

              11- العلاء بن الحضرمي: الى البحرين.



              هؤلاء هم القادة الذي اختارهم ابو بكر لقتال اهل الردة ، وعقد لكل واحد منهم لواء ومن هذا يتبين أنهم ارسلوا الى جميع العرب الذين كانوا قد ارتدوا، فما اصعب مهمة ابي بكر ومهمة قوادة الذين كلفوا باخضاع المرتدين واعادتهم الى لواء الاسلام ، ولم يبق بالمدينة غير قوة صغيرة ، وبقي ابو بكر في المدينة ولم يبعث عمر بن الخطاب ، وعلي بن ابي طالب ، والزبير مع كفايتهم الحربية ، بل أبقاهم معه لاستشارتهم.
              [/CENTER]
              Send or Ask me Anything here
              خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
              حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

              [CENTER]

              تعليق

              • حنايا الأمل
                كبار الشخصيات
                • Sep 2004
                • 2372

                #22
                جزاكِ الله خيراغاليتي..
                في ميزان حسناتكِ...
                وبورك فيكِ..
                رغم البعد إلا أني لا زلت أحبهـن

                هـم رفقتـي~

                هـم كـل مـا أحتـاج~~

                تعليق

                • الخنســـــاء
                  زهرة لا تنسى - روح المُلـتقى- أنيقة البيان
                  • Jan 2005
                  • 9033

                  #23
                  فصلت الأمراء من ذي القصة ونزلوا على قصدهم فلحق بكل أمير جنده وقد عهد إليهم عهده وكتب إلى مبعث إليه من جميع المرتدين .

                  وهذا نص الكتاب الذي أرسله أبو بكر إلى المرتدين من العرب

                  وأعطى كل أمير نسخة منه:


                  بسم الله الرحمن الرحيم ..



                  من أبي بكر خليفة رسول الله r إلى من بلغه كتابي هذا من عامة وخاصة ، أقام على إسلامه أو رجع عنه ، سلام على من اتبع الهدى ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى ، فاني احمد إليكم الله الذي لا اله إلا هو ، واشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، نقر بما جاء به ونكفر من أبى ونجاهده.



                  أما بعد ، فان الله تعالى أرسل محمدا بالحق من عنده إلى خلقه بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فهدى الله بالحق من أجاب إليه وضرب رسول الله r بإذنه من أدبر عنه حتى صار إلى الإسلام طوعا أو كرها ، ثم توفى الله رسوله r وقد نفذ أمر الله ونصح لامته وقضى الذي عليه ، وكان الله قد بين له ذلك و لأهل الإسلام في الكتاب الذي انزل : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) - الزمر :30 - وقال : ((وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون )) – الأنبياء :34 – وقال للمؤمنين : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )) – آل عمران: 144- ، من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله وحده لا شريك له فان الله له بالمرصاد ، حي قيوم لا يموت و لا تأخذه سنة ولا نوم ، حافظ لأمره ، منتقم من عدوه يجزيه ، واني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم من الله ، وما جاءكم به نبيكم r وان تهتدوا بهداه ، وان تعتصموا بدين الله فان كل من لم يهده الله ضال وكل من لم يعافه مبتلى ، وكل من لم يعنه الله مخذول ، فمن هداه الله كان مهتدياً ومن أضله كان ضالاً ، قال تعالى : (( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )) –الكهف : 17- ولم يقبل منه في الآخره صرف و لا عدل ، وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالإسلام وعمل به اغترارا بالله وجهالة بأمره و إجابة للشيطان ، قال تعالى : (( واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)) – الكهف:50- وقال: ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) –فاطر:6- واني بعثت إليكم –فلانا- في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان و أمرته أن لا يقاتل أحدا ولا يقتله حتى يدعوه الى داعية الله فمن استجاب له واقر وكف وعمل صالحا قبل منه و أعانه عليه ، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك ثم لا يبقي على احد منهم قدر عليه و ان يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة ، وان يسبئ الناس و الذراري و لا يقبل من احد إلا الإسلام ، فمن اتبعه فهو خير له ومن تركه فلن يعجز الله ، وقد امرت رسولي ان يقرا كتابي في كل مجمع لكم ، والداعية الآذان ، فإذا أذن المسلمون فأذنوا كفوا عنهم و إن لم يأذنوا عاجلوهم وان أذنوا اسألوهم ما عليهم فان أبوا عاجلوهم و إن اقروا اقبلوا منهم و احملوهم على ما ينبغي لهم .



