مرحبا بك في منتديات لكِ النسائية. إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى، فيمكنك الإطلاع على الأسئلة المتكررة بالضغط على الزر اعلاه. قد تحتاج للتسجيل من هنا
قبل أن تتمكن من كتابة مواضيع جديدة.
في سبيل الله نمضى .....نبتغى رفع الاخوة (الحزء الثانى)
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الخطبة الإذاعية "51"
التاريخ 21/ 04/ 2000
الموضوع : خ1 : أثر الإيمان في حياة الفرد ـ خ2 : تفسير الآية 37 مِن سورة الرحمن .
تفريغ : عماد علان .
التدقيق : السيد أحمد مالك .
التنقيح النهائي : المهندس غسان السراقبي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، يا ربّ أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم عبده ورسوله بلّغ الرّسالة وأدّى الأمانة ، ونصح الأمّة ، وكشف الغمّة ، وجاهد في الله حقّ الجهاد ، وهدى العباد إلى سبيل الرشاد ، اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا ، وعنهم يا ربّ العالمين ، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ، وأحثّكم على طاعته ، وأستفتح بالذي هو خير .
أيها الإخوة المؤمنون في دنيا العروبة والإسلام ، إنّ قضيّة الإيمان قضيّة مصيريّة بالنسبة للإنسان ، إنّها سعادة الأبد ، أو شقْوَة الأبد ، إنّها الجنّة أبدًا ، أو النار أبدًا .
أيها الإخوة ، الإيمان ليس مجرّد إعلان المرء بلِسانه أنّه مؤمن ، وليس مجرّد قيام الإنسان بأعمال وشعائر ، اعْتداد أن يقوم بها المؤمنون ، وليس مجرّد معرفة ذهنيّة بِحقائق الإيمان ، وبكلمةٍ مختصرة ليس الإيمان مجرّد عملٍ لِساني ، ولا عملٍ بدني ، ولا عملٍ ذهني ، إنّما هو عملٌ نفسي ، يبلغُ أغوار النفس ، ويحيطُ بِجَوانبها كلّها ؛ من إدراك ، وإرادةٍ ، ووجْدان .
أيها الإخوة ، لابدّ من إدراكٍ ذهنيّ تنكشفُ به حقائق الوُجود على ما هي عليه ، وهذا الانكشاف لا يتمّ إلا عن طريق الوحي الإلهي المعصوم حصْرًا ولابدّ من أن يبلغ هذا الإدراك العقلي حدّ اليقين الذي يُزَلْزلهُ شكّ ، ولا ارْتِياب ، ولابدّ من أن يصْحبَ هذه المعرفة الجازمة إذعانٌ قلبي ، وانقيادٌ إراديّ ، يتمثَّلُ في الخضوع والطاعة ، ولابدّ من أن يتْبعَ تلك المعرفة حرارةٌ وجدانيّة مُسعدة ، مضمون هذا الإيمان هو وُجود الله تعالى ، ووحْدانيّته وكمالهُ ، والإيمان بالنبوّة والرسالة ، وبِوَحدة الدّين عند الله ، والإيمان بِمُثُلٍ عليا إنسانيّة واقعيّة ، وقُدواتٍ بشريّة ممتازة ، اسْتطاعَتْ أن تجعل من مكارم الأخلاق ، وصالح الأعمال وتضاؤل النفوس حقائق واقعة وشُخوصًا مرئيّة للناس ، لا مجرّد أفكارٍ في بعض الرؤوس ، أو أماني في بعض النفوس ، أو نظريات في الكتب والقراطيس .
أيها الإخوة الكرام ، كيف يقبلُ العقل الحرّ ، أو ترضى الفطرة السليمة أن تنتهي الحياة وقد طغى فيها من طغى ؟ وبغى فيها من بغى ؟ وقتلَ فيها من قتَل ؟ وقُتِلَ فيها من قُتِل ؟ وتجبَّر فيها من تجبَّر ؟ ولم يأخذ أحدٌ من هؤلاء عقابه ؟ بل تستّر واختفى ، أخلف ونجا ، وفي الجانب الآخر ، كم استقام من استقام ؟ وأحسن من أحسن ؟ وضحّى من ضحّى ؟ وجاهدَ مَن جاهد ؟ وقدّم مَن قدّم ؟ ولمْ يَنَلْ جزاء ما قدَّم ، ألا يحِقّ للعقل أن يؤمن إيمانًا جازمًا أنّه لابدّ من أن توجدَ دارٌ أخرى تُسوَّى فيها الحسابات ، ويُجزى فيها المحسِنُ بإحسانه ، والمُسيء بإساءته .
