رياض الصائمين ]|[متجدد]|[

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مرجانة زمان
    عضو
    • Aug 2005
    • 77

    #16
    جزاك الله خير الجزاء

    تعليق

    • أطياف البخور
      عضو
      • Mar 2009
      • 90

      #17
      رياض الصائمين "8"


      الحمد لله رب العالمين،، والصلاة والسلام على نبينا محمد،، وعلى آله وأصحابه أجمعين..
      الروضة الثامنة:
      قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا إبراهيم بن موسى،، أخبرنا هشام بن يوسف،، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن ابن صالح الزيات،، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:(كل عمل ابن آدم له،، إلا الصيام فإنه لي،، وأنا أجزي به،، والصيام جنة،، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب،، فإن سابه أحد أو قاتله،، فليقل: إني امرؤ صائم،، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،، للصائم فرحتان يفرحهما،، إذا أفطر فرح،، وإذا لقي ربه فرح لصومه)..
      .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
      إخوتي وأخواتي في الله،، لعلكم تتساءلون لماذا جعل الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم،، فقال فيه:(فإنه لي وأنا أجزي به)،، مع أن الأعمال كلها له سبحانه،، وهو الذي يجزي عليها،، قال العلماء: إن السبب في ذلك ما يلي:
      1- أن الصوم لا يقع فيه الرياء غالبا،، كما يقع في غيره من الأعمال،، وهو شيء في القلب وبالنية،، التي تخفى على النس،، ولا يطلع عليه إلا الله عز وجل،، ولذلك أضافه الله تعالى إلى نفسه،، وقال كذلك:(يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)
      2- أن الله تعالى هو الذي انفرد بعلم مقدار ثوابه،، وتضعيف حسناته،، قال القرطبي رحمه الله تعالى: معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس،، وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله،، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير،، ويشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق:(كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف على ما شاء الله،، قال الله:(إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))،، أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره
      3- معنى أن الصوم لله: أنه أحب العبادات إليه،، ومقدم عنده على غيره من العبادات،، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة رضي الله عنه عندما سأله عن عمل يقربه إلى الله،، قال:(عليك بالصوم فإنه لا عدل له)
