.. وَقفـةٌ || حتـى لا تأثَمِـي ~

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بسمـة
    بصمة عطاء
    • Sep 2010
    • 2049

    .. وَقفـةٌ || حتـى لا تأثَمِـي ~



    الحَمدُ للهِ القائِل : ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ

    وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
    لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ النحل/116-117 ،
    والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ القائِل : (( ومَن كذب علَيَّ متعمِّدًا
    فليتبوأْ مقعدَه من النارِ )) مُتفقٌ عليه .. وبعد ،،

    فسلامُ اللهِ عليكُنَّ ورَحمتُه وبركاتُه ..

    أخواتِنا الحبيبات ()
    أثناءَ تصفُّحِنا للشبكةِ العنكبوتيَّةِ ( الانترنت ) ، قد يُعجِبُنا مَوضوعٌ
    بأحدِ المواقع أو المُنتديات ، فنُفكِّرُ في نقلهِ للمُنتدى .

    لكنْ قبل نقلِهِ ، هل تأكَّدنا مِن خُلُوِّه مِن الأخطاء ؟!
    هل تأكَّدنا مِن صِحَّتِهِ ؟!
    هل تأكَّدنا مِن صِحَّةِ أحادِيثِهِ وخُلُوِّها مِنَ الضَّعيفِ أو الموضوع ؟!

    للأسف ، كثيرٌ مِنَّا يَنقِل دُون تأكُّدٍ أو مُراجَعةٍ للموضوع .
    فقط يقومُ بعَمل ( نَسخٍ ) و ( لَصْق ) .

    لكنْ لتعلَمي - أُختنا الحبيبة - أنَّكِ قد تأثمينَ بنَشرِكِ لهذا الموضوع ،
    إذا كان باطِلاً أو غيرَ صحيحٍ .



    وحتى لا تأثَمِي ، ندعُوكِ للتأكُّدِ مِن صِحَّةِ الأحاديثِ التي تنقلينها ،
    أو تستشهِدينَ بها في موضوعكِ ، مِن خِلال هذا الموقِـع :

    ~ الدُّرَر السَّنِيَّة ~

    وإنْ عَلِمتِ بضَعفِ حَديثٍ ، فلا تنشُريه ، إلَّا على سبيل التَّنبيه ،
    وتوضيحِ ضَعفِهِ .




    وهاكِ مَجموعةً مِنَ الفتاوى المُهِمَّة :







    التعديل الأخير تم بواسطة الثمال; 15-04-2014, 04:38 PM. سبب آخر: بارك الله فيك ……. شعار
  • بسمـة
    بصمة عطاء
    • Sep 2010
    • 2049

    #2
    [ 1 ] هل يُمكِنُ الوثُوقُ بجَميع الأحادِيث ؟


    السؤال :
    هل يُمكِنُ الوثوقُ بجَميع الأحاديث ؟


    الجواب : الحمد لله .
    الأحاديث المنسوبة إلى النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - منها ما هو
    صحيح لا شك في نسبته إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومنها ما
    هو ضَعيفٌ في نِسبته شَكٌّ . والصحيحُ والضعيفُ كلاهما لا يَخفَى على
    أهل العلم ، وقد صُنِّفَت الكُتبُ الصحيحةُ المُشتمِلَةُ على الأحاديثِ الصحيحة ،
    كصحيح البُخاريّ وصحيح مُسلِم ، ومنها ما يَضُمُّ الصحيحَ وغيرَه ، كبَقيَّةِ
    كُتب الحديث .

    وللعُلماء جُهودٌ مُباركةٌ في تمييز الصحيح مِن غَيره ، بحيثُ لا يَخفى الأمرُ
    على صِغار المُتعلِّمين ، فَضلاً عن المُتخصِّصينَ بالسُّنَّةِ .


    الشيخ عبد الكريم الخضير

    الإسلام سُؤال وجواب

    تعليق

    • بسمـة
      بصمة عطاء
      • Sep 2010
      • 2049

      #3
      [ 2 ] مَوقِفُ المُسلِم مِنَ الأحادِيثِ الضَّعِيفةِ ..