                  هذا إعلان عام للمرتدين و قد أمرهم بالخضوع والعودة إلى الإسلام حالا بمجرد الدعوة و إلا كان كل أمير في حل من قتل من أبى و حرقه واستعمال الشدة معه وسبي الذراري - جمع ذرية وهم ولد الرجل - و النساء .



                  وأعطى لكل قائد عهدا بوصية بما يجب عليه أن يتبعه ويسلكه للقيام بالمهمة التي عهد إليه بها وهذا نص العهد :



                  بسم الله الرحمن الرحيم ..



                  هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله r - لفلان- حين بعثه لقتال من رجع عن الإسلام وعهد إليه أن يتقي الله ما استطاع في أمره كله ، سره وعلانيته ، وأمره بالجد في أمر الله من تولى عنه ورجع عن الإسلام إلى أماني الشيطان بعد أن يعذر إليهم فيدعوهم بداعية الإسلام ، فان أجابوه امسك عنهم وان لم يجيبوه شنّ غارته عليهم حتى يقروا له ثم ينبئهم بالذي عليهم و الذي لهم فيأخذ ما عليهم و يعطيهم الذي لهم لا ينظرهم و لا يرد المسلمين عن قتال عدوهم ، فمن أجاب إلى أمر الله عز وجل قبل ذلك منه وأعانه عليه بالمعروف ، إنما يقاتل بالمعروف وإنما يقاتل من كفر بالله على الإقرار بما جاء من عند الله فإذا أجاب الدعوة لم يكن عليه سبيل وكان الله حسيبه بعد فيما استتر به ، ومن لم يجب داعية الله قتل و قوتل حيث كان وحيث بلغ مراغمه لا يقبل من احد شيئا أعطاه إلا الإسلام ، فمن أجابه واقر قبل منه وعلمه ، ومن أبى قاتله ، فان أظهره الله عليه قتل منهم كل قتلة بالسلاح و النيران ، ثم قسم ما أفاء الله عليه إلا الخمس فانه يبلغناه ، و أن يمنع أصحابه العجلة و الفساد ، وان لا يدخل فيهم حشوا حتى يعرفهم ويعلم ما هم لئلا يكونوا عيونا ولئلا يؤتى المسلمون من قبلهم ، وان يقتصد بالمسلمين و يرفق بهم في السير و المنزل و يتفقدهم و لا يعجل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة و لين القول.


                  [/CENTER]
                  Send or Ask me Anything here
                  خالطوا الناس مخالطة ان متم عليها بكوا عليكم وان عشتم عليها حنوا اليكم
                  حللونيلكل بدآيةٍ نهاية ولكل نهايةٍ بدآية و لابد أن يمر يوم تختفي فيه الأسماء ..وتنتهي فيه الكلمات ..يومها لا نتمنى سوى دعاؤكم ..

                  [CENTER]

                  تعليق

                  • ..الغدير..
                    كبار الشخصيات - نبض وعطاء - صاحبة الطرح المتميز
                    • Aug 2005
                    • 13195

                    #24
                    ما شاء الله عليكي .. الله يعطيك العافية على هذا المجهود الطيب.. وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتك..

                    وإذا احتجت مساعدة..أنا مستعدة..

                    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
                    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله





                    تعليق

                    يعمل...