التواضع و الكبر " سلسلة هيا بنا نحيا بمكارم الأخلاق "

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت النيل 4
    مساعدة مشرفة روضة السعداء
    • Jul 2009
    • 9705

    التواضع و الكبر " سلسلة هيا بنا نحيا بمكارم الأخلاق "















    قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام
    " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
    صححه الألباني


    أخوتى فى الله
    إن من مكارم وفضائل الاخلاق التى يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة فضيلة :
    التواضع





    التواضع عكس الكبر

    والتواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس
    بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه
    وقد أمرنا الله تعالى بالتواضع

    قال تعالى:
    { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
    الشعراء: 215
    أي تواضع للناس جميعًا
    وقال تعالى:
    { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
    القصص: 83

    قال تعالى :
    {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }
    لقمان: 18

    والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة منها:

    أن السيدة عائشة رضي الله عنها سئلت: ما كان النبي يصنع في أهله؟
    فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم) فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة.

    رواه البخاري

    وكان يحلب الشاة ويخيط النعل ويرقع الثوب ويأكل مع خادمه
    ويشتري الشيء من السوق بنفسه ويحمله بيديه ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه
    ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد
    وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر


    وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة دخلها صلى الله عليه وسلم
    خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين حتى إن رأسه صلى الله عليه
    وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته
    ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم:

    (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
    [سيرة ابن هشام]






    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ( وما تواضع أحد لله الا رفعه الله)
    رواه مسلم

    وقال ايضا صلى الله عليه وسلم :
    (ان الله اوحى اليَ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد)

    وعن أمنا عائشة رضى الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    (إنكم لتغفلون عن افضل العبادة التواضع)

    واذا تأملنا هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعامله تجد خير تطبيق حيوشاهد على خُلق التواضع
    كان يجلس مع الصغير والكبير والشريف وغيره ويحادث الأطفال ويسير مع الجارية الصغيرة حتى تنهي حديثها

    وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا وأسوتنا الذي يجب ان نحاكي هديه ونستبن به
    وتذكر دوما ان المكان المنخفض دوما هو أكثر البقاع ماء

    لقد خير الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا
    أو ملكًا رسولا فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا تواضعًا


    وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
    لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
    وكما قيل: تاج المرء التواضع.


    وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع فقال:
    أن تخضع للحق وتنقاد إليه ولو سمعته من صبي قبلته ولو سمعته من أجهل الناس قبلته


    من أنواع التواضع:

    والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين

    - فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه ويخضع له سبحانه
    ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه


    - ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه
    فيقتدي به في أدب وطاعة ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.


    - و يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم وأن يعرف حقوقهم
    ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره






    التواضع
    عكس الكبر


    إن من الأخلاق الرديئة والذنوب العظيمة والأدواء الدفينة داء الكبر والتكبر
    ذلك الداء الذي يجعل المرء يعيش الوهم بكل معانية يحسب بسببه المرء نفسه في أعين الناس عظيما وهو عندهم حقير ذليل لتكبره

    والكبر داء له آثاره الوخيمة المدمرة التي من أبرزها:


    - ومن الناس من يتكبر بعلمه ويحتقر غيره ويغضب إذا رده أحد أو نصحهفيهلك نفسه ولا ينفعه علمه

    - ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.

    - ومن الناس من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيعجب بقوته ويغتر بهاويعتدي ويظلم فيكون في ذلك هلاكه ووباله.

    - ومنهم من يتكبر بكثرة ماله فيبذر ويسرف ويتعالى على الناسفيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله








    جزاء المتكبرين:

    حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال:
    (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
    مسلم وأبو داود والترمذي

    وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    (بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه)
    إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة)

    متفق عليه

    ويقول صلى الله عليه وسلم:
    (يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجاليغشاهم الذل من كل مكان
    فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال)

    الترمذي

    ويقول صلى الله عليه وسلم :
    (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه)
    البخاري

    فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبرعلى أحد
    مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه فإن التواضع من أخلاق الكرام والكبر من أخلاق اللئام



    وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
    قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسناً
    قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس"



    والجزاء من جنس العمل فإن المتكبر المحتقر للناس يحشره الله تعالى يوم القيامة تحت أقدامهم
    فهو أقل قدراً منهم بل هو تحت أرجلهم تحقيراً له جزاءً على استعلائه وتكبره