      السؤال :
      ما واجبنا تجاه مُصيبة انتشار الأحاديث المَوضوعة ؟

      ما هو دَورنا نحنُ عامَّة الناس أمام انتشار الكَذِب على رسول
      الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ ونريد منكم كلمةً لأولئك الذين
      ينشرون الأحاديثَ دُونَ التَّأكُّدِ مِن صِحَّتِها .

      الجواب : الحَمدُ لله .
      المُسلِمُ الصادق هو الذي يَحرصُ على نقاء الدِّين وصفاء الشريعةِ من
      كل دخيل وغريب ، فقد أكمل الله علينا النعمة ، وأتم لنا المِنَّةَ بهذه
      الشريعة السَّمحة ، وأخذ المِيثاقَ على أهل العِلم أن يُبلِّغُوه للناس ولا
      يكتموه ، وذَمَّ كثيرًا مِن الذين أوتوا الكتاب مِن الأمم السابقةِ حين
      ابتدعوا في دِينهم ما لم يأذن به الله ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم
      تَرِد به ، وفي جَميع ذلك دعوةٌ إلى الحِرص الشديد على ذَبِّ الكَذِب
      عن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومُحاربة كل مَن يتطاول
      عليها بالأحاديث والأحكام المفتراة .

      ولعل الأهم في هذا الشأن هو اقتراح بعض الخُطوات العملية التي
      تُساهِمُ في حصر انتشار الكَذِب على رسول الله - صلَّى الله عليه
      وسلَّم - وتضييق دائرته ، ومن ذلك :

      1- تعريف الناس بخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ،
      وأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق فاعلها أن يذوق العذاب الأليم
      في دركات جهنم ، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
      مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ومسلم (3) .

      2- نشر الكتب التي تعتني ببيان الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ،
      مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الموضوعات "
      للشوكاني ، و "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني ...
      وغيرها .

      3- العناية بمواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن ، ومن أهمها
      موقع "الدرر السنية".

      4- بيان عظيم جناية الأحاديث المنكرة والموضوعة على فكر الأمة
      وثقافتها وتراثها ، وكيف كانت سببا في انحراف الكثيرين عن الجادة ،
      كما كانت سببًا مُباشرًا لانتشار الخُرافة والشطح والغلو ، مع أخذ العِظة
      والعِبرة من الأمم التي حرف دينها ومسخت شريعتها بسبب عدم صيانة
      عُلمائِها لها عن الدخيل والموضوع ، ومثال ذلك في الأديان : النصرانية ،
      وفي الفرق : الرافضة .

      قال الإمام الذهبي رحمه الله :
      ‹‹ فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر بن الخطاب
      رضي الله عنه ، كانوا يُمنَعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد -
      بل هو غَضٌّ لم يشب - ، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب
      والمناكير في زماننا ، مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ؟!

      فبالحري أن نزجر القوم عنه ، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب
      والضعيف ، بل يَرْوون – والله - الموضوعات والأباطيل والمستحيل
      في الأصول والفروع والملاحم والزهد .
      نسأل الله العافية .

      فمَن رَوَى ذلك مع عِلمه ببُطلانه وغَرَّ المؤمنين : فهذا ظالمٌ لنفسِهِ ،
      جانٍ على السُّنَنِ والآثار ، يُستَتاب من ذلك ، فإن أناب وأقْصَر ، وإلَّا
      فهو فاسِقٌ ، كفى به إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِع . وإن هو لم يعلم ،
      فليتورّع ، وليستعِن بمن يُعينُهُ على تنقية مروياته .
      نسأل الله العافية .

      فلقد عَمَّ البلاء ، وشمَلت الغفلة ، ودخل الدّاخل على المحدّثين الذين
      يَرْكَنُ إليهِم المسلمون . فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام ›› انتهى .
      " سير أعلام النبلاء " (2/601) .

      وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
      ‹‹ يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل
      لها ، ثم تنشر بين العامة ، وإني أقول لِمَن نشرها أو أعان على نشرها
      إنَّه آثِمٌ بذلك ، حيث يُضِلّ عن سبيل الله ، يُضِلّ عِبادَ الله بهذه الأحاديث
      المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ،
      ثم تجد بعض الجُهَّال يريدون الخير ، فيظنون أن نشر هذا من الأشياء
      التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو
      لا يدري أن الأمر خطير ، وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام ؛ لأنه
      من الترويع بلا حق ، أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن
      النبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، بل هو موضوع ، هذا أيضاً مُحَرَّمٌ ؛
      لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت ، فيحتسبونه على الله عز وجل ، وهو
      ليس كذلك ، فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا
      مِمَّن افتروا على الله كذباً ليُضِلُّوا الناسَ بغير علم ، وليَعلموا أن الله لا
      يهدي القوم الظالمين ، وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا
      يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ›› انتهى .
      " فتاوى نور على الدرب " ( مصطلح الحديث ) .

      وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله :
      ‹‹ إن مما يحزن ويؤسف ما عمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة
      العلم والخطباء وغيرهم من التساهل في رواية الحديث ، وعدم التثبت
      في صحته ، وكثيرًا ما نسمع من كثير من الخطباء والوعاظ – فضلاً
      عن غيرهم – من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدًا ، ومع ذلك
      يَجزمون بنِسبتها إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقولهم : وقد
      قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، أو : لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم
      ...... وما أشبه ذلك ، وهذه شهادة على الرسول بلا علم ، وجزم بلا
      برهان ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كذب عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ
      مقعده من النار ) . فعمَّت الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين العوام
      لكثرة سماعهم لها من الخطباء والوعاظ ، والله جلّ وعلا أمر بالتثبت
      في الأخبار الجارية بين الناس ؛ فكيف بخبر الرسول صلَّى الله عليه
      وسلَّم ، الذي قوله تشريع وفعله تشريع ؟!

      والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
      ولا يعلم مَن خَرَّجه ولا صحته ، فإذا أردت أن تستفهم منه أو تسأله :
      مَن رواه ؟ وما صحته ؟ أجابك مُبادراً رافعاً رأسه : لا يَضُرُّ جَهالة
      صحته ، هذا من فضائل الأعمال . عجبا ! ( آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى
      اللّهِ تَفْتَرُونَ ) يونس/59 . ولو فرضنا أنها من فضائل الأعمال ؛
      فالأحاديث الموضوعة لا يجوز ذكرها إلا مع بيان أنها موضوعة لا
      تصح عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فبسبب هذا التساهل
      توصل أهل البدع إلى بث بدعهم ونشرها بين الناس ؛ بحجة أنها
      أحاديث فضائل لا بأس بالعمل بها ، مُتناسين أنهم بذلك يشرعون
      للناس بها ؛ لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم ›› انتهى .
      " الإعلام بوجوب التثبت برواية الحديث " (ص/4) .

      ولمزيد الفائدة انظر جواب السؤال رقم : ( 6981 ) ، ( 98780 ) .
      والله أعلم .


      الإسلام سؤال وجواب

      تعليق

      • بسمـة
        بصمة عطاء
        • Sep 2010
        • 2049

        #4
        [ 3 ] حُكمُ نَشر الأحاديث الضعيفةِ والمَوضوعةِ ، والتي يُجهَلُ حالُها ..


        السؤال :
        ..... وما الحُكمُ الشرعيّ فيمَن يُرسِلُ مِثلَ هذا ،

        دُون أن تكونَ مِن مَصدرٍ مَوثوقٍ ودُون تثبُّت ؟

        الجواب : ..... وأما نَشرُ الأشياءِ المنسوبة للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ،
        فمَن كان يَعلمُ وَضعَها ، لا يَجوزُ له نَشرُها إلَّا مع بيان وَضعِها كما قال
        ابنُ الصَّلاح في حُكم الحديث الموضوع : ‹‹ ولا تَحِلُّ رُوايتُه لأحدٍ عَلِمَ
        حالَه في أيِّ مَعنىً كان ، إلَّا مقرونا ببيان وَضعِه ... ›› انتهى .

        وذَكَرَ - رَحِمَه الله - أنَّ أعظمَ الوَضَّاعِين ضَررًا ، هم الذين
        وَضَعُوا الحديث احتسابًا .

        وأمَّا مَن كان يَجهَلُ حالَ الحَديثِ ، فإن كان وَجَدَه في كتابٍ مُعتَمَدٍ مِن
        كُتُب أهل العِلم ، ولم يَجِد تضعيفًا له ، فإنَّه يَجوزُ له نقلُ الحديث منه
        كما ذَكَرَ السيوطيُّ في "تدريب الرَّاوي" ، والأولى أن يَذكُرَ المَرجِعَ ؛
        حتى يَبرَأ مِنَ العُهدة .