أيها الإخوة الكرام ، هذه بعضُ حقائق الإيمان ، فما هي آثار الإيمان في نفس الإنسان ؟ الله جلّ جلاله يقول : ]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [ .
[سورة الإسراء : الآية 70]
إنّ الإنسان أيّها الإخوة الأحباب مخلوقٌ كريمٌ عند الله تعالى ، خلقهُ في أحسن تقويم ، وكرَّمه أعظم تكريم ، وصوّرهُ فأحسنَ صورته ، خلقهُ بيده ، ونفخَ فيه من روحه ، وأسْجَدَ له ملائكته ، وميّزه بالعلم والإرادة ، وجعله خليفته في الأرض ، وسخّر له ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه ، وأسبغ عليه نعمهُ ظاهرةً وباطنه ، فكلّ ما في الكون له ، ولخِدْمته ، أما هو فجعله تعالى لنفسه ، لذلك يشعر المؤمن بذاته ، ويُغالي بقيمة نفسه ، لأنّه يعْتزّ بانتسابه إلى الله تعالى ، وارْتباطه بكلّ ما في الوُجود ، ويحيى عزيز النفس عاليَ الرأس ، أبيًّا للضّيْم ، عصِيًّا على الذلّ ، بعيدًا عن الشّعور بالتفاهة ، والضّياع والصّغار والفراغ ، لله درّ القائل مخاطبًا الإنسان :
دواؤُك فيك وما تبصـره وداؤُك منك وما تشعـرهُ
***
وتحسبُ أنّك جِرْمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
***
أمَّا الإنسان يا أيّها الإخوة في نظر الماديّين لا يزيد ثمنه على مائة من العملات الرخيصة ، لأنّ فيه من الدّهن ما يكفي لصُنع سبع قطعٍ من الصابون ، وفيه من الفحم ما يكفي لصُنع سبعة أقلام من الرصاص ، وفيه من الفوسفور ما يكفي لِصُنع مائة وعشرين عود ثقاب ، وفيه من ملح المَغنيزيوم ما يصلحُ جرعةً واحدة لأحد المسهّلات ، وفيه من الحديد ما يساوي مسمارًا متوسّط الحجم ، وفيه من الكلس ما يكفي لطلاء بيت دجاج وفيه من الكبريت ما يكفي لتطهير جلد كلبٍ واحد ، وفيه من الماء ما يزيد عن ثلاثين لترًا ؛ وهذا هو الإنسان في نظر الماديّين .
أيها الإخوة الأكارم ، السلامة والسعادة مطلبان ثابتان لكلّ إنسان كائنًا من كان ، وفي كلّ زمانٍ ومكان ، من الفيلسوف في قمّة تفكيره ، إلى العاميّ في قاع سذاجته ، ومن الملِكِ في قصره المشيد ، إلى الصعلوك في كوخه الحقير ، ومن المتْرف في ملذّاته ، إلى الفقير في ويْلاتِهِ ، ولكنّ السؤال الذي حيَّر الإنسان عبْر العصور والأجيال ؛ أين السعادة ؟ ولماذا الشقاء ؟ والجواب : لقد طلبَها أكثر الناسِ في غير موْضِعها ، فعادوا كما يعود طالب اللّؤلؤ في الصّحراء ، صفْر اليدين ، مجهود البدَن كثير النّفْس ، خائبَ الرّجاء ، لقد توهّموها ، في ألوانٍ من المُتَعِ الماديّة ، وفي أصنافٍ من الشّهوات الحسيّة ، فما وجدوها تحقّق السعادة أبدًا ، وربّما زادتْهم مع كلّ جديد منها همًّا جديدًا ، خُذْ من الدّنيا ما شئْت ، وخُذْ بقدرها همًّا ، ومن أخذ من الدّنيا فوق ما يكفيه ، أخذ من حتفهِ ، وهو لا يشعر ، ولابدّ من التفريق بين السعادة واللّذّة ، فاللّذة أيها الإخوة طبيعتها حِسِيَّة ، مرتبطة بالجسد الفاني ، تأتي من خارج الإنسان ، فهو يلهثُ وراءها ، متعبةٌ في تحصيلها ، متناقصةٌ في تأثيرها ، تتْبعها كآبةٌ مدمِّرة ، تنقطع بالموت ، فإن كانتْ مبنيّة على الظنّ والعدوان اسْتحقّ صاحبها جهنّم إلى أبد الآبدين ، بينما السعادة طبيعتها نفسيّة مرتبطةٌ بذات الإنسان الخالدة ، تنبعُ من داخل الإنسان ، سهلةٌ في تحصيلها ، متناميَةٌ في تأثيرها ، يشفى الإنسان بِفَقْدها ولو ملكَ كلّ شيء ، ويسْعد بها ولو فقدَ كلّ شيء ، تقفز إلى ملايين الأضعاف بعد الموت ، ويستحقّ صاحبها جنّة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عينٌ رأتْ ، ولا أُذنٌ سمعتْ ، ولا خطر على قلب بشر ، وفيها نظرٌ إلى وجه الله الكريم ، ورضوانٌ من الله أكبر .