      4- أن الاستغناء عن الطعام والشراب وغيره من الشهوات من صفات الله جل وعلا،، فلما تقرب إليه الصائم بما يوافق صفاته أضافه الله تعالى إليه
      5- أن الصيام لم يعبد به غير الله،، بخلاف الصلاة والصدقة ونحو ذلك
      6- أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام،، فإن كان مظالم للعباد،، فإنهم يأخذون من حسناته،، حتى إذا فنيت ولم يبق إلا الصوم تحمل الله تعالى ما بقي عليه من المظالم،، فأرضى أهلها وأدخله بصومه الجنة
      أيها الإخوة والأخوات في الله،، ولقد اتفق العلماء الذين أوردوا هذه الأقوال،، على أن الصوم الذي هذه صفته وهذا ثوابه،، هو الصوم الخالي من المعاصي والآثام قولا وفعلا..
      .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
      وأما بالنسبة لخلوف فم الصائم،، فإنه يقصد به الرائحة التي تبدأ تظهر من فيه،، بعد الزوال،، وكلما دخلت ساعات المساء،، كلما اشتدت تلك الرائحة،، وسبب تلك الرائحة خلو المعدة من الطعام،، فهي تخرج من البطن وتشم من الفم،، وتسمى "خَلوفا" بالفتح،، وتسمى كذلك "خُلوفا" بالضم،، يقال: خَلف اللبن،، يخلُف،، خَلوفا،، إذا تغير طعمه أو ريحه،، ويقال: خَلف النبيذ إذا فسد،، وهذا الخلوف والرائحة،، وإن كانت مستقذرة عند بني آدم،، فهي عند الله تعالى أطيب من ريح المسك،، قال ابن حجر رحمه الله: يؤخذ من قوله أطيب من ريح المسك أن خلوف فم الصائم أعظم من دم الشهادة،، لأن دم الشهيد قد شبهه بريح المسك،، والخلوف وصفه بأنه أطيب منه،، ولا يلزم من ذلك أن يكون الصيام أفضل من الشهادة..
      أما قوله صلى الله عليه وسلم:( للصائم فرحتان)،، فقد بينهما صلى الله عليه وسلم بقوله:(فرحة عند فطره،، وفرحة عند لقاء ربه)،، إذا أفطر فرح بفطره،، لأنه به يزال عنه الجوع والعطش،، ويفرح عند الفطر،، أن الله تعالى قد أعانه على صيام ذلك اليوم،، ويفرح كذلك،، إذا استضاف على مائدته عددا من الفقراء والمساكين،، وأما الفرحة الأخرى،، عند لقاء ربه عز وجل،، يوم يفرح بجزاء صومه،، عندما يوفيه ربه أدره بغير حساب،، بما لا عين رأت،، ولا أذن سمعت،، ولا خطر على قلب بشر..
      .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
      اللهم ارزقنا الإخلاص لك في القول والعمل،، واجعل صيامنا خالصا لوجهك الكريم،، ولا تجعل للشيطان فيه حظ ولا نصيب،،اللهم طهر قلوبنا من النفاق،، وأعمالنا من الرياء،، وألسنتنا من الكذب،، وفروجنا من الفواحش،، وأعيننا من الخيانة،، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،،اللهم اغفر لنا خطيئاتنا وجهلنا،، وإسرافنا في أمرنا،، وما أنت أعلم به منا،، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير،، وصلي اللهم وسلم وبارك على عبد ورسولك محمد،، وعلى آله وصحبه أجمعين..