        وأما نقلُ ما ينتشِرُ في المنتديات والمواقع ، فيتعيَّنُ الابتعادُ عنه ،
        والاشتغالُ بنشر ما ثبت مِن نُصوص الوَحْيَيْن ، ولا سِيَّما في مجال
        الأذكار والأدعية ؛ إذ ثبت في النُّصوص الكثيرُ مِنَ الأدعية المُستجابةِ ،
        مِثل : الدُّعاء بالاسم الأعظم ، والدُّعاء بدَعوة يُونُس ، وغيرها مِمَّا
        يُغني عن الأحاديثِ المَوضوعةِ والضعيفة .

        فيتعيَّنُ صَرفُ الطاقاتِ لتعلم الثابتِ مِنَ النُّصوص ، وحَضِّ الأُمَّةِ
        على تعلُّمِها والعَمل بها .

        فلا أعظم أثرًا في قلوب العِبادِ مِنَ القُرآن العظيم والسُّنَّةِ الثابتة ....


        الشبكة الإسلامية



        تعليق

        • بسمـة
          بصمة عطاء
          • Sep 2010
          • 2049

          #5
          [ 4 ] حُكمُ روايةِ الحَديثِ المَوضوع ..


          السؤال :
          ما الحُكمُ فيمَن يَقومُ بنَشر أحاديث غير صحيحة

          عن الرسول الكريم مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟

          الجواب : الحَمدُ لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله ، وعلى آلِهِ
          وصَحبِهِ .. أمَّا بعد :

          فإن كان مقصود السائل بقوله ( أحاديث غير صحيحة ) الأحاديث
          المكذوبة على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فإنَّ التَّحديثَ بها لا يَجوزُ
          إلاَّ لبيان أنَّها مكذوبة ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كَذَبَ عليَّ
          مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مقعدَه من النار ) رواه البُخاريُّ ومُسلِمٌ وغيرُهما . وقال
          صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن حَدَّث عَنِّي بحَديثٍ يرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو
          أحد الكاذبين ) رواه مُسلِم .

          وأمَّا إن كان مقصود السائِل الأحاديثَ الضعيفة ، فإنَّ جَماعةً مِن
          أهل الحَديث وغيرهم قد رَخَّصُوا في رواية الحديث الضعيف والعمل
          به في غير العقائد والأحكام ، ومِمَّن نقل عنهم ذلك عبد الرحمَن
          بن مَهدي وابن المُبارك وأحمد بن حنبل وآخرون .

          وذَهَبَ بَعضُ أهل العِلم إلى أنَّه يَجوزُ العَملُ بالحَديثِ الضعيف
          بشُروط ، لا مُطلقًا . وهذا هو الراجحُ إن شاء الله ، وذَهَبَ فريقٌ
          ثالِثٌ إلى منع العمل بالحديث الضعيف مُطلقًا . وراجع الجواب
          رقم : 13202 .
          والله أعلم.


          الشبكة الإسلامية

          تعليق

          • بسمـة
            بصمة عطاء
            • Sep 2010
            • 2049

            #6
            [ 5 ] حُكمُ نَشرِ الأحاديثِ المَكذوبةِ والمَوضوعة ..


            السؤال :
            شيخنا الفاضل ..

            لاحظت على البعض من المسلمين تهاونهم في نشر أحاديث رسول
            الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
            وما آلمني أكثر وأكثر اعتراض بعضهم على نشر حديثٍ يُخالِفُ
            هواه ، ويعتبر هذا إهانةً له ........
            ورغبةً مِنِّي أن يشعر الناس بأهمية هذا الأمر أعرض هنا هذا الحديث ،
            راجيةً منكم شرحَه للجميع ، وبيان أهمية هذه الأمر ، وسياق بعض
            الأحاديث المُؤيِّدة له ....
            رَوَى الامامُ أحمد والبُخاريُّ والترمذيُّ ، عن عبد الله بن عَمرو بن
            العاص – رَضِيَ الله عنهما – قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه
            وسلَّم : ( بلِّغُوا عَنِّي ولو آية ، وحَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج ،
            ومَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .
            وكذلك الإعراض عن سماع النصيحة .

