ما أسهل عبادة الله تعالى بتمهل ورفق! ....( ابداع كلمة )

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • (( سنا التفاؤل ))
    متميزة صيف 1429هـ
    • Jun 2008
    • 1501

    ما أسهل عبادة الله تعالى بتمهل ورفق! ....( ابداع كلمة )





    ما أسهل عبادة الله تعالى بتمهل ورفق!

    لقد خلق الله تعالى الإنسان لمهمة وهدف محدد، لا تستقيم حياه الإنسان؛ إلا إذا حقق هذا الهدف وتلك الغاية،
    قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)] الذاريات.
    وعندما يتخلى الإنسان أو يجهل أو يتناسى مهمته في الحياة؛ فسيتخبط في ظلمات لا نهاية لها. ومهما بلغ في السعي وراء طموحات وغايات الدنيا..
    فلن يدرك حقيقته وقيمته إلا في عبادة الله تعالى.

    فنحن نعلم أن النحلة -مثلا- مهمتها التنقل بين الأزهار، واستنشاق رحيقها ثم صنع العسل فما ذا لو رأينها تطير بعيدا في الفضاء وتردد بين الكواكب والأقمار ثم.. تخرج لنا الهواء !!
    لا توجد أي قيمة لتلك النحلة الضائعة في الكون حتى ترجع لمهمتها التي خلقت من أجلها. فكيف بالإنسان المكرم صاحب العقل ؟!
    **
    الإسلام دين يسر وسهوله وسعادة ورحمة..لا دين تشدد ومشقة.. واضع قوانينه وأحكامه رب البشر،
    القائل سبحانه في كتابه العزيز: [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)] الملك.

    فالله سبحانه لم يشرع الشرائع لتشديد والعقوبة! بل شرعها للرحمة والهداية والسعادة وإنقاذ البشرية من ظلمات الجهل والضلال.. إلى نور الإيمان، وعدالة الإسلام، والسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة. قال تعالى: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)] إبراهيم. ,قال ربعي بن عامر–رضي الله عنه- : " نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"
    ***
    والبعض يتساءل كيف نعبد الله تعالى ومن أين نبدأ!؟
    والبعض الآخر يستثقل العبادات! أو يستصعب ترك المعاصي!!

    وسنبين أولا نقطة البداية لسير في طريق الله تعالى
    ثم في نقاط مجملة ومختصرة ، نسرد أهم الطرق الموصلة إلى الإسلام الصحيح.

    فالبداية تكون بالمحافظة على أركان الإسلام الخمس. ثم محاولة تقوية الإيمان بترسيخ العقيدة ومعرفة الله تعالى والتفكر في عظمته ونعمه ورحمته وعقابه وجنته وناره.. فإن إيمان العبد إذا زاد استطاع أن يترك المعاصي أياً كانت، حتى التي كان يشعر بأنه لا يستطيع أن يفارقها. وكلما ازداد المسلم معرفةً بربه كان له أحب، وأعبد، وأشد خوفًا منه، وأشد رغبةً في لقائه وحينها يترك العبد جميع ما يحب ليرضى الله تعالى، قال تعالى عن المؤمنين [ والذين امنوا أشد حبا لله]

    قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾ [محمد: 19]. فقدَّم العلم بالله تعالى على عبادته، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه عندما بعثه لليمن: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ»... [متفق عليه]. فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم معاذًا رضي الله عنه أن يُعرِّف الناس بالله تعالى، فإذا عرفوه انتقل بهم إلى كيفية عبادته بالصلاة والصيام.. إلخ.

