بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي في الله هذه البداية من سلسلة دروس او رسائل يكتبها لكم ( اي لتُنشَر على صفحات الانترنت) الشيخ خالد السبع العلمي* ================================================== ===
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل من القلب
( نفحات رمضانية 1 )
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ و لا تَمُوتُنَّ إلا و أَنْتُم مُسْلِمُون )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَفْسٍ وَاحِدَة وَ خَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَ بَثَ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَ نِسَاءً ، وَ اتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأرحَام ، إنَّ الله كَانَ عَلَيكُم رَقِيبَاً )
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَ قُولُوا قَولاً سَدِيدَاً ، يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم ، وَ مَن يُطِعِ الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزَاً عَظِيمَاً )
أما بعد …
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
بهذه الكلمات الطيبات النافعات الآمرات بتقوى الله حتى الموت و مع كل الخلق ، و بيان أن ذلك يكون باتباع هدي خير الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، و أن ما سوى ذلك بدعة و ضلالة .
بهذه الكلمات الموجزات أبدأ هذه الرسائل المتوالية – إن شاء الله تعالى – سائلاً المولى أن تكون رسائل خير لي و للقارئين و لمن أعان على ذلك .
و بما أن البدء بنشر هذه الرسائل يناسب مطلع شهر رمضان المبارك من عام 1424 ه ، فيناسب أن نتكلم عن هذا الركن ، الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين و الصلاة .
كيف لا و الصوم فضيلة عظيمة ، و خصِّيصة ليست لغيره من العبادات حيث أن الله عزّ و جلّ نسبه لنفسه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي :
" الصوم لي و أنا أجزي " – متفق عليه –
و قد فُضِّل الصوم لمعنيين :
أحدهما أنه سرّ و عمل باطنٌ لا يراه الخلق و لا يدخله الرياء
الثاني أنه قهر لعدو الله لأن وسيلة العدو الشهوات و إنما تقوى بالأكل و الشرب ( *1 )
و الصوم لغةً : الإمساك و الكفّ عن الشيء ، منه قوله تعالى : ( إنِّي نَذَرتُ لِلرَحمَنِ صَومَاً ) … أي إمساك عن الكلام .
أما الصوم في الشرع ، فهو الإمساك بنية طاعة الله عن الطعام و الشراب و سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .
و قد فرضه الله تعالى على عباده في السّنة الثانية من الهجرة ، رحمةً بهم و مدرسة تعلمهم الصبر و النظام و القدرة على التّحمل و مجاهدة النّفس ، و … مما يوصل للتقوى ، و هو الغاية الأسمى من الصوم كما قال تعالى :
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُون )
و إذا وصل الإنسان إلى التقوى فقد وصل إلى كل خير ، إلى الهدى و المحبة و الولاية و المخرج من الهم و الغم ، و الرزق من حيث لا يحتسب و تيسير الأمور و إعظام الأجور و الفلاح … و أخيراً و ليس آخراً دخول الجنة كما قال تعالى :
( إنَّ لِلمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِم جَنّاتِ النّعِيم ) … و الآيات في هذا المعنى كثيرة .
إذا فالصوم يوصل للتقوى ، و التقوى توصل للجنّة . و لكن أي الصوم هو الموصل لذلك ؟ هذا ما سنذكره بعونه تعالى في الرسائل القادمة … و الله الميسر و هو وليُّ التوفيق
( *1 ) انظر منهاج القاصدين ص 35
كتبه الشيخ خالد السبع العلمي
*خريج الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة كلية الحديث ،
و هو من علماء طرابلس / الشام
اخوتي في الله هذه البداية من سلسلة دروس او رسائل يكتبها لكم ( اي لتُنشَر على صفحات الانترنت) الشيخ خالد السبع العلمي* ================================================== ===
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل من القلب
( نفحات رمضانية 1 )
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ و لا تَمُوتُنَّ إلا و أَنْتُم مُسْلِمُون )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَفْسٍ وَاحِدَة وَ خَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَ بَثَ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَ نِسَاءً ، وَ اتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأرحَام ، إنَّ الله كَانَ عَلَيكُم رَقِيبَاً )
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَ قُولُوا قَولاً سَدِيدَاً ، يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم ، وَ مَن يُطِعِ الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزَاً عَظِيمَاً )
أما بعد …
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
بهذه الكلمات الطيبات النافعات الآمرات بتقوى الله حتى الموت و مع كل الخلق ، و بيان أن ذلك يكون باتباع هدي خير الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، و أن ما سوى ذلك بدعة و ضلالة .
بهذه الكلمات الموجزات أبدأ هذه الرسائل المتوالية – إن شاء الله تعالى – سائلاً المولى أن تكون رسائل خير لي و للقارئين و لمن أعان على ذلك .
و بما أن البدء بنشر هذه الرسائل يناسب مطلع شهر رمضان المبارك من عام 1424 ه ، فيناسب أن نتكلم عن هذا الركن ، الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين و الصلاة .
كيف لا و الصوم فضيلة عظيمة ، و خصِّيصة ليست لغيره من العبادات حيث أن الله عزّ و جلّ نسبه لنفسه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي :
" الصوم لي و أنا أجزي " – متفق عليه –
و قد فُضِّل الصوم لمعنيين :
أحدهما أنه سرّ و عمل باطنٌ لا يراه الخلق و لا يدخله الرياء
الثاني أنه قهر لعدو الله لأن وسيلة العدو الشهوات و إنما تقوى بالأكل و الشرب ( *1 )
و الصوم لغةً : الإمساك و الكفّ عن الشيء ، منه قوله تعالى : ( إنِّي نَذَرتُ لِلرَحمَنِ صَومَاً ) … أي إمساك عن الكلام .
أما الصوم في الشرع ، فهو الإمساك بنية طاعة الله عن الطعام و الشراب و سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .
و قد فرضه الله تعالى على عباده في السّنة الثانية من الهجرة ، رحمةً بهم و مدرسة تعلمهم الصبر و النظام و القدرة على التّحمل و مجاهدة النّفس ، و … مما يوصل للتقوى ، و هو الغاية الأسمى من الصوم كما قال تعالى :
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُون )
و إذا وصل الإنسان إلى التقوى فقد وصل إلى كل خير ، إلى الهدى و المحبة و الولاية و المخرج من الهم و الغم ، و الرزق من حيث لا يحتسب و تيسير الأمور و إعظام الأجور و الفلاح … و أخيراً و ليس آخراً دخول الجنة كما قال تعالى :
( إنَّ لِلمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِم جَنّاتِ النّعِيم ) … و الآيات في هذا المعنى كثيرة .
إذا فالصوم يوصل للتقوى ، و التقوى توصل للجنّة . و لكن أي الصوم هو الموصل لذلك ؟ هذا ما سنذكره بعونه تعالى في الرسائل القادمة … و الله الميسر و هو وليُّ التوفيق
( *1 ) انظر منهاج القاصدين ص 35
كتبه الشيخ خالد السبع العلمي
*خريج الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة كلية الحديث ،
و هو من علماء طرابلس / الشام
تعليق