أيها الإخوة ، واللّذّة تحتاجُ إلى عناصر ثلاثة ؛ وقتٌ وصحّةٌ ومال ، والإنسان يفتقد أحد هذه العناصر في كلّ طورٍ من أطوار حياته ، ففي الطّور الأوّل من حياته يتوافر له الوقت والصحّة ، ويفتقد المال ، وفي الطور الثاني من حياته يتوافر المال والصحّة ، ويفتقد الوقت ، وفي الطور الثالث من حياته يتوافر الوقت والمال ، ويفتقد الصحّة ، بينما السعادة تحتاج إلى عناصر ثلاثة ؛ إيمان بالله إيمانًا حقيقيًّا ، واستقامةُ على أمره وعملٌ صالح اتّجاه خلقه ، وهذه متوافرةٌ في كلّ زمان ومكان ، وفي كلّ طورٍ من حياة الإنسان .
غاضبَ زوجٌ زوجته ، فقال لها متوعِّدًا : لأُشْقِيَنَّكِ ! فقالتْ الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تُشقيَني ، ولا تملك أن تُسعدني ، فقال الزوج في حمق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالتْ الزوجة في ثقة : لو كانتْ السعادة في مال وكنت تملكهُ لقطعْتهُ عنّي ، ولو كانت السعادة في الحليّ لحرمْتني منها ، ولكنّها في شيءٍ لا تملكهُ أنت ، ولا الناس جميعًا ، فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إنّي أجدُ سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحدٍ عليه غير ربّي .
أيها الإخوة الكرام ، هذه هي السعادة الحقيقية التي لا يملك بشرٌ أن يُعطِيَها ، ولا يملكُ أحدٌ أن ينتزعها ممّن أوتِيَها ، ولكن بِنَظْرةٍ واقعيّة لا ننْكرُ أنّ للجانب الماديّ مكانًا محدودًا في تحقيق السعادة ، فقد قال عليه الصلاة : من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والمركب الهنيء ، ولكن ليس لهذا الجانب المكان الأوّل ، ولا المكان الفسيح ، والمدار فيه على الكَيْف لا على الكمّ ، فحسْبُ الإنسان أن يسْلم من المنغِّصات الماديّة التي يضيقُ بها الصّدْر من مثل المرأة السوء ، والمسكن السوء ، والجار السوء ، والمركب السوء ، وأن يُمنحَ الأمْن والعافيَة ، وأن يتيسّر له القوت من غير حرجٍ ولا إعنات ، وما أرْوَع وأصدق الحديث النبوي الشريف : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)) .
[رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ (2346)]
أيها السادة المستمعون ، أيتها السيّدات المستمعات ، يقول عليه الصلاة والسلام : ((وَإِنَّ اللهَ بِحِكْمَتِهِ وَجَلاَلِهِ جَعَلَ الرُّوحَ وَالْفَرَحَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ فِي الشَّكِّ والسُّخْطِ)) .