    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان
    فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار، طينة الخبال"


    والكبر هوشعور الإنسان بعظمة نفسه عجب وتعاليه على غيره

    يقول رب العالمين فى محكم كتابه
    قال تعالى:
    {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُول}
    لقمان

    ويقول ربنا فى الحديث القدسى الذى بلغ عنه رسول الله
    عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


    قال الله عز وجل :
    (الكبرياء ردائي ، و العزة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيه في النار)
    صحيح رواه مسلم

    وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في ذمِ الكبر وتعريفه

    (لا يدخل الجنّة من كان في قبله مثقال ذرةٍ من كبر)
    رواه مسلم


    وعدم التواضع لعباد الله والتكبر عليهم يجعل صاحبه مع ابليس فى جهنم الذى تكبرعلى طاعة الله
    ومع فرعون الذى تكبر على الإيمان باللهومع قارون الذى قال :
    قال تعالى :
    (قَالَ إِنّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىَ عِلْمٍ عِندِيَ .. الاية)
    القصص







    وهنا أذكر كل أخت لى فى المنتدى تجد أن نجمها قد سطع ونالت تكريم او وسام او اطراء
    أو مرتبة أن هذا على علم عندها لا بل هو بفضل الله و توفيقه


    كان فضيلة الإمام مولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى اذا احس بعجب فى نفسه من شدة اعجاب الناس به وحبهم له
    دخل إلى دورة مياة أول مسجد فى طريق وخلع ملابسه وقام ينظفها من الاقذار
    حتى يكسر الزهو والعجب عن نفسه ولا يقترب والعياذ بالله من الكبر

    وكان يقول صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتواضعين وإمام المتقين:
    (اللهم أحييني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين)
    رواه الترمذي وابن ماجة


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر»
    رواه مسلم



    اللهم اصرف عنا سيء الأخلاق ومنكرات الصفات
    وأجعل التواضع من سماتنا وباعد بيننا وبين الكبر والخيلاء

    آمين
    اللهم وصل وسلم وبارك على نبينا محمد معلم البشرية أجمعين
    وعلى آله وصحبه أجمعين

    ولنا لقاء قادم بمشيئة الله





    التعديل الأخير تم بواسطة السهى; 17-11-2012, 08:05 AM. سبب آخر: اضافة شعار// بارك الله فيك غاليتي
  • السهى
    كبار الشخصيات
    • Jun 2007
    • 11941

    #2



    ::

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
    بوركتــــِ غاليتي..
    موضوع غاية في الاهمية .. وخصوصاً في زماننا هذا ..
    فللأسف اصبح في واقعنا الكثير من النفوس المتكبره ، وهذا شىء مؤلم
    والكبر كما جاء في القرآن الكريم ، أنه من أخلاق الكفار ، والتواضع من أخلاق الأنبياء والصالحين لأن الله تعالى وصف الكفار بالكبر فقال:
    (..إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ..)الصافات:35.
    وقال سبحانه : (.. إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ..)النحل:23.

    ***

    كيفية علاج الكبر واكتساب التواضع..

    تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في الأمر بالتواضع للحق والخلق، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم العاجل، كما تكاثرت النصوص
    كالنهي عن الكبر والتكبر والتعاظم وبيان عقوبة المتكبرين..
    فبأي شيء يكون علاج الكبر واكتساب التواضع؟


    لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و (..من تواضع لله درجة رفعه الله درجة.. )[1]..
    ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية -
    قال رجل:
    (..يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
    (.. إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس.. )
    [2]
    بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، وغمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه
    وإما لوظيفته، وإما لأسباب أخرى يتخيلها، وقد يكون فقيراً، في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
    (..
    ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر.. )[3]
    عائل أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال والغنى، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له.
    أما التواضع فهو لين الجانب، وحسن الخلق، وعدم الترفع على الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم:
    (..إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً.. )[4]،
    (.. البر حسن الخلق.. )[5]
    فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال، وأعطاه الوظيفة، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك، يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر،
    لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك، بل يتذكر أن هذه من نعم الله، وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه، وألا يتكبر على
    إخوانه ويترفع عليهم، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة
    وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
    (.. الكبر بطر الحق وغمط الناس.. )[6]
    يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم
    أو ما أشبه ذلك. وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة، وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا،
    وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه، وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر


    من مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
    التعديل الأخير تم بواسطة الثمال; 16-11-2012, 03:33 PM. سبب آخر: جزاك الله خيرا ,,,,, شعار

    ربيُ إنِ بين‘ ( ضلوعِـِـِـِيّ ) . . آمنيةةِ ,
    . . . . . . . يتمنإهآ : قلبيُ وَ روححيْ وَ عقليِ !
    ربيَ آن " أمنيتيْ " تنبضض‘ بين قلبَ هوِ ملڪكّ . . . ‘
    فلآ تحرمني منِ فرحهہِۧ تحقيقههإ’ :/
    فأنتْ آلوحييد , إلذيُ آذإ قققآلَ لشيُ : ڪنِ "

    فيڪڪونّ ‘






    غاليتي:
    ما أروع أن تزرعي كلمة جميلة تكن تاريخاً لكِ في هذهِ الدنيا
    الفانية







    تعليق

    • بنت النيل 4
      مساعدة مشرفة روضة السعداء
      • Jul 2009
      • 9705

      #3
      [QUOTE=السهى;13060137]
      ::

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
      بوركتــــِ غاليتي..
      موضوع غاية في الاهمية .. وخصوصاً في زماننا هذا ..
      فللأسف اصبح في واقعنا الكثير من النفوس المتكبره ، وهذا شىء مؤلم
      والكبر كما جاء في القرآن الكريم ، أنه من أخلاق الكفار ، والتواضع من أخلاق الأنبياء والصالحين لأن الله تعالى وصف الكفار بالكبر فقال:
      (..إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ..)الصافات:35.
      وقال سبحانه : (.. إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ..)النحل:23.

      ***

      كيفية علاج الكبر واكتساب التواضع..

      تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في الأمر بالتواضع للحق والخلق، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم العاجل، كما تكاثرت النصوص
      كالنهي عن الكبر والتكبر والتعاظم وبيان عقوبة المتكبرين..
      فبأي شيء يكون علاج الكبر واكتساب التواضع؟


      لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و (..من تواضع لله درجة رفعه الله درجة.. )[1]..
      ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية -
      قال رجل:
      (..يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
      (.. إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس.. )
      [2]
      بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، وغمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه
      وإما لوظيفته، وإما لأسباب أخرى يتخيلها، وقد يكون فقيراً، في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
      (..
      ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر.. )[3]
      عائل أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال والغنى، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له.
      أما التواضع فهو لين الجانب، وحسن الخلق، وعدم الترفع على الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم:
      (..إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً.. )[4]،
      (.. البر حسن الخلق.. )[5]
      فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال، وأعطاه الوظيفة، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك، يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر،
      لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك، بل يتذكر أن هذه من نعم الله، وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه، وألا يتكبر على
      إخوانه ويترفع عليهم، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة
      وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
      (.. الكبر بطر الحق وغمط الناس.. )[6]
      يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم
      أو ما أشبه ذلك. وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة، وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا،
      وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه، وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر


      من مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله




      غاليتى / السهى

      دائما اضافتك تزيد الموضوعات فائدة وجمالا



      تعليق

      • الثمال
        رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
        • Mar 2002
        • 44054

        #4
        ما شاء الله تبارك الرحمن
        موضوع رائع
        حفظك الرحمن

        تعليق

        • بنت النيل 4
          مساعدة مشرفة روضة السعداء
          • Jul 2009
          • 9705

          #5
          [QUOTE=ثِمال;13066136]ما شاء الله تبارك الرحمن
          موضوع رائع
          حفظك الرحمن



          بارك الله فيك
          ثمال



          تعليق

          • سمو الحياة
            كبار الشخصيات
            • Jun 2008
            • 9466

            #6
            جزاك الله خير الجزاء ونفع بجهدك
            التواضع درجات من الأخلاق ترفعك إلى مقام العلو
            ،’

            الحمد لله رب العالمين
            اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







            تعليق

            • بنت النيل 4
              مساعدة مشرفة روضة السعداء
              • Jul 2009
              • 9705

              #7
              [QUOTE=سمو الحياة;13089535]جزاك الله خير الجزاء ونفع بجهدك
              التواضع درجات من الأخلاق ترفعك إلى مقام العلو
              ،




              بارك الله فيك
              غاليتى / سمو الحياة



              تعليق

              يعمل...