رسائل من الشيخ..

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلمة
    النجم الفضي
    • Feb 2002
    • 2928

    رسائل من الشيخ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخوتي في الله هذه البداية من سلسلة دروس او رسائل يكتبها لكم ( اي لتُنشَر على صفحات الانترنت) الشيخ خالد السبع العلمي* ================================================== ===
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسائل من القلب
    ( نفحات رمضانية 1 )
    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .

    ( يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ و لا تَمُوتُنَّ إلا و أَنْتُم مُسْلِمُون )
    ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَفْسٍ وَاحِدَة وَ خَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَ بَثَ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَ نِسَاءً ، وَ اتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأرحَام ، إنَّ الله كَانَ عَلَيكُم رَقِيبَاً )
    ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَ قُولُوا قَولاً سَدِيدَاً ، يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم ، وَ مَن يُطِعِ الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزَاً عَظِيمَاً )
    أما بعد …
    فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
    بهذه الكلمات الطيبات النافعات الآمرات بتقوى الله حتى الموت و مع كل الخلق ، و بيان أن ذلك يكون باتباع هدي خير الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، و أن ما سوى ذلك بدعة و ضلالة .
    بهذه الكلمات الموجزات أبدأ هذه الرسائل المتوالية – إن شاء الله تعالى – سائلاً المولى أن تكون رسائل خير لي و للقارئين و لمن أعان على ذلك .
    و بما أن البدء بنشر هذه الرسائل يناسب مطلع شهر رمضان المبارك من عام 1424 ه ، فيناسب أن نتكلم عن هذا الركن ، الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين و الصلاة .
    كيف لا و الصوم فضيلة عظيمة ، و خصِّيصة ليست لغيره من العبادات حيث أن الله عزّ و جلّ نسبه لنفسه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي :
    " الصوم لي و أنا أجزي " – متفق عليه –
    و قد فُضِّل الصوم لمعنيين :
    أحدهما أنه سرّ و عمل باطنٌ لا يراه الخلق و لا يدخله الرياء
    الثاني أنه قهر لعدو الله لأن وسيلة العدو الشهوات و إنما تقوى بالأكل و الشرب ( *1 )
    و الصوم لغةً : الإمساك و الكفّ عن الشيء ، منه قوله تعالى : ( إنِّي نَذَرتُ لِلرَحمَنِ صَومَاً ) … أي إمساك عن الكلام .
    أما الصوم في الشرع ، فهو الإمساك بنية طاعة الله عن الطعام و الشراب و سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .
    و قد فرضه الله تعالى على عباده في السّنة الثانية من الهجرة ، رحمةً بهم و مدرسة تعلمهم الصبر و النظام و القدرة على التّحمل و مجاهدة النّفس ، و … مما يوصل للتقوى ، و هو الغاية الأسمى من الصوم كما قال تعالى :
    ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُون )
    و إذا وصل الإنسان إلى التقوى فقد وصل إلى كل خير ، إلى الهدى و المحبة و الولاية و المخرج من الهم و الغم ، و الرزق من حيث لا يحتسب و تيسير الأمور و إعظام الأجور و الفلاح … و أخيراً و ليس آخراً دخول الجنة كما قال تعالى :
    ( إنَّ لِلمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِم جَنّاتِ النّعِيم ) … و الآيات في هذا المعنى كثيرة .
    إذا فالصوم يوصل للتقوى ، و التقوى توصل للجنّة . و لكن أي الصوم هو الموصل لذلك ؟ هذا ما سنذكره بعونه تعالى في الرسائل القادمة … و الله الميسر و هو وليُّ التوفيق
    ( *1 ) انظر منهاج القاصدين ص 35


    كتبه الشيخ خالد السبع العلمي
    *خريج الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة كلية الحديث ،
    و هو من علماء طرابلس / الشام
  • مسلمة
    النجم الفضي
    • Feb 2002
    • 2928