[رواه الطبراني في المعجم الكبير (10/215) ، والبيهقي في الشُّعَب (1/221)]
يكشف هذا الحديث الشريف عن حقيقة نفسيّة باهرة ، فكما أنّ سنّة الله قد ربطَتْ الشِّبَع والريّ بالطعام والشراب في عالم المادّة ، فإنّ سنّته تعالى في عالم النفْس قد ربطَتْ الفرحَ والرَّوْح أي السرور وراحة النفس بالرضا واليقين ، فبرِضا الإنسان عن نفسه ، وعن ربّه ، يطمئنّ إلى يومه وحاضره ، وبيقينه بالله تعالى ، وبالجزاء في اليوم الآخر يطمئنّ إلى غدِهِ ومستقبله ، فما ربَطَتْ سنّة الله الغمَّ والحزنَ بالسّخط والشكّ ، فالساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعمًا ، إنّ حياتهم كلّها سوادٌ ممتَدّ ، وظلامٌ متّصل ، وليلٌ حالك ، لا يعقبهُ نهار ، أما حزن المؤمن فلغيره أكثر من حزنه لنفسه ، وإذا حزِنَ لنفسه فلآخرته قبل دنياه ، وإذا حزن لدُنياه فهو حزنٌ عارضٌ موقوف كغمام الصّيف ، سرعان ما ينقشع إذا هبَّتْ عليه رياح الإيمان .
أيها الإخوة الكرام ، إليكم هذه القصّة ، قدمَ على النبي صلى الله عليه وسلّم وفد من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلاً ، ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم ، فسُرَّ النبي عليه الصلاة والسلام بهم ، وأكرم منزلهم ، وقالوا يا رسول الله سُقنا إليك حقّ الله في أموالنا ، فقال عليه الصلاة والسلام : رُدّوها على فقرائكم ، فقالوا : يا رسول الله ، ما قدمنا عليك إلا بما فضَل عن فقرائنا ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، ما وفدَ من العرب بمثل ما وفد به هذا الحي من اليمن ، فقال عليه الصلاة والسلام : إنّ الهدى بيد الله عز وجل فمن أراد به خيرًا شرح صدره للإيمان ، وسألوا النبي عليه الصلاة والسلام أشياء فكتبَ لهم بها ، فجعلوا يسألونه عن القرآن والسّنن ، فازداد النبي عليه الصلاة والسلام بهم رغبةً ، وأمر بلالاً أن يُحسن ضيافتهم ، فأقاموا أيّامًا ولم يُطيلوا المكث ، فقيل لهم : ما يُعجّلكم ؟ فقالوا : نرجع إلى من وراءنا فنُخبرهم برُؤيتنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكلامنا إيّاه ، وما ردّ علينا ، ثمّ جاؤوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام يودِّعونه ، فأرسل إليهم بلالاً ، فأجازهم بأرفع ما كان يُجيز به الوُفود ، قال : هل بقي منكم أحد ؟ فقالوا : نعم ، غلامٌ خلَّفْناه على رِحالنا ، هو أحدثُنا سِنًّا ، فقال عليه الصلاة والسلام : أرسلوه إليّ ، فلمّا رجعوا إلى رحالهم ، قالوا إلى الغلام : انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فاقْضِ حاجتك منه ، فإنّا قد قضيْنا حوائجنا منه وودَّعْناه ، فأقبلَ الغلام حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : يا رسول الله ، إنِّي امرؤٌ من بني أبذى ، يقول : من الرّهط الذين أتَوْك آنفًا ، فقد قضَيْتَ حوائجهم ، فاقْض حاجتي يا رسول الله ؟ فقال : وما حاجتك ؟ قال : إنّ حاجتي ليْسَت كحاجة أصحابي ، وإن كانوا قد قدموا راغبين في الإسلام وساقوا ما ساقوا من صدقاتهم ، وإنّي والله يا رسول الله ما أقدمني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني ، وأن يجعل غِنَايَ في قلبي ، فقال عليه الصلاة والسلام وقد أقبل على الغلام : اللهمّ اغفر له وارحمهُ ، واجعل غِناه في قلبه ، ثمّ أمرَ له بمثل ما أمر لرجلٍ من أصحابه ، فانطلقوا راجعين إلى أهلهم ، ثمّ وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الموسم بمِنى سنة عشرٍ ، فقالوا : نحن بنو أبذى يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما فعل الغلام الذي أتاني معكم ؟ قالوا : ما رأينا مثلهُ قطّ ، ولا سمعنا بأقْنَعَ منه بما رزقه الله تعالى ، لو أنّ الناس اقْتسَموا الدنيا ما نظر نحوها ، وما التفت إليها ، فقال عليه الصلاة والسلام : إنِّي لأرجو أن يموت جميعًا ، فقال أحدهم : يا رسول الله ، أوَ لَيس يموت الرجل جميعًا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : تتشعّب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا ، فلعلّ أجلهُ يدركه في بعض تلك الأودية فلا يُبالي الله عز وجل في أيّ أوديتها هلكَ ، قالوا : فعاش ذلك الغلام فينا على أفضل حال ، وأزهده في الدنيا ، وأقنعه بما رُزق ، فلمّا توفّي النبي عليه الصلاة والسلام ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام ، قام في قومه فذكّرهم بالله وبالإسلام فلم يرجع منهم أحد ، وجعل أبو بكر رضي الله عنه يذكرهُ ويسأل عنه حتى بلغهُ حاله ، وما قام به ، فكتب إلى زياد بن لبيب يوصيه به خيرًا .