    وقد يخطأ كثير من التائبين بأخذ الدين كله جمله واحدة، في لحظة خوف! ثم يتركه كله! أو يقفز قفزات عالية بعيدة تركا الخطوات الأولى الأساسية والقواعد الأولية، أو يسرع الخطى وينتقل سريعا للأعلى قبل أن يبني ويثبت الأساس! ومعظم تلك الحالات ترجع التائب للوراء ما أن تذهب تلك الهمة وذلك الخوف، كما أنها تُبغض للإنسان الطاعة ويستثقلها ويشعر بمشقة شديدة لأنه لم يتخذ الخطوات الصحيحة ولم يتدرج لطلوع سلم الإسلام برفق وتمهل وإنما قفز مرة واحدة بمشقة وعناء، فيسقط مرة واحدة بمشقة أكبر ويكره ذلك السُلم وربما لا يجرب الصعود مرة أخرى.

    فالحجاب مثلا، إذا كانت فتاه لا ترتدي الحجاب وتخرج إلى الشواطئ بلباس السباحة، هل إذا تابت تلبس النقاب مرة واحدة! حتما ستخلعة كله مرة واحدة، وإنما الصحيح أن تتدرج، فمثلا تعود نفسها فتره من الزمن أن لا تظهر ساقيها، ثم يديها، ثم تحاول توسيع الملابس شيئا فشيئا، ثم تلبس البنطال ولا تقل عنه أبدا ثم تلبس الأكمام الطويلة، ثم تستر جميع بدنها، ثم تغطي رأسها.. وهكذا ولا تنتقل من مرحلة حتى تتعود على التي قبلها بحيث تشعر بالحياء إذا ظهر ذلك المكان الذي تعودت على ستره! وربما تطول بها المدة ولا بأس مادامت تنوي أنها تلبس الحجاب ولكن بخطوات ثابتة حتى لا تتراجع، فمع أهمية الحجاب البالغة في الإسلام، ومع شدة تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتنة من النساء وأنها أشد الفتن، فقد نزل الحجاب في السنة الخامسة من الهجرة، يعني بعد 15 عاما تقريبا من النبوة، وهذا يدل أن الحجاب فريضة عظيمة، هيئت النفوس له 15 عاما،
    وتلك هي القاعدة. أن نقوي أنفسنا أولا بالإيمان ومعرفة الله تعالى وحبة وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، لنستطيع أن نغير أنفسنا!

    وفيما يلي نذكر نقاط مجملة ومختصرة في طريقة الوصول لدين الله تعالى الصحيح السهل..
    1-
    أخذ الدين خطوة خطوة.. –وعدم أخذه جمله- وأن لا ينتقل إلى الخطوة التي تليها حتى يعمل بالأولى لضمان الاستمرار. فشرائع الإسلام كثيرة ومتعددة، لذلك أمر الإسلام أن يبدأ المسلم بالفرض ثم بالأفضلية من الأعمال، ثم الذي يليه والأولى فالأولى..
    عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله تعالى عنه إلى اليمن فقال: ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)خ/1 [ 1331 ]، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا "/2 خ[ 4707 ]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله قال: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) خ2[ 6137 ] وهذه الطريقة أفضل الطرق للاستمرار والمداومة على طاعة الله عز وجل. فالمشي على خطوة واحدة ثابتة، خير وأقوم وأثبت من المشي على خطوات كثيرة غير ثابتة.

    2- اليسر: قال تعالى: [يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ .. (185)] البقرة. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)217/1، وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فان كان إثما كان أبعد الناس منه) خ2[ 5775 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) خ/1 [ 69 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم) خ/1[ 2391 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) خ:/1-39 ومعنى الحديث: الغدوة: أول النهار، والروحة: آخر النهار، والدلجة: آخر الليل. وهذا تمثيل، ومعناه: استعينوا على طاعة الله عز وجل بالأعمال في وقت نشاطكم، وفراغ قلوبكم، بحيث تستلذون العبادة ولا تسأمون، وتبلغون مقصودكم، كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابته في غيرها، فيصل المقصود بغير تعب. والله أعلم. فأي طريق فيه تنفير أو عسر فهو مخالف لدين الإسلام!