    #2
    رسائل من القلب
    ( نفحات رمضانية 2 )
    الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى و بعد …
    وصلنا في رسالتنا السابقة إلى أن الصوم يوصل للتقوى – كما نص عليه ربُّنا سبحانه – حيث قال تعالى :
    ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُون )
    فبيّن الله تعالى لعباده حكمة إيجاب الصّوم عليهم بقوله( لَعَلَّكُم تَتَّقُون )أي لعلكم تنتظمون في سلك المتّقين .
    فإن الصيام مدرجة إلى تقوى الله عز وجل من حيث إن الصائم يمنع نفسه عن هواها تعظيماً لأمر مولاه و تعرض له كل رغبة من أكل نفيس و شراب لذيذ و نحو ذلك فيمتنع عنه مع شدة توقه له تعظيماً لأمر من هو مطّلع عليه وناظر إليه فيعتاد على مخالفة النفس فإذا تعاهدها بين رمضان و رمضان بالصوم أحياناً ، ربما تصير ملكة راسخة فينتظم في سلك المتقين و يكون من ورثة جنة النعيم كما قال تعالى : ( تِلكَ الجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيَّا )
    فللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة و القوى الباطنة ، ففيه استفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها .
    فالصوم يحفظ على القلب و الجوارح صحتها و يعيد إليها ما استلبته منها أيادي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى .
    و اعلم أخي أن المعاصي تعود إلى الغفلة و الشهوة و الغفلة على نوعين :
    غفلة عن عظمة الله ، و لذا قيل : لا تنظر إلى صِغَرِ المعصية و انظر إلى عظمة من عصيت .
    و غفلة عن عقاب الله الشديد .
    و أما الشهوات فهي كثيرة و أهمها : شهوة البطن و شهوة الفرج . و الصوم يعالج ذلك كله ، فهو يعين الإنسان على مراقبة الله تعالى في كل أعماله ، كيف لا و المسلم ينظر إلى الطعام و الشراب أمامه و نفسه تشتهيه و لكنه يمتنع عن ذلك خوفاً من الله و من عقابه و طمعاً في رضوانه تعالى و في جنّته ؟
    بهذا المعنى يكون الصوم دافعاً قوياً و نوراً مضيئاً يسطع ضوءه فينير الدرب أمام المسلم فيسلك هذا الطريق ، طريق الحق ، طريق الخير ، طريق الهداية و التقوى .
    و بالصوم كذلك – أخي – نعالج الشهوات ، فهي قائمة على قوة البدن المستمد شدته من الطعام ، فبالصوم نمنع المادة المغذية له ، مما يضعفه فيرتد على صاحبه حيث يستطيع أن يسيطر على نفسه فإن استمر على ذلك تحصّلت له ملكة تعينه على الإمساك بزمام نفسه و تسييرها في الجهة التي ترضي الله تعالى ، و من هنا نفهم كيف أن الصوم يؤدي إلى لتقوى .
    و مع ما في الصوم من فضائل و خير إلا أن الله تعالى برحمته لم يترك عباده هملاً بل يسّر لهم ما يعينهم على تحقيق التقوى بالصوم و ذلك ب :
    فتح أبواب الجنّة و إغلاق أبواب النيران و تصفيد الشياطين كما قال صلى الله عليه و سلم :
    " إذا دخل شهر رمضان : فتحت أبواب السماء ، و غلّقت أبواب النيران ، و سلسلت الشياطين " – متفق عليه -
    ونتابع إن شاء الله في الرسالة القادمة .