هذه هي القناعة عند المؤمن ، فالناس أيّها يموتون على ما عاشوا عليه ، فمن عاش جميعًا مات جميعًا ، ومن عاش أوزاعًا شتّى ، وأجزاءً متنافرة مات كم عاش ، وقليلٌ من الناس ، بل أقلّ من القليل ، ذلك الذي يعيشُ لغايةٍ واحدة ، ويجمع همومه في همّ واحد ، يحيى له ، ويموت له ، ذلك المؤمن البصير الذي غايته الفرار إلى الله ، وسبيله اتّباع ما شرع الله تعالى ، كلّ شيءٍ في حياته لله ، وبالله ، وحالهُ تنطق به هذه الآية : ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ .
[سورة الأنعام : الآية 162]
أيها الإخوة الأحباب حُضورًا ومستمعين ، قال تعالى : ]الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[ .
[سورة الأنعام : الآية 82]
إن الناس يخافون من أشياء كثيرة ، وأمورٍ شتّى ، ولكنّ المؤمن سدّ أبواب الخوف كلّها ، فلا يخاف إلا من الله وحده ، يخاف أن يكون فرَّط في حقّه أو اعتدى على خلقه ، أما الناس فلا يخافهم لأنّهم لا يملكون له ضرًّا ، ولا نفعًا ، ولا موتًا ، ولا حياةً ، ولا نشورًا ، والمؤمن آمنٌ على رزقه أن يفوته ، فإنّ الأرزاق في ضمان الله تعالى ، الذي لا يخلف وعده ، ولا يضيّع عبده ، وهو الذي يُطعم الطّير في وكناتها ، والسّباع في الفلوات ، والأسماك في البحار ، والدّيدان في الصّخور ، وهو الذي يسمع دبيب النملة السمراء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، لقد كان المؤمن يذهب إلى ميدان الجهاد حاملاً رأسه على كفّه ، متَمَنِّيًا الموت في سبيل عقيدته ، ومن خلفه ذريّة ضعاف ، وأفراغٌ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ، ولكنّه يوقن أنّه يتْركهم في رعاية ربٍّ كريم هو أبرّ بهم ، وأحمى عليهم ، وتقول الزوجة عن زوجها ، وهو ذاهبٌ في سبيل الله تعالى إنِّي عرفتهُ أكالاً وما عرفته رزّاقًا ، ولئن ذهب الأكّال لقد بقي الرزاق ، هو آمنٌ على أجله ، فإنّ الله قدّر له ميقاتًا مسمّى ، أيّامًا معدودة ، وأنفاسًا محدودة ، ولا تملكُ قوّة في الأرض أنْ تنقص من هذا المقدار ، أو تزيد فيه ، هدَّد الحجاج سعيدَ بنَ جبير التابعيَّ الجليلَ بالقتل ، فقال له سعيد بن جبير : لو علمْتُ أنّ الموتَ والحياة في يدك ما عبدتُ غيرك .
أيها الإخوة الكرام حضورًا ومستمعين ، إنّ الإيمان والأمَل متلازمان ، فالمؤمن أوْسع الناس أملاً ، وأكثرهم تفاؤُلاً واستفسارًا ، وأبعدهم عن التشاؤم والتبرّم والضّجر ، الإيمان معناه الاعتقاد بقُوّة عليا تدبّر هذا الكون لا يخفى عليها شيءٌ ، ولا تعجزُ عن شيءٍ ، وبيدها كلّ شيء ، المؤمن يعتصم بهذا الإله العظيم ، البرّ الرحيم ، العزيز الكريم ، الغفور الودود ، ذو العرش المجيد ، الفعال لما يريد ، يُجيب المضطرّ إذا دعاه ، ويكشف السوء ، ويقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيّئات ، أرحم بعباده من الأم بولدها ، وأبرّ بالخلق من أنفسهم ، المؤمن إذا حاربَ كان واثقًا بالنّصر لأنّه مع الله تعالى ، فالله معه ، ولأنّه لله ، فالله له ، قال تعالى : ]إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[ .