            الجواب : شكر الله سعيكِ أختي الفاضلة .
            وما لحظتيه أختي الفاضلة لَحظتُه .
            وكم أتعجَّبُ من سُرعة انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على
            إمام المتقين صلَّى الله عليه وسلَّم ، في حين أنَّ الأحاديثَ الصحيحة
            لا تنتشِرُ بهذه السُّرعة ، رغم أنَّ في الصحيح غُنيةً عن الضعيف
            والمَوضوع .

            وهل عَمِلنا بما صَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى
            نلجأ إلى الضعيف ؟؟!!

            وأمَّا الحديثُ الموضوعُ ، فلا تَجوزُ رِوايتُه إلَّا لبيان حالِهِ ، والتَّحذير منه .

            وقد تواتر عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَن
            كَذَبَ عليَّ مُتعمّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .

            حتى اختلف العُلَمَاءُ فيمَن كَذَبَ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
            هل يَكفُر بذلك أو لا ؟

            ولا شَكَّ أنَّ هذا يَدُلُّ على خُطورة هذا الأمر ، بل خطورته البالغة .

            وصَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَنْ حَدّث
            عَنِّي بحَديثٍ يُرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو أحدُ الكاذبين ) رواه مُسلِمٌ في المُقدِّمة .

            إذًا ، الأمرُ ليس سَهلاً ، بل هو خَطيرٌ وخَطيرٌ جِدًّا في ترويج الأحاديثِ
            المكذوبة ، والأحاديث التي لم تثبُت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؛
            لأنَّ في نِسبتِها إليه زيادةٌ في الشَّرع .

            والواجِبُ على كُلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ أن لا يكون إمَّعَة ، فلا يُسارع إلى
            نَشر كُلِّ ما يأتيه عبر البريد ، أو ما يُعجِبُه في بعض المواقع حتى
            يتأكَّدُ مِن صِحَّةِ الحَديث ؛ بأن يَبحَثَ عنه ، أو يَسأل عن صِحَّتِهِ .
            فإن لم يَعلَم صِحَّتَه ، فلا ينشره ؛ حتى لا يكونَ أحدَ الكاذبين على
            رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .

            وأمَّا الإعراضُ عن النَّصيحةِ ، فهِيَ مُصيبةٌ ؛ لأنَّ هذا الذي يَرُدُّ
            النصيحةَ ، يُخرِجُ نَفْسَه مِن صِفاتِ المُؤمنين الذين إذا ذُكِّروا
            تذكَّرُوا ، والذين تنفعُهم الذِّكرى .

            أَكَلَ رَجُلٌ عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِشِمَالِه ، فقال
            النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( كُل بيَمينك ) ، قال : لا أستطيع .
            قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( لا استطعتَ ) ما مَنَعَهُ إلَّا الكِبْر .
            قال : فمَا رَفَعَها إلى فِيه . رواه مسلم .

            واللهُ - سُبحانه وتعالى - أعلَمُ .



            الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم


            تعليق

            • بسمـة
              بصمة عطاء
              • Sep 2010
              • 2049

              #7
              ~ طَرفٌ مِن أهميَّةُ عِلمِ الحَديث ~


              السؤال :
              اذكُر طَرفًا مِن أهميَّةِ عِلمِ الحَديثِ ؟


              الجواب : عِلمُ الحديثِ مِن أجلّ العلوم الشرعيَّةِ ، إنْ لم يكن أَجَلَّها ،
              فعليه وبِهِ تَقومُ سائِرُ العُلوم الشرعية ، ومَن لم يكن عِنده إلمامٌ به
              أخطأ ، وأوقع غيرَه في الخطأ ، وانحرف عن النَّهجِ السَّديد مِن حيثُ
              يَشعُرُ ، ومِن حيثُ لا يَشعُر ، سَواءٌ كان مُفسِّراً أو فَقيهًا أو أُصُولِيًّا
              أو واعِظًا أو مُؤرِّخًا .

              * فقد تَجِدُ مُفسِّراً مِنَ المُفسِّرينَ يُفسِّرُ آياتٍ مِن كتاب الله ، ويَجتهِدُ
              في تفسيرها غايةَ الاجتهاد ، إلَّا أنَّه جانَبَ الصوابَ بعد الاجتهادِ كُلِّه ؛
              وذلك لأنَّه بَنَى تفسيرَه للآياتِ على أحاديث ضعيفة ، أو مَوضوعة ،
              أو أثرٍ لا يثبُت عن قائِلِهِ .