    كتبه الشيخ خالد السبع العلمي

    تعليق

    • مسلمة
      النجم الفضي
      • Feb 2002
      • 2928

      #3
      رسائل من القلب
      ( نفحات رمضانية 3 )
      بعد ما يسر الله تعالى لنا الكلام عن معنى الصوم و الحكمة من فرض الله تعالى له على عباده – و أن ذلك هو التقوى – نقول :
      كيف يستقبل الناس هذا الشهر ؟
      قال تعالى : ( و إِن تُطِع أَكْثَرَ مَن فِي الأرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيل الله )
      أخي الكريم لو تأملت في حال العالم الإسلامي و يا للأسف وجدت العجب العجاب و البون الشاسع بين الواقع وبين الصواب . فللناس في هذه الأيام ألوان و أشكال في استقبال هذا الشهر العظيم :
      - فمنهم من يستقبله بالاحتفالات و الأغاني الشعبية
      - و منهم من يستقبله بإعداد برامج السهرة من أفلام و مسلسلات مليئة بالتبرج و السفور بل و الفجور
      - و منهم من يستقبله بإعداد الأغاني … و اللقاءات مع المطربين و المطربات و الممثلين و الممثلات …
      - و منهم من يستقبله بالنزول إلى الأسواق - شر البقاع في الأرض – و يمضي فيها الأوقات الطويلة لشراء ألوان الطعام و الشراب و غير ذلك
      كل ذلك يحدث لاستقبال رمضان شهر الصّيام و شهر القرآن ، شهر القيام ، شهر الطاعة و التوبة و الإنابة ، ويكأن هذا الشهر شهر أكل و شرب و نوم في النهار و سهر على المعاصي في الليل …
      لهؤلاء نقول :
      يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
      أتطلب الربح فيما فيه خُسرانُ
      أقبل على النّفس و استكمل فضائلها
      فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
      إن علمنا أن هذه الطرق من استقبال رمضان طرق شيطانية لا ترضي الرحمن و لا تقرّب من الجنان .
      فكيف إذا نستقبل هذا الشهر ؟
      نوجز ذلك بعدة أمور :
      1-الصوم الصحيح ، و هو الصوم ليس عن الطعام و الشراب فقط بل عن كل ما حرّم الله تعالى من الأقوال و الأفعال كما قال صلى الله عليه و سلم : " من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل ، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه و شرابه " – رواه البخاري –
      و قال صلى الله عليه و سلم : " الصّوم جنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يفسق و لا يجهل ، فإن سابّه أحدٌ فليقل إنّي صائم " – متفق عليه –
      2-القيام لله تعالى بالصلاة و التّهجد كما قال صلى الله عليه و سلم : " من قام رمضان إيماناً و احتساباً ، غفر له ما تقدّم من ذنبه " – متفق عليه –
      3-الصّدقة على الفقراء و المساكين و غيرهم من المحتاجين ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود النّاس و كان أجود ما يكون في رمضان .
      4-تفطير الصّائمين ، قال صلى الله عليه و سلم : " من فَطّرَ صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " – رواه أحمد و النّسائي و هو صحيح –
      5-قراءة القرآن و الاجتهاد في تلاوته – و لعلنا إن شاء الله تعالى نفرد رسالة أو أكثر في كيفية قراءة القرآن حسبما كان يقرؤه السلف الصالح –
      6-الحرص على الصلوات في المساجد ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبعٍ و عشرين درجة " – متفق عليه –
      7- الجلوس في المسجد من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين بعد ارتفاعها كما قال صلى الله عيه و سلم : " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجّة تامّة تامّة تامّة " – رواه الترمذي و هو حديث حسن –
      8-الإكثار من الدعاء و الاستغفار
      9- الاعتكاف للقادر عليه
      و في الختام نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين الخالصين المخلصين و أن يجعلنا في شهر الخير من عباده الصالحين الذين يعينهم على طاعته حتى يرضى عنّا ، و يغفر لنا و يدخلنا فسيح الجنان . اللهم آمين آمين .

      كتبه الشيخ خالد السبع العلمي

      تعليق

      • مسلمة
        النجم الفضي
        • Feb 2002
        • 2928

        #4
        * ملاحظة:
        -------------
        هذه كانت ثلاث رسائل مما كتبه الشيخ..

        و نُقلت الى الانترنت بواسطة بعض طلبة العلم.. و بعلم من الشيخ و موافقته
        و من باب استخدام وسيلة الانترنت لنشر مثل هذا الخير...

        و قد يكون هنالك رسائل أخرى بعد رمضان.. ان شاء الله

        تعليق

        يعمل...