[سورة الصافات : الآية 172-173]
وهذا درسٌ بليغ لنا في معركتنا مع أعدائنا ، والمؤمن إذا مرض لم ينقطع أمله من العافية ، وإذا مرضتُ فهو يشفين ، والمؤمن إذا اقترف ذنبًا لم ييْأس من المغفرة ، قال تعالى : ]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[ .
[سورة الزمر : الآية 53]
وهو إذا أعسر لم يزل يؤمّل اليُسْر ، قال تعالى : ]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[ .
[سورة الشرح : الآية 5-6]
وإذا انتابتهُ كارثةٌ من الكوارث كان على رجاءٍ من الله أن يأجرهُ في مصيبته ، وأن يخلفه خيرًا منها ، وإذا رأى الباطل يقوم في غفلة الحق يصول ويجول ، أيقن أنّ الباطل إلى زوال ، وإلى أنّ الحق إلى ظهور وانتصار ، وإذا أدركتهُ الشيخوخة واشتعل رأسهُ شيبًا لا ينفكّ يرجو حياةً أخرى ، شبابٌ بلا هرم ، وحياة بلا موت ، وسعادةٌ بلا شقاء .
أيها الإخوة الكرام في دنيا العروبة والإسلام ، المؤمنون هم أصبر الناس على البلاء ، وأثبتهم في الشدائد ، وأرضاهم نفسًا في المُلِمّات ، عرفوا أنّ هذه الدنيا دار التواء ، لا دار استواء
، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح ، وأنّ من عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببًا ، وعطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا ، فيأخذ ليُعطي ، ويبتلي ليجزي ، وعرفوا أنّ ما ينزل من مصائب ليس ضربات عجماء ، ولا خبط عشواء ، ولكنّه وفْق قدرٍ معلوم ، وقضاء مرسوم ، وحكمة إلهيّة ، فآمنوا بأنّ ما أصابهم لمْ يكن ليُخطئهم ، وما أخطأهم لم يكن ليُصيبهم ، وعرفوا أنّ الله يقدّر ويلْطف ، ويبتلي ويخفّف ، ومن ظنّ انفكاك نفسه عن قدره فذلك لقُصور نظره ، وعرفوا أنّ لكلّ شِدّة شَدَّة ، وأنّ وراء كلّ محْنةٍ مِنْحةً منه .
أيها الإخوة المؤمنون ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطّى غيرنا إلينا فلْنَتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبعَ نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنّ سيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوتي المؤمنين ، أعزائي المستمعين ؛ إلى الموضوع العلمي ، يوقن الباحث في العلم ، ويشعر المتأمّل في الكون ، حينما يقرأ آيات القرآن المتعلّقة بخلْق الأكوان والإنسان ، يوقن ويشعر بكلّ خليّة في جسمه ، وبكلّ قطرةٍ في دمه ، أنّ هذا القرآن كلام الله ، المنزّل على نبيّه محمّد رسول الله ، وأنّه مستحيلٌ ، وألف ألف مستحيل أن يأتيَ به بشرٌ فرادى أو مجتمعين ، فمن خلال المؤتمرات العالميّة التي عُقِدَت في عواصم متعدّدة في أنحاء العالم حول الإعجاز العلمي في الكتاب والسنّة ، يتَّضِحُ أنّ أبحاثًا علميّة جادّة ورصينة ، قام بها علماء ليسوا مسلمين ، ولا تعنيهم آيات القرآن الكريم ، استغرقَتْ عشر سنوات ، وكلَّفتْ ملايين الدولارات ، تأتي نتائجُ بحوثهم مطابِقة مطابَقةً عفوِيَّة وتامّة من دون تكلّف ، ولا تعنّت ، ومن دون تأويلٍ بعيد عن الآية أو تعديلٍ مفتعلٍ لحقيقة ، تأتي نتائج بحوثهم تلك مطابقة لآية أو لكلمة في آية ، بل لحرفٍ واحدٍ في آية ، وهذا مصداق قوله تعالى : ]سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[ .
