

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، أفضل الرسل وأكرم العباد، الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره أهل الشرك والعناد،
ورفع له ذكره، فلا يذكر إلا ذكر معه، كما في الأذان والتشهد والمجامع والأعياد.
وكبت مُحآدَّه، وأهلك مُشآقه، وكفاه المستهزئين به ذوي الأحقاد، وبتر شانئه، ولعن مؤذيه في الدنيا والآخرة، وجعل هوانه بالمرصاد.
أما بعد:
فقد أوجب الله تعالى على الأمة محبة نبيها وتعظيمه وتوقيره ونصرته وتعزيره واحترامه وحفظ مقامه.
وقد شرع الله تعالى من العقوبة لمن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحفظ مقام نبينا،
ويردع مَن سوَّلت له نفسه التجرؤ على هذا المقام بالسب أو الانتقاص أو الاستهزاء،
قال الله تعالى ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾
[الأنعام: 34].
فهذا دأب أهل الكفر مع كلِّ الأنبياء والمرسلين قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بتكذيبهم والاستهزاء منهم،
وحتى مكايد القتل والغدر.
ولقد تتالت مكايد الشيطان وأعوانه من أهل الكفر بصور شتَّى تختلف من عصر إلى عصر؛ لمحاربة هذا الدين القويم
متمثلاً بشخص النبي

منذ فجر الرسالة الأولى، وما دام النبي
حيٌّ في حياة المسلمين,
في معاملاتهم وأخلاقهم وطاعاتهم، فالحرب مستمرة من شُذَّاذِ الآفاق..
ونسال أنفسناماالواجب علينا تجاه نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
الواجب حقوقاً كثيرة يجب القيام بها وتحقيقها، فلا بُدَّ من تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر،
واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلاَّ بما شرع.
و من أهم ما يجب علينا تجاه سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نُحقِّق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً،
ونُقدِّمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين،
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

في معاملاتهم وأخلاقهم وطاعاتهم، فالحرب مستمرة من شُذَّاذِ الآفاق..
ونسال أنفسناماالواجب علينا تجاه نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
الواجب حقوقاً كثيرة يجب القيام بها وتحقيقها، فلا بُدَّ من تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر،
واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلاَّ بما شرع.
و من أهم ما يجب علينا تجاه سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نُحقِّق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً،
ونُقدِّمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين،
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.
( التوبة - 24 ).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُؤمنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)
رواه البخاري ومسلم.
فلنتعرف ايها الكرام كيف صدق الصحابة فى حب الرسول
لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في صدق وتمام المحبة لرسول الله

عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للعباس وهو في أسارى بدر (أنْ تُسلم أحبّ إليَّ من أن يُسلم الخطاب، لأنَّ ذلك أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)
تفسير ابن كثير .
وسُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبُّكم لرسول الله

قال: (كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ)
الشفا للقاضي عياض .
فإذا تقرَّر الواجب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّ سبَّه صلى الله عليه وسلم وهو شتمُه وكلُّ كلام قبيحٍ يُوجب الإهانة والنقص والاستخفاف،
يُعتبرُ من نواقض الإيمان التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً سواء استحلَّ ذلك أو لم يستحلَّه.
قال القاضي عياض رحمه الله: (دلَّت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإكرامه،
ومن ثمَّ حرَّم الله تعالى أذاه في كتابه، وأجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابِّه)
يُعتبرُ من نواقض الإيمان التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً سواء استحلَّ ذلك أو لم يستحلَّه.
قال القاضي عياض رحمه الله: (دلَّت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإكرامه،
ومن ثمَّ حرَّم الله تعالى أذاه في كتابه، وأجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابِّه)
الشفا .
ماهومفهوم السب عند العلماء؟
السَّبُّ هُوَ الْكَلامُ الَّذِي يُقْصَدُ بِهِ الانْتِقَادُ وَالاسْتِخْفَافُ ، وَهُوَ مَا يُفْهَمُ مِنْهُ السَّبُّ فِي عُقُولِ النَّاسِ ، عَلَى اخْتِلافِ اعْتِقَادَاتِهِمْ ،
كَاللَّعْنِ وَالتَّقْبِيحِ .
(الصارم المسلول)
سب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم الضرر في الدين
قال ابن تيمية في الصارم المسلول:
إن المعاهد له أن يظهر في داره ما شاء من أمر دينه الذي لا يؤذينا
والذمي ليس له إن يظهر في دار الإسلام شيئا من دينه الباطل وإن لم يؤذنا فحاله أشد.
إن الذمّي إذا سب الرسول أو سب الله أو عاب الإسلام علانية فقد نكث يمينه وطعن في ديننا لأنه لا خلاف بين المسلمين وأنه يعاقب على ذلك ويؤدب عليه.
والذمي ليس له إن يظهر في دار الإسلام شيئا من دينه الباطل وإن لم يؤذنا فحاله أشد.
إن الذمّي إذا سب الرسول أو سب الله أو عاب الإسلام علانية فقد نكث يمينه وطعن في ديننا لأنه لا خلاف بين المسلمين وأنه يعاقب على ذلك ويؤدب عليه.
و قال في الصارم المسلول
و لا ريب أن من أظهر سب الرسول من أهل الذمة و شتمه فانه يغيظ المؤمنين و يؤلمهم أكثر مما لو سفك دماء بعضهم و أخذ أموالهم
فإن هذا يثير الغضب لله والحمية لله و لرسوله و هذا القدر لا يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منه بل المؤمن المسدد لا يغضب هذا الغضب إلا لله..
فإن هذا يثير الغضب لله والحمية لله و لرسوله و هذا القدر لا يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منه بل المؤمن المسدد لا يغضب هذا الغضب إلا لله..
السبُّ كفر ظاهرًا و باطنًا
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"إن سب الله أو سب رسوله كفرٌ ظاهرًا و باطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له،
أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".
ثم نقل أقوال الأئمة رحمهم الله ومنها:
"
قول الإمام أحمد رحمه الله:
من شتم النبي
قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام،ولا يشتم مسلم النبي


وقول القاضي أبي يعلى:
"من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر، سواء استحل سبه أو لم يستحله".
وقول ابن راهويه:
قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله

أو دفع شيئًا مما أنزل الله أو قتل نبيًا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرًا بكل ما أنزل الله.
الأدلة على كفر من سب النبي صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى:
﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ *
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾
[التوبة:61 - 66].
وقوله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً﴾
[الأحزاب:57].
قال العلامة الشنقيطي:
(اعلم أنَّ عدم احترام النبيِّ صلى الله عليه وسلم المشعر بالغض منه، أو تنقيصه صلى الله عليه وسلم، والاستخفاف به، أو الاستهزاء ردة عن الإسلام وكفر بالله)
(أضواء البيان ).
وأما إن عجز المسلمون، فلا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها، والله ناصر دينه، منتقم لنبيه، شافٍ صدورَ أوليائه عاجلاً أو آجلاً، فثِق بنصر الله رسوله وترقَّبْ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد،
ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية ،
لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه،
حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،
ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه
"ولايزال المسلمون يقرؤون دفاع الله تعالى عن نبيه في كتاب الله تعالى في مثل قوله عز وجل:﴿وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾
[سورة المائدة: 67]
قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا﴾
[سورة الأحزاب 57]
وقال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[سورة التوبة 61].

تعليق