    3- نفي المشقة والتشدد والتكلف: قال تعالى: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ..(78)] الحج،حرج: أي ضيق. قال صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا.مسلم:/2670. والمتنطعون: المتعمقون، المتشددون في غير مواضع التشديد. وعن أنس رضي الله عنه قال كُنا عند عمر فقال: "نهينا عن التكلف" خ2[ 6863 ]، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم شيخا يهادى بين ابنيه فقال صلى الله عليه وسلم: "ما بال هذا قالوا نذر أن يمشي قال إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني وأمره أن يركب ) خ/1[ 1766 ]

    4- المحافظة والمداومة على العبادة: قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل) خ2[ 5523 ]

    5- التخفيف والاقتصاد –التوسط- في العبادة: فعقيدة أهل السنة والجماعة في العبادات: "الوسطية في كل اعتقاد وعمل" قال تعالى: [وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)] النساء. قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم ما تطيقون من الأعمال فإن الله لا يمل حتى تملوا) خ 1 / 1100 ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل فقلت: بلى يا رسول الله، قال فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله.) خ/1[ 1874 ] ، وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) خ/2 [4776 وعن أبي وائل قال كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال:" أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا) خ/1[ 70 ] السآمة: الملل.يتخولنا: يتعهدنا. وعن أبي مسعود الأنصاري قال: " قال رجل يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال: ( أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة)خ/1[ 90 ]، وفي رواية: (وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء)خ/1 [ 671 ]، وعن أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويكملها" خ/1[ 674 ]، وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم" خ2[ 1076 ]

    6- الرفق. قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) خ:1/375، مسلم: 2165 وقال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به) رواه مسلم/1828 وكان أصحب ابن مسعود رضي الله عنه إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون لهم: مهلا رحمكم الله مهلا رحمكم الله. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون عشر آيات ويتعلمون أحكامها وفروضها ولا ينتقلون إلى حفظ غيرها حتى يتموا دراستها على الوجه الأكمل .

    7- يسقط التكليف عن العاجز عن أداء بعض شرائع الدين، إذا لم يستطع أدائها بجميع الطرق، قال تعالى: [لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .. (286)] البقرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) خ2[ 6858 ]

    8- يبيح الإسلام المحظورات عند الضرورات الملحة. قال تعالى: [إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)] البقرة.

    9- يؤجر المسلم على كل عمل يعمله صغيرا كان أو كبيرا. قال تعالى: [وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)]المزمل. وقال تعالى: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) ] الزلزلة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى )خ2 [ 6311 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف)خ2[ 7062 ] قال صلى الله عليه وسلم: (إن المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه) صحيح الجامع2/ 3986.

    10- أخذ الدين من جميع جوانبه، وترك الاقتصار على جوانب معينة. فالله تعالى أنزل الدين ليؤخذ كله فلا يترك للهوى .. فيأخذ بعضه ويترك بعضه! قال تعالى: [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)] البقرة.

    11- تنوع العبادات: فالعبادات في الإسلام كثيرة جدا، من صلاة وصوم وحج وزكاه وصدقة، وبذل المعروف للناس، وبر الوالدين وكفاله الأيتام، والخلق الحسن مع الخلق، وصلة الأرحام والجيران، وإعطاء الهدية، والدعوة إلى الله تعالى، وتعلم العلم .... وقد عرف العلماء العبادة، وهي: اسم جامع كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة و الباطنة. وهذا التنوع من رحمه وعظمة الإسلام، حتى لا يمل المسلم ويشعر بالفتور والكسل، ليعبد الله تعالى وهو محبا للعمل. وبالنية الصالحة تتحول جميع العادات إلى عبادات.

    12- يحرم الإسلام كل ضار، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) صحيح الجامع2/ 7517. ويبيح كل نافع، قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك) صحيح الجامع2/ 665

    ولا بد للمسلم أن يلتزم fالصبر في عبادة الله تعالى. قال تعالى: [رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)] مريم. وأن يحسن العمل، فالله تعالى لا يرضى عن كثرة العمل فحسب إنما يرضى عن العمل الحسن. قال تعالى: [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)] الملك.