[سورة فصلت : الآية 53]
ففي الواحد والثلاثين من تشرين الأوّل من عام ألفٍ وتسعمائة وتسعين عرضَت إحدى أقوى وكالات الفضاء في العالم من خلال مرصَدٍ عملاق عبر موقعها المعلوماتي صورةً لا يشكّ الناظر إليها لحظةً أنّها وردة جوريّة ، ذات أوراق حمراء قانية ، مُحاطةٌ بِوُرَيقاتٍ خضراء زاهية ، وفي الوسط كأس أزرق اللّون ، أما حقيقة هذه الصورة ، فهي صورة لانفجار نجمٍ عملاق اسمه عين القِطّ ، يبعدُ عنّا ثلاثة آلاف سنة ضوئيّة ، وفي هذا الموقع المعلوماتي آلاف الصّوَر الملوّنة التي رفضتها المراصد العملاقة لِعَجائب الفضاء ، ولكن ما علاقة هذه الصورة بإعجاز القرآن ؟
في القرآن الكريم أيّها الإخوة آيةٌ في سورة الرحمن ، وهي قوله تعالى : ]فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ[ .
[سورة الرحمن : الآية 37]
لو تتبَّعْت أيها المستمع الكريم تفسير هذه الآية في معظم التفاسير قبل نشْر الصورة ، ما تجدُ فيها ما يُشفي غليلك ، ذلك لأنّ في القرآن آياتٌ لمّا تفسَّر بعدُ ، كما قال الإمام عليّ كرّم وجهه ، إنّ انشقاق هذا النّجم يُشبه ورْدةً متألّقة ، بل إنّ صورة هذا النجم عند انفجاره هو تفسير هذه الآية ، بشكلٍ أو بآخر ، هذا لونٌ من ألوان الإعجاز ، ولونٌ آخر ؛ بعض النجوم تبعد عنّا عشرين مليار من السنوات الضوئيّة أي أنّ ضوءها بقيَ يسير في الفضاء الكوني عشرين مليار سنةٍ حتى وصل إلينا ، علمًا أنّ الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاث مائة ألف كيلو متر ، فكم يقطع في السّنة ؟ وكم يقطعه في عشرين مليار سنة ؟! فهذا النّجم الذي وصل إلينا ضوؤُه بعد عشرين مليار سنة أين هو الآن ؟ إنّه يسير بسُرعةٍ تقتربُ من سرعة الضّوء لذلك جاءتْ الآية الكريم : ]فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 75-76]
إنّ كلمة مواقع في هذه الآية هي سرّ إعجازها ، فالموقع لا يعني أنّ صاحب الموقع موجود فيه ، فالله جلّ جلاله لم يقسم بالمسافات التي بين النجوم ، ولكنّه أقْسَم بالمسافات التي بين مواقع النجوم ، ذلك لأنّ النجوم متحرّكة وليْسَت ثابتة ، ولو قرأ عالم الفلك هذه الآية لخرَّ ساجدًا لله عز وجل ، فقد قال الله عز وجل : ]وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[ .
[سورة الواقعة : الآية 76]
أي أنّ العلماء وحدهم يقدّرون عظمة هذه الآية ، قال تعالى : ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[ .
[سورة فاطر : الآية 28]
اللّهم لنا فيما أعْطيت ، وقنا واصْرف عنَّا شرّ ما قضَيْت فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنَّه لا يذلّ من واليْت ، ولا يعزّ من عادَيْت ، تباركْت ربّنا وتعاليْت ، ولك الحمد على ما قضيْت نستغفرك اللهمّ ونتوب إليك ، اللهمّ هب لنا عملاً صالحًا يقرّبنا إليك ، اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارضَ عنَّا ، وأصْلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ ، مولانا ربّ العالمين ، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمَّن سواك ، اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك ، ولا تهتِك عنَّا سترَك ، ولا تنسنا ذكرك ، يا رب العالمين ، اللهمّ إنَّا نعوذ بك من عُضال الداء ومن شماتة العداء ، ومن السَّلْب بعد العطاء ، يا أكرم الأكرمين ، نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الذلّ إلا لك ، ومن الفقر إلا إليك ، اللهمّ بفضلك ورحمتك أعلي كلمة الحقّ والدِّين وانصر الإسلام وأعزّ المسلمين ، وخُذ بيَدِ وُلاتهم إلى ما تحبّ وترضى ، إنَّه على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .
والحمد لله رب العالمين
ما شاء الله
خطبه أكثر من رائعه جزاكى الله خيرا يا عبير على نقلها
لى تعليق بسيط أو سميه أقتراح بأن لا تضعى أكثر من خطبه واحده او مقاله واحده كل يوم تكفى جدا حتى لا نثقل على الناس و يملوا و يتركونا بعد أن تتراكم عليهم الخطب و يمكنك وضع روابط أو مراجع لمن يريد الأستزاده
يا ريت تكونى فهمتى و جهة نظرى حيث أشعر بعدم تفاعل كبير بين الأخوات و الموضوع
أزيكم يا أخواتى
والله والله وحشتونى جدا جدا
وأفتقدت الصحبة الرائعة وسباق الحسنات الجميل الموجود بينا
أعذرونى الكمبيوتر عطلان عندى من يوم الاربعاء
وانا دخلت سريعا كدة من عند ماما علشان أعرفكم أن واجباتى والحمد لله تمام
وبعملها كل يوم بس كان نفسى أكون متواصلة معاكم.. بس معلش
أدعو لى أكون معاكم عن قريب
ولو أتأخرت أوعوا تنسونى .. لأنكم فى بالى كلكم والله
وكمان عندى أفكار كتيرررررررررر أحب أعرف رأيكم فيها لما أرجع باذن الله
ما شاء الله..
لمة حلوة ومشروع رائع الله يجزيكم الخير جميعا ويجمعكم في الجنة كما جمعكم على طاعته في هذا الموضوع الطيب..
"عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً" الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله
ما شاء الله
خطبه أكثر من رائعه جزاكى الله خيرا يا عبير على نقلها
لى تعليق بسيط أو سميه أقتراح بأن لا تضعى أكثر من خطبه واحده او مقاله واحده كل يوم تكفى جدا حتى لا نثقل على الناس و يملوا و يتركونا بعد أن تتراكم عليهم الخطب و يمكنك وضع روابط أو مراجع لمن يريد الأستزاده
يا ريت تكونى فهمتى و جهة نظرى حيث أشعر بعدم تفاعل كبير بين الأخوات و الموضوع
و جزاكى الله خيرا على مجهودك الجميل
مسامة حبيبتى
الحمد لله انك استفدتى من الخطبة
بس ائوليلى هو انا وضعت اكتر من خطبة فى يوم واحد
لا يوم الخميس وضعت الخطبة دى
وكان قبلها اول درس من سلسلة دروس الاسماء الحسنى
اوعى يا مسلمتى تلخبطى
الاربع والاتنين دروووس العقيدة
وباقى الايام خطب او متنوعات من حدائق الايمان
يس معلش سامحونى انا نزلت بالخطبة تانى يوم الدرس علشان انا كنت مسافرة ومكنتش عايزة اسيب الموضوع كدة من غير حاجة جديدة الناس تزاكرها اليومين الى كنت هغيبهم
عبير.. شكرا يا قمر على الدروس الجميلة دى
بجد هو ده الشغل.. عاوزين الهمة تزيد علشان نوصل رمضان باذن الله وقلوبنا عامرة بذكر الله ويكون كل همنا هو القرب من الله والاحساس بحلاوة الايمان .
أخواتى فى هذه الصحبة الجميلة...جزاكن الله خيرا كثيرا..
*العبادة:طاعة طوعية تمتزج بمحبة قلبية ويجب أن تبنى على المعرفة اليقينية وبذلك نصل الى السعادة الأبدية. ... **العبادات التعاملية هى التى تصل بنا الى صحة العبادات الشعائرية. ... ***الكون قرآن صامت والقرآن كون ناطق ورسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قرآن يمشى. .... ****يجب أن نتدبر كل آيه من آيات القرآن ونفكر أيضا فى آيات الكون من حولنا. .... ****الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد (يجب أن نستوعبها جيدا وندرك معناها ونقبله وبذلك نرضى بقضاء الله وقدره) .... * ألا بذكر الله تطمئن القلوب* كلما تضيق بى الدنيا أو يصيبنى هم لأمر من أمور الدنيا أو أخاف من شيء أذكر الله ويظل لسانى يردد الدعاء والذكر .. والله يا اخواتى يطمئن قلبى بامر الله ويتبدل حالى الى الأفضل والحمد لله .......
أتمنى تكون مشاركتى البسيطة عجبتكم وأكون قدرت أوصل لكم ما فهمته من الدرس
جزااااااااااااااااكى الله كل الخير يا ياسمين وماتغبيش تانى ابدا
وهو دا اللى نفسى فيه بجد ان كل حد فينا بعد كل درس يككتب ملخص اللى اتعلمه من الدرس علشان نركز ومايمرش مرور الكرام
انا كنت مسافرة اليومين اللى فاتو
علشان كدة نزلت بالدرس بعديه الخطبة على طول علشان يغطى فترة الغياب
تعليق