              * وقـد تَجِدُ فقيهًا يَصُولُ ويَجُولُ في مَسألةٍ فِقهيَّةٍ لِتَحريرها ، ويُحاولُ
              - قَدْرَ جُهده - الوصُولَ إلى الصوابِ فيها ، ولكنَّه لا يُوفَّق ؛ لأنَّه بَنَى
              رأيَه فيها على حَديثٍ ضَعيفٍ ، وهو لا يَشعُر .

              * وكذلك بالنسبةِ لأهل الأصُول ، تَجِدُ فيهم ـ مثلاً ـ أُصُولِيًّا يُؤَصِّلُ
              قاعِدةً مِن القواعـد التي تُبنَى عليها الأحكام ، وتُؤَسَّسُ عليها مَسائِل
              مِن الدِّين ، يُؤصِّلُها على حَديثٍ ضَعيفٍ ، فتأتي القاعِدةُ وما رُكِّبَ
              عليها بضَررٍ على الدِّين أكثر مِنَ النَّفع الذي رجاه مُؤسِّسُها
              ومُؤصِّلُها .

              * وما أكثر هذا في الوُعَّاظِ ، الذين يزعمون أنَّهم يُقرِّبون الناسَ إلى
              رَبِّهم ، ولا يَشعُرونَ أنَّهم يَكذبون على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه
              وسلَّم ، ويَتَقّوَّلُون عليه ما لم يَقُل ، بل ويَكذِبون على الله عَزَّ وجَلَّ ؛
              إذ ينسبون إليه ما لا يُحصَى مِمَّا لم يَقُله - سُبحانه - مِنَ الأحاديثِ
              القُدُسِيَّة (1) ، بَعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعِدَ أهل السُّنَّةِ
              والجَمَاعة ، وأصول الدِّين مِنَ الكتاب الحكيم والسُّنَّةِ النبويَّةِ المُطَهَّرَة ،
              فضلاً عمَّا فيه مِن وَصفِ الرَّبِّ - سُبحانه - بما لم يَصِف به نَفْسَهُ ،
              فلا يَبتعِدُونَ بأفعالِهم هذه عن الوقوع تحت طائلةِ قولِهِ تعالى : ﴿ فَمَنْ
              أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
              الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنعام/144 .

              * أما المُؤرِّخُون ، فحَدِّث ولا حَرَج ، فقد قَلَّ فيهم الصَّالِحون ، وفشا
              فيهم الكَذِب ، فزَوَّرُوا التاريخَ ، وزَيَّفُوا الحقائِقَ ، وشَوَّهُوا جَمالَ سِيرةِ
              النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - بما اختلقوه فيها ونَسَبُوه إليها ، فكان
              عِلمُ الحديثِ الحَكَمَ في ذلك كُلِّه ، فجَزَى اللهُ أهلَهُ خيرَ الجَزاءِ ؛ إذ نافَحُوا
              عن سُنَّةِ نَبِيِّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وصَحَّحُوا مَساراتِ العُلوم الشَّرعِيَّة ،
              ونَظَّفوا سُقياها مِن كُلِّ شائبةٍ ودَخيلةٍ ، فعَظَّمَ اللهُ أجرَهم ، وغَفَرَ زلَّاتِهم ،
              ورَفَعَ درجاتِهم ، وأسكنهم فسيحَ الجِنَان .


              الشيخ / مُصطفى العَدوي



              ________________________

              (1) انظر كتاب : " ضعيف الأحاديث القدسية " لأخينا أحمد العيسوي حفظه الله .



              تعليق

              • الثمال
                رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
                • Mar 2002
                • 44054

                #8
                جزاك الله خيرا يالغالية
                موضوعك قيم ورائع
                والجميع بحاجة ماسة له

                تعليق

                • إيمان~}
                  مشرفة ركني روضة السعداء ودار لك للتحفيظ
                  • Oct 2006
                  • 8790

                  #9
                  بوركتِ غاليتي
                  موضوع رائع





                  تعليق

                  يعمل...