    إن التكاليف التي يفرضها الإسلام على المسلم كلها من الفطرة ولتصحيح الفطرة، لا تتجاوز الطاقة، ولا تتجاهل طبيعة الإنسان وتركيبه، ولا تهمل طاقة واحدة من طاقاته إلا وتلبيها في يسر وفي سماحة و رخاء.. ومن ثم لا يحار ولا يقلق في مواجهه تكاليفه، يحمل منها ما يطيق حمله، ويمضي في الطريق إلى الله تعالى في طمأنينة وروح وسلام*"نقلا من كتاب: في ظلال القرآن"
    ومعرفة المؤمن بأن غاية الوجود الإنسان هي العبادة، وأنه مخلوق ليعبد الله تعالى، من شأنها- ولا شك- أن ترفع شعوره وضميره، وترفع نشاطه وعمله، فهو يريد العبادة بنشاطه وعمله، وكسبه وإنفاقه، وهو يريد العبادة بالخلافة في الأرض وتحقيق منهج الله تعالى فيها. فأولى به أن لا يستعجل المراحل، وألا يتعسف الطريق، وألا يركب الصعب من الأمور، فهو بالغ هدفه من العبادة بالنية الخالصة والعمل الدائب في حدود طاقته. ومن شأنه كذلك.. ألا يستبيه القلق في أي مرحله من مراحل الطريق فهو يعبد الله تعالى في كل خطوة، وهو يحقق غاية وجودة في كل خطره، وهو يرتقي صاعدا إلى الله تعالى، في كل نشاط وفي كل مجال*."نقلا من كتاب: في ظلال القرآن"

    آآآسفة على الطالة..



    التعديل الأخير تم بواسطة الثمال; 27-09-2012, 03:06 PM. سبب آخر: بارك فيك غاليتي .....( شعار)
  • (( سنا التفاؤل ))
    متميزة صيف 1429هـ
    • Jun 2008
    • 1501

    #2
    - البدء بترك المعاصي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) خ2[ 6858 ] فقد أمر النبي باجتناب المعاصي أولا، وأمر بتركها بصيغة الاجتناب أي الابتعاد. أما الطاعات فتكون حسب قدرة كل إنسان. وهنا دليل واضح أن ترك المعاصي أمر سهل يستطيعه كل إنسان.
    وإن واجه الإنسان في طريقه معصية يصعب عليه تركها فليقوى نفسه بأسهل الطاعات عليه ليستطيع الرقي وتجاوز عقبة المعصية تلك.


    تعليق

    • الثمال
      رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
      • Mar 2002
      • 44054

      #3
      ما شاء الله تبارك الرحمن
      موضوع رائع
      حفظك الرحمن ورعاك

      تعليق

      • مجد الاقصى
        زهرة لا تنسى
        • Jan 2009
        • 7463

        #4
        ماشاء الله اختي موضوع بغاية الروعة
        اللهم اعنا على شكرك وحسن عبادتك يارب العالمين
        فعلا الوسطية في كل شيء
        والبدء بداية جديدة خالية من المعاصي والاثام

        تعليق

        • ام مرمر و ليلو
          كبار الشخصيات
          • Oct 2007
          • 20392

          #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          موضوع جميل وشيق ولايمُلّ من قرائته
          بارك الله فيك
          اجبني ماذكرتي عن تنوع العبادات
          لانه للاسف في كثيرررررر يتمسك بواحدة او اثنين
          ويترك الباقي وبنفس الوقت يحسب نفسه هو من اهل العلم والدين
          وهذا ماوجدته كثيراً في بلدي مع الاسف الشديد
          بارك الله فيك غاليتي

          يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى عراقي الحبيب
          انستجرامي ام مرمر و ليلو
          كنوز من الحسنات
          اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
          قراءة ما تيسر من القرآن, قول الحمد لله
          لا حول ولا قوة الابالله
          لا إله إلا الله وحده لا شريك له 10 مرة
          اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
          إبراهيم ..
          ستبقى محبتكم بالقلب ما حييت