      تعليق

      • أطياف البخور
        عضو
        • Mar 2009
        • 90

        #18
        رياض الصائمين "9"


        بسم الله الرحمن الرحيم،، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
        الروضة التاسعة:
        قال مسلم رحمه الله تعالى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،، وعمرو الناقد،، وابن أبي عمر،، واللفظ لابن أبي شيبة قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة،، عن أبي نجيح عن مجاهد،، عن أبي معمر،، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة،، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا،، فجعل يطعنها بعود كان بيده ويقول:(جاء الحق وزهق الباطل،، إن الباطل كان زهوقا،، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)..
        .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
        أيها الإخوة والأخوات في الله،، في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك،، من السنة الثامنة للهجرة،، تم تحرير مكة من الشرك،، وتكسير الأوثان والأصنام الجاهلية،، التي كانت تعبد من دون الله،، وأخرجت الأزلام،، وكسّر هبل،، وارتفعت راية التوحيد،، ثلاثمائة وستون صنما كانت حول البيت الحرام،، تدنس الكعبة والحرم،، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بقوس في يده،، وهي تتهاوى وتتساقط على الأرض،، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(جاء الحق وزهق الباطل،، إن الباطل كان زهوقا،، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)،، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة المشرفة،، وطهرها مما فيها من الصور ومظاهر الجاهلية،، ثم صلى فيها،، وخرج صلى الله عليه وسلم من باب الكعبة وهو يقول:(لا إله إلا الله وحده لا شريك له،، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،، لا إله إلا الله وحده،، صدق وعده،، ونصر عبده،، وهزم الأحزاب وحده)،، ثم قال صلى الله عليه وسلم:(يا معشر قريش،، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية،، وفخرها بالآباء،، الناس لآدم،، وآدم من تراب،،{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13،، يا معشر قريش،، ما تظنون أني فاعل بكم؟؟)،، فقالوا: خيرا.. أخٌ كريم،، وابن أخٍ كريم،، فقال صلى الله عليه وسلم:(فإني أقول لكم،، كما قال يوسف لإخوته،، لا تثريب عليكم اليوم،، يغفر الله لكم،، وهو أرحم الراحمين،، اذهبوا فأنتم الطلقاء)،، وفي اليوم التالي من الفتح،، قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا في الناس،، فقال:(إن الله حرم مكة،، ولم يحرمها الناس،، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما،، ولا يعضد بها شجرة،، فإن ترخص أحد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم،، فقولوا: إن الله أذن لرسوله،، ولم يأذن لكم،، وإنما أذن لي ساعة من نهار،، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس،، فليبلغ الشاهد منكم الغائب)..
        وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة،، إلى مكة،، فصام حتى بلغ عُسفان،، ثم دعا بماء،، فرفع إلى يديه ليراه الناس،، فأفطر حتى قدم مكة..
        هذا وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يشق عليهم الصوم في السفر،، فدعا بقدح من ماء،، وذلك بعد العصر،، فشرب أمام الناس،، فأفطروا جميعا،، ما عدا قلة منهم،، عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لم يفطروا،، قال:(أولئك العصاة،، أولئك العصاة)..
        .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
        إخوتي وأخواتي في الله،، لقد كان فتح مكة إيذانا بدخول الناس في دين الله أفواجا،، كما قال سبحانه:{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}النصر،، وكانت العرب تنتظر هذا الحدث،، ويقول بعضهم لبعض: أتركوه وقومه،، فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق نتبعه حين إذ،، فلما حصل الفتح،، بادر كل قوم بإسلامهم،، ودخل الناس في دين الله أفواجا،، ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم سراياه إلى الأوثان،، التي كانت حول الكعبة،، وفي أحياء العرب،، فكسرت كلها،، منها اللات والعزى،، ومناة الثالثة الأخرى،، أما اللات فكانت لثقيف،، ومن حولهم،، وكانوا يفتخرون بها على من عداهم من العرب،، وكان ذلك الصنم والوثن الذي يعبد من دون الله في الطائف،، له سدنة وأستار،، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة،، لهدم ذلك الصنم،، فهدمه وحرقه بالنار،، وأما العزى فكانت في نخلة،، بين مكة والطائف،، وكانت قريش تعظمها،، وقد بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد،، فهدم ذلك الوثن،، وقطع السمرات الثلاث الموجودة في ذلك المكان،، وقتل الكاهنة التي كانت تخدم الجن هناك وتخوف الناس بهم،، وأما مناة،، فكانت بين مكة والمدينة،، وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها،، ويهلون منها للحج،، فبعث إليها عليا رضي الله عنه فهدمها،، ونادى مناد في مكة: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر،، فلا يدع في بيته صنما إلا كسره..
        وهكذا تحطمت الأصنام،، وتهاوت الأوثان،، وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا،، وهكذا فإن دولة الباطل ساعة،، ودولة الحق إلى قيام الساعة..
        .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
        اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين،،اللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى،، وخذ بنواصينا للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام،، يا جواد يا كريم،، وصل اللهم وسلم على نبيك الأمين،، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين..

        تعليق

        • أطياف البخور
          عضو
          • Mar 2009
          • 90

          #19
          رياض الصائمين "10"



          بسم الله الرحمن الرحيم،، الحمد لله رب العالمين،، والصلاة والسلام على نبينا الهادي الأمين،، وعلى آله وأصحابه والتابعين،، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

