


بلال بن رباح
صحابي جليل سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعليه في الجنة
ورُفع الأذان بصوته فوق الكعبة في بيت الله الحرام
صحابي اشتاقت إليه جنة الرحمن جل جلاله
إنه صوت الإسلام وإنه لايكاد نجد مسلماً في هذا الكون
وعلى مدار السنين واختلاف الأماكن إلا عارفاً به .
إنه صوت الاسلام الذي بدأ في مكة المكرمة
ووصل إلى أطراف الأرض في الصين واستراليا والأمريكيتين وجنوب أفريقيا
من السابقين الأولين الذين عُذبوا في الله
شهد بدراً وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة.
إنه بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق
ومؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قصة إسلامه
لقد كان بلال عبداً لأناس من بني جُمح بمكة فقد كانت أمه إحدى إمائهم وجواريهم وكان يترامى إلى سمعه
أخبار النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يسمع أمية بن خلف وهو أحد شيوخ بني جُمح
وهو يتحدث مع أصدقائه ورجال قبيلته عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وقلوبهم تمتلئ غيظاً
وكرهاً له صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من ذلك
فقد كانوا لا ينكرون أبداً أمانة النبي صلى الله عليه وسلم ولا رجولته ولا أخلاقه الطيبة ولا صدقه ورجاحة عقله ...
وكل ذلك يصل إلى سمع بلال – رضي الله عنه – حتى أحس من داخله بأن هذا الدين هو الدين الحق
وبأن محمد صلى الله عليه وسلم هو طوق النجاة الذي أرسله الله إلى تلك الأمة لينشلها من أوحال الجاهلية إلى أنوار التوحيد
ومن ثم إلى جنة الرحمن جل وعلا ويستجيب بلال رضي الله عنه إلى هذا النداء نداء الحق
ويُفسح قلبه كله ليستقبل هذا النور الذي جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم من عند ربه عز وجل
فيذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويُعلن إسلامه فيشعر
وكأنه ولد من جديد في تلك اللحظة .

يستعذب العذاب في سبيل الله
وما هي إلا ساعات معدودة حتى شاع خبر إسلامه رضي الله عنه فيصبون عليه العذاب صباً ولا يرقبون فيه إلاً ولا ذمة ,
حيث كان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على طهره في بطحاء مكة
ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له : لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد
وتعبد اللات والعزى فيقول وهو في ذلك البلاء أحدٌ أحدٌ
السيرة لابن هشام
وهكذا يستعلي بلال رضي الله عنه بإيمانه بالله عز وجل فكان يستعذب العذاب في سبيل الله مع أن الله
قد رخص للمؤمنين وقتها أن ينطقوا بكلمة الكفر طالما أن قلبهم مطمئن بالإيمان لكي ينجو من كل واحد منهم من بطش هؤلاء المجرمين
ولكن بلال كره أن يشمت أعداء الإسلام وأهله وأراد أن يعرف الكون كله أن المؤمن لو اجتمعت عليه الدنيا بأسرها
فلن تستطيع أن تحرك ذرة واحدة من جبال الإيمان الراسخة في قلبه ...
وذلك لأن الذي ثبت تلك الجبال هو الخالق عز وحل

تعليق