" إنما الأعمال بالنيات "

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أزهار عبدالرحمن
    النجم الفضي
    • Apr 2009
    • 1336

    " إنما الأعمال بالنيات "



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    الحمد لله العالم بالبواطن والظواهر ، والخفيات والجليات ،

    المطلع علــى مكنون الصدور وخبايا الأمـــور ، ودقيــــــق

    المخلوقات فـي زوايا الظلمات يعلم السر وأخفى، الله لا إله


    إلا هو له الأسماء الحسنى وكامل الصفات ، وأشهــــــد أن

    لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الذي شهدت له بالربوبية

    جميع الموجودات، وأذعن له بالألوهية والإخلاص خلاصة


    المخلوقات ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الرسل

    وسيد البريات ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى

    آله وأصحابه أهل السرائر الصافيات ، وعلى التابعين

    لهم بإحسان في صحة العقيدة وزكاء النيات .




    أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه ، واعلموا أن

    الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ، قال صلى الله عليه وسلم

    " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "(1)وهذا


    مـــن جوامع كلماته الشريفة ، ومـن أعظم أصول الشريعة

    المنيفة، فيدخل في هذا جميع العبادات والعادات ، ويتناول

    المعاملات والمعاوضات والتبرعات ، فلا يصح لأحد صلاة


    ولا زكاة ولا صيام ولا حج إلا بالنية ، ولا تكمـــل عباداته

    كلهـــا وينمو ثوابها إلا بكمال الإخلاص وصحة الطوية ،

    والنية بها تميز فروض العبادات من نفلها ، وبإخلاصها

    لله ، يعظم أجرها ، ويفوز العامل بفضلها .




    أيهــا الناس : وطنوا نفوسكم على الاحتساب في كـل شيء

    وإرادة وجـــــه الله ، ومرنوها علــى محبة الخير للمسلمين

    والنصح لعباد الله ، فـــإن الله لا ينظر إلى صوركم الظاهرة


    وأعمالكم ، وإنما ينظر إلى بواطن قلوبكم ، ومــــا اشتملت

    عليــــه من أحوالكم ، وعودوا أنفسكم الإخلاص فــي كـــل

    ما تأتون وما تذرون ، واحتساب الأجــر فيــمـــــا تسرون


    وما تعلنون ، ليكون الإخلاص لكم قرينا ، وارتقاب الثواب

    علـى الخير لكم عوينا، فمن كان مشتغلا بتجارة أو صناعة

    أو حرفة ، أو فلاحة ، أو غيرهـا من الأعمال ، فلينو بذلك


    القيام بواجب النفس والأهل والعيال ، فــــــإن ذلك جهـــاد

    واشتغال بالواجب ؛ وهــو من أفضل الأعمال ، وإذا أطعــم

    أحدكم أهله أو من يمونه فليقصد بذلك وجه الله ، فـإنه إذا


    رفع اللقمة إلى في امرأته أو ولده أو كساهم محتسبا كــان

    له رفعة وثوابا عنــد الله . ومـن أكــل أو شــرب أو نام أو

    استراح ، ينوي بذلك التقوي على الطاعة فهو في عبادة ،


    ومن طلب العلم يبتغي به وجه الله ونفع نفسه والمسلمين

    فهو في جهاد ورفعة وزيادة ، ومن عجز عـــن فعل الخير

    فنواه بصدق فله أجر ما نواه ، ومـن كــان لــه عادة خير


    وطاعة فمرض أو سافر كتب له مـــا كـــان يعمل صحيحا

    مقيما ، فــمــا أحـــق العبد بشكر مولاه ، ومن هم بحسنة

    فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، ومن هم بسيئة


    فتركها لله كتبها الله عنده حسنة كاملة ، ومــن حـــــرص

    علـى فعل المعصية فعجز عنها فهو بمنزلة الفاعل ، ومن

    سعى في خير فأدركه الموت قبل تكميله وقع أجره علــى


    الله الذي أكرمه بلطفه الشامل ، ومن أخذ أموال النـــاس

    وعاملهم يريد الوفاء أداها الله عنه ، ومـــــن أخذها يريد

    إتلافها أتلفه الله ، ومن توسل بحيلة إلى معاملة محرمة


    فهو مخادع ظالم، ومن وقف وقفا أو أوصى بوصية يريد

    حرمان غريمه أو مضارة وارثه فهو معتد آثم ، ومــــــن

    عضل زوجته وظلمها لتفتدي منه نفسها فذلك من

    أعظم الجرائم .



    فطــوبــى لأهــــل الهمم العالية ، لقد انقلبت عاداتهم بالنية

    الصالحة عبادات ، ويا ويح أهل الجهل والهمم الدنيّة ، لقد

    كادت عباداتهم لضعف النية تكون عادات ، قـــال تعــــالى

    ( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) الآية .



    المصدر كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ( ص : 36)


    للشيخ : عبد الرحمن السعدي



    (1) رواه البخاري




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



  • الثمال
    رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    • Mar 2002
    • 44054

    #2
    جزاك الله بالجنان

    تعليق

    • الفراشه المؤمنة
      عضو نشيط
      • May 2009
      • 1158

      #3

      تعليق

      • درة السنة
        كبار الشخصيات
        • Apr 2004
        • 5620

        #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        بارك الله فيك أزهار


        اغتيال الحرية ... انتهى

        عذرا سيدنا يوسف ..
        فعزيز مصر بات ذليلها وبائعها وخائنها ..
        وشرفاؤها سجنوا كما سجنت أنت من قبل ..
        وإخوتك تآمروا علينا من جديد وتركونا للذئاب ..
        اكتملت فصول قصتك سيدي من جديد .. وبقي الفصل اﻷخير ..
        ولن نقول إلا كما قال أبيك سيدنا يعقوب من قبل ..
        "فصبر جميل .. والله المستعان على ما تصفون"

        تعليق

        يعمل...