          الروضة العاشرة:
          قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد بن صالح،، حدثنا ابن وهب،، حدثنا يونس،، عن ابن شهاب،، عن عروة وأبي بكر،، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر جنبا في رمضان،، من غير حلم،، فيغتسل ويصوم..
          .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
          أيها الإخوة والأخوات في الله،، لما فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة،، كانوا لا يقربون النساء رمضان كله،، فكان بعضهم لا يصبر عن النساء،، فيجامع ويختان نفسه،، وإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى امرأته،، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم،، فقال: يا رسول الله،، إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي،، وذكر ما وقع منه،، فأنزل الله تعالى قوله:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}البقرة187،، وقد يجامع الرجل أهله ثم ينام قبل أن يغتسل،، ولا يستيقظ إلا بعد أذان الفجر،، أو عند إقامة الصلاة،، أو بعد الصلاة،، أو في النهار،، فما حكم صومه حينئذ؟؟ هل يصح صومه أم لا؟؟ وهل هناك فرق بين من تعمد ذلك ومن نسي؟؟ وهل هناك فرق بين صيام الفرض وصيام النفل؟؟ اختلف السلف الصالح في ذلك،، والجمهور على صحة صومه مطلقا،، وعليه أن يغتسل ثم يصلي ثم يتم صومه،، وها هي أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما،، وهما أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم،، تذكران أنه عليه الصلاة والسلام،، كان يدركه الفجر أحيانا وهو جنب من جماع أهله،، ثم يغتسل ويصوم..
          .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
          قال القرطبي رحمه الله تعالى: وفي هذا فائدتان:
          1- أنه صلى الله عليه وسلم كان يجامع في رمضان،، ويؤخر الغسل إلى طلوع الفجر،، بيانا للجواز
          2- أن ذلك كان من جماع لا من احتلام،، لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يحتلم،، إذ الاحتلام من الشيطان،، وهو معصوم صلى الله عليه وسلم منه
          يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على فتح الباري: وفي معنى الجنب الحائض والنفساء،، إذا انقطع دمها ليلا ثم طلع الفجر قبل اغتسالها..
          وقال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: مذهب العلماء كافة،، صحة صومها،، إلا ما حكي عن بعض السلف مما لا يعلم اصح عنه أو لا..
          .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
          أيها الإخوة والأخوات في الله،، يلحق بذلك إذا احتلم الصائم،، سواء في الليل وأخر الغسل أو نسيه،، أو احتلم في النهار فلا شيء عليه،، وصومه صحيح،، لأن الاحتلام ليس من اختيار العبد،، ولا يلام عليه،، أو يفسد صومه بسببه،، وعلى المسلم أن يكون طاهرا على كل حال،، وأن يسارع إلى الطهارة،، وخاصة إذا تلبس بجنابة،، فلا ينام على غير طهور،، فإن كسل عن الغسل فلا يكسل عن الوضوء،، قبل أن ينام،، فإذا استيقظ بادر وسارع إلى الغسل،، ليكون نقيا تقيا طاهرا،، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين،، وإن المسلم دائم العبادة والمناجاة لله،، وإن للطاهرة الدائمة والوضوء الدائم،، فضل عظيم في حفظ المؤمن من الدرن ومن الخطايا،، ومن تسلط الشيطان الرجيم،، وليس الوضوء فقط يكون من أجل الصلاة،، وإنما يستحب للمؤمن أن يكون على طهارة دائمة،، وعلى وضوء دائم،، فإنه سلاح يتسلح به المتوضئ،، ضد عدوه إبليس،، وكذلك إخوتي وأخواتي في الله،، تكفر به ذنوبه وخطاياه،، وانظروا إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم عن فضل الوضوء وأهميته،، فعن أبي هريرة رضي الله عنه،، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه،، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء،، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء،، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء،، حتى يخرج نقيا من الذنوب)،، رواه الإمام مسلم،، وروى النسائي وابن ماجة:(ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة)،، وروى أحمد رحمه الله:(فإن قام على الصلاة رفع الله درجته،، وإن قعد قعَد سالما)..

          اللهم باعد بيننا وبين خطايانا،، كما باعدت بين المشرق والمغرب،،اللهم نقنا من الذنوب والخطايا،، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس،،اللهم اغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد،، تقبل صيامنا وقيامنا وجميع أعمالنا،، واجعلها خالصة لوجهك الكريم،، وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

          تعليق

          • أطياف البخور
            عضو
            • Mar 2009
            • 90

            #20
            أخيرا

            الحمد لله رب العالمين

            اليوم تنتهي رحلتنا مع رياض الصائمين

            التي ألقينا من خلالها

            نظرة بسيطة على بعض الآداب والعبادات المسحبة في هذا الشهر المبارك

            وهاهي قد أقبلت العشر الأواخر

            فلنري الله منا خيرا

            نلقاكم بعد رمضان بإذن الله

            إن كان في العمر بقية

            سعدت معكم في شهر رمضان المبارك

            جمعنا الله وإياكم على خير دوما

            أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

            وفي حفظ الرحمن

            أختكم في الله

            تعليق

            يعمل...