
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ
يقول الدكتور عايض القرني
الحسد كالأكلة تنخر العظم نخراً إن الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فساداً , وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم , وعدو في جلباب صديق . وقد قالوا : لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله .
إنني أنهي نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك , قبل أن نرحم الآخرين , لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا , ونسقي الغم دماءنا ونوزع نوم جفوننا على الآخرين .
إن الحاسد يشعل فرناً ساخناً ثمّ يقتحمُ فيه . التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولّدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة . بلية الحاسد أنه خاصم القضاء , واتهم الباري في العدل , وأساء الأدب مع الشرع , وخالف صاحب المنهج .
يا للحسد من مرض لا يؤجر عليه صاحبه , ومن بلاء لا يثاب عليه المبتلى به , وسوف يبقى هذا الحاسد في حرقة دائمة حتى يموت أو تذهب نِعم الناس عنهم . كلُّ يصالح إلّا الحاسد فالصلح معه أن تتخلّى عن نعم الله وتتنازل عن مواهبك وتلغي خصائصك ومناقبك , فإن فعلت فلعله يرضى على مضض , نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد , فإنّه يصبح كالثعبان الاسود السّام لا يقر قراره حتى يفرغ في جسم برئ .
فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد فإنه لك بالمرصاد .


تعليق