          تعليق

          • (( ام ماهر ))
            كبار الشخصيات
            • Jun 2006
            • 16989

            #6
            ما شاء الله موضوع قيم

            جزاك الله كل خير

            تعليق

            • _-* أم زياد *-_
              مشرفة ركن الأطباق الرئيسية
              • Mar 2011
              • 5546

              #7
              موضوع مهم ورائع جزاك الله خيرا

              تعليق

              • عآبرة
                مشرفة ركن الصوتيات - متألقة الصوتيات
                • Jan 2012
                • 2108

                #8
                مؤكد الموضوووع رائع
                وبه من التذكرة الغالية المفيد
                شدني عنوان الموضوع فهو اكثر من رااااائع اتقنتي الاختيار
                ولي عودة ان شاء الله لاكمال قراءة الموضوع
                بارك الله فيك وجزاك خيرااا
                مودتي

                الحمد لله



                تعليق

                • هاله 666
                  مساعدة مشرفة ركن الجوال - فريق تطوير المدارس والمصليات
                  • Feb 2006
                  • 11267

                  #9
                  ماشاء الله على روعة الموضوع

                  والاختيار

                  توفي الي رحمة الله زوجي 4من جماد اول 1437 اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك
                  اللهم ارحم أمي واغفر لها وزد من حسناتها وتجاوز عن سيئاتها


                  برنامج Reflect يجعل الصوره وكانها على حافة ماء فى مسابقة كنوزى من البرامج الصغيرة

                  تعليق

                  • ندية الغروب
                    كبار الشخصيات
                    • Jun 2009
                    • 12344

                    #10
                    .


                    رغْم طُول الموضوع لكنّه ممْتِع،
                    وجميل جدًا صراحةً ومن تمهل في أداء عبادته واتسمت بالرفْق واللّين
                    سيَجد مُتْعة ما ذاق مثلها أبدًا :").


                    :ممتنّة:



                    -
                    اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
                    :
                    (والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)

                    تعليق

                    • { أم أنـــس }
                      كبار الشخصيات
                      • Mar 2007
                      • 18627

                      #11
                      بارك الله بك اختي

                      موضوعك رائع كثيرا
                      الله يوفقنى جميعا بالعبادة والتقرب الى الله عز وجل

                      بميزان حسناتك كل كلمة

                      تعليق

                      • asmaabhr
                        زهرة لا تنسى
                        • Aug 2010
                        • 9474

                        #12
                        ما شاء الله تبارك الرحمن


                        موضوع رائع


                        جزاك الله كل خير اختى الغالية
                        يارب فك أسر زوجى
                        تالله ما الدعوات تهزم بالأذى أبداً وفي التاريخ بر يميني
                        ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين
                        لن تستطيع حصار فكري ساعة أو كبح إيماني ورد يقيني
                        فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي حافظي ومعيني



                        تعليق

                        • -جنان-
                          مشرفة ركن اللغات
                          • Sep 2007
                          • 12771

                          #13
                          ما شاء الله .... موضوع مفيد و قيم
                          بارك الله فيك و نفع بك

                          الله يرحم زوجك غاليتي عهودة و يربط على قلبك

                          تعليق

                          • تغريد2007
                            ملكة الاناقة -وهج العطاء
                            • Mar 2007
                            • 25653

                            #14
                            موضوع ممتع ومفيد بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك
                            نحمدك ربي حمداً طيباً مباركاً فيه

                            تعليق

                            • السَّــلوى~
                              كبار الشخصيات
                              • Jun 2010
                              • 5068

                              #15

                              وصايا مهمة وتذكرة قيمة

                              أسرني الموضوع إلى نهايته..

                              بُوركتِ سناء *)

                              : )

                              تعليق

